رقيقة كالنسمة، ونادرة الظهور كالألماس، ولكنها بتاريخها الفني الناجح منذ أن اكتشفها الفنان الراحل أحمد مظهر، وبابتسامتها وبساطتها الحاضرة، تنجح في احتلال المقدمة في كل مرة تقرر فيها الظهور، حتى سميت <باربي> السينما المصرية (إشارة الى الدمية المشهورة <باربي>). سألناها عن أسباب غيابها وعن كل ما يثير الجدل حول شخصيتها الغامضة، فكانت صريحة الى حد كبير، وبسيطة الى حد أشبه بطبيعتها. وتقوم الفنانة ميرفت أمين ببطولة فيلم <حماتي بتحبني> مع المخرج أكرم فريد، ومن إنتاج أحمد السبكي بعدما غابت عن السينما منذ فيلم <مرجان أحمد مرجان> مع عادل إمام. وعن الفيلم وأشياء أخرى كان هذا الحوار:
ــ ماذا عن دورك في فيلم <حماتي بتحبني>؟
- أجسد دور والدة إيمان العاصي التي يقع في غرامها حمادة هلال ويتزوجها. ولكن بسبب فشلي في تربيتها وهي ابنتي الوحيدة، ولعدم قدرتها على التأقلم مع حياتها الزوجية، حيث تعامل زوجها بأسلوب غير جيد، أتعاون مع زوج ابنتي لتقويم سلوكها بشكل كوميدي. وتدور أحداث العمل في إطار رومانسي كوميدي.
ــ ما الدافع وراء قبولك المشاركة في الفيلم؟
- إن فكرة الفيلم كانت دافعاً وراء قبولي المشاركة في العمل. لقد رفضت الكثير من السيناريوهات خلال الفترة الماضية، لأنها لم تناسب تاريخي الفني، وتقلل من مكانتي عند الجمهور. وأنا لا أقيّم العمل من خلال عدد المشاهد أو مساحة الدور وإنما أضع الشخصية التي أجسدها ضمن أولوياتي قبل الموافقة على أي سيناريو.
ــ يروّج بعض الشباب لمقاطعة أفلام السبكي، لماذا قبلت التعاون معه في هذا الفيلم؟
- أنا لا أضع جهة الإنتاج في حساباتي الفنية، وكل ما أهتم به أن يكون الشكل النهائي للعمل جيداً، ويتوافق مع مكانتي الفنية عند الجمهور، وترويج بعض الشباب لمقاطعة أفلام السبكي يجعل مثل هذه الخطوات في صالح العمل، وتزيد من أسلوب الدعاية بين الجمهور.
مع نور الشريف
ــ وماذا عن فيلمك الجديد <بتوقيت القاهرة> أمام نور الشريف؟
- سيكون الفيلم إضافة كبيرة للسينما المصرية ومن الأفلام التي لها ثقلها ، والفيلم يرصد التغييرات التي حصلت في المجتمع من خلال نماذج مختلفة لا تلتقي. وأجسد فيه دور فنانة اعتزلت ، وهو من إنتاج سامح العجمي وإخراج أمير رمسيس.
ــ ما السر وراء عدم ظهورك الإعلامي؟
- أعتقد أن السبب مزيج بين الخجل والكسل، ولكنني أمارس حياتي كأي امرأة عادية.
ــ هل تتعمدين الاختفاء حتى يفتقدك جمهورك؟
- لا طبعاً، بل هم يفتقدونني بسبب قلة أعمالي، وحينما يقابلونني في أماكن عامة يسألونني عن سر اختفائي.
ــ اذاً ما سبب اختفائك؟
- حينمـــا يكون الفنـــان صـــــاحب مشـــــوار غنـــــي بالأعمـــــال، لا يكون اختياره للجديـــــد سهلاً، فأنا قمت بأعمال كبيرة جداً، ومن الصعب أن أجد ما يستفزني.
ــ ولماذا لا تطلبين من بعض الكتاب عمل موضوع خاص لكِ؟
- لأن ذلك ليس من طبعي، فأنا لست ممن يطالبون أعمالاً بالتفصيل، وأذكر أن أحد النقاد قال: <ميرفت أمين تجلس في بيتها وتنتظر السيناريوهات لتهبط من السماء>.
ــ ألا تفكرين في الإنتاج لنفسك؟
- أنا والأرقام لسنا أصحاباً أبداً، ولا أعرف لعبة الإنتاج، فاضطر لأنتظر العرض الجيد.
