تفاصيل الخبر

دراسة تبين قدرة غسول الفم ومعجون الأسنان في إبطاء انتشار فيروس "كورونا"

23/12/2020
دراسة تبين قدرة غسول الفم ومعجون الأسنان في إبطاء انتشار فيروس "كورونا"

دراسة تبين قدرة غسول الفم ومعجون الأسنان في إبطاء انتشار فيروس "كورونا"

بقلم وردية بطرس

 

طبيبة الأسنان والاختصاصية في أمراض اللثة الدكتورة سارة فغالي: توجد دراسة تنصح الناس باستخدام غسول الفم للوقاية من فيروس "كورونا المستجد"

[caption id="attachment_84144" align="alignleft" width="357"] هناك نوع معين من معجون الأسنان يقي من فيروس كورونا.[/caption]

  تشير الدراسات المخبرية الى أن معاجين الأسنان التي تحتوي على تركيبات الزنك او "الستانوس" وغسول الفم الذي يحتوي على "كلوريد سيتيل بيريدينيوم" (CPC) تعمل على تحييد الفيروس المسبب لفيروس "كورونا المستجد"، وذلك بنسبة 99.9 في المئة. تأتي هذه الدراسات كجزء من برنامج أبحاث "كولجيت" الذي يتضمن أبحاثاً سريرية على الأشخاص المصابين بالفيروس لتقييم فعالية منتجات العناية بالفم في تقليل كمية الفيروس في الفم، مما قد يؤدي الى ابطاء انتقال فيروس "كوفيد – 19". وبحسب الدراسات المختبرية التي تضمنت معجون الأسنان للمرة الأولى نجح معجوني أسنان "كولجيت توتال" و "ميريدول" في تحييد 99.9 من الفيروس بعد دقيقتين من الاتصال. وأظهر كل من غسولي الفم "كولجيت بلاكس" و"كولجيت توتال" فعاليتهما بعد 30 ثانية. وقد أُجريت الدراسات التي تمت في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بالشراكة مع معهد أبحاث الصحة العامة التابع لجامعة "روتجرز نيوجيرسي الطبية" والمختبرات الاقليمية للسلامة الحيوية. وأظهرت نتائج الاختبارات أن بعض معاجين الأسنان وغسول الفم قد تساعد في تقليل انتشار فيروس "سارس – كوف 2" وهو الفيروس المسبب لفيروس "كوفيد – 19"، وذلك عن طريق تقليل كمية الفيروس في الفم مؤقتاً. وينتشرالفيروس وفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، من خلال قطرات الجهاز التنفسي او الجزيئات الصغيرة التي تخرج من فم الشخص المصاب عندما يسعل او يعطس او يغني او يتحدث او يتنفس.

 وكانت الدكتورة "ماريا رايان" كبيرة المسؤولين الطبيين في "كولجيت" قد أوضحت بقولها: ما زلنا في المراحل الأولى من أبحاثنا السريرية، ولكن نتائجنا المختبرية الأولية والسريرية واعدة للغاية. في حين أن تنظيف الأسنان بالفرشاة والشطف لا يُعتبران علاجاً بحد ذاته أو وسيلة لحماية الفرد بشكل كامل من العدوى، الا أنهما قد يساعدان في تقليل انتقال الفيروس وابطاء انتشاره، بحيث يعملان على

[caption id="attachment_84145" align="alignleft" width="253"] الدكتورة سارة فغالي:معجون الأسنان يزيل الطعام بينما غسول الفم يقتل الفيروس.[/caption]

زيادة الفائدة التي نحصل عليها من ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين المتكرر.

 ومن جهته قال رئيس قسم الأمراض المعدية ومدير مركز الاستجابة لفيروس "كوفيد – 19" الدكتور "ديفيد الاند" الذي قاد دراسة "روتجرز" مع زميليه الدكتور"براديب كومار" والدكتور "ريكاردو روسو": نظراً الى أن اللعاب قد يحتوي على كمية من الفيروسات يمكن مقارنتها بتلك الموجودة في الأنف والحنجرة، يبدو أنه من المحتمل أن فيروس "سارس – كوف 2" الذي نشأ في الفم يساهم في انتقال المرض خصوصاً لدى الأشخاص المصابين بفيروس "كوفيد- 19" بدون أعراض والذين لا يسعلون. ويدل هذا على أن تقليل الفيروس في الفم يمكن أن يساعد في منع انتقال العدوى خلال الوقت الذي تكون فيه منتجات العناية بالفم نشطة. وقام الباحثون بتبادل النتائج التي توصلوا اليها في أوائل كانون الأول (ديسمبر) الجاري. يُذكر أن دراسات الأبحاث السريرية الاضافية والمدعومة من قبل "كولجيت" حول معجون الأسنان وغسول الفم ما زالت في مراحل مبكرة في "روتجرز"، ومعهد "أينشتاين" وفي جامعة "نورث كارولينا"، بمشاركة حوالي 260 شخصاً مصاباً بالفيروس في هذه الدراسات.

