تفاصيل الخبر

داء السكــري يصيــب 8 بالمـئــة مـن اللبــنانيـيــن البالغيــن!

07/12/2018
داء السكــري يصيــب  8 بالمـئــة مـن اللبــنانيـيــن البالغيــن!

داء السكــري يصيــب 8 بالمـئــة مـن اللبــنانيـيــن البالغيــن!

 

بقلم وردية بطرس

يعتبر السكري من الأمراض المزمنة الأكثر انتشاراً حول العالم، لأنه يصيب العديد من الفئات نتيجة وجود خلل في البنكرياس المسؤول عن افراز هرمون <الانسولين> حيث ان الانسولين ينظم نسبة السكر في الدم، الا ان هناك العديد من الأسباب التي تؤدي الى الاصابة بمرض السكري او مضاعفة عوارضه ونذكر منها: العوامل الوراثية، وتناول المأكولات المحلاة بكثرة، والوزن الزائد، وقلة ممارسة التمارين الرياضية وغيرها.

يعد السكر (الجلوكوز) أحد أهم المواد التي يستخدمها الجسم للحصول على الطاقة وأول المصادر المستخدمة على الاطلاق نظراً لبساطة تركيبه وسرعة تحوله في دائرة الطاقة التي تتم داخل الجسم يومياً بصفة مستمرة. ويقوم الجسم عن طريق انزيمات متعددة بتحويل الأطعمة المختلفة وتكسيرها الى مواد أبسط تعقيداً، حيث تتحول الكربوهيدرات (النشويات) كمثال الى <الجلوكوز> وهو أبسط صورة ممكنة للسكر، وتزيد نسبته في الدم تدريجياً بعد الأكل، حيث يتم توصيله للخلايا، ويعمل الأنسولين على مساعدة الخلايا لالتقاط جزئيات السكر لاستخدامه في العمليات الحيوية... ان ارتفاع السكر في الدم عن الطبيعي هو في المعتاد يكون بنسبة 70 ــ 110 مليغرام لدى الأشخاص الطبيعيين، وقد يرتفع حتى 126 ويُسمى اعتلال حرق السكر، ويكون الشخص عرضة للاصابة بمرض السكري في حالة لم يحسن من حياته وفيما أكثر من ذلك يُعتبر الشخص مصاباً بالسكري اذا تم تأكيد التشخيص بالتحاليل الأخرى. اما انخفاض او هبوط السكر في الدم عن الطبيعي فهو أقل من 70 مليغراماً في العادة، ولكن ليس من الضروري ان يكون الشخص مصاباً بالعوارض حتى اذا كان سكر دمه أقل من 70 مليغراماً.

وتوصي جمعية السكري الأميركية باجراء الفحص الروتيني للكشف عن النوع الثاني من داء السكري ابتداءً من عمر 45 عاماً وخصوصاً اذا كان الشخص يعاني من الوزن الزائد. اذا كانت النتائج بمعدلها الطبيعي، يُرجى تكرار الاختبار كل ثلاث سنوات. اذا كانت النتائج حدية يجب استشارة الطبيب عن وقت معاودة اجراء اختبار آخر. كما يُوصى باجراء الفحص للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 45 سنة ويعانون زيادة الوزن في حالة الاصابة بمرض القلب او وجود عوامل الاصابة بداء السكري مثل نمط الحياة الذي يخلو من النشاط او تاريخ عائلي من الاصابة بالنوع الثاني لداء السكري او تاريخ شخصي من الاصابة بالسكري الحملي او كان مستوى ضغط الدم أعلى من 140/90 ملليمتراً من الزئبق. واذا تم تشخيص اصابة الشخص بداء السكري فقد يجري الطبيب اختبارات أخرى للتمييز بين النوع الأول والنوع الثاني من داء السكري لأنه غالباً ما تتطلب الحالتان علاجات مختلفة.

