تفاصيل الخبر

بيروت تحت مظلة ثلاثة مهرجانات دولية ومن كواكبها نــائب رئيــس وزيــر الخـارجـيــة الــروسي ”بـوغـدانــوف“!

07/10/2016
بيروت تحت مظلة ثلاثة مهرجانات دولية ومن كواكبها نــائب رئيــس وزيــر الخـارجـيــة الــروسي ”بـوغـدانــوف“!

بيروت تحت مظلة ثلاثة مهرجانات دولية ومن كواكبها نــائب رئيــس وزيــر الخـارجـيــة الــروسي ”بـوغـدانــوف“!

بقلم عبير انطون

 SAM_7883-------3

أزمة النازحين تقض مضجع العالم كله شرقاً وغرباً، ويبرز تأثيرها على مستوى كل الميادين وبينها طبعا السينما وأفلامها. فهذا الموضوع أي موضوع النازحين الذي شكل اساس خروج احدى الدول الكبرى كبريطانيا من الاتحاد الاوروبي، والذي كان السبب الأبرز في تراجع شعبية المستشارة الالمانية <انجيلا ميركل>، كما شكل مؤخراً المنطلق الاول لخطاب رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام امام <الجمعية العامة للامم المتحدة> في نيويورك، يشكل ايضاً <اللولب> الأساسي لأكثر من مهرجان حالي تشهده بيروت، حيث يعكس واقع النزوح والهجرة معاناة اللاجئين والمهاجرين وأثرها على المجتمعات التي يلجأون اليها في قصص اشبه بالخيال تروي ما يتعرضون له في واقع معلق بين الحياة والخطر والموت. فماذا تروي هذه الحكايات، وما هو ابرزها؟

بين مهرجان <بيروت الدولي للسينما> (من 5 الى 13 تشرين الاول/ اكتوبر) ومهرجان <ما بقى الا نوصل> (3 الى 5 تشرين الأول/ اكتوبر) الذي تنظمه السفارة السويسرية في لبنان ومنظمة <هنريش بل - مكتب الشرق الاوسط>، ستكـــــــون عيـــــــون محبــــي السينمـــا معلقــــة على افـــــــلام انسانيــــــة تنتجهــا الظـــروف السياسيـــــة والاجتماعية المأساوية الحالية.

 

من رحم الواقع!

في دورته السادسة عشرة يستمر مهرجان <بيروت الدولي للسينما> على الرغم من كل الظروف بدعم <دائم وثابت> من مصرف <سوسيتيه جنرال> (رئيسه انطوان صحناوي) ومن وزارتي السياحة والثقافة وعدد من الرعاة الآخرين. 76 فيلماً بينها 31 فيلماً روائياً قصيراً تدور مواضيعها في غالبيتها حول الهجرة، الارهاب، الحروب الاهلية، تجارة الاعضاء، الاستعباد الجنسي، العنف الزوجي وغيرها، تتوزع على اكثر من ندى-سردوك-----4فئة ومسابقة، وتغيب عنها <مسابقة الافلام الشرق اوسطية الروائية> لهذا العام. وما بين فيلمي الافتتاح والختام <الفتاة في القطار> عن رواية الكاتبة <باولا هوكينز> الصادرة العام الماضي و<الاثنين الاول من شهر ايار/ مايو> (الوثائقي) الذي يدخل عالم الازياء والمشاهير من خلال ازياء غريبة مستوحاة من الحضارة الصينية، يمكن متابعة اي فيلم بـ7 آلاف وخمسمئة ليرة لبنانية للعروض العادية، فيما هي مجانية مسائي 12 و13 تشرين الاول/ اكتوبر في سينما <montaigne> لفيلم المخرج <يان ارتروس بيرتران> <human>.

