تفاصيل الخبر

ضجة في صفوف أبناء الروم الكاثوليك: حصصنا الوزارية تصادرها الأحزاب والكتل!

16/11/2018
ضجة في صفوف أبناء الروم الكاثوليك:  حصصنا الوزارية تصادرها الأحزاب والكتل!

ضجة في صفوف أبناء الروم الكاثوليك: حصصنا الوزارية تصادرها الأحزاب والكتل!

في صفوف أبناء طائفة الروم الملكيين الكاثوليك ضجة تتكرر في كل مرة يشهد فيها لبنان تشكيل حكومة جديدة إذ يشعرون بأن حصصهم من <الجبنة> الحكومية تذهب الى غير فعالياتهم الشعبية وتركيبة العائلات الكاثوليكية العريقة... من خلال مصادرتها من الأحزاب التي تتوزع الحقائب المخصصة للروم الكاثوليك، جوائز ترضية لزيادة حجمها على طاولة مجلس الوزراء. ولعل التنافس الذي ظهر خلال المراحل التي قطعتها عملية تشكيل الحكومة العتيدة على تمثيل الكاثوليك خير دليل على <معاناة> أبناء الطائفة التي يمثلها في مجلس النواب ثمانية نواب يتوزعون على بيروت والمتن والشوف والزهراني وجزين وزحلة والبقاع الشمالي، وعلى تكتل <لبنان القوي> (4 نواب) ونائب واحد في كل من تكتل <الجمهورية القوية> والحزب السوري القومي الاجتماعي و<كتلة التنمية والتحرير> و<اللقاء الديموقراطي>.

ويأتي هذا التوزيع في النواب على الكتل والأحزاب اللبنانية ليلغي عملياً الزعامات العائلية التقليدية التي اشتهر ممثلوها في الندوة البرلمانية بالاستقلالية وعدم الدخول في الأحزاب التي كانت ولا تزال تتصارع على الساحة اللبنانية، ما جعل شهرة <الكاثوليك> بالوقوف على الحياد الحزبي تطغى مع توصيف مشهور آخر وماركة مسجلة باسمهم <كوتلها>، أي لم يتخذ موقفاً مع هذا الفريق أو ذاك. واليوم، تبدو الزعامة الكاثوليكية في عهدة الأحزاب الكبرى، وأبناء العائلات الكاثوليكية العريقة ما عادوا ممثلين في المجلس النيابي، ذلك ان آل سكاف الذين توزعوا على كل البقاع بزعامتهم غابوا عن ساحة النجمة، وكذلك آل فرعون، في حين يمثل آل صحناوي وزير حزبي ينتمي الى <التيار الوطني الحر> ويشغل منصب نائب رئيس التيار.

ويقول متابعون للملف الكاثوليكي، انه منذ ما بعد اتفاق الطائف توزع وزراء الكاثوليك ــ باستثناء المرحوم الياس سكاف وميشال فرعون ــ على الأحزاب المسيحية الكبيرة خصوصاً الأحزاب المارونية التي كانت دربهم الى الوزارة، وبعض هؤلاء <أنزلوا> الى التشكيلات الوزارية بخلفيات حزبية، ما جعل الكثيرون يتحدثون عن <ذوبان> السياسيين الكاثوليك في الطبق الماروني الأكثر اتساعاً. ولعل ما زاد الطين بِلّة ان القيادات الروحية للروم الكاثوليك لم تعلب دوراً في المحافظة على الإرث العائلي الكاثوليكي لأنها كانت مهتمة بأمور أخرى ومشاغل جعلتها تصرف النظر عن المتابعة القريبة لحقوق أبناء الطائفة لاسيما منهم أبناء العائلات. وثمة من يتحدث عن غياب <العصبية> الكاثوليكية نتيجة لجوء مستوزرين أو مستنوبين الى

حظيرة الأحزاب اليمينية خصوصاً بحثاً عن دور ورعاية. ويمكن في هذا السياق استثناء النائب والوزير السابق نقولا فتوش الذي كانت له حيثية بقاعية وزحلية مميزة فرضته نائباً في دورات عدة وزيراً أكثر من مرة.

