تفاصيل الخبر

دعــــــوت الـــى الـعـلاقــــات الـمـسـؤولــــة ولـيـــس عـلاقـــــــات الـفـجــــــور!

22/05/2015
دعــــــوت الـــى الـعـلاقــــات الـمـسـؤولــــة  ولـيـــس عـلاقـــــــات الـفـجــــــور!

دعــــــوت الـــى الـعـلاقــــات الـمـسـؤولــــة ولـيـــس عـلاقـــــــات الـفـجــــــور!

1مثيرة للجدل ومحرضة على الثورة، وراعية للتمرد ومتحدية لكل سجان وقامع وساكن، هكذا تحولت المخرجة إيناس الدغيدي من مجرد مخرجة ماهرة وسينمائية رفيعة المستوى إلى شخصية اجتماعية تصدر الاستفزاز وتصنع الجدال وتتلقى الهجوم طوال الوقت في مقابل كل صدمة تصنعها بتصريح من تصريحاتها، وكان أخيرها حملة شنّها عليها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لأنها دعت الى ممارسة الجنس قبل الزواج.

وكان لنا معها اللقاء الآتي:

ــ لماذا هجومك المتكرر على الحجاب؟

- هذا غير صحيح، لا أستطيع القول لمسلمة ترتدي الحجاب: <انتي محجبة ليه؟>، <دا اختيار>، ولكن للأسف الحجاب ساعد الاخوان  والتيار الديني على تغيير شكل المجتمع. وفي أيامي، كنا نذهب الى المدرسة <بالميني جوب> ولم يكن هناك أحد يستهجن ذلك، ولم نكن نسمع شيئاً عما يسمى بالتحرش. التيار الديني أراد أن يصنع شكلاً للمجتمع لكي يكون نواة لما يسمونه الدولة الإسلامية، وبحثاً عن تحقيق مصالح معينة.

ــ ماذا عن الجدل الذي ينتج طوال الوقت بسبب تصريحاتك حول الحرية الجنسية؟

- أنا مع الثقافة الجنسية بشكل لا يثير غرائز الناس ومع الثقافة التي لا تصف العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة، وأرفض الابتذال.

 ــ وما رأيك في المشاهد التي تصف علاقة الرجل بالمرأة في السينما؟

- السينما لا تعامل أخلاقياً، السينما تعبر عن الشخصية، فقد تعبر شخصية غير مثقفة عن هذا المشهد. فالفن لا يحاسب محاسبة أخلاقية، إنما الثقافة تحاسب، وأنا لم أقصد بتصريحي انني مع الحرية الجنسية غير المسؤولة، وإنما أنا مع العلاقات المسؤولة، ولست مع الفجور.

ــ لماذا يتم تحريف أغلب أحاديثك؟

- لأنهم يلتقطون عناوين و<مانشيتات>، فعندما تحدثت مثلاً عن العلاقات الشاذة كنت أقصد انني ليس لي الحق في تقييمها، وليس انني أقبلها.

 ــ ما رأيك في الأفلام المنتشرة حالياً؟

- أنا لست ضد أفلام محمد السبكي وان نافس نوعيات أخرى.

ــ ولكن هل يمكن أن تتعاوني مع السبكي؟

- طبعاً لا، ولو حصل فسيكون ذلك بشروط، فالسبكي جعل أفلامنا تحتقر في الدول العربية، والناس يقنعونه بأنه إله السينما حالياً، وأعتقد أن نهاية السينما المصرية ستكون على يد <السبكية>.

ــ في رأيك متى ازدهرت السينما؟

- فترة السبعينات والثمانيات، عندما كان ينتج رمسيس نجيب، صلاح أبو سيف، وبركات، وكان أيضاً هناك أفلام مقاولات، لكن التنوع كان محققاً.

ــ كيف تقيمين تجربتك حالياً؟

- عندما أرى حياتي بعد مرحلة معينة من الاختيارات، أرى أننا عشنا مناخاً مختلفاً تماماً. فكل شيء نفعله كان بسهولة، لم أشعر يوماً بمسألة الكفاح وبمسألة انني امرأة، وعملت في الإخراج. نعم، اشتغلت كثيراً لكن الحياة كانت سهلة. كان عندي اعتقاد داخلي دائماً ان كل شيء أطلبه من الله كان يعطيه لي، فالإنسان جهاز إرسال من الطاقة الإيجابية والسلبية وهو مرتبط بالله والكون. اليوم بعد أن أصبح لي كيان بقي لي أعداء، والدنيا لا تسير بشكل سهل. لقد دربت نفسي على تحدي الأشياء...

 ــ ما السر وراء انتقاد الصحافة الدائم لأفكارك؟

- ببساطة لأنني مهتمة بعملي فقط، ولم أهتم أبداً بإقامة علاقات تصنع لي شكلاً وتدافع عني. في الماضي، كنت أجتهد وأعمل، <دلوقتي> أجتهد ولا أعمل شيئاً، ولم يكن أحد يراني أنافس أحداً فكانوا يتركونني، حالياً كثيرون يحاربونني.

المرأة والحرية

ــ ما السر وراء اهتمامك بالمرأة والحرية في أعمالك؟

- أنا مع حرية الإنسان عموماً وأنحاز للمرأة أكثر لأنها لا تملك الحرية، فالمجتمع يعطي الرجل حرية أكبر، ولكنني انحزت أيضاً للرجل في فيلم <امرأة واحدة لا تكفي>، فحرية الإنسان مهمة جداً بالنسبة لي. أنا دائماً أضع نفسي في الطرف الآخر، فأنا لست عقلية صادمة، أنا دائماً مع حرية التفكير، ولذلك حينما قلت: سأرشح أبو الفتوح، لم أكن أدرك ما وراء هذا التيار الفكري من إرهاب، ودائماً كنت أقول: نعطيهم فرصة إلى حين صدمنا الواقع، فأنا دائماً لست متمسكة بأفكار واحدة.

