تفاصيل الخبر

فخامة الرئيس جبران باسيل!

23/11/2018
فخامة الرئيس جبران باسيل!

فخامة الرئيس جبران باسيل!

 

بقلم وليد عوض

الأضواء مسلطة الآن على وزير الخارجية جبران باسيل (48 سنة) الذي اختار لنفسه أن يكون <تشامبرلن> الأزمة اللبنانية، بحيث يمد يده الى جميع الفرقاء بحثاً عن حل للأزمة الحكومية التي استفحلت وطارت غبارها، لأن ذلك في رأيه هو المخرج الوحيد لأزمة عدم تأليف الحكومة.

وقد تنقل جبران باسيل من <بيت الوسط> الى عين التينة، الى حارة حريك، الى النواب المسلمين السنة الذين يرون أن من حقهم أن يكون أحدهم وزيراً، كذلك كان ملفتاً لقاء وزير الخارجية مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي حافظ على لهجة الأب وهو يتناول الأزمة الحكومية.

وجبران باسيل، بدون أن يعلن ذلك، مرشح لرئاسة الجمهورية عام 2022، ويرى في نفسه فارس المعركة، باعتبار أنه يحمل الإرث السياسي لوالد زوجته الرئيس ميشال عون، ومن هذا الباب، ربما يختار العبارات المناسبة في التعاطي مع الأزمة ويتكتم أحياناً ما دار في أحد مجالسه، ولا يبوح بالسر. وهكذا تعامل مع زيارته للزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط. كما غزل ناعماً مع الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري، وكل الكلام الذي يخرج من شفتيه محسوب بالنقطة، وهو يختلف في هذا الباب عن الرئيس كميل شمعون والرئيس أمين الجميّل، والرئيس ميشال سليمان، إذ يتكلم اللغة المحببة الى الناس من جميع الطوائف، تماماً كقوله ان الرئيس الحريري <بي> السنة السياسي والمفتي دريان <بي> السنة الروحي.

وفي الشأن الاقليمي لم يتفوه بأية كلمة مسيئة الى بلد عربي، بل يركز هجومه على اسرائيل التي تتربص بلبنان في الحدود الجنوبية.

والرجل لا ينطلق من موقع ضعف في السياسة والتمثيل البرلماني. فقد جمع أعلى الأصوات في انتخابات البترون، وزار كل مناطق لبنان واحدة واحدة، وكان له في كل زيارة الكلام الذي يرضي المستمعين، أي انه فتح الجسور مع الزعامات السياسية ذات التأثير في انتخابات الرئاسة.

وجبران باسيل، في هذا الخضم هو المرشح الثالث في معركة الرئاسة عام 2022 بعد سليمان فرنجية وسمير جعجع، وواضح منذ الآن انه يتمتع بتأييد والد زوجته الرئيس ميشال عون، خصوصاً وان الجنرال ــ كما تدل أحاديثه ــ ليس في وارد التجديد، لأن التجديد آفة ذرت قرونها في عدة عهود وما حصدت إلا النكبات، تماماً كما حصل في أواخر عام 1958، وتسبب في انقسام البلاد واندلاع انتفاضة دير القمر.

ولقب <فخامة الرئيس> مستحب عند جبران باسيل بانتظار أن يكون كذلك عند كل اللبنانيين. ولا نملك هنا إلا الدعاء!