وقال الدكتور "رايان" في هذا السياق : تتعاون "كولجيت" مع الكثير من الباحثين في جميع أنحاء العالم لاجراء أبحاث سريرية لاستكشاف قدرة منتجات العناية بالفم على تقليل انتشار العدوى عن طريق الفم وذلك كاستراتيجية للحد من المخاطر. نعتقد أن العناية بالفم تلعب دوراً مهماً في مكافحة الوباء العالمي الى جانب التدابير الوقائية الأخرى، في حين اعتبر عميد طب الأسنان في جامعة بنسلفانيا الدكتور "مارك وولف" انه مع هذا الوباء كلما عرفنا أكثر عن الفيروس، كلما زادت قدرتنا على مكافحته، لهذا أنا متحمس للاطلاع عن كثب على برنامج الأبحاث المثير للاعجاب الذي قامت به الشركة. نحن بحاجة الى الاستمرار في اتخاذ الاحتياطات التي أوصت بها الجهات الصحية، ومن خلال هذه الدراسات قد نقدم طريقة اضافية لمعالجة انتقال المرض بين الأشخاص الذين هم على اتصال وثيق خصوصاً في مزاولة طب الأسنان وسيكون ذلك تقدماً بارزاً.

 

طبيبة الأسنان الدكتور سارة فغالي وفعالية غسول الفم

[caption id="attachment_84142" align="alignleft" width="392"] ضرورة استخدام غسول الفم في زمن "كورونا".[/caption]

 فهل يحمي غسول الفم ومعجون الأسنان من "كوفيد- 19"؟ وما أهمية الاعتناء بالأسنان في ظل وباء "كورونا"؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها "الأفكار" على طبيبة الأسنان والاختصاصية في أمراض اللثة وزرع الأسنان الدكتورة سارة فغالي (وهي تتنّقل ما بين عيادتها في لبنان وفرنسا، حيث تتخصص الآن بسرطان الفم في باريس)، وسألناها عن رأيها بالدراسة التي أُجريت عن قدرة غسول الفم ومعجون الأسنان على إبطاء انتشار فيروس "كورونا المستجد" فقالت:

- لقد أفادت منظمة الصحة العالمية أن غسول الفم يحمي من الـ"كورونا"، وهو يقتل الفيروس الذي يتكاثر باللعاب، ولهذا يتحدثون عن دور غسول الفم في هذا الخصوص. وهناك دراسة أجريت في كندا تفيد بأنه كما أن الناس ملزمون بغسل أيديهم عليهم أن يستخدموا غسول الفم أيضاً في ظل الوباء.

* وأي نوع من غسول الفم يجب ان يُستخدم؟

- هناك ثلاثة أنواع من غسول الفم: أولاً غسول الفم المصنوع من "ثيمول"، وبالنسبة لنوع "Peroxyl" الذي يُستخدم عند قلع الضرس وما شابه فهو لا يحمي من "كورونا". أما النوعين الآخرين فهما: "Cetylpyridinium Chloride"، لأن المواد بداخله تقتل الفيروس، ويحتاج أقله لـ 45 ثانية في الفم لكي يقضي على الفيروس. والنوع الثاني هو "Ethanol" مع الزيوت العطرية. ويُنصح باستخدام غسول الفم لمدة دقيقة لكي يعطي مفعولاً. لهذا يُنصح باستخدامه عندما يتحدث أحدهم أمامنا، لأنه بطبيعة الحال يخرج الرذاذ من فمه وبالتالي سيلتقط الفيروس بشكل أسرع. ولكن هذا لا يعني ان يستخدم الشخص غسول الفم بكثرة بل فقط عند الحاجة او اذا شعر بأنه تعرض للرذاذ وما شابه، أي استخدامه عند الضرورة، فمثلاً نحن لا نغسل أيدينا كل خمس دقائق والأمر نفسه بالنسبة لغسول الفم... اليوم تُجرى الكثير من الدراسات في انكلترا وكندا حول هذه الأمور، ففي كندا ينصح باستخدام غسول الفم كما يغسل الناس أيديهم في ظل انتشار وباء "كورونا"، وأفادت إحدى الجامعات أن غسول الفم يحمي من الفيروس مئة بالمئة ولكنه يفيد في ظل انتشار الوباء.

