تفاصيل الخبر

”دوالي“ (فاريس) الأطراف السفلى تصيب النساء أكثر من الرجال!

06/09/2019
”دوالي“ (فاريس) الأطراف السفلى تصيب النساء أكثر من الرجال!

”دوالي“ (فاريس) الأطراف السفلى تصيب النساء أكثر من الرجال!

بقلم وردية بطرس

الاختصاصي في جراحة وأمراض الشرايين والأوردة الدكتور محمد خليل رضا: أسباب حدوث ”الفاريس“ عديدة منها وراثي ومنها يتعلق باتباع نمط الحياة وبعض المهن!

 

<الدوالي> (الفاريس) مرض يزعج النساء ويؤرق حياتهن، ويُسمى أيضاً انتفاخ الأوردة وهو مرض تبلغ نسبة النساء المصابات به ضعف نسبة الرجال. وتتعدد الأسباب المؤدية الى المرض ومنها العوامل الوراثية، كما تتنوع العوارض بين حالة وأخرى...

الدكتور محمد خليل رضا وتعريف <الفاريس>!

 

فما هي الأسباب والعوامل التي تؤدي لظهور <الفاريس>؟ وماذا عن العلاج؟ وغيرها من الأسئلة أجاب عنها الاختصاصي في جراحة وأمراض الشرايين والأوردة وفي الجراحة العامة وجراحة المنظار والطب الشرعي الدكتور محمد خليل رضا (وهو استاذ مساعد سابق في مستشفيات باريس ــ فرنسا، وأستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية، وعضو <الجمعية الفرنسية لجراحة وأمراض الشرايين والأوردة>، واختصاصي في جراحة المنظار، والطب الشرعي، وعلم الجرائم والضحية، وأمراض التدخين والمخدرات) ويستهل الدكتور محمد خليل رضا حديثه بتعريف <فاريس> الأطراف السفلى او <الفاريس> <VARICES>.

 علمياً وطبياً ويقول:

- انه حالة تمدد دائم ومتعرج للأوردة السطحية، يُضاف اليها اتلاف لجدار الوريد، وتمتلىء هذه الأوردة السطحية عندما تكون الأطراف السفلى في وضعية انحدار <DECLIVE> وتفرغ من الدم عندما نرفعها للأعلى. ان جريان الدم الوريدي للأطراف السفلى تملك شبكتين رئيستين: سطحية وعميقة مع اتصال في ما بينهما عبر الأوردة الثاقبة <VEINES PERFORANTES> بالنسبة للشبكة الوريدية العميقة فهي مجاورة للشرايين <ARTERES> لكنها تتضاعف على مستوى السابق حتى الوريد المأبضي خلف الركبة <VEINE POPLITEE> في حين الشبكة الوريدية السطحية مؤلفة من وريدين رئيسين وأساسيين في ظهور <الفاريس>: الوريد الصافن الداخلي <VEINE SAPHENE INTERNE> والوريد الصافن الخارجي <VEINE SAPHENE EXTERNE> وهذه الأوردة السطحية (الصافن الداخلي والخارجي) هي الأكثر تعرضاً لظهور <الفاريس> بسبب الجاذبية على الضغط الوريدي. والوريد الصافن الداخلي يفرّغ الدم في الوريد الفخذي المشترك <LA VEINE FEMORALE COMMUNE> من خلال <CROSSE> والوريد الصافن الخارجي يصب الدم في الوريد المأبضي خلف الركبة لكن بطول مختلف. علماً ان الأوردة الصافنة تملك صمامات <VALVES> وكل الأوردة السطحية المتصلة باتجاه الشبكة الوريدية العميقة تملك صمامات التي تسمح بألا يمر الدم الا فقط من السطح باتجاه العمق. والمحرك الرئيسي لرجوع الدم في المضخة العضلية ناحية بطة الساق. وعندما يكون هناك ارتخاء عضلي فالأوردة السطحية تشفط الدم السطحي وتجمّع الدم الوريدي وعندما يحصل انقباض عضلي فالدم يتجمع ويندفع نحو الأعلى من دون رجوع <REFLUX> باتجاه السطح.

