المراقبون في الولايات المتحدة يقيمون مقارنة دقيقة بين الرئيس الأميركي الخامس والأربعين <دونالد ترامب> والرئيس الأميركي السابع والثلاثين <ريتشارد نيكسون> فكلاهما واجها شارعاً يغلي. <نيكسون> واجه الشارع بفضيحة <ووترغيت>، وهو الحي الذي يقوم فيه مقر الحزب الديموقراطي، الذي كان عرضة لتجسس الجمهوريين، والثاني يواجه الشارع الأميركي بسبب تصريحاته الهجومية ومشروعه بإقامة جدار مع المكسيك على حساب المكسيك، وتخفيض الضرائب لصالح طبقة الشباب والمعوزين.

وقد ظهر في جريدة <نيويوركر> رسم كاريكاتوري للفنان <طوم طورو> يظهر فيه <دونالد ترامب> بلباس <الروب دو شامبر> ويستقبل شبح الرئيس <ريتشارد نيكسون> في ليلة غاب النعاس عن الرئيس الخامس والأربعين. وفي هذا الرسم الكاريكاتوري تجري محادثة بين الرئيسين، حيث يقول <نيكسون> للرئيس <ترامب>: <لقد حان الوقت لنتحادث معاً>.

ويأتي هذا الرسم الكاريكاتوري بعد شهر من وصول رجل الأعمال الأميركي الملياردير الى البيت الأبيض، واشتعال الشارع الأميركي بتظاهرات ليبرالية وصرخات من وسائل الإعلام تطالب باستقالة الساكن الجديد في البيت الأبيض.

حيال هذه العاصفة ضد سيد البيت الأبيض، يصر <دونالد ترامب> على أن يكون الرئيس الذي يحفظ الوعود التي أطلقها في حملته الانتخابية. وبدعوة من <بول راين> رئيس مجلس النواب وقف الرئيس <ترامب> لأول مرة في منبر <الكونغرس> بمجلسيه: الشيوخ والنواب، وعلى شفتيه دائماً عبارة <أميركا أولاً>.

ومما عرضه الرئيس <ترامب> في هذه المقابلة رفع مستوى موازنة وزارة الدفاع، والاصرار على منع مسلمي ومسلمات سبع دول في العالم من دخول الأراضي الأميركية، مما يوفر ثمانمئة مليون دولار في السنة الواحدة. وبالصدقية نفسها التي عرض بها مطالبه في خطابه داخل <الكونغرس> أعلن الرئيس <ترامب> رغبته بتعديل نظام الهجرة في الولايات المتحدة، بحيث يتحقق للموازنة الأميركية وفر جديد يسمح بزيادة أجور العاملين الضعفاء الدخل والعائلات ذات الدخل المنخفض.

يريد <ترامب> أن يطل على الشعب الأميركي بشخصية تغيير، والتأكيد على أن وعوده الانتخابية ليست كلاماً في الهواء!