معجون الأسنان والـ"كورونا"

* وماذا عن معجون الأسنان فهل له التأثير نفسه كما غسول الفم؟ وهل كل أنواع معجون الأسنان يفيد بهذا الخصوص؟

- بالحقيقة ان غسول الفم أفضل من معجون الأسنان ويؤثر أكثر. إن معجون الأسنان يزيل الطعام بينما غسول الفم يقتل الفيروس. ليست هناك دراسات تبين ان هناك نوعاً معيناً من معجون الأسنان يقي من الفيروس، فتركيبة معجون الأسنان لا تشبه تركيبة غسول الفم. ومعجون الأسنان هو فئة واحدة ولكن يختلف الأمر من ماركة الى أخرى، ولكن "بيتادين" هو أفضل شيء ضد الـ"كورونا" انما لا يمكن ان تُضاف هذه المادة الى معجون الأسنان.

*  كم مرة يجب ان يقوم الشخص بتنظيف أسنانه بمعجون الأسنان خلال اليوم خصوصاً مع انتشار فيروس "كورونا المستجد"؟

- سواء خلال وباء "كورونا" او في أي وقت يجب ان يقوم الشخص بتنظيف أسنانه بمعجون الأسنان ثلاث مرات في اليوم ولذلك لمدة ثلاث دقائق، وأيضاً يجب التنبه لأمر ألا وهو ان استخدام فرشاة أسنان الكترونية أفضل لأنها تحدد الوقت المطلوب لتنظيف الأسنان. ولكن طبعاً كثرة استخدام معجون الأسنان يؤذي الأسنان واللثة، لذلك هناك طريقة يجب اتباعها اثناء تنظيف الأسنان بالمعجون.

[caption id="attachment_84143" align="alignleft" width="445"] من الأفضل تغيير فرشاة الأسنان كل ثلاثة أشهر.[/caption]

* البعض يهمل أسنانه فالى اي مدى يؤثر ذلك خصوصاً في ظل الوباء؟

- طبعاً هذا يؤثر سلباً على الشخص، لأن أسوأ مكان في جسم الانسان تتراكم فيه البكتيريا هو الفم، لأن كل أنواع البكتيريا توجد في الفم خصوصاً اذا كان الشخص يعاني من أمراض اللثة. وطبعاً ممنوع ان يتشارك الأشخاص فرشاة الأسنان نفسها بل كل فرد من أفراد الأسرة يجب ان يستخدم فرشاة خاصة به.

وتتوقف عند نقطة مهمة وتقول:

- أود أن أقول هنا إنه في لبنان الأمر ليس أن الناس لا يهتمون بأسنانهم لأنهم لا يريدون ذلك، بل لعدم وجود توعية في هذا الخصوص أولاً، وثانياً وللأسف في لبنان لا وجود لما يُعرف بـ "Hygienist" أو اختصاصي صحة الأسنان، لأنه في كل بلدان العالم طبيب الأسنان يعاين المريض فقط لأن ليس لديه الوقت الكافي، لذا يقصد الناس "Hygienist" ليعاينهم وهذا لا يكلفهم كما طبيب الأسنان، وتُخصص المواعيد فقط لـ"Check up" وهذا الأمر غير موجود عندنا في لبنان.

* منذ بداية جائحة "كورونا" يخاف الناس من زيارة العيادات الطبية بما فيها عيادة الأسنان لئلا يُصابوا بالفيروس، فالى أي مدى يؤثر ذلك على صحة الأسنان؟

- كوني مسؤولة في قسم الطوارىء في فرنسا أتنّقل ما بين عيادتي في لبنان وباريس، اذ أقيم في لبنان ولكنني أقصد باريس لأنني أتخصص بسرطان الفم، وأود أن أذكر هنا كيف كنا نعمل في فرنسا منذ بداية الجائحة اذ لم نكن نأخذ مواعيد بل كنا نقوم بكل شيء من خلال التطبيق على الهاتف الخليوي وبالتالي لم نكن نعاين المريض، ولكن طبعاً اذا كانت هناك حاجة لذلك كنا نحدد موعداً لمعاينته خصوصاً في فرنسا حيث لا يُسمح بأن يتناول الشخص "الأنتيبيوتيك" من تلقاء نفسه.

وختمت قائلة:

- ننصح دائماً بعدم مشاركة فرشاة الأسنان، وقبل ان يستخدم الشخص فرشاته عليه ان يغسلها بالماء الفاتر من ثم ينظف أسنانه. وطبعاً يجب تغيير فرشاة الأسنان كل ثلاثة أشهر، ولكن اذا أصيب الشخص بمشكلة صحية يجب ان يستخدم فرشاة أسنان جديدة ، فعلى سبيل المثال اذا أصيب بالكريب عليه ان يتخلص من فرشاة أسنانه حتى لو كانت جديدة فعليه أن يشتري فرشاة أسنان جديدة. وبعد استعمال فرشاة الأسنان يجب أن يجففها، وألا يضعها في الحمام لأن البكتيريا تتكاثر داخل الحمام بشكل كبير.