تفاصيل الخبر

دقّت ساعة التصفيات بين «النصرة» و «داعش» في عرسال!

13/11/2015
دقّت ساعة التصفيات بين  «النصرة» و «داعش» في عرسال!

دقّت ساعة التصفيات بين «النصرة» و «داعش» في عرسال!

بقلم علي الحسيني

العنصر-في-جبهة-النصرة-عبدالله-القصص عاد الوضع الامني الهش ليطل برأسه مجدداً على الساحة اللبنانية وتحديداً من البوابة <العرسالية> التي لا تكاد تُغلق على جروح أسرى ورهائن، حتى تعود وتُفتح على جرحى للجيش اللبناني، وبين الجرح والرهينة حكاية جرحى من رتبة نزلاء مستشفيات ميدانية داخل لبنان يتلقون العلاج فيها من جراء اصابات تعرضوا لها في بلادهم او اثناء خوضهم معارك مع جهات لبنانية، وقد يكون الجيش نفسه هو احدى هذه الجهات.

الوضع يُختصر في عرسال

 

الوضع القائم في عرسال اليوم ليس بالامر الجديد، الا انه بدأ اليوم يخرج الى العلن بصورة اوضح بعدما بدأ الصراع بين تنظيم <داعش> و<جبهة النصرة> يأخذ مجدداً منحى دموياً في سياق الهيمنة على البلدة الحدودية التي اصبحت تُعتبر المصدر والمركز الاساس لعبور المسلحين السوريين من لبنان الى سوريا والعكس، ومن هنا يلاحَظ ان معركة التصفيات النهائية بين الطرفين قد اذنت وحان وقت قطافها بعدما حصدت المعارك المتكررة والمتقطعة بينهما مئات العناصر من دون ان تُحسم النتيجة لصالح اي منهما، ولكن الجديد اليوم هو دخول الجيش اللبناني كطرف اساسي على خط المناوشات والاستهداف بحيث بات يعتبر ان معركته قد فُتحت مع هذه الجماعات خصوصا بعد استهداف اربعة من عناصره بعبوة ناسفة في عرسال مطلع الاسبوع الماضي، وذلك بعد اقل من 24 ساعة على استهداف هيئة علماء القلمون بعبوة مماثلة اثناء اجتماع لها في البلدة وقد اودى بحياة ثمانية من اعضائها.

صراع على تموين السلاح والغذاء

 

بعد التفجيرين الاخيرين اللذين وقعا اخيراً في عرسال بالاسلوب نفسه وتحديداً في الاول الذي استهدف هيئة علماء القلمون، ظهرت فرضيات عدة لعودة الاغتيالات مجددا الى هذه الساحة. وبعيداً عن التكهنات والتحليلات والنقاشات داخل الغرف السياسية التابعة لهذا الفريق أو ذاك، تؤكد جميع المعطيات ان الصراع بين <جبهة النصرة> و<داعش> قد عاد مجدداً او استعيد وهو امر يتكرر في كل مرة يقترب فيها فصل الشتاء، وطابع المعركة اليوم بين الطرفين يتصدره عنوان وحيد هو الصراع على التموين الغذائي والسلاح خصوصاً بعد تجفيف منابع الدعم المالي للطرفين ومحاصرة اوصال المناطق التي يوجدون فيها وسد منافذها من قبل الجيش اللبناني وحزب الله من جهة ومن قبل قوات النظام السوري من جهة اخرى، وتحديداً تلك المناطق الواقعة عند اطراف عرسال امتداداً الى قرى القلمون وخصوصاً جرود فليطا والجبة والمعرة.

شقق وكاميرات مراقبة

 

والمسلحون السوريون لم يعد وجودهم يقتصر على الجرود والقلمون بل اصبح جزء كبير منهم يتحصن داخل عرسال، ولم يعد وجودهم يقتصر على مخيمات اللاجئين النازحين فيها فحسب والتي عددها عشرون تقريباً، بل تؤكد المعلومات استخدام المسلحين شققاً تم استئجارها عند مفاصل ومداخل البلدة الرئيسة، وجعلها نقاط مراقبة عبر تثبيت كاميرات فضلاً عن استخدامهم سيارات رباعية الدفع ذات زجاج داكن مهمتها تتبع كل شخص يدخل الى البلدة لمعرفة هويته وتفاصيل تحركاته، وبعض الاهالي لا ينفي حالة الرعب التي تعيشها البلدة من جراء سيطرة المسلحين على اجزاء كبيرة من بلدتهم ويؤكدون انهم مضطرون لتقبل الوضع خوفا على حياتهم في ظل غياب الدولة والقوى الامنية عن البلدة، في اشارة الى ان عرسال محاطة بدوريات للجيش يسيرها داخل البلدة ليعود ويخرج منها. وتؤكد مصادر لـ<الافكار> ان عدداً من الاسر <العرسالية> كانت نزحت من البلدة خوفا من <جبهة النصرة> و<داعش> والتنظيمات الاخرى حتى اصبح عدد اللاجئين السوريين والمسلحين يفوق عدد سكان البلدة الاصليين.