اقبال محدود على الاقتراع

ويعترف مسؤولون لدى الروم الكاثوليك ان ردود أفعالهم على <تجريدهم> الممنهج من الخصوصية التي كانوا ينعمون بها قبل اتفاق الطائف، لم تكن على مستوى ما كان يحدث لاسيما في المواقع الادارية والسياسية التي انتزعت منهم تباعاً، بدءاً بوزارة الدفاع ثم الخارجية، وصولاً الى الأمن العام وقيادة الدرك ورئاسة الجامعة اللبنانية وغيرها، ولم يحصل ممثل الروم الكاثوليك من الأجهزة الأمنية إلا على أمن الدولة، في حين ان الحضور الكاثوليكي في المؤسسات الأمنية والعسكرية يتراجع نتيجة <مونة> الأحزاب المسيحية الأخرى وعدم تماسك أحبار الطائفة ووجوهها المدنية والادارية في وقفة واحدة تحفظ الحقوق وليس إلا. وتخشى مصادر متابعة من ان يشكل بداية <انحسار> الطائفة الكاثوليكية من خلال تمثيلها بغير أبناء عائلاتها لاسيما في البقاع وبيروت والمتن، خسارة كبيرة للطائفة الشريكة الأساسية في القرار الوطني بعد الخسائر التي منيت بها إثر غياب الزعيم الراحل جوزف سكاف (ونجله من بعده) وهنري فرعون وانطون صحناوي (الجد) وغيرهم ممن كانوا يمثلون الكاثوليك سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.. خير تمثيل، الى درجة ان الزعيم الراحل جوزف سكاف ترأس كتلة نيابية تخطى عدد أعضائها الـ19 نائباً من مختلف الطوائف.

وتحمّل مرجعيات سياسية كاثوليكية أبناء الطائفة جانباً من المسؤولية في تراجع الحضور الكاثوليكي المستقل نيابياً وحكومياً، فتشير الى ان الاقبال على الاقتراع في الانتخابات النيابية الأخيرة، كان مخيباً للآمال إذ اقترع 65 ألف كاثوليكي من أصل 167288 ناخباً مسجلين على لوائح الشطب، أي ما نسبته 4,4 بالمئة من اجمالي المقترعين. ولا يكفي، في نظر هذه المرجعيات، القول إن ثمة مقترعين هم خارج لبنان، لأن الذين في استطاعتهم الاقتراع وهم في لبنان أكبر بكثير من النسبة التي سُجلت. وتشير الأرقام الى ان اعتماد الصوت التفضيلي <فضح> الأحزاب والعائلات على حد سواء. فالنائب والوزير السابق ميشال موسى نال 1500 صوت كاثوليكي من أصل 4162 صوتاً حصل عليها في نتيجة الانتخاب. أما النائب البير منصور فقد نال 1200 صوت كاثوليكي من أصل 5881 اقترعوا له، فيما شارك نحو 7400 ناخب كاثوليكي. في حين نال النائب ادي معلوف 780 صوتاً تفضيلياً على رغم مشاركة نحو 9 آلاف كاثوليكي. كذلك كانت نسبة ما ناله النائب نقولا صحناوي من أصوات الكاثوليك متدنية (700 من أصل 4788). أما النائب نعمة طعمة فنال 550 صوتاً كاثوليكياً من 7253 صوتاً فيما يقدر ان تكون دائرة الشوف قد شهدت مشاركة نحو 5800 صوت تفضيلي. وفي جزين نال النائب سليم خوري 380 صوتاً كاثوليكياً من أصل 708 أصوات نالها بينما بلغ عدد الكاثوليك المشاركين نحو 4300 صوت تفضيلي.

وفي الخلاصة يتضح ان النواب الكاثوليك نالوا مجتمعين 11200 صوت تفضيلي من أصل 50 الف صوت تفضيلي كاثوليكي.