الناحية النسيجية والوظيفية!

وعن الناحية النسيجية والوظيفية يشرح:

- يتكون الوريد من الناحية النسيجية وبشكل عام من الداخل الى الخارج عنده ثلاث طبقات رفيعة هي <INTIMA> الداخلية و<MEDIA> الوسطى والخارجية <ADVENTICE> والشريان مؤلف من ثلاث طبقات أيضاً مع فارق كبير في سماكة الوريد والشريان ومعايير أخرى. فالوريد المصاب بـ<الفاريس> يتميز بسماكة للطبقة الداخلية والوسطى مع توسّع للمرات داخل الخلايا بحيث نجد: ظهوراً لـ<PROTEOGLYCANS > بتركيبات مختلفة مع زيادة لنشاط <ENZYMES LYSOSOMIALES> ويسجل علاوة على ذلك نقص في الأوكسجين والأمر يتعلق أيضاً بالخلايا البطانية <CELLULES ENDOTELLIALES> و<MYOCYTES> مع انخفاض في انحلال <FIBRINOLYSE> وتحلل <PROSTA GLANDINES>.

أسباب ظهور <الفاريس>!

ــ وماذا عن أسباب ظهور <الفاريس>؟

- لتاريخه السبب الأولي والرئيسي للـ<فاريس> مجهول ربما يكون هناك دور جيني يتعلق بردة فعل الخلايا في جدار الأوردة واستجابتها للقوة الميكانيكية مع <EDIFICATION> ثانوياً لأنسجة فيها خلل تكويني بحيث لا يمكنها ان تقاوم خلال ارتفاع للضغط الجداري للوريد. وهناك عوامل من الناحية <EPIDEMIOLOGIQUES> تكون مجتمعة مع <الفاريس> الأساسي الأولي. وكعناوين سريعة وباختصار شديد جداً: انتشار <فاريس> الأطراف السفلى في الدول الصناعية والغربية. شيوع حدوثه عند النساء الشابات. دور للوراثة. عادات تناول الأطعمة مثلاً نقص في تناول الألياف النباتية. الوضعية التي تساعد على تجميع الدم على مستوى الأرجل. وضعية الوقوف الطويلة (هناك مهن تساعد على <الفاريس>). الدعس. وضعية الجلوس الطويلة. وضعية الجلوس مع وضع طرف سفلى على الأرجل (ساق فوق ساق). وضعية الوقوف مع حمل أغراض ثقيلة وغيرها. الحرارة التي تساعد على تمدد الأوردة مثلاً:في الجو الحار والرطب، وأيضاً < شوفاج الأرض>، والحمام الحار (السونا). والتعرض للشمس، وازالة الشعر باستعمال الشمع الحار وغيرها، وعدم وجود صمامات من الناحية الخُلقية منذ الولادة، او هذه الصمامات هي غير فعالة وفيها خلل. والبدانة. السوابق العائلية للـ<فاريس> يزيد من خطر ظهور <الفاريس> خلال فترة الحمل. التأثير الكيميائي الذي يأخذ أشكالاً عدة وربما يكون <PSEUDO- ANGIOMATEUX> متصلاً بانفتاح المحوّل الشرياني الوريدي <SHUNT ARTERIO- VEINEUX> تحت تأثير هرمون الاستروجين. الرياضة. الحمل.

ويتابع:

- لقد اشرت سابقاً وأكررها للضرورة وهي غياب خُلقي لصمامات الأوردة او وجود صمامات تعبانة وفيها خلل، وهي من الحالات المعروفة لـ<فاريس> الأطراف السفلى في أول مراحل الحياة. ويتطور <الفاريس> تدريجياً بصورة ثانوية بعد ان يدعم بارتفاع لضغط الدم الوريدي الناتج عن انسداد وريدي أكثر من الانسداد الثانوي الحاصل من التهاب الوريد او ضغط خارجي مثلاً خلال فترة الحمل. فالرحم الحملي (الذي يزداد حجمه كثيراً خلال الحمل) وزيادة البطن ووزن الجنين يضغط على الوريد الأجوف السفلي والأوردة الأخرى او في حال وجود سائل مرضي في البطن يُطلق عليه طبياً <ASCITE> او ورماً حميداً او خبيثاً تضغط على أوردة الحوض والبطن. الا انه في أغلب الحالات لا نجد سبباً واضحاً لـ<فاريس> الأطراف السفلى، بل يسجل عندهم بعض العلل المرضية التكوينية الوظيفية والبيولوجية الكيميائية للأوردة السليمة. بمعنى انه نجد ارتفاعاً في حالة التمددية الوريدية وانخفاضاً لكمية الكولوجين <HEXOSAMINE COLLAGENE> (نوع من السكريات الأمينية الهيكوسامين) والانخفاض في الاستجابة للعوامل ذات التأثير الانقباض للأوعية الدموية، وانخفاض وارتخاء يعتمد على <الأندوتليوم) وهبوط في محتوى البروتين وزيادة الأندوتالين (يحتوي على 21 حامضاً أمينياً) وفي هكذا مناخ من الاضطرابات المنتشرة المتواصلة والمستمرة للضغط الوريدي والثانوي للجاذبية على الأطراف السفلى او لعوامل أخرى تؤدي الى تمدد لجدران الوريد وفي النهاية قصور <INSIFISANCE> في عمل الصمامات مع خطورة للتمدد الوريدي.

وبالسؤال عن نسبة اصابة النساء به واصابة المرأة الحامل به يقول:

- بحسب الدراسات فإن أكثر من 25 بالمئة من البالغين يُصابون بـ<فاريس> الأطراف السفلى. ونجد سوابق عائلية للـ<فاريس> في أكثر من عشرين بالمئة من الحالات، وحدوثه عند النساء هو أكثر منه عند الرجال اذ خمس نساء يصبن بـ<الفاريس> مقابل رجل واحد عنده <فاريس>، وأغلب النساء يحدث عندهن <الفاريس> خلال فترة الحمل وأوردة الأطراف السفلى هي الأكثر شيوعاً لحدوث <الفاريس> بسبب الجاذبية على الضغط الوريدي. اما <الفاريس> عند المرأة الحامل فيسجل عدة عوامل هيموديناميكية: أولاً زيادة لجريان الدم في الأوعية الدموية الحرقفية الأجوفية عبر الأوعية الدموية للرحم. ثانياً: زيادة في كمية الدم. ثالثاً زيادة لحجم الحوض والبطن. رابعاً عامل هرموني مسيطر يؤدي الى حالة ارتخاء لجدران الأوردة بالقرب من الرحم الحملى تصيب أوردة الرحم، والأوردة العجانية والصافن الداخلي وغيرها.

انتشاره بمعدل 20 بالمئة عند النساء اللواتي ليس عندهن اولاد ومتزوجات ويُطلق عليهن طبياً < NULLIPARE> او الحمل اللانجابي وبمعدل حوالى 50 بالمئة لظهور <الفاريس> عند النساء اللواتي أنجبن وحملن من حمل الى أربعة بطون. وأكثر من 67 بالمئة نجد <فاريس> الأطراف السفلى عند النساء اللواتي حصل عندهن أكثر من خمس حالات حمل. كما يحصل جلطة وريدية سطحية عند المرأة الحامل وخصوصاً اذا عندها عوامل خطورة الى ذلك تمدد الأوردة يصيب الأوردة السطحية السفلى وغيرها... وهذه التمددات قد تحصل على جهة واحدة من الأطراف السفلى على اليمين او اليسار او على جهتين: يعني تحصل بمعدل ثلث على الطرف الأيمن الأيسر. ومثله على الايمن والثلث للطرفين على الشمال واليمين.لا يوجد من اشارة الى انه خلال فترة الحمل يحصل <فاريس> الأطراف السفلى مع <فاريس> ناحية الفرج <VULVE>  والعانة <VARICES VULVO PERINEE> ويحصل هكذا أنواع من <الفاريس> بمعدل حالة على أربع بمعنى أنه بين كل أربع نساء حوامل هناك حالة لـ<فاريس> الفرج والعانة.

 

<الفاريس> وعلاقته ببعض المهن!

ــ وماذا عن معاينة المريض؟

- يجب على الطبيب الاختصاصي في <الفاريس> وبجراحة وأمراض الشرايين والأوردة معاينة المريض او المريضة التي تشكو من <الفاريس> مع نزع للملابس (البنطلون مثلاً عند الرجل والمرأة) بحيث ينبغي ان تكون منطقة الفخذين الى الأرجل عارية تماماً، وعلى المريض ان يقف على سلم صغير بدرجتين او ثلاث مع اضاءة قوية جداً على الأطراف السفلى (ويجب ألا يعاين مرضى الـ<فاريس> عبر الهاتف او بالمراسلة). وعليه أن يسأل عن عمر المريض والمهنة وهي أساسية لجهة وضعية الوقوف الطويلة، والتعرض للحرارة، وهل يوجد عامل وراثي، ونكشف عن أمراضه وسوابقه المرضية.

ويتابع:

- هنا نركز على المهنة: سائق، عامل مطعم، الخياط، وعمال الحرف اليدوية، او مضيف او مضيفة، او استاذ او ممرض او حرس، او مصور تلفزيون والقوى الأمنية والحرس الجمهوري الأمنيون الذين يرصدون الهدف باستمرار للانقضاض عليه؟ وأيضاً عمال البناء والبنى التحتية وسائقو القطارات والطائرات والحافلات وغيرها... لا بد من الاشارة الى الكشف المبكر عن <فاريس> الأطراف السفلى عند طلاب المدارس من خلال فحص دوري لهم يقوم به فقط الطبيب الاختصاصي في جراحة الشرايين والأوردة من خلال سر يعرفه هو وان لم يكن هناك <فاريس> ظاهر للعيان.

ــ ماذا عن العلاج؟

- توجد ترسانة علاجية طبية، جراحية، ومتممة وقائية وذلك بحسب كل حالة بحالة: نبدأ بالأدوية التي تساعد وتقوي جدران الأوردة وتوترها يطلق عليها علمياً ودوائياً <Veinotonique> وهي عديدة. الاستفادة من الجوارب الطبية وكولون بعد أخذ قياس الأطراف وذلك بحسب كل حالة بحالة، مع اللفائف المرنة من <CONTENTION ELASTIQUE> كل حسب اي مرحلة تُسمى علمياً <STADE> مقسمة من واحدة الى أربع، تساعد على جريان الدم بصورة طبيعية وتخفف من الوذمة، استئصال موضعي للـ<فاريس>، استئصال <STRIPPIN> للوريد المصاب بـ<الفاريس>، حقن بعض الأدوية داخل <الفاريس> وذلك بحسب حجمه وقطره يُطلق عليه علمياً <SCLEROTHERAPIE> مع المراقبة. والعلاج الحراري بذبذبات مختلفة. والليزر. وتقنية <C.H.I.V.A> اخترعها في العام 1986 أستاذي الفرنسي <CLAUDE FRANCESKI> وتقنية بالثلج. وتقنيات أخرى حديثة وذلك بحسب كل حالة. تحاشي رجوع <الفاريس>. هنا قد يكون خطأ الطبيب المعالج انه مثلاً عند الجراحة في حالة سلخ الوريد المصاب بـ<الفاريس> ينسى ان يربط بعض الأوردة الصغيرة ناحية ثنية الفخذ وبعد فترة تدريجياً <ينبق> <فاريس> ويفرّخ آخر. وهكذا بالنسبة للتقنيات الأخرى. بالنسبة لـ<فاريس> المرأة الحامل يُستفاد من اللفائف المرنة وبعض الأدوية المسموح تناولها، والمشي وبعض الرياضات الخفيفة، وتجنب الامساك وعدم الوقوف.