تفاصيل الخبر

بيروت والكويت استوعبتا تداعيات ”الخلل الديبلوماسي“ و”غيمة الصيف“ زالت بإرادة مشتركة من مسؤولي البلدين!

17/08/2018
بيروت والكويت استوعبتا تداعيات ”الخلل الديبلوماسي“  و”غيمة الصيف“ زالت بإرادة مشتركة من مسؤولي البلدين!

بيروت والكويت استوعبتا تداعيات ”الخلل الديبلوماسي“ و”غيمة الصيف“ زالت بإرادة مشتركة من مسؤولي البلدين!

العلاقات المميزة بين لبنان والكويت، في ضوء الحرص الذي يبديه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة، كانت السبب الأبرز لـ<استيعاب> الإشكال الديبلوماسي الذي حصل قبل أيام بين بيروت والكويت على خلفية <تأخير> وزارة الخارجية والمغتربين في قبول طلب ترشيح مساعد وزير الخارجية الكويتية للشؤون المالية والادارية جمال الغانم لخلافة السفير الكويتي في بيروت عبد العال القناعي، وذلك رداً على عدم قبول الكويت ترشيح لبنان للسفير ريان سعيد ليكون رئيساً للبعثة الديبلوماسية اللبنانية في الكويت لأسباب قيل انها مرتبطة بمذهب السفير سعيد.

وإذا كانت بيروت سارعت الى <تطويق> مفاعيل الخبر الذي تناولته وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وذلك من خلال نفي مكتب وزير الخارجية جبران باسيل لـ<صحته>، فإن الخارجية الكويتية تجاهلت رسمياً الأمر، في وقت نشرت صحف كويتية معلومات نقلاً عن <مصادر ديبلوماسية> أكدت مضمون الخبر مع طرح تساؤلات حول أبعاده وتداعياته. وهذان الموقفان، اللبناني والكويتي، عكسا رغبة في عدم <تكبير> حجم الاجراء اللبناني الذي جاء على قاعدة التعامل بالمثل المعتمدة ديبلوماسياً بين كل الدول.

وفي هذا السياق، يقول مصدر رسمي ان المسؤولين اللبنانيين تعاطوا مع الموقف الكويتي بعدم قبول ترشيح السفير سعيد ليكون سفيراً للبنان في الكويت، بكثير من الديبلوماسية لاسيما وان ترشيح السفير سعيد تم في شهر تموز (يوليو) 2017، أي ما يزيد عن سنة، من دون أن توافق الكويت على هذا الترشيح، ولم تنفع المحاولات الكثيرة التي أجريت لاقناع الكويتيين بتغيير موقفهم الذي ظل من دون شرح الكويت الأسباب الحقيقية لرفض السفير سعيد، علماً ان وسائل الإعلام والأندية الديبلوماسية ضجت بمعلومات حول السبب الوحيد وهو انتماء السفير سعيد الى الطائفة الشيعية. ويضيف المصدر ان الرئيس نبيه بري رفض القبول بتغيير اسم المرشح اللبناني لاعتبارات عدة لعل أبرزها الانتماء الطائفي للسفير المقترح، لأن هذا المنصب هو من حصة الشيعة في التوزيع الديبلوماسي المعتمد لرؤساء البعثات اللبنانية في الخارج، وفيما أكد المصدر ان لبنان ليس في وارد إحداث <مواجهة> ديبلوماسية مع الكويت انطلاقاً من العلاقات المميزة التي تربطها بلبنان، لكنه أشار في المقابل ان قرار الدول بتسمية سفرائها في الخارج هو قرار <سيادي>، لكن إذا توافرت أسباب <مقنعة> لعدم قبول ترشيح سفير ما، فإن امكانية إعادة النظر تبقى واردة، لا بل ضرورية، لكنها تصبح غير واردة إذا لم تكن الأسباب مقنعة أو مبررة.

