تفاصيل الخبر

دوللــــــي غانــــــم: لا زلــــت اقـــــوم بـفـرضـــــي الـصـحـافــــي يـومـيـــــــــاً ومـشـاريــــــع جـديــــــدة قـيــــد الـــــبـحـث!

20/10/2017
دوللــــــي غانــــــم: لا زلــــت اقـــــوم بـفـرضـــــي الـصـحـافــــي يـومـيـــــــــاً ومـشـاريــــــع جـديــــــدة قـيــــد الـــــبـحـث!

دوللــــــي غانــــــم: لا زلــــت اقـــــوم بـفـرضـــــي الـصـحـافــــي يـومـيـــــــــاً ومـشـاريــــــع جـديــــــدة قـيــــد الـــــبـحـث!

 

بقلم عبير انطون

IMG-20171016-WA0000

مقابلاتهـــــا الصحافيـــة نــــادرة وتصريحاتهــــا عنـــد اللـــــزوم فقط... استراتيجيتها تنبع من <شبع> من الشاشة والاضواء على مدى واحد وثلاثين عاما، ارادت فيها ان تشتغل شغلها كصحافية ومراسلة ومقدمة أخبار ومعدة ومحاورة، لا كنجمة تقرأ الخبر وتطرح الأسئلة المولَفة سلفا. زمنها ارتبط بالزمن الجميل للاعلام، في عز الايام اللبنانية الصعبة، والاحداث المتلاحقة التي لم ترتح ولو لسنة في هذا البلد. أعطت الشاشة الكثير فأصبحت من رموزها في منتصف الثمانينات مع ظهور محطة الـ<ال بي سي> التابعة للقوات اللبنانية واخذت بالمقابل وفاء من المشاهدين قلما يكون لمن يبتعدون عن الشاشة الا اذا تركوا بصمة راسخة، وهي طبعا ممن تركن هذه البصمة.

اليوم، تطل علينا الاعلامية دوللي غانم في صيغة مختلفة عما عشناه معها لسنوات حيث كان اللقاء مع النشرة الاخبارية المسائية أو برنامج <نهاركم سعيد> الصباحي. نلاقيها حاليا على شاشة الـ<ام تي في> المنافسة من ضمن فريق برنامج <منا وجر> الذي يقدمه بيار رباط، وهي لا شك تشكل فيه <قيمة مضافة> وعنصر جذب أكيداً للمشاهدين، الذين انقسموا ما بين مؤيد لخطوتها بالانضمام لبرنامح مماثل ومعرض عنها.

بعيداً عن الاسئلة حول نشرات الاخبار ومقدماتها وصيغها الحالية، وهي المعروفة باعلائها التقديم الموضوعي بعيدا عن اي ذاتية في قراءة الخبر، وبعيداً جدا عن اي تقييم او تصنيف لزملاء وزميلات تترك للمشاهد قرار الحكم على ادائهم، كان لقاء <الافكار> معها رشيقاً، حمل الكثير من صراحة وخبرة دوللي غانم وعفويتها التي تبقى متمسكة بها بعد عمر قضته تحت الضوء، والذي أصلا لم يكن يوماً اولوية في حياتها، فأين ولمن كانت هذه الاولوية؟

وبالسؤال الآتي انطلق حوارنا:

- مع الموسم الجديد من <منا وجر> هل من حنين الى عالم الاخبار ومحاورة السياسيين؟

- لم اعد مقتنعة بالسياسة وهي في الكثير من مفاصلها لا تتغير. برنامج <منا وجر> تجربة جديدة، غير بعيدة عن شخصيتي التي تجمع الى الجانب الجدي الكثير من المرح والعفوية. فبعد ضغط ثلاثين عاماً في عالم الخبر وكواليسه اعتبر هذه الاستراحة جميلة. انا لم اسع اليها ولم تكن بقصد مني. ببساطة شديدة عرضت علي المشاركة بالبرنامج، ووافقت.