 ــ هل لكِ هوايات خاصة؟

- عندي علاقة خاصة مع الله، أشعر كثيراً بالرغبة في الانفراد بنفسي والدخول في ملكوت الله، وأغار وأغضب جداً بسبب تقديس الرسول أكثر من الله عند بعض المتشددين، فالاخوان اليوم يرددون أحاديث نبوية يبررون فيها قتلهم، ولكنني دائماً أرى في القرآن إجابات، وعندي دائماً أسئلة لله، ودائماً تصلني الإجابات من الله في أحلامي. وفي إحدى المرات، قلت لشيخ جملة لا أنساها أبداً: <على الوسطاء أن يمتنعوا>، فلا وسيط بين الله وأي إنسان. هكذا أرى.

متى تعتزلين؟!

ــ متى تقررين الاعتزال؟

- أرغب أن أؤلف كتاباً عن حياتي، وأخرج فيلماً عن قصة حياتي وبعده أعتزل.

ــ وما هو العنوان المقترح لكتاب حياتك؟

- في الحقيقة ليس في بالي اليوم اسم محدد، وقد حاول قصي درويش الناقد السينمائي المعروف الكتابة عني ولكن ظروف مرضه لم تسعفه.

ــ ولماذا ترغبين في إخراج قصة حياتك؟

- لأن حياتي فيها طموح وتمرّد وعلاقات كثيرة بناس كثيرين، علاقات مهمة جداً.

ــ مَن مِن النجمات تتمنين تجسيد حياتك؟

- ستبقى أقربهن اليّ الفنانة يسرا لأنها تعرفني جيداً.

 ــ من الأشخاص الذين أثروا في تكوينك؟

- أي شخص تعاملت معه على المستوى الأدبي أفادني، فقد عرفت جيداً توفيق الحكيم، يوسف السباعي، يوسف إدريس، لطفي الخولي، وقد عرفتهم عن قرب، بالإضافة الى  المخرجين الكبار كصلاح أبو سيف وبركات وغيرهم.

ــ ما هي ذكرياتك مع توفيق الحكيم؟

- سافرت مع توفيق الحكيم الى باريس لمدة شهر أثناء تصوير فيلم <عصفور الشرق>، وكنت حينئذٍ مساعدة مخرج، ورافقته أنا ونور الشريف بعد التصوير أثناء إقامته في الفندق، واقتربت منه، وكنت أتناقش معه كثيراً.

ــ ومع يوسف السباعي؟

- كان يوسف السباعي يحاضر لنا في المعهد، وكنت دائماً أذهب إليه في مقهى عند الأهرام وطلب مني في فترة من الفترات أن نكتب أموراً مع بعض بحيث ان العمرين يكتبان حاجة ولكن لم يحدث ذلك.

ــ وما هي ذكرياتك مع عبد الوهاب؟

- كنت قريبة منه ومن أولاده وما زلت إلى اليوم، فقد قابلته في باريس كثيراً، وكنت دائماً أتكلم معه، أنا وتوفيق الحكيم وكان شخصية خفيفة الظل جداً، وعنده روح كوميدية عالية وكان دقيقاً جداً، وكان كل عالمه هو الفن.

ــ وماذا عن يوسف إدريس؟

- جاء وحضر أول أفلامي، وابنه رحمه الله كان يعمل معي مساعداً، وكانت تدور بيننا دائماً أحاديث تليفونية، وأعتقد أن وجود الأدباء في حياتي أفادني كثيراً.

ــ من هو مطربك المفضل؟

- مطربي المفضل هو عبد الحليم حافظ، فهو مطرب جيلي، جيل ثورة يوليو. وفي الموسيقى، أحب القديم والحديث، وأميل دائماً للقديم لأنه يحمل أشياء جميلة.

ــ زمن حكم الاخوان، هل فكرت في الهجرة؟

- لم أفكر أبداً في الهجرة خارج مصر، فأقصى مدة من الممكن أن أقضيها خارج مصر هي 10 أيام فقط. ومن هواياتي حب السفر، وأعشق الذهاب للأماكن الساحلية، وأحب العوم في البحر، وأحب الأماكن ذات الأفق المتسع.

ــ من هم أصدقاؤك المقربون؟

- الصداقة مهمة جداً في حياتي. هناك يسرا من الوسط الفني، ومن خارج الوسط الفني جيهان بركات، ماهي خليفة، إيناس ناجي، وهؤلاء مقربون جداً مني ولدي أصدقاء كثيرون جداً من السفراء والمهندسين ومن الفئات كافة.

ــ ما هي أنواع الرياضة المفضلة لكِ؟

- كنت ألعب كرة السلة دائماً، وحالياً السباحة، وأعتقد أنها رياضة روحية.

ــ في رصيدك 18 فيلماً، وليس لديك مسلسل واحد. . لماذا؟

- لا أحب المسلسلات، وأحب دائماً العمل في السينما. السينما هي العالم الخيالي الذي أملكه، ومحاولة إخراجي لمسلسل <عصر الحريم> كان نتيجة لتدهور سوق السينما بعد الثورة، ولكنني أقول لكل امرأة كانت في الزمن القديم: هناك جوارٍ تبحث عن حقها وحريتها، فلا تضيعي حقوقهن.