 كوليت نوفل، مديرة المهرجان الذي ترئسه أليس اده تشرح ظروف اختيار الافلام لهذه الدورة:

- لا يمكننا الا ان نختار افلاماً تتفاعل مع محيطنا والعالم من حولنا. لقد تلقينا كمهرجان اكثر من 400 فيلم للمشاركة في فئة الشرق الاوسط، وفي غربلتنا لها، تبين ان عدداً قليلاً منها، حوالى الخمسة بالمئة فقط يدور حول مواضيع اجتماعية عادية فيما تتناول الغالبية المطلقة مشاكل المنطقة والعالم حالياً. تعرفون اننا، كما في كل عام ننطلق من نظرتنا الى خطورة التحديات والنزاعات في المنطقة لنختار افلامنا، لذلك كان تسليط الضوء على مواضيع الهجرة والنزوح والارهاب والعنف الزوجي وصولا الى قضايا المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً. فنحن لدينا ايمان راسخ باهمية استخدام الفن السينمائي لإثارة هذه القضايا، ورغم اهمية التغطية الاخبارية التقليدية لهذه المشاكل يتميز الفن السابع بقدرة خاصة على احداث خرق عاطفي ووضع المسائل المطروحة في الواجهة. والجميل في مهرجاننا انه يجمع افلام المحترفين واصحاب الجوائز العالمية والمواهب الجديدة الواعدة، كما انه يتيح للجمهور متابعة افلام لا تعرضها الصالات التجارية عادة>.

 

 راقصة.. وجاسوسة!

لأفلام مهرجان <كان الدولي> حصة كبيرة في <مهرجان بيروت>. فكوليت نوفل التي لها باع طويل في هذا المجال ونسجت شبكة علاقات واسعة محلياً وعالمياً مع اسماء معروفة في عالم الفن السابع استطاعت ان ايزابيل-هوبر-------1تأتي للبنانيين بفيلم <elle> للمخرج الهولندي <بول فرهوفن> العائد بعد غياب حيث تلعب الرائعة <ايزابيل هوبير> الدور تحت ادارته، كما استطاعت ان تقطف للمهرجان فيلم <الراقصة> عن <لوي فولر>، والذي يروي قصة الراقصة الآتية من الغرب الاميركي والتي سحرت فرنسا في القرن التاسع عشر. وليست الراقصة وحدها من استحقت فيلما حول قصتها، اذ يعرض المهرجان ايضا لحكاية الجاسوسة والمستكشفة والناشطة السياسية البريطانية <غيرترود بيل> التي كانت تقلب بـ<لورانس العرب الانثى> او <الخاتون> وقد ادت دوراً أساسياً في ترسيم حدود العراق وتالياً في تكوين الشرق الأوسط الحالي.

 سوريــــــا.. ولبـــــــنان

 قبـــل الحــــــــرب!

  

اما الحرب السورية التي خلفت وراءها آلاف النازحين، فيخبرنا عنها في <مهرجان بيروت السينمائي> المخرج السوري وضاح الفهد من خلال فيلم <محبة>، كما يتناول المخرج الجزائري يسير بن شلاح اطفال اللاجئين الذين اضطروا الى الهرب من عنف الحرب الاهلية في سوريا الى لبنان. الاطفال يحضرون ايضاً من خلال <دياب> الفيلم الذي يتناول قصة طفل كردي ايزيدي يعيش في مخيم للاجئين بعد المجازر المريعة التي ارتكبها تنظيم <داعش> في قرى الايزيديين في جبال سنجار..

