تفاصيل الخبر

بين السيناتور ”كوركر“ والجنرال ”فوتيل“... دعم الجيش وهاجس دور حزب الله ومستقبل سلاحه!  

10/03/2017
بين السيناتور ”كوركر“ والجنرال ”فوتيل“... دعم  الجيش وهاجس دور حزب الله ومستقبل سلاحه!   

بين السيناتور ”كوركر“ والجنرال ”فوتيل“... دعم الجيش وهاجس دور حزب الله ومستقبل سلاحه!  

Roberto-Corker-4---aلم يكن طويلاً الفاصل الزمني بين زيارة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور <روبرت كوركر> لبيروت، والزيارة التي قام بها قائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي الجنرال <جوزف فوتيل> للعاصمة اللبنانية أيضاً بحيث لم يتعدَ الأيام الخمسة، في وقت كان صدى تحذير الإدارة الاميركية لرعاياها بعدم المجيء الى لبنان لا يزال يتردد بقوة في المحافل السياسية والديبلوماسية في بيروت.

صحيح أن في الزيارتين الأميركيتين ما يمكن وصفه بـ<الخرق المباشر> لتوجيهات الخارجية الاميركية بتحاشي السفر الى بيروت، ما يعني أن التحذير المشار إليه كان روتينياً بتوقيت خاطئ، إلا أن الصحيح أيضاً أن قواسم عدة برزت في محادثات كوركر في بيروت، مع تلك التي ركز عليها الجنرال <فوتيل> حتى بدا أن الموقف الأميركي واحد حيال لبنان، وأنه في ما عدا ذلك فهو <توزيع أدوار> يلجأ إليه الأميركيون غالباً عندما يدخلون في أزمة يصعب إيجاد الحلول لها.

وإذا كان الطابع الاستطلاعي قد طغى على الزيارتين المنفصلتين زمنياً والملتقيتين من حيث الأهداف، إلا أن الذين تسنى