استعادة لتجربة السعودية

ويستعيد المصدر التجربة المماثلة التي حصلت مع السعودية حين تريث لبنان في تحديد موعد للسفير السعودي وليد اليعقوب كي يقدم أوراق اعتماده، بسبب تجميد الرياض تعيين السفير اللبناني لديها فوزي كبارة، وعندما أبلغت الخارجية السعودية لبنان موافقتها على قبول اعتماد السفير كبارة، قبل رئيس الجمهورية أوراق اعتماد السفير اليعقوب وتمت المراسم المعتمدة في مثل هذه الحالات. في المقابل فإن المصادر الكويتية المعنية تؤكد ان مسألة السفير سعيد <قيد المعالجة> لأن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لن يقبل بأن <تهتز> العلاقات اللبنانية ــ الكويتية لأي سبب مهما كان مهماً وحساساً، لاسيما وان طرق المعالجة لم تنعدم طالما ان النوايا متوافرة للمعالجة، وبالتالي فإن الحل سيشمل وضع السفيرين اللبناني والكويتي معاً وبتوقيت واحد بعد تأمين المناخات المناسبة لاتخاذ القرار وتطبيقه.

ولا تخفي مصادر أمنية لبنانية ان موقف الكويت حيال ملف الديبلوماسي اللبناني ليس منفصلاً عن مسألة الموقوفين في <خلية العبدلي> الذين تتهمهم الكويت بالانتماء الى حزب الله، والتي لم تتم معالجتها بشكل جذري على رغم ان الرئيس اللبناني كان أبلغ أمير الكويت خلال زيارته الأخيرة ــ من خارج جدول أعمال القمة الثنائية ــ ان التحقيقات جارية في بيروت لجلاء ملابسات المشاركين في <خلية العبدلي>، خصوصاً بعدما تبلغ لبنان من قيادة حزب الله ان لا علاقة لها بهؤلاء الموقوفين وهم لا ينتمون الى الحزب أو نسقوا الأعمال التي كانوا ينوون القيام بها مع القيادة المحلية لحزب الله. وتؤكد المصادر نفسها ان التأكيدات اللبنانية التي أعطيت للجانب الكويتي كانت كفيلة في تجميد هذا الملف الذي شُطب أيضاً من جداول أعمال أي لقاء لبناني ــ كويتي مهما كان مستواه.

تريث وتمديد...

في غضون ذلك، أكدت مصادر ديبلوماسية لبنانية ان الخارجية اللبناني تبلغت قراراً كويتياً يقضي بالتريث في ارسال السفير الغانم الى بيروت راهناً وتمديد مهمة السفير القناعي حتى اشعار آخر، ريثما تنجلي أسس الحل الذي سيعتمد بالتنسيق بين لبنان والكويت بالنسبة الى مستوى التمثيل الديبلوماسي بينهما. وتقول هذه المصادر ان قرار التمديد للسفير القناعي <أراح> زملائه السفراء العرب لأن القناعي هو عميد السلك الديبلوماسي العربي في لبنان لأنه الأقدم بين أقرانه العرب، ومغادرته بيروت ستجعل السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي عميداً للسلك الديبلوماسي العربي لأنه أقدم السفراء العرب المعتمدين في لبنان، الأمر الذي يسبب احراجاً وارباكاً في صفوف السفراء العرب لاسيما سفراء الدول التي قطعت علاقاتها الديبلوماسية مع سوريا على أثر الحرب السورية، إذ كيف يكون السفير السوري عميداً لسفراء عرب يمثلون دولاً عربية ناصبة العداء للنظام السوري الحالي وتنادي باسقاطه على اساس فقدانه لشرعيته، حسب ما يقول الديبلوماسيون العرب في بيروت!

وتؤكد مصادر لبنانية ان <غيمة الصيف> التي ظللت العلاقات اللبنانية ــ الكويتية نتيجة الخلل الديبلوماسي الذي حصل زالت بإرادة مشتركة بين البلدين تحوي هذه العلاقات وتمنع أي وهن يمكن أن يصيبها!