دراسة جديدة

 

وقد أظهرت النتائج ان عدد مرضى السكري في لبنان قد وصل في العام 2017 بحسب التقديرات الى 8 بالمئة من البالغين بين 20 و79 سنة، ما يترجم الى 585,400 شخص في هذه الفئة العمرية. <Declare> وهي أكبر دراسة سريرية أجريت لتقييم فئة جديدة من أدوية من مرض السكري من النوع الثاني تُسمى مثبطات <SGLT-2> وجرى عرضها في مؤتمر الجمعية الأميركية للقلب لعام 2018. ان دواء <داباغليفلوزين> الذي تم تطويره من قبل <استرازينيكا> يؤدي الى خفض خطر الاستشفاء جراء قصور القلب او حالات الوفاة الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 17 بالمئة، ويحقق نتائج ايجابية لناحية أمراض الكلى كما يتميز بمدى جيد من الأمان. بما يتعلق بتأثير <داباغليفلوزين> على أمراض القلب والأوعية الدموية فهناك دراسة واسعة وفريدة متعددة الجنسيات تهدف الى تقييم فعاليته بالنسبة لأمراض القلب والأوعية الدموية ومدى أمانه. وتشمل الدراسة ما يقارب 160,17 مريضاً من مرضى السكري من النوع الثاني في 33 بلداً يعانون من عوامل خطر متعددة (60 بالمئة) مثل اضطراب شحوم الدم او ارتفاع ضغط الدم او التدخين، أو أمراض القلب والأوعية الدموية المؤكدة (40 بالمئة) تمت متابعتهم على مدى 42 عاماً، وهي تُعّد تالياً أكبر دراسة في فئتها حتى الآن، والأطول زمناً من حيث متابعة المرضى والأوسع نطاقاً من حيث تمثيل هذه الفئة من المرضى. وكانت قد أشارت رئيسة الطاقم الطبي لأمراض القلب والأوعية الدموية والكلى والأمراض الاستقلابية في <أسترازينيكا> الشرق الأدنى الدكتورة هبة بارودي انه تُجرى حالياً مجموعة أبحاث للتحقق من امكانية تأثير دواء <داباغليفلوزين> على تطور مرض القلب او امراض الكلى المزمنة لدى المرضى الذين يعانون او لا يعانون من داء السكري من النوع الثاني.

الدكتورة باولا عطالله والعوامل المسببة لمرض السكري

 

تعتبر رئيسة الجمعية اللبنانية للغدد الصماء والسكري والدهنيات الدكتورة باولا عطالله انه لطالما ركّز الأطباء بشكل رئيسي على خفض مستويات السكر في الدم بين الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، ولكن الحقيقة حول مرضى السكري من النوع الثاني انهم عرضة للمضاعفات التي تؤدي الى أمراض أخرى بما في ذلك قصور القلب، مما يعني ان الطريقة التي نتبعها لخفض مستويات السكر في الدم تكتسي أهمية بالغة. وبالتالي حرّي بنا اختيار الأدوية التي تحسّن النتائج الصحية العامة للمرضى.

وعن العوامل المسببة لمرض السكري تشرح:

- هناك عوامل عدة وليس فقط عامل واحد يتعلق بالبنكرياس، اذ  يشعر الشخص دائماً بعدم الشبع. وطبعاً للبنكرياس وظائف عديدة اذ يقوم بتحويل السكر المخزون في الكبد والعضلات من سكر تخزيني الى سكر قابل للاحتراق. كما ان البنكرياس يفرز الأنسولين ليمكن استهلاك السكر واحراقه، فاذا قصّر البنكرياس في افراز الأنسولين يظهر السكر في البول وضعف احتراق هذه المواد في الجسم. وكلما يعطينا مادة < Glucagon> وهي مضادة للأنسولين يؤدي ذلك الى زيادة السكر في الدم. وهناك مشكلة في العضل اذ لا يعرف ان يتجاوب ويستعمل السكر كما يجب. كما هناك مشكلة في الكبد، وأيضاً مشكلة بالهرمونات الجديدة التي تتجاوب مع الطعام ويحفّز البنكرياس ان يفرز الأنسولين ولا تكون افرازاته جيدة. واليوم لدينا علاجات عديدة وبالتالي يمكن التحكم بالسكر. وبالنسبة للكلى فيُعّد اعتلال الكلية عند المصاب بالسكري احد المضاعفات الخطيرة لداء السكري من النوع الأول وداء السكري من النوع الثاني. ويُسمى أيضاً مرض الكلى السكري. ويؤثر اعتلال الكلية في قدرة الكليتين على أداء وظيفتهما المتعلقة بازالة منتجات الفضلات والسوائل الزائدة من الجسم. ولا يغيب عن البال ان الدهن في جسم الانسان يعمل أحياناً كهرمون او غدة فيفرز مواد سامة، أو مواد دهنية مضرة. ويكون مريض السكري عرضة لمخاطر الاصابة بقصور عضلة القلب وهذا يؤدي لوفيات ومضاعفات مع العلم أن هناك أدوية تساعد على تخفيفه. 62 من مرضى السكري لديهم قصور بعضلة القلب حتى لو لم تكن هناك عوارض وبالتالي يجب التنبه لهذه المشكلة أيضاً.