المذيعة ميرفت
ــ إذا كنتِ لا تحبين الظهور، فلماذا وافقتِ على تجربة <مع ميرفت ودلال> وظهرتِ كمذيعة لأول مرة؟
- أظن أن الفنان يشعر بموقف قوة حينما يكون هو صاحب السؤال، وليس من يتوجه له السؤال، وحينما اختبرت تجربة التقديم التلفزيوني شعرت بذلك، وكنت حريصة جداً على ألا أوجه أسئلة تحرج الضيف أو تضايقه أو توتره، وحينما حلت الفنانة يسرا ضيفتنا في إحدى الحلقات، قالت لنا انها كانت مستمتعة جداً باللقاء وكانت تشعر أنها تجلس معنا في صالون داخل منزل، حيث نضحك ونحكي بدون قيود أو مخاوف. وأنا ودلال كنا نحاول طوال الوقت أن نشعر الضيف بالاسترخاء وألا نضايقه بأي شيء، وكنت أشعر بشجاعة أكبر وأنا التي تمسك <المايكروفون> وتسأل.
ــ هل شعرتِ أن تلك التجربة أضافت لكِ جديداً؟
- أظن أنها أضافت لي المزيد من الثقة، وفي أول حلقة استضفنا دنيا ابنة دلال عبد العزيز، فكنا كأننا نتمرن خلالها، والحمد لله كانت الحلقة لطيفة، فشعرت باطمئنان للتجربة كلها.
ــ من كان أصعب ضيف من ضيوفك؟
- لا أحد، فكلهم كانوا على راحتهم ومطمئنين جداً، وحتى حينما كان فريق الإعداد يطلب مني (عبر السماعة) أن أطرح سؤالاً معيناً، وأشعر أنه سيؤثر على راحة ضيفي، لا أطرحه وكنت أشير لهم بأنني لن أقوم بطرح هذا السؤال.
ــ ما سبب قبولك دعوة مهرجان أبو ظبي العام السابق، بعد رفضك للدعوة نفسها لخمس سنوات متتالية؟
- أولاً، يجب أن أوضح أن رفضي كان غالباً بسبب خوفي من ركوب الطائرات ورفضي للسفر، ولكنني قبلت الدعوة في العام الأخير بسبب امتناني لموقف الإمارات العربية المتحدة من مصر، بعد ثورة 30 يونيو.
ميرفت والوزن الزائد والاعتزال
ــ هل تتابعين السينما العالمية؟
- إلى حد ما، ولكنني لا أقصد السينما، بل أفضل انتظار الأفلام حتى تعرض على شاشة التلفزيون.
ــ كيف تحافظين على وزنك بدون زيادة؟
- لأنني لا أحب الوزن الزائد، وأشعر بالضيق حينما ألاحظ زيادة في الوزن، ولذلك أضطر للحفاظ على نفسي حتى لا أعرضها للضيق فيما بعد، وحتى لا أضطر لاتباع<دايت> مكثف، خصوصاً وأنني تعبت في مرة من المرات وأصبت بهبوط في السكر.
ــ ما السر وراء اقتنائك لسبع قطط في منزلك؟
- (ضحكت) لأنني أحبها جداً، وتعودت على بقائها، وأعتني بأكلها وتصفيفها وتنظيفها وكل شيء، وحبي للقطط قديم منذ صغري، فأي شخص كان يريد التخلص من قطة، كان يتركها في حديقة منزل أسرتي.
ــ هل فكرتِ في فترة معينة في الاعتزال؟
- نعم، فكرت في الاحتجاب عن الأضواء أكثر من مرة، كلما كنت أشعر أنه لا تعرض عليّ أدوار جديدة.. فأقول: يكفي هذا ويجب أن أرتاح، ولكن تأتيني بعد ذلك أعمال جيدة فأغير رأيي.
ــ هل تتضايقين من الفترات التي لا تعملين فيها؟
- لا، فعندي الكثير يشغلني.. أتابع كل جديد في التلفزيون، وأقضي وقتاً ممتعاً في المطبخ، فأنا طباخة ماهرة.
ــ ألا تخططين لنفسك؟
- لا أعتبر نفسي مخططة فأنا إنسانة قدرية ومؤمنة أن الشيء إذا لم يكن مكتوباً لي، لن يأتي لي.
ــ هل عندك نشاط اجتماعي؟
- نعم، أنا عضوة في نادي <اينرويل الجزيرة> وأشارك في مناسبات خيرية كثيرة وجمع تبرعات.
ــ هل فكرتِ في الانشغال بأي مشاريع تجارية؟
- جربت في فترة أن أشارك صديقة لي في محل تجاري للهدايا، ولكن المشروع فشل ولم يكن رابحاً في شهره الأول.
ــ ما سبب محافظتك على صداقتك بالفنانة شويكار طوال هذه السنوات؟
- صداقتي لها صداقة عمر، فنحن نفهم بعضنا البعض جيداً ونعرف كيف نحترم خصوصيات الآخر، ومتى نتحدث ومتى نسأل بعضنا البعض، ومتى لا نسأل.. والحمد لله صداقتنا دامت لأننا لم نتعامل كأننا متنافستان، بل كانت علاقتنا إنسانية واحترامنا المتبادل ساعدنا على إبقاء هذه العلاقة.
ــ ما أهم النصائح التي تقدمينها لمنة ابنتك من حسين فهمي؟
- أنصحها بالتأني في قراراتها وعدم استعجال أي شيء كما تعودت أن تفعل.