ــ ألم تترددي حرصا على تاريخك الاعلامي وهو ليس بقصير، كما ان البرنامج ليس في المجال عينه؟

- لا انكر انني ترددت في البداية. فبعد مسيرة مهنية طويلة، كانت الموافقة نوعا من المخاطرة، خاصة وانني لست المقدمة الاساسية فيه، لكنني وجدت ان البرنامج يمكن ان يصنع <خرقاً> لما نراه على شاشاتنا، كما انني لم افكر بالـ<ايغو> العالي الذي يتحكم بالكثيرين من ابناء مهنتنا، فلا يرتضون باقل من مواقع معينة. لقد وافقت لان من يملك الثقة بنفسه ويختزن طاقة وفكراً يتميز في اي مكان يكون فيه، والحمد لله انني وجدت تشجيعاً من قبل الناس ولمست محبتهم، حتى ولو تمنوا لي ما هو افضل.

ــ فعلاً انت تستحقين افضل مما تقدمينه حاليا، خاصة وان الآراء منقسمة حول البرنامج ومضمونه، وتحديداً ما يتعلق بتقييم ونقد البرامج الاخرى، وبين المشاهدين من يعتبر ان بعض من يقوم بها من ضمن فريق البرنامج غير مؤهل لها!

- لنكن واقعيين. في الوقت الحاضر الانتاج ضعيف، ولا نجد الانتاجات الضخمة. البرامج تشبه بعضها البعض مع تفاوت في المستويات، وفي <منا وجر> وجدت مستوى بالحد الادنى مما هو مطلوب على الشاشة اذ يجمع البرنامج المفيد الى المرح، والجدي الى الممتع، في قالب سلس، مع استضافة احياناً لشخصيات سياسية حيث نطرح الكثير من قضايا الساعة.

ــ هل طريق العودة الى الوراء مقطوعة، بمعنى العودة الى الاخبار والحوارات السياسية؟

- لكل محطة برنامجها في هذا المجال، ومن يدري ربما اعود اليها مستقبلاً. لست مستعجلة لانني سبق وخطيت مسيرة مهنية ناجحة وكتبت مشواري فيها. انا اليوم لا ألتزم بشاشة او قناة معينة، ولا ببرنامج معين، بل اعمل على كل مشروع بشكل مستقل وأشعر هكذا بالاستقلالية والارتياح.

 ــ ما صحة ما سمعناه عن مشروع برنامج جديد من حيث فكرته والـ<فورمات> الخاصة به؟

- هناك مشاريع قيد البحث..

ــ هل ان هذا التكرار في المواضيع والشخصيات السياسية عينها بعد اكثر من تمديد، هو الذي بات يفقد الجمهور وبالتالي الاعلاميين الشغف الذي كان قبلاً للبرامج الحوارية السياسية فنجدهما ملا منها؟

- فعلاً تجدون القضايا والملفات عينها <نعل> فيها منذ سنوات من دون احراز تقدم يذكر. شخصياً لست متحمسة بمعنى انني لا اتحرّق بانتظار ان تعرض علي الفرصة، كما انني لا أحسد احداً بالقول ليتني مكانه، خاصة مع الدوران في حلقة مفرغة واعادة المواضيع كما ذكرت. لكن بالنسبة الى الحنين فانه دائما موجود وشعلته لا تنطفئ، فأنا تجري المتابعة اليومية في دمي، واقوم بفرضي وكأنني اقدم برنامجاً سياسياً يومياً مباشراً... الحشرية الصحافية تجري في العروق ولا يمكن ان تتوقف...

الى الامــــــام...

ــ نحن اليوم في ذكرى السنـــة تقريبـــاً على قـــرار انهــاء العقــد معــك مــن <المؤسسة اللبنانية للارسال انترناسيونال> حيث شكلت فيها مع الاستاذين جورج ومارسيــل العمــود الفقــري الاخباري منذ بداياتها. ماذا تقولين بعد هذا العام؟

- الموضوع انتهى واصبح خلفي. انا بطبعي انظر دائماً الى الأمام. لقد قضيت عمراً في هذه المؤسسة والحياة تستمر.

