تفاصيل الخبر

فخامــــة الـــرئيس وهمـــوم الشعب اللبنانـــي فـي فيلـــم مــن كتابـــة «كلوديـــــا مـــــرشيليان »!  

14/08/2015
فخامــــة الـــرئيس وهمـــوم الشعب اللبنانـــي فـي فيلـــم مــن كتابـــة «كلوديـــــا مـــــرشيليان »!   

فخامــــة الـــرئيس وهمـــوم الشعب اللبنانـــي فـي فيلـــم مــن كتابـــة «كلوديـــــا مـــــرشيليان »!  

بقلم عبير انطون

SAM_7473    ابتداءً من منتصف آب/ أغسطس الحالي، سيكون للجمهورية اللبنانية رئيس. هذا مؤكد، وستكون له سيدة اولى لها دورها، إنما الدور الاكبر سيكون لامرأة أخرى اسمها <السيدة الثانية> التي تعيش في القصر وقد سمي الفيلم باسمها كونها صلة الوصل بين الشعب و القصر. فحول هذه <السيدة الثانية> ستدور الأحداث، وسيعيش اللبنانيون واقعهم من خلالها في جو كوميدي هادف،وفي اجواء تعكس الحياة اللبنانية بمختلف جوانبها. هذا ما وعدنا به القيمون على فيلم <السيدة الثانية> من المنتج جمال سنان الى الكاتبة كلوديا مرشيليان والمخرج فيليب أسمر وجميع النجوم الابطال في الفيلم على رأسهم الممثلة ماغي بو غصن والممثل باسم مغنية. أما سدة الرئاسة، فسوف يملؤها الممثل والصحافي جوزيف بو نصار صاحب الباع الطويل في الفن اللبناني الاصيل ولو انه <ارثوذكسي>، ما يمنعه في نظامنا اللبناني من الوصول الفعلي الى الكرسي الأول.

فحول ماذا ستدور الاحداث؟ أين سيصور الفيلم؟ ما الذي ستكون عليه مواصفات الرئيس على الشاشة، وما هي مفاجأة الفيلم الموعودة؟

<الافكار> التقت بباقة العاملين في الفيلم ومنهم رسمت الصورة عن الأحداث المنتظرة.

 

SAM_7474 من تحت.. ومن فوق!

 

 كلوديا مرشيليان، الاسم وحده بات محط ثقة بالورق وبما سيكون عليه. فيلمها السينمائي الاول بعد 46 مسلسلاً ناجحاً ذكرنا بأسماء أفلام عديدة دارت هي ايضاً حول رئاسة الجمهورية منها <موعد مع الرئيس>، أو <طباخ الرئيس> الفيلم المصري الذي قام ببطولته الممثل طلعت زكريا واستدعاه حينئذٍ الرئيس حسني مبارك الى قصره في لقاء بينهما دام ساعتين وربع الساعة في لفتة طيبة منه. الا ان هذا الفيلم أو غيره لم يكن مصدر وحي للكاتبة التي أرادت نقل واقعنا اللبناني من خلال فيلم ذكي وطريف ويحمل الوجع اللبناني المزمن.

 يعالج فيلم <السيدة الثانية> في خطوطه العريضة قضايا انسانية واجتماعية يعاني منها المجتمع اللبناني بكل أطيافه بينها البطالة والشيخوخة ومصير المسنين في دار العجزة والفقر، وموضوع الخيانة والحبّ، من دون الولوج في القضايا السياسية، رغم أن أحداثه تدور في القصر الجمهوري فضلاً عن المشاكل الحياتية التي تلامس كل مواطن يعيش في لبنان من دون استثناء. الفكرة توجزها كلوديا كالآتي: اثنان من الناس العاديين: <دهب> (ماغي بو غصن ) و<رضا> (باسم مغنية) يذهبان للعمل في القصر الجمهوري حيث الرئيس وزوجته، فيجتمع اللبنانيون من <تحت ومن فوق> اي من مختلف الطبقات، وتدور مواقف وحوارات تكشف الآراء الصحيحة من تلك الخاطئة وتنقل معاناة اللبناني الذي تعب حتى من الأمل. الفيلم موجه لكل اللبنانيين الذين سيذرفون دموع الضحك والحزن على حالهم في آن واحد. اما صورة الرئيس فهي الصورة الطبيعية لأي رئيس يعيش هو نفسه في صراع مثلنا. ألا يشم المسؤول مهما علا موقعه مثلنا رائحة القمامة في الطرقات؟ ألن يصل الوباء في حال تفشيه لا سمح الله الى اولاده كما الى أولادنا؟ كلنا في لبنان نعيش الهموم عينها و الفارق الوحيد ان المسؤولين يملكون السلطة والمال والنفوذ والوساطة، ولا تعتقدوا انهم أحرار بمصائرهم، فهم مكبلون بأمور أكثر منا حتى نحن الشعب العادي..

