من القاهرة، منفى الرئيس التونسي المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة، جاءت الثورة الاصلاحية التي قادها <الحبيب>. وفي القاهرة غطت طائرة الرئيس التونسي الباهي قائد السبسي في أول زيارة له لمصر بعد انتخابه رئيساً لجمهورية تونس وقد اصطحبه الرئيس عبد الفتاح السيسي الى الاحتفال الكبير بذكرى انتصار معركة العبور عام 1973.

   وبعد قمة عقدها الرئيسان المصري والتونسي في قصر <الاتحادية> الرئاسي كان هناك مؤتمر صحفي للرجلين قال فيه كل منهما ما عنده من شؤون وشجون. وكان واضحاً خلاف الرأي بينهما حول الوضع في ليبيا، جارة مصر وجارة تونس. وقال الرئيس السيسي: <لقد أعربنا عن تطلعنا الى قبول الأشقاء الليبيين اتفاق السلام الذي ترعاه الأمم المتحدة بما يساهم في التوصل الى النتائج الايجابية المرجوة وفي استعادة الاستقرار والأمن في كل ربوع ليبيا>، لكن الرئيس الباهي قائد السبسي لفت الى <خلافات في المواقف بين القاهرة وتونس في شأن الأزمة الليبية>.

   لكن السبسي استدرك الموقف قائلاً انه لمس في الرئيس السيسي الوطنية الصادقة حيال تفهم أوضاع دول الجوار، وعدم التصلب في الرأي، وهذه خاصية نشكره عليها جعلتنا نأتي الى مصر ونحن نعرف مسبقاً اننا سنحصل على اتفاق شامل في كل المواضيع التي طرحناها. ومواقفنا كانت متجانسة، ونأمل بأن تتوافق دولنا العربية ونتجنب الدخول في عمليات غير مدروسة، وتبادل الرأي والتشاور نوفر سبباً إضافياً لنجاح المواقف التي نتخذها>.

   من جهته قال الرئيس السيسي: <ما توصلنا إليه اليوم ليس فقط بالنسبة الى المواضيع التي توافقنا عليها، ومنها مكافحة الارهاب، ولكن للروح التي أضفت على المحادثات مؤشراً ايجابياً يبعث برسالة الى المستقبل الذي سيشهد مزيداً من التعاون والتفاهم بين البلدين: مصر وتونس، ونحن نؤمن بأن أهل مكة أدرى بشعابها ونرفض أي تدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة أخرى>.