أشادت جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل محمد أنور السادات بالدور الذي لعبته المرأة العربية على مر التاريخ في تشكيل وبناء المجتمعات، وقالت إن دورها امتد من مهام التربية والتنشئة والحفاظ على كيان الأسرة إلى الإسهام الكبير في التطور السياسي والاقتصادي للمجتمع بوجه عام.

وأوضحت السادات في كلمتها أمام المؤتمر السادس لمنظمة المرأة العربية دور النساء في الدول العربية ومسارات الإصلاح والتغيير والذي اقيم في فندق <الماريوت> تحت مظلة جامعة الدول العربية في الأسبوع الماضي، وأن المرأة في كل مكان تعمل وتناضل وتتحمل الأعباء المضاعفة سعياً لما هو أفضل لعائلتها ومجتمعها ووطنها ككل، وقالت إن المرأة المصرية لها دور مهم في المجتمع ومواقف رائدة ومشرفة منذ مشاركتها في ثورة 1919، ومساندتها الجيش في حرب 1973، وان المرأة تعمل وتناضل وتتحمل الاعباء من اجل عائلتها ومجتمعها ووطنها.

وثمنت جيهان السادات حرص المؤتمر على القاء الضوء على معاناة المرأة في ظل النزاعات المسلحة والحروب التي تشهدها المنطقة، وأكدت على ضرورة التعاون لمواجهة خطر الإرهاب.

وطالبت السفيرة ميرفت التلاوي المدير العام لمنظمة المرأة العربية، بضرورة اطلاق قدرات نساء العرب للدفاع عن الامن القومي ومحاربة التطرف وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في حاجة الى دور المرأة، مؤكدة أنه ما زال دور المرأة مقيداً ومحصوراً في نطاق محدود وأكدت التلاوي خلال المؤتمر، على ضرورة العمل على تمكين المرأة اقتصادياً وتوفير آليات التمكين الاقتصادي بتغير دور وآليات المؤسسات المالية بما يتناسب مع دور المرأة، مشيرة إلى ان احصائيات الامم المتحدة أظهرت وجود مليار و200 مليون سيدة في العالم لا تتعامل مع البنوك، موضحة ان الاستثمار في النساء والفتيات والتعليم والصحة والعمل يؤدي الى زيادة الدخل القومي للدولة، والى الحد من الفقر والأمية وزيادة السكان، وطالبت ببناء قاعدة بيانات وإحصائيات خاصة بالمرأة في مختلف المجالات لأنها قليلة ولا توضح حقيقة الدور الذي تقوم به المرأة.

وألقت الدكتورة غادة والي، وزيرة التعاون الدولي كلمة مصر كرئيس للوفد المصري المشارك في المؤتمر، حيث أكدت أن اختيارنا اليوم لمناقشة دور النساء الدول العربية في مسارات الإصلاح والتغييرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وخاصة في ظل اتشاح مصر بالسواد بسبب الإرهاب الغاشم الذي أخذ 23 سيدة مصرية من أمهات وجدات وفتيات واللاتي اغتالتهن يد الإرهاب الغاشم، مشيرة إلى أن أكثر منيعاني من الإرهاب هي المرأة، فهي أول من يفقد زوجاً أو ابناً أو حفيداً.

وتحدثت نادية رفعت زوجة رئيس حكومة التوافق الليبي في كلمة لها عن دور المرأة في التماسك الاجتماعي، فقالت إن المرأة الليبية موجودة في كل المواقع لكنها ما تزال تواجه تحديات مجتمعية بسبب التطرف وان المرأة الليبية الناشطة في قضايا المرأة دفعت ثمناً غالياً منذ 5 سنوات، وانها رغم هذه الظروف ما زالت حريصة وبمنتهى الوعي على المشاركة الفاعلة في عملية التنمية ومواجهة التطرف والارهاب.