 

SAM_7491المرأة.. والشيخوخة

 حول الرئيس والعاملين معه في القصر ترسم مرشيليان أكثر من شخصية محورية. السيدة الاولى هي نهلة داوود التي تمنت بمزاح لو كانت كذلك في الواقع. <مسيكا> هي ختام اللحّام التي وعدت بشخصية مهمة تعلم في أذهان الجمهور وتشكل <دويتو> جميلاً جداً مع <عساف> الذي يشخص دوره الممثل عمر ميقاتي. ميقاتي سعيد جداً بفيلم يعتبره رسالة انسانية فيها <دمعة وابتسامة>، يعرض المشكلة ويعطي حلاً لها، يتطرق الى مسألة الشيخوخة التي تقلق كل مسنّ، كما يدافع أيضاً عن المرأة التي لا تزال حقوقها غير مكتملة. الممثل والمخرج اللامع جهاد الأندري هو <فيريه> المتحدث الإعلامي باسم القصر الجمهوري وله دور محوري في الاحداث، أما <لما> فهي باميلا الكك المتعبة من فوضى البلد التي تمنعها من تحقيق أحلامها، وتبقى جناح فاخوري في دور <عفاف> التي تمنت للفيلم نجاحاً كبيراً خاصة وانها تشارك للمرة الأولى في فيلم سينمائي وتلعب دور امرأة تستغل الظروف المحيطة بها لمصلحتها الذاتية في إطار كوميدي لذيذ. ويشارك في الفيلم ايضاً كل من فؤاد يمين، الاشقر أو <فحمة> في دور يعتبره الاهم حتى الآن في مسيرته الكوميدية هو من عرفه الجمهور اول ما عرفه في اعلان <ديجونكتوري طق> مع الفنانة ميرفت القاضي والممثلة سهى قيقانو في دور <عايدة شوكتلي>، وقد وعدت ان تبرع كما العادة في أحد أدوارها المركبة الجديدة.

الرئيس و<المونولوج>..

SAM_7492 

الممثل القدير جوزيف بو نصار الذي سميناه الرافعة الكبرى للفيلم لم يقبل بهذه التسمية، فالكل <بيجننو> بحسب قوله. بو نصار عاد حديثاً من مشاركة له في فيلم في روما تحت عنوان <رشاز دريم> وهو عبارة عن دراما وثائقية مهمة جداً ممنوع الحديث عنها حتى تنتهي، وآخر صوّر في كندا  بعنوان <روميو 11>عرض فيها ولاقى الترحيب في أكثر من مهرجان كبير. مشاركة بو نصار في الافلام الاجنبية هذه تعطيه دفعاً معنوياً كبيراً مع الإشارة الى عروض كثيرة تصله عبر العلاقات الشخصية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي على رأسها <الـويب سايت> الذي يملكه والذي اشتغل عليه باحتراف كبير. الا ان تلبية العروض العديدة تواجهها مشكلة لا يمكن لبو نصار تجاهلها فهو لا يستطيع ترك لبنان لأكثر من 25 يوماً متواصلاً بسبب ارتباطاته العديدة.

السينما تبقى خيار جوزيف بو نصار الاول يعقبها المسرح ومن ثم التلفزيون علماً انه لا يعمل في الشاشة الصغيرة الا مع اسماء يثق بها. اما الصحافة المكتوبة وهو احد اقلامها منذ زمن طويل في جريدة <النهار> فيراها تتراجع لحساب الاعلام المرئي وادوات التواصل الاجتماعي الحديث، الا ان الناس تغربل وتعرف الجيد.. حتى الصحف المكتوبة كانت تغربل ولم يبقَ منها الا اربع أو خمس فقط.

بو نصار متفائل جداً بالسينما اللبنانية ومستقبلها. يعيد التأكيد على انتاج جيد فيها نشهده اليوم، هو الذي شارك بأكثر من فيلم منذ أيام المخرج الراحل مارون بغدادي و كان بطل فيلمه <بيروت يا بيروت> في العام 1975، الى فيلم زياد دويري في <وست بيروت> وغيرهما من المخرجين الذين نجحوا كما نادين لبكي بالتزويج الناجح ما بين رأيي الجمهور والنقاد، وهو يعدد في هذا المجال اكثر من اسم بينهم فيليب عرقتنجي الذي يحضر الآن لعمل جديد، جوانا حاجي توما وخليل جريج الذي يميز مشاركته معهما في فيلم <البيت الزهر>، رندا الشهال وغيرهم.. كذلك لا ينسى بو نصار فيلم <بيروت مدينة مفتوحة> لسمير حبشي الذي ذكره بين أجمل أدواره. كذلك فقد كانت له مشاركات في افلام مصرية بينها <بطل من الجنوب> مع محمد ابن صلاح أبو سيف، وها هو يرى في تجربة المخرج فيليب اسمر السينمائية الاولى في <السيدة الثانية> خطوة على درب من سبقوه عساها تكون ناجحة بعد النجاحات التي قدمها على صعيد المسلسلات اللبنانية أو تلك المشتركة. ففيليب وبحسب ما أعلن هو شخصياً يتهيب هذه التجربة ويفارقه النوم هذه الايام لإنجاحها، معتمداً الادوات السينمائية الكفيلة بإنجاح فيلم بسيط القصة كبير الرسالة الانسانية.

