لأن بيروت سيدة التراث العربي، وكوكب الشرق أم كلثوم جوهرة لا تعوّض في هذا الشرق، فقد خرجت الى النور <لجنة تكريم رواد الشرق> برئاسة انطوان عطوي، ودعت الى مهرجان لإحياء الذكرى الأربعين لرحيل أم كلثوم في قصر <اليونيسكو> مع وزارة الثقافة وجمهورية مصر العربية عبر السفير الدكتور محمد بدر الدين زايد، ورئيس بلدية بيروت الدكتور بلال حمد، ووزير الثقافة المصري الدكتور جابر عصفور الذي اعتذر عن الحضور في آخر لحظة بسبب الحادث الارهابي الذي تسبب في قتل ثلاثين انساناً في صحراء سيناء. كذلك تغيب وزير الثقافة اللبناني روني عريجي وتمثل بالمدير العام للوزارة فيصل طالب.
وبقيادة المايسترو أندريه الحاج عزفت الأوركسترا اللبنانية لأربع مطربات كلثوميات هنّ: نزهة الشعباوي من المغرب وغنت <أنا في انتظارك مليت>، ويسرى محنوش من تونس حيث غنت قصيدة <الأطلال> للشاعر ابراهيم ناجي، ونادين صعب من لبنان بأغنية <للصبر حدود>، وكارمن سليمان بأغنية <هذه ليلتي> للشاعر اللبناني جورج جرداق ولحن الموسيقار محمد عبد الوهاب.
ومما قاله السفير المصري محمد بدر الدين زايد ممثلاً وزير الثقافة المصري جابر عصفور: <لدينا ثقة بأن مصر التي ذكرها القرآن الكريم ست مرات وقال عنها السيد المسيح <مبارك شعب مصر>، لا بد أن تنتصر في النهاية على الارهاب مثلما انتصرت على كل التحديات>.
ومما قاله رئيس بلدية بيروت بلال حمد في خطاب الاحتفال: <لن أنسى تلك الاطلالة البهية لسيدة الغناء العربي بين هياكل بعلبك وهي تنشد <الأطلال>، والعجيب أن الأطلال لم تعد أطلالاً، بل صارت بناء كاملاً متراصاً بفعل صوت شجي أعاد الحياة الى ما تبقى من تلك الهياكل، وكان صوت أم كلثوم هو الطاغي عندما كانت تردد: <أعطني حريتي أطلق يديا>.
من الذين حضروا بعدما ضاقت عليهم القاعة على رحبها الرئيس حسين الحسيني، الرئيس فؤاد السنيورة وعقيلته هدى، الوزيران رشيد درباس وسجعان قزي، ومدير عام وزارة الثقافة فيصل طالب ممثلاً وزير الثقافة روني عريجي، سفير المغرب الدكتور علي أومليل، الوزراء السابقون ابراهيم حلاوي، حسن منيمنة، عبد الرحيم مراد، غابي ليون، حسان دياب، نقيب الصحافة عوني الكعكي، السفير الكويتي عبد العال القناعي وعقيلته رشا والحاج عدنان فاكهاني.
من المفارقات أن أم أكلثوم غنت في قاعة <اليونيسكو> مرتين مرة في عهد الرئيس كميل شمعون عام 1954، ومرة في عهد الرئيس شارل حلو عام 1965