علياء-منصور 

مستشفيات ميدانية لمعالجة المسلحين

 

لم يعد السؤال عن اماكن المستشفيات الميدانية التي تعالج الجرحى السوريين في لبنان هو المهم بل الاهم انها أصبحت امراً واقعاً لا مجال للتهرب منه او تجاهله خصوصاً وانها حالة لا تقتصر فقط على داخل بلدات بقاعية مؤيدة بطبيعتها الديموغرافية والسكانية للثورة السورية بل تجاوزت هذا المحيط لتصل الى عكار وايضاً داخل قرى وبلدات حدودية داعمة للنظام السوري. ففي عرسال توجد اربعة مشافٍ ميدانية وهي: <مشفى ابو طاقية> وهو عبارة عن مشفى يقع في الطابق الارضي من المبنى نفسه الذي يسكنه الرجل وحيث المسجد الذي يديره ويؤم المصلين فيه. <مستشفى الرحمة> وهو مستشفى ضخم وحديث من حيث التجهيزات الطبية ويقع في وادي ميرا. <مستشفى المعيصرة> فريقه الطبي هو نفسه الفريق الذي كان يشغل <المستشفى الوطني> في مدينة القصير السورية قبل سقوطها بيد حزب الله وجيش النظام منذ سنتين تقريبا ويستخدمه المسلحون واسرهم. و<مستشفى الدكتور احمد عبد الغني الحجيري> والمعروف بأحمد كرتون وهو مركز طبي صغير يتألف من خمس غرف. والجامع بين هذه المستشفيات الاربعة هو ايواؤها جرحى من المسلحين السوريين على مختلف انتماءاتهم التنظيمية لكن الاكثرية منهم ينتمون الى <جبهة النصرة>، علماً ان غالبيتهم في السابق كانوا من الجيش السوري الحر الذي كان يحظى بتأييد واسع داخل البيئة العرسالية قبل ان يتحول هذا التأييد الى دعم لـ<جبهة النصرة>.

تعريف الجريح السوري في لبنان

بغض النظر عن انتمائه التنظيمي او الجهة التي يؤيدها او التي ينضوي تحت لوائها القتالي يُعتبر الجريح السوري الذي يضطر للجوء الى لبنان في حالة انتقالية بين الحياة والموت أو في حال الإصابة بإعاقة، يخرج من حدوده حاملاً ما تبقى من انفاسه الأخيرة بمرافقة مسعفين او في بعض الاحيان مع اشخاص لا يفقهون شيئا في الطب والذين يوصلونه إلى نقطة العبور ليتمكن من تلقي العلاج أو اجراء عملية جراحية لازمة له والتي تعجز عن القيام بها المشافي الميدانية في بلده بسبب قدراتها المتواضعة ومن ثم يتم نقله عن طريق الصليب الأحمر الى المشافي المتخصصة والمتوزعة على الأراضي التي قصدها اما خلسة واما تحت اشراف الدولة المعنية. وبحسب الاحصاءات فإن اكثر من عشرة آلاف جريح سوري تمت معالجتهم في لبنان منذ انطلاق الثورة السورية، لاسيما في منطقة الشمال وطرابلس التي استقبلت أعداداً من الجرحى المدنيين ومن الجيش الحر ومقاتلي الاحياء في حمص وحلب، وفي عرسال ومجدل عنجر حيث يلجأ إليها الهاربون من معارك بلدات القلمون وقبلها من القصير وغيرها من المناطق التي شهدت معارك ضارية وعمليات كرّ وفرّ مع قوات النظام المدعومة من حزب الله.