واذا كان الواقع اللبناني والعربي حاضراً بقوة من خلال الموسم السادس عشر لـ<مهرجان بيروت> بأفلام قاتمة وان فتحت نافذة امل، فإن الحلم بالرجوع الى لبنان ما قبل الحرب يشكل نقطة العودة الى الجنة المفقودة من خلال ستة افلام خارج اية مسابقات تقدمها وزارة السياحة عن لبنان ما قبل العام 1975. في هذا الشأن، تقول المديرة العامة لوزارة السياحة ندى السردوك ان هذه الافلام التي وفرها المجلس الوطني للسياحة تمثل <شهادات حية بالكاميرات> عن لبنان المذهل في ستينات القرن العشرين. وقد حفظت الوزارة هذه الافلام ورممتها وهي تظهر صوراً ومشاهد تعكس حب اللبنانيين للحياة، وتؤكد: <نريد ان نؤمن بهذا اللبنان، لبنان الثقافة والرقي، لبنان الفن والاحلام، لكي يعطينا قوة الامل بفجر جديد، وتحدي الحاضر وخلق المستقبل>. لبنان ما قبل الحرب ايضا يستعيده شريط <حياة بيروت> للبناني محمد المنلا عن رجل <بيروتي> توقف به Untitled-attachment-00025------5 الزمن عند العام 1960، وعندما دعاه صديقه الى ملاقاته في <ساحة العنتبلي> قرب سوق الطويلة يتفاجأ بان كل شيء تغير وان بيروت لم تعد كما كان يعرفها.

فيلم السفارة السويسرية!

 

وللسفارات الاجنبية حصة، تتمثل هذه المرة بالسيدة <هستر سومسن> سفيرة هولندا في لبنان، احدى الدول الست المؤسسة للمجموعة الأوروبية. فتحت عنوان <مهمة في بيروت> تبرز السفيرة في الفيلم الوثائقي دورها الذي لا يقتصر على بيروت وحدها انما يمتد على الساحة اللبنانية بكل ما فيها من تشعبات واطياف. نراها تحت عيون الكاميرا، تجول في الجنوب تتفقد احوال كتيبة بلدها، وتتوجه الى الشمال للقاء مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، وتزور احد المعامل لبطاطا <الشيبس> للوقوف على الناحية الاقتصادية، تجتمع مع رئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي السابقة في لبنان السفيرة <انجلينا ايخهورست> ومع منسقة الأمم المتحدة لشؤون لبنان <سيغريد كاغ> وتتناول معهما في جلسة ودية شؤون السياسة اللبنانية ودعم الجيش والنظرة الى حزب الله وكيفية التعامل معه، كما تبرز من خلال الشريط زحمة السير في الشوارع ونمط عيش اللبنانيين وغيرها من المشاهد التي يوثقها الشريط مفتتحا مشاهده مع اعداد من اللاجئين السوريين يقصدون السفارة طلبا للحصول على تأشيرة تتيح لهم الهروب من واقعهم.

 هذا الواقع للنازحين واللاجئين هو عينه الذي دفع السفارة السويسرية في لبنان ومنظمة <هنريش بل> الى تنظيم مهرجان سينمائي آخر في بيروت تحت عنوان <ما بقى الا نوصل> عن الحدود والهجرة واللجوء تحت العنوان العريض <اوروبا، الشرق الأوسط، افريقيا: العالم المتنقل> القيمون على المهرجان يلخصونه:

<نود تسليط الضوء على جوانب مختلفة من النزوح والهجرة من خلال افلام وثائقية عن أشخاص هربوا للنجاة بحياتهم او بقصد السعي لمستقبل افضل، وعن آمال تحققت واخرى احبطت، وعن الفرار والعالقين، وعن الوصول وما يترتب بعده>.

يشارك في التظاهرة السويسرية 12 فيلماً. يتناول الاول تحت عنوان <ثمانية حدود، ثمانية ايام> معاناة امرأة رافقتها المخرجة في سعيها لحياة افضل في المانيا، فيما يصور ايمن نخلة في <الآن، نهاية موسم> مجموعة مهاجرين ينتظرون قاربهم في بحر مدينة ازمير التركية، وبعيدا عنها، في <الملجأ> يصور <فرناند ميلغار> الحدود في مدينة لوزان السويسرية حيث مجموعة من المشردين سمح لها بقضاء ليلة في ملجأ Untitled-attachment-00022-----6الطوارئ واخرى عليها البقاء في الخارج.