ونسأل بو نصار: اي رئيس سنراه على الشاشة ؟ فيجيب بأنه الرئيس المثالي المحب. لم يتم تناوله بطريقة كاريكاتورية على الاطلاق. ويزيد بو نصار: ما جعلني احب الدور أكثر  <المونولوج> الذي يقوله الرئيس عند انتخابه، اذ يؤدي <مونولوجاً> طويلاً عن لبنان وكل ما يدور فيه، سوف تدمع له عيون المشاهدين. وينفي بو نصار تأثره بصفات اي شخصية رئاسية ينقل حيثياتها الى دوره.

SAM_7496

سعيدة 24 قيراط..

ماغي بو غصن ممنوعة من الحديث بالتفاصيل عن دور تعتبره الاجمل ربما حتى الآن. هي <سعيدة وقلقة> في الوقت عينه. تؤكد ان الفيلم مستمد من الشارع اللبناني ومن معاناة الناس حرفياً وأنه يطرح مشكلات نعيشها جميعاً. مشكلات لا يعنى بها طبعاً مثل تلك التي عرفتها مع الفنانة سيرين عبد النور والمناوشات التي حصلت بينهما في مسلسل <24 قيراط>. فماغي السعيدة بنجاحها ودورها الجديد تقول انها لا يمكنها ان تعتبر سيرين صديقتها ولا هي عدوتها بالطبع.. وتحصل دائماً بعض المشاكل وتطوى.

مــــن جهتــــه، يعتبر الممثل باســــم مغنيـــــة الفيلم رســــالة مضخمـــــة عن تصرفات أصحاب السلطة والنفوذ وفيه الواقع اللبناني! لم يخفِ خوفه من التجربة كونها كوميدية! أما الممثلة باميلا الكك فقد أُخذت بدورها منذ قراءته لأنه يطرح مشكلة تتعلق بحقوق إنسانية كما معظم الصبايا اليوم، مشيرةً الى أنّ المشكلة فيها عنف موجع لن تكشف تفاصيله الآن حتى تترك دورها مفاجأة للجمهور، وقالت: <سيكون دوري مركباً كالعادة، وأنا سعيدة بالتجربة الأولى لي في السينما، فهي مسؤولية كبيرة عليّ يجب أن أثبت نفسي من خلالها، على أمل أن يصل هذا الفيلم إلى قلوب كل اللبنانيين>.

سنان و<نيكولاس كايج>..

SAM_7501 

المنتج جمال سنان العائد من الولايات المتحدة حيث تعاقد هناك عبر شركته على انتاج فيلم هوليوودي من بطولة <نيكولاس كيج> بلغت 40 مليون دولار ويحمل عنوان <USS Indianapolis> بالتعاون مع شركة أميركية هي <Hannibal Pictures> سيكون له في هوليوود انتاجان في السنة يتمنى ان يكون بينها لاحقاً واحد مع النجم <ليوناردو دو كابريو>. فسنان جمع في رصيده حتى الآن 11 فيلماً اميركياً وفيلمين لبنانيين هما <فيتامين> و<بيبي> والحبل على الجرار في فيلم كل عام.. هو فخور جداً بنجاحات أفلامه على صعيد لبنان والعالم العربي ككل منوهاً بأنه سعيد بالمشاهد اللبناني الذي يمنحه ثقته ويشجع الفيلم اللبناني! وقد أعرب ايضاً عن اختياره <السيدة الثانية> فيلماً لبنانياً كوميدياً لأنه لمس أنّ الناس يحبون هذا النوع، وهو يشبه لبنان ويخاطب الشعب اللبناني!

من جهة أخرى، أفصح سنان أنه بدأ بالتوقيع مع أهم النجوم لرمضان المقبل بينها عقود مع الممثلين غادة عبد الرازق وماغي بو غصن وعابد فهد. وسيلعب الأخير بطولة مسلسل «أطلقوا الرصاص» من كتابة سامر رضوان. وسيكون لـ «إيغل فيلم» تعاون أيضاً مع محمد مشيش صاحب < Beelink Production> الذي خاض معه تجربة إنتاج مسلسل «طريقي» الذي لعبت بطولته شيرين عبد الوهاب، وان لم يكن قد حصد النجاح المطلوب.

ما بين الجميزة والقصر الجمهوري في بعبدا الذي لم يبدأ التصوير فعلياً فيه بعد، تدور أحداث <السيدة الثانية> وسوف يتزامن عرض الفيلم مع الاعياد المباركة وتحديداً في في 18 كانون الأول ( ديسمبر) المقبل. كذلك سيعرض في الأردن ودبي والمغرب العربي ومصر. الى ذلك الحين وحتى لو حصلت المعجزة وانتخب رئيس فعلي يملأ سدة الفراغ فإن شيئاً لن يتغير بالنسبة الى الفيلم ومساره وأحداثه التي تبدو مشوقة..