جوسية-احد-معابر-تهريب-المقاتلين 

لهذه الاسباب اتعالج في لبنان

 

المقاتل في <جبهة النصرة> عبدالله القصص كان وصل الى احدى المشافي الميدانية في مدينة طرابلس منذ عامين تقريباً ولغاية اليوم لم يغادره بانتظار تأشيرة تسمح له بمتابعة المعالجة في اية دولة اوروبية، يقول القصص من داخل المشفى لـ<الافكار>: <كنت قد تعرضت لإصابة بالغة في العمود الفقري اثناء محاولة النظام السوري المدعوم من عناصر حزب الله اقتحام مدينة القصير، وتمّ نقلي عبر الحدود مع مجموعة من الاخوة المصابين الى عدة مناطق في الداخل السوري عن طريق الجبال والوديان الى ان استقر بنا الحال هنا، ومنذ ذلك الحين وانا انتظر الفرج من عند الله كي اتمكن من متابعة علاجي في اي مستشفى خارج لبنان بعدما اصبت بشلل نصفي>.

وما اذا كان الجرحى السوريون يتعرضون لمضايقات على أيدي جهات لبنانية يؤكد القصص ان اكثر من جهة تتعمد ملاحقتهم وتتبع اخبارهم منذ ان وصلوا الى الحدود اللبنانية رغم ان الدولة تعلم بوجود اكثر من مشفى ميداني لمعالجة جرحى الحرب في سوريا، ولكن المستغرب هو عمل بعض الاجهزة الامنية على ملاحقة الاماكن التي نوجد فيها بشكل نخشى فيه على ارواحنا، رغم انه لغاية اليوم لم تحصل سوى امور صغيرة من قبل هذه الاجهزة مثل تسليم بعض الاخوة الى النظام السوري في سوريا او الى السفارة، وهنا الكلام غير موجه الى جهاز محدد بقدر ما حزب الله هو المقصود الذي يزرع عناصره الامنية في كل ارجاء الشمال والبقاع لتقصي الاخبار ومعرفة امكنة المشافي الميدانية واحصاء عدد العناصر التي تُعالج في هذه المشافي وانتماءاتهم الحزبية والمذهبية.

 

من حمص الى القصير فعرسال

وحدها الصدفة تجعلنا نقف على احد ابواب المشافي الميدانية في عرسال وجهاً لوجه مع الجرحى. يتميز هؤلاء بسمرة بشرتهم وبأجساد نحيلة تنم عن قوة سابقة. الجميع يتهيب الجميع الى وقفة واحدة لسؤالنا عن سبب وجودنا في هذا المكان، فكانت الاجابة أننا على موعد مع احد مشايخ البلدة المعروفين بتأييدهم للثورة السورية ويصادف ان المشفى الذي نحن في داخله يقع في المبنى ذاته حيث يسكن الشيخ، وهنا تعلو صرخة الجميع في ظل سؤال وحيد لم ينفك يتردد على السنة الجرحى والشيخ نفسه <شو جابكن لهون وكيف وصلتوا؟>، لكن وبمعونة الشيخ نفسه تمكنا من الجلوس مع بعض الجرحى والتحدث اليهم عن الاسباب التي وصلت بهم الى هذا المكان وعن رحلة العبور من الموت الى الحياة.

يقول علي الدولامي المعروف بالشيخ وهو احد مسؤولي المجموعات المسلحة في <جبهة النصرة>: <منذ سنة ونصف السنة أُصبت في حي بابا عمرو في حمص على الجبهة، وفي البداية نقلت الى مشفى ميداني ومن ثم الى مشفى بيسان داخل المخيم الفلسطيني في حمص ومنه الى القصير فقارا فيبرود ومن ثم تم نقلي الى هنا بمعاونة الاخوة وبعض ابناء البلدة، بعدما تمكنا بصعوبة بالغة من الوصول الى يبرود ثم الى اطراف عرسال بعدما تعرضت مجموعتنا لغارة جوية نفذتها طائرات الاسد في اكثر من منطقة، فأُصيب العديد منا كما سقط اكثر من 20 شهيداً لم يُعرف حتى الآن اين دُفنوا. ويرفع علي يديه ويقول: <الله يساعد الجريح السوري لأن الشبيحة عليه كتار الا اذا وقع بين أيدي اولاد الحلال الذين يساعدون الجرحى ويعاملونهم بطريقة انسانية، واليوم انا شفيت من اصابة صعبة في فكي حيث كنت اضع جهاز تثبيت خارجياً، واتمنى على الدولة اللبنانية السماح للجرحى بالعبور وعدم التعرض لهم على الحواجز وان يعاملوا الجريح السوري كما تمت معاملة الجرحى اللبنانيين في سوريا حتى ولو كان ينتمي الى جهة غير مرحب بها عند الدولة، لأن الجريح عندما يسقط يصبح مواطناً عادياً يجب معاملته بالحسنى خصوصاً وانه يصبح اعزل من السلاح والقوة البدنية، علماً ان الدولة الاسرائيلية تستقبل العديد من الجرحى وهناك استنكارات دائمة في هذا الشأن، فما المانع ان يعالج الجريح في اية دولة حتى ولو كانت عدوة؟ وهل الافضل ان نترك هذا الجريح يموت بدل معالجته؟ وهل هكذا يأمرنا الاسلام؟