ــ هل اخذت الـ<ام تي في> برأيك مكان الـ<ال بي سي آي> يوم دخلتها وكانت سياستها مغايرة لما هي عليه اليوم بحيث بتنا نشعر بأنها <جريدة الاخبار> على الشاشة؟

- لا اعتقد ان محطة يمكن ان تحل مكان اخرى. الـ<ام تي في> فيها مجهود واضح، وفيها نفس مختلف، يحمل قضية معينة اقرب لقضية ومبادئ 14 آذار والاحزاب المسيحية. هذا النفس موجود في المحطة لكن ذلك لا يعني انها تحل مكان الـ<ال بي سي آي> لان لكل قناة دورها وصيغتها ورؤيتها. لكن، ومن حيث صناعة الاخبار عبر الـ<ال بي سي> القديمة فلم يصل احد بعد. لقد اشتغلنا صناعة الخبر بالشكل الصحيح والمحترف والمتقن وبشكل يضعه خارج اي منافسة.

ــ بعيدا عن كاميرا البرامج، هل يمكن ان نراك امام الكاميرا في التمثيل مثلاً؟

- سبق ان كانت لي تجربة في التمثيل ايام الجامعة، وهو مجال أحبه. اي امر يعرض علي يكون قابلا للنقاش، فأنا لا ابت قطعاً سلباً او ايجاباً الا بحسب ما ارشح اليه، وكله خاضع للدرس.

ــ اشرت في اولى حلقات هذا الموسم من <منا وجر> الى خطوبة ابنك وانت والدة لشابين. ماذا يعني للاعلامية بشكل خاص ان تصل الى مرحلة <خطوبة ابنها>؟

- ولماذا تسألين عن الاعلامية بشكل خاص؟

ــ لأن مسألة السن تكون اساسية في مجال الاعلام بالنسبة الى السيدة.

- هذا المنظار للامور موجود في منطقتنا فقط. من حول العالم، المسألة لا تطرح وفق منطق العمر، وفي اميركا واوروبا اعلاميون تجاوزوا السبعين عاما وتضاعفت قيمتهم ونسب مشاهدتهم لدى الجمهور ولم يستطع احد ان يحل مكانهم. لا علاقة للسن بالمجال الاعلامي وينطبق ذلك على مختلف انواع البرامج، حتى الترفيهية منها. المقدم التلفزيوني الفرنسي الشهير <ميشال دروكير> مثلا بعمر الخامسة والسبعين عاماً لا يزال يعمل بنجاح. قد تسألينني عن انعكاس الخطوبة مثلاً علي كأم، شأن كل الامهات. اما العمر، بالنسبة لي، فلا اؤمن بانه يشكل يوماً عائقاً امام اي تقدم او استمرارية.

ــ اذاً لنسألك عن احساسك كأم..

- تشعرين انك دخلت في مرحلة جديدة من مراحل الحياة والتي هي طبيعية، لكن فيها نوعا من الصعوبة. ليس سهلاً تقبلها لانك في هذه اللحظات تشعرين وكأن العمر مر بدقائق و<ما بقى من العمر اكتر ما مضى> فتستحقها الام. لكن بالمقابل، اشعر بالفخر ان ابني وصل لمرحلة اصبح فيها قادراً على التحليق لوحده ولو بعمر صغير، واصبح رجلاً قادراً على تأسيس عائلة من دون ان يتكل علينا كوالدين. اشكر الله واسأله ان يوفقه حتى يبني عائلة لأنها من احد اهدافه الاساسية، وهي لطالما كانت ايضا هدفا اساسيا لي، فانا قبل كل شيء اردت ان ابني عائلة لانها الاصل وتحل في سلم اولوياتي، وهذه نعمة كبيرة.

ــ ماذا عن زوجك الاستاذ جورج غانم ونحن نفتقده ايضا على الشاشة، لكننا نتابعه في وثائقياته <المطرزة> بخبرته وحرفيته؟

- جورج يتكلم عن نفسه (تضحك) <ما عاطينا الحق بالحديث عنه>، الا انه مستمر في عالم الوثائقيات ويدخل في هذا المجال مشروعاً بعد آخر.