والى تركيا، نواكب المثقف السوري ياسين الحاج صالح الذي اجبرته القوى المتطرفة على النزوح في سوريا الى الرقة ومنها الى تركيا في فيلم <بلدنا الرهيب>، فيما يسلك رأفت الزاقوت الاتجاه المعاكس اي نحو سوريا، وقد دفعه شغفه بالفنون للسفر الى سوريا اثناء الاضطرابات للقاء مجموعة من الفنانين في فيلم وثائقي بعنوان <هوم> أي (بيت).

واذا كان اللجوء السوري هو الاكثر حضورا في مواضيع الافلام، فإن افلاماً أخرى مثل <ابي، الثورة وانا> يتناول احلام عائلة وارتباطاتها، وتغريبتها، فيما يتناول فيلم <المدينة الخفية> مئات آلاف العالقين من جميع انحاء افريقيا في مخيم <كاكوما> في كينيا، ويتناول وثائقي <الانتظار المرحلي> تحت ادارة <كافيه بختياري> قصة ايرانيين عالقين في اليونان ليس امامهم سوى العيش بعيداً عن اعين السلطات.

 ومن ايطاليا تصور <ساندرا هيتزل> المدينة الايطالية الاولى التي تطأها اقدام المهاجرين من غرب افريقيا قبل ان يتابعوا رحلة غربتهم، فيما يتناول <يمان> قصة مخترع شاب يحلم بمستقبل افضل خارج الحدود وصولاً الى <ارض جديدة>. والنزوح لا يقتصر على البشر، ففي فيلم <سايبة> لباسم بريش من لبنان المأخوذ عن قصة حقيقية، يتخذ عبور بقرة للحدود بعداً سياسياً.

  

روسيا آتية..

SAM_7884------2  

وفي غمرة المهرجانات لا تترك روسيا نصيبها من ساحة بيروت السينمائية في مهرجان مجاني بكافة عروضه. ففي الحادي عشر من الجاري يعلن عن استقبال لبنان لأول مهرجان للافلام الروسية في إطار تعزيز العلاقات بين روسيا ولبنان.. وسيتمّ التركيز على أهمية هذا الحدث الثقافي في العديد من الأصعدة حيث سيتطرّق المتحدثون بينهم نائب جزين الجديد امل ابو زيد إلى مجموعة من المواضيع، من تاريخ العلاقات اللبنانية - الروسية إلى المهرجان الذي يهدف لتعزيز السينما الحديثة والثقافة والفنون الروسية.

 إثنا عشر فيلماً روسياً تم اختيارها خلال الأعوام الخمسة الأخيرة ستشكل باقة العروض، فضلاً عن أفلام الخيال والأفلام القصيرة والوثائقية، وأفلام الرسوم المتحركة، كما سيعقد مخرجون مشهورون في السينما الروسية طاولات مستديرة وتمارين تثقيفية. وفي تعليقٍ له على هذه المناسبة المميزة، أكّدالمبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نائب وزير الخارجية <ميخائيل بوغدانوف> <أنّ <المهرجان السينمائي الروسي> الأوّل في لبنان سيعطي الجمهور اللبناني الفرصة لاكتشاف أبرز أفلام السينما الروسية الذهبية. بالإضافة إلى ذلك، سيساهم هذا المهرجان في تعزيز التعاون مع لبنان وتطوير العلاقات الثقافية بين روسيا وبلدان الشرق الأوسط. والسينما وسيلة فريدة للتفاهم بين الأمم، إنها نوع من أنواع اللغة المشتركة التي يستطيع الأفراد من مختلف الثقافات والحضارات والديانات من خلالها مد جسور التفاهم والاحترام وفهم بعضهم البعض بشكل أفضل>.

فهل سيكون للمهرجان الروسي الاول حضور كبير؟