تفاصيل الخبر

بين تعليق من هنا "وتغريدة" من هناك الهوة تزداد اتساعاً بين الحريري وجعجع!

18/06/2020
بين تعليق من هنا "وتغريدة" من هناك الهوة تزداد اتساعاً بين الحريري وجعجع!

بين تعليق من هنا "وتغريدة" من هناك الهوة تزداد اتساعاً بين الحريري وجعجع!

 

[caption id="attachment_78864" align="aligncenter" width="600"] الرئيس سعد الحريري مع الدكتور سمير جعجع ..هل ولّى زمن التحالف واللقاء؟[/caption]

 

 لم تفاجأ الأوساط السياسية بــ "المواجهة التويترية" التي دارت الاسبوع الماضي بين رئيس تيار "المستقبل" الرئيس سعد الحريري ورئيس "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع والتي اعادت العلاقات بين "التيار الازرق" و"القوات" الى الوراء لتزيد بذلك اتساع الهوة بين الطرفين ولتعيد الى الاذهان الخلافات التي نشبت بينهما على اثر الحادث الذي استهدف الرئيس الحريري خلال وجوده في الرياض قبل سنتين والذي ترجم في الانتخابات النيابية تباعداً وعدم تحالف في العديد من الدوائر الانتخابية حيث لكل من "المستقبل" و"القوات" حضور مؤثر. كانت تكفي اشارة جعجع الى عدم قدرة الحريري على ادارة الشؤون اللبنانية في هذه المرحلة وقوله إن الظروف كانت غير مناسبة لتولي الحريري رئاسة الحكومة "وكان من الممكن ان تكون نهاية له حسب اعتقادنا وحساباتنا"، كي يرد الحريري بـــ "تغريدة" قال فيها: "ما كنت عارف انو حساباتك هالقد دقيقة... كان لازم اشكرك لانو لولاك كان من الممكن انو تكون نهايتي. معقول حكيم؟ انت شايف انو مصيري السياسي كان مرهوناً بقرار منك؟ يعني الحقيقة هزلت.... يا صاير البخار مغطى معراب او انك بعدك ما بتعرف مين سعد الحريري".... موقفان اشعلا شرارة المواجهة بين انصار الفريقين على مواقع التواصل الاجتماعي على رغم ان مصادر "القوات" تقول إن التعليمات اعطيت لمناصري الحزب بعدم الرد على "تغريدة" الحريري لأن الأمر لا يتجاوز "سوء فهم" للنص الذي ورد في مقابلة "الحكيم" في جريدة "الاهرام" المصرية، الا ان الواضح، وفقاً لمصادر متابعة، ان "الجرح عميق" بين الرجلين وأن الخلاف السياسي يزداد يوماً بعد يوم على رغم حرص الطرفين على تطويقه في محاولة لحفظ "خط الرجعة" لعلاقة قديمة اهتزت في اكثر من مناسبة، لكن المصادر نفسها ترى ان الحرص الذي اظهره جعجع في عدم الرد على الحريري، لا هو ولا نوابه او "جيشه الالكتروني"، لم يستطع ان يذهب بعيداً في اعادة ترتيب العلاقة بين الطرفين على الرغم من محاولة اكثر من صديق مشترك تقريب المسافات بين الحريري وبين جعجع منذ خروج الاول من رئاسة الحكومة. باءت هذه المحاولات بالفشل لان الداخل في الوساطة كان يخرج بانطباع ان ما بين الرجلين "خلافاً سياسياً متجذراً"، و"قلوب مليانه على خلفية عدم التكليف". ما يعني ان الموضوع يتجاوز حديث جعجع الصحافي ورد الحريري عليه. بل إن ما حصل يعيد الصديق المشترك الى الحديث عن اسس الخلاف وبداياته، فيقول إن الخلاف بدأ منذ وافق جعجع على القانون الارثوذكسي، تم تطور مع الاستحقاق الرئاسي، وصولاً الى الازمة التي واجهها الحريري في السعودية العام 2017، اذ يقول الصديق "ظن جعجع ان استقالة الحريري منسقة مسبقاً مع السعوديين وتصرف على هذا الاساس". هذا التبرير لم يرض الحريري آنذاك، وبين مد وجزر استمرت العلاقة باردة بين حليفين فشل كل منهما باقناع الآخر بوجهة نظره. وعندما أراد جعجع الاستقالة من الحكومة، إثر تظاهرات 17 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، طلب منه الحريري التمهل ولم يلتزم. وفي خضم كل الخلافات، كان سلوك الحريري في الحكومة موضع نقد من "القوات"، إذ رأوا فيه انصياعاً لرئيس التيار الوطني الحر "جبران باسيل". استقال جعجع ثم الحريري، الا ان الخطيئة الكبرى التي لم يهضمها الحريري لغاية اليوم كانت تجنب "القوات" تسميته لرئاسة الحكومة.

تبادل الاتهامات

وما تتجنب "القوات" البوح به حرصاً على العلاقة، يفصح عنه مطلعون ممن يلمسون ان الحريري يحمل مسؤولية عدم وجوده في السراي لــ "القوات" التي رفضت تكليفه، ويؤكد المطلعون هذا على اعتبارين اثنين هما: اولا، ان ما قاله جعجع بأن وجود الحريري في السراي كان ليكون نهايته صحيح، بدليل ان القرار اليوم في الحكومة هو قرار سياسي عند الطرف الآخر فهل لو كان لا يزال رئيساً للحكومة كان سيحل موضوع الكهرباء او المعابر او التشكيلات القضائية؟ وكأن لسان حال جعجع يقول للحريري هنا: بوجود "حزب الله" و"التيار الوطني" لن يكون بمقدورك تقديم شيء اضافي فدعهم يفشلون. وبينما يرى الحريري انه كان بإمكانه تقديم الحلول ترى "القوات" استحالة ذلك في ظل هذا الجو. الأمر الثاني مرتبط بأداء الحريري في الحكومات السابقة، ومسايرته لرئيس "التيار الوطني الحر" وتجنب المواجهة في ملفات جدية كان يواجهها بالسؤال "شو فينا نعمل" في هذه النقطة بالذات كانت "القوات" تعتبر انه كان بإمكانها والحريري فعل الكثير لولا ان الحريري تجنب التصادم مع الاطراف الأخرى. ويقول المطلعون إن ثمة مخاوف لدى معراب من ان يعود الحريري الى التحالف مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في اطار سياسة ربط النزاع مع حزب الله وامكانية انعكاس ذلك على العلاقة مع "التيار الوطني الحر"، ما يؤدي الى تركيبة سياسية لن تجد "القوات" مكاناً لها، فتبقى اذ ذاك خارج التحالف الجديد وتصبح وحيدة في مواجهة "التيار" ما يؤثر سلباً على مسار الانتخابات النيابية المقبلة التي تتطلع "القوات" ان تنال فيها حصة اكبر من تلك التي حصلت عليها في انتخابات 2018، وما قد يسبب ذلك من تراجع في قدرة "القوات" على مواجهة الاستحقاق الرئاسي، لأن انتخابات 2022 تسبق انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون ببضعة اشهر. وثمة من يرى ان المواجهة ستكون قوية بين "التيار" و"القوات" وأن امكانية التلاقي كما حصل في الانتخابات الرئاسية العام 2016 غير واردة مطلقاً خصوصاً اذا كان المرشح المطروح هو النائب جبران باسيل الذي ابتعد عن "القوات"، وبادلته معراب بعداً مماثلا. في اي حال، تبدو معراب حريصة على إبقاء "الهدنة" في علاقتها مع الحريري الذي تشغله سياسياً مسائل اخرى ابرزها مواجهة العهد وباسيل تحديداً، اضافة الى انشغاله في تقرير مصيرالمؤتمر العام لــ "التيار الازرق" الذي يفترض ان يكون محطـــــة مفصلية بالنسبة الى "المستقبل".