 

البروفيسور فادي حداد

ونمط العيش

وعن المرضى الذين شملتهم دراسة <Declare > يقول البروفيسور فادي حداد الرئيس السابق للجمعية اللبنانية للطب الداخلي:

ـ ان هذه الدراسة هي فريدة من نوعها نظراً لأنها الأولى في فئتها من الأدوية التي تقوم بتقييم الاستشفاء جراء قصور القلب او الوفيات الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية كمعيار رئيسي اضافي في الدراسة. بالنسبة لمرض السكري فقبل 15 سنة لم يكن هناك دواء للسكري مما كان يؤدي الى بتر الأطراف في العديد من الحالات وكان مريض السكري يعاني الكثير بسبب ذلك. أما اليوم تحسن وضع مريض السكري وهو يعيش بشكل أفضل لانه يهتم بنمط العيش ويتقيد بالارشادات الى ما هنالك فلا يضطر ان يدخل الى المستشفى او يصاب بمشاكل الكلى وما شابه. اذاً حماية المريض من المضاعفات تساعد على ضبط السكر في الدم ولن يدخل الى المستشفى بشكل متكرر الا في الحالات القصوى، كما سيحمي الكلى من المشاكل التي يتعرض لها الشخص. ولا ننسى انه يساعد على تخفيض الوزن.

الدكتور  سركيس والعلاقة بين قصور

القلب ومرض السكري

 

وعن علاقة قصور القلب وداء السكري يقول الدكتور أنطوان سركيس:

- يعتبر قصور القلب أكثر شيوعاً من الذبحة القلبية والسكتة الدماغية للمرضى الذين يعانون من داء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية. ويؤثر قصور القلب سلباً على جودة حياة المرضى، كما يؤدي الى الارهاق وضيق التنفس والدخول المتكرر الى المستشفيات. ان معدلات الوفاة بسبب قصور القلب قد تصل الى 50 بالمئة بعد مرور خمس سنوات فقط على التشخيص. ان خفض معدل حالات الاستشفاء بسبب قصور القلب بنسبة 27 بالمئة لدى فئة كبيرة من المرضى، 10 بالمئة فقط منهم يعانون من قصور القلب عند خط الأساس يشكل نتيجة بالغة الأهمية. ومن شأن ذلك ان يفضي الى توسيع فهمنا لكيفية تجاوز التحكم في نسبة الغلوكوز في الدم بحيث نتعامل بشكل أفضل مع مضاعفات أمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة والتي غالباً ما يتم تجاهلها.

ويتابع:

- ثمة صلة وثيقة بين مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، وهو السبب الأكثر انتشاراً لحالات الاعتلال والوفيات بين مرضى السكري. ويمكن أيضاً ان يؤدي مرض السكري الى قصور في القلب، وهو مرض من أمراض القلب حيث لا يقوى القلب على ضخ الكميات الكافية من الدم لتلبية احتياجات الجسم. ان 68 بالمئة من المرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني كانوا يتعرضون لضعف البطين الأيسر بعد مرور خمس سنوات على التشخيص الأولي. ويرتبط القلب والكلية ارتباطاً وثيقاً، ويؤدي اي تأثير على أحدهما الى زيادة الضرر لدى العضو الآخر. وتالياً يُعتبر مرض الكلى المزمن احد مضاعفات داء السكري من النوع الثاني المبكرة والمتكررة، وقد أظهرت الدراسات ان ما يصل الى 40 بالمئة من مرضى السكري من النوع الثاني سيعانون في مرحلة لاحقة من مرضى الكلى المزمن.

في السابق كانت هناك أدوية لديها آثار جانبية ولكن اليوم بفضل التعاون بين أطباء الغدد الصماء وأطباء القلب تغيرت الأمور. كما ان العلاجات الجديدة تمنع من دخول المريض المستشفى بسبب قصور عضلة القلب.