ومن جانبها، أكدت ذكرى علوش من جمهورية العراق المشاركة نيابة عن السيدة الأولى بالعراق على ضرورة إبراز دور المرأة والعمل على تأكيد الأهمية العظمى لإسهام المرأة في بناء الدولة، وأن دورها أصبح أكثر قوة عن الماضي في كافة المجالات، وأثبتت كفاءتها وحققت مكاسب عالية، وساعدت على بناء الدولة الحديثة، والوعي والمساواة والإنسانية الكثير من التطور.

وشددت نزيهة العبادي، وزيرة الطفولة والأمومة التونسية خلال كلمتها بالمؤتمر، على ضرورة استمرار المرأة العربية في المطالبة بحقوقها ضاربة عدة أمثال من جهود المرأة التونسية في هذا المجال، مشيرة إلى أن نسبة المرأة في حكومة تونس تجاوزت 20 بالمئة. وفي البرلمان التونسي تجاوزت 35 بالمئة، مشيرة إلى أن الطفولة والمرأة أصبحتا في وطننا العربي سلعة تباع وتشترى في وسائل الإعلام المختلفة، مشددة على ضرورة احترام المرأة العربية وعقلها وجسدها وفكرها.

وفى السياق نفسه أكدت فريال سالم، رئيسة وفد فلسطين بمنظمة المرأة العربية، إن فلسطين تتضامن مع مصر في مصيبتها بالحادث الإرهابي الأخير الذي ضرب الكنيسة البطرسية بالقاهرة، مضيفة أن المرأة الفلسطينية تواجه كافة أنواع العنف والتطرف من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأن الفلسطينيين يؤمنون بأن ساعة الخلاص اقتربت لمحو الظلم عن فلسطين.

 ومن جانبه قال سعد الدين الهلالي استاذ الفقه والقانون بجامعة الازهر ان للمرأة دوراً فعالاً وواضحاً في المجتمع، مؤكداً ان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد لقب المرأة بـ<المرأة العظيمة> نظراً لأن المرأة تواجه التحديات والصعوبات مؤكداً على ضرورة عدم تهميش دور المرأة لأنها الطريق لإنشاء اطفال في اعظم معاني الرحمة والجمال. وأضاف الهلالي ان الارهاب والتطرف التي تواجهه الدولة ليس حرباً دينية بل هو حرب فكرية، واصفاً نشر التطرف باسم المحافظة على الدين والانتحار باسم الاستشهاد هو خيانة للوطن.

 ومن جانبه، أعرب رئيس البرلمان الأفريقي <روجيه نوكودو> في كلمة له ألقاها في المؤتمر عن تعازيه الحارة لمصر حكومة وشعباً إثر تفجيرات الكاتدرائية، وتوجه بالشكر لدعوة منظمة المرأة العربية لحضور هذا المؤتمر الذي يتناول دور المرأة في مسارات الاصلاح والتغيير، وقال إن المرأة تقوم بكل الأدوار وتؤدي مختلف المهام بجدارة كبيرة وبإتقان وفي كل المجالات، وهي بالتالي عمود المجتمع وان البيت دون المرأة هو بيت دون حياة، وان المرأة تعاني بشدة في المجتمعات التي تسيطر عليها العادات والتقاليد والأفكار المغلوطة فتتعرض للظلم والعنف والتحرش الجنسي وأن الوضع يسوء في المناطق التي تمر بأزمات.

وأصدر المؤتمر في ختام مناقشاته مجموعة من التوصيات تتعلق بتفعيل دور المرأة في مواقع صنع القرار، والعمل على إزالة جميع المعوقات الثقافية عبر تصحيح الصورة الذهنية للمرأة في الثقافة المجتمعية، وإعداد قاعدة بيانات بالخبيرات العربيات في مختلف المجالات وإتاحتها لوسائل الإعلام الإقليمية والدولية، وتبني إنشاء بنوك عربية لتوفير القروض الميسرة للنساء وتصميم برامج تمويل تتناسب شروطها مع أوضاع المرأة وظروفها، وإعداد قاعدة بيانات بصاحبات الأعمال على مستوى الدول العربية تمهيداً لتشكيل رابطة لتوجيه جهودهن نحو دعم التنمية الإقليمية.