جريح-من-احدى-التنظيمات-في-مشفى-في-عكار.. واسرائيل تمنع استقبال

الجرحى السوريين

بدورها اعلنت اسرائيل مؤخراً لصحيفة <هآرتس> وعلى لسان احد كبار الضباط الامنيين في الجيش الاسرائيلي توقفها عن استقبال مصابين من <جبهة النصرة> او غيرها لتلقي العلاج في مستشفياتها، ولكنه اكد انه في حال وصل جريح من <جبهة النصرة> إلى الحدود الاسرائيلية فسيتم تقديم الاسعافات اللازمة له في المكان، لانه وبحسب الضابط الرفيع فإن اسرائيل غيرت سياستها تجاه تقديم العلاج الطبي لعناصر <جبهة النصرة> داخل اراضيها، وان الجيش سيباشر التدقيق في هوية الذين يجري ادخالهم إلى البلاد للمعالجة للتأكد من عدم انتمائهم إلى هذا التنظيم. وفي السياق نفسه نفى مصدر عسكري اسرائيلي بارز للصحيفة نفسها ادعاءات حزب الله بأن إسرائيل تنقل اموالاً الى <جبهة النصرة> وانها تقدم علاجاً طبياً لجرحاها، وقال ان الحزب يبث هذه الادعاءات الكاذبة بسبب الضائقة التي يعانيها.

تسوية الجرحى بين حزب الله و<أحرار الشام>

 

ما زالت هدنة الزبداني صامدة في جوانبها الاساسية مثل غياب نية الاقتحامات والتهجير والتدمير، لكن الامر لا يخلو من بعض المناوشات المسلحة بين الحين والآخر بين عناصر حزب الله والفصائل السورية المسلحة الموجودة داخل البلدة وعلى رأسها حركة <أحرار الشام>، رغم ان معظم مجموعات الحزب قد انسحبت من محيط الزبداني باتجاه مناطق اخرى في خطوة اعتبرها البعض بادرة حسن نية منه على طريق حل الازمة نهائيا والمرتبطة ببلدتي الفوعة وكفريا في ريف ادلب. وتؤكد معلومات لـ<الافكار> ان عدد جرحى المسلحين في الزبداني ومحيطها يبلغ حوالى 240 من اصل 600 مسلح، وعلى رأس هذه المناطق ايضاً تأتي مضايا التي تنتظر قريباً سخونة كبيرة بعدما فشلت التسويات في الحاقها بالزبداني وبتثبيت خطة تهدئة مشابهة، وكان حزب الله وافق منذ فترة اسبوعين على نقل العديد من جرحى <احرار الشام> الى مستشفيات البقاع لتلقي العلاج وتحديداً في مستشفى <الامل> التابع للحزب، وهناك كان يلتقي جرحى الحزب وجرحى من المسلحين السوريين حيث كانت تجري مناوشات كلامية بينهم تصل الى حدّ العراك وتحديداً بين الاهالي والمسلحين حيث تتفاقم في هذه الاوضاع الاحقاد وتزداد العصبيات السياسية والمذهبية والحزبية.

منصور لـ<الافكار>:

لا احصاءات دقيقة لأعداد الجرحى

 

وفي سياق متابعتها لقضايا الجرحى السوريين في لبنان تؤكد علياء منصور عضو الائتلاف السوري <عدم وجود إحصاء دقيق لأعداد الجرحى السوريين الذين تمت معالجتهم في لبنان، لكن منذ فترة دخل عشرات الجرحى من مناطق القلمون جزء كبير من بينهم من الأطفال والنساء، أي من الأشخاص المدنيين، وقد كانت هناك مشكلة في إخراجهم من بلدة عرسال التي كانت محاصرة ومقفلة ولم يكن بإمكاننا نقلهم مباشرة، لذلك تم التوافق مع وزارة الداخلية والأمن العام والصليب الأحمر على نقل الجرحى، وهناك ما يُسمى بـ<إصابات الجرح البارد> اي ان إصاباتهم تكون قد مرّ عليها أكثر من اسبوعين، وهؤلاء لا يقبل الصليب الأحمر الدولي تغطية نفقات علاجهم ولذلك يواجهون مشكلة اذ تلتهب جراحهم، كما أن الامم المتحدة لا تغطي العلاجات كما يجب ووضعت سقفاً محدداً للعمليات الجراحية اي انها تغطي ما نسبته 75% من التكلفة في العمليات، كما انها لا توافق على اجراء كل العمليات المطلوبة ولا علاج كل المرضى>.

 

اذا لم تتعاون معنا الدولة سنتعاطى مع اي كان لنقلهم

 

واذ تفيد بأن الجرحى مسجلون في الامم المتحدة ويتمّ إسعافهم عبر الصليب الاحمر ولا مشكلة في وضعهم الأمني، ولكن هم يعانون من مشكلة اخرى وهي ان لبنان ليس موقعاً على اتفاقية حقوق اللاجئين، فكل هؤلاء السوريين يدخلون إلى لبنان بشكل غير قانوني وهو أمر طبيعي لانهم يهربون من القصف وينزحون إلى مناطق آمنة. وتشير الى بعض المضايقات للجرحى على حواجز امنية تابعة لـحزب الله حيث يتعرض بعضهم للضرب وآخرون لم يُسمح لهم بالعبور من عرسال، وهذه مسؤولية الدولة اللبنانية في معالجة مثل هذه الأوضاع ومن مصلحة السوريين ان يكون الوضع في لبنان آمناً، والنازحون لا يريدون أن يخلّوا بالأوضاع الأمنية وهم يريدون التعاون مع الحكومة اللبنانية لتسهيل انتقال الجرحى السوريين، وبطبيعة الحال لن نترك جرحانا يموتون، واذا لم تتعاون معنا الدولة فنحن سنتعاطى مع اي كان لنقلهم وقد لا نضمن ما تكون طبيعة الشخص الذي سيؤمن لنا الطريق والذي يتقاضى مبلغاً كبيراً مقابل اخراج جريح. وفتح الدولة اللبنانية الحاجز والسماح بدخول سيارة الصليب الاحمر الدولي لنقل الجرحى امر طبيعي انسانياً، والجريح يجب معالجته لأية جهة انتمى وهذا حقه، ومؤخراً عندما أُقفلت طريق عرسال استشهد 4 جرحى نتيجة عدم توافر العلاج.

لحظة-استهداف-دورية-الجيش-في-عرسالالوضع الميداني في عرسال..

 عود على بدء

 

في ظل نزوح مستمر من جرحى الفصائل السورية المسلحة الى عرسال ومع ازدياد انتشار هذه الجماعات في الجرود وداخل البلدة، تزداد مخاوف أهالي عرسال من عودة تفاقم الاوضاع واشتعال معارك مجددة بينهم وبين المسلحين او بين الآخرين ومحيطهم اي حزب الله، خصوصاً وان التفجيرين الاخيرين حملا اكثر من بصمة من شأن كل واحدة منها ان تهدد بعودة اشتعال جبهة عرسال مجدداً. وفي هذا الصدد يؤكد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لـ<الافكار> ان التفجيرين اللذين استهدف اولهما رجال دين وثانيهما دورية للجيش هما محاولة لضرب الاستقرار في عرسال ونشر الفتنة بين اهاليها والنازحين السوريين، مؤكداً ان المؤسسة العسكرية رمز الوطن وسيادة الدولة وبقائها. ومن استهدفها لا دين لهم ولا طائفة.

وقال: <اهالي عرسال يستنكرون هذه الاعتداءات الارهابية ويتمنون الشفاء للجرحى كما انهم يطالبون الاجهزة الامنية بكشف الفاعلين ومحاسبتهم، وهم يقفون وراء الجيش اللبناني صفاً واحداً كي يعم الأمن بلدة عرسال، مشدداً على انه لا مكان بيننا للفتنة ولا مكان بيننا للمجرمين ولن يستطيع الحاقدون المساس بأمن عرسال وارهاب اهلها. حمى الله لبنان. حمى الله الجيش اللبناني والقوى الأمنية. حمى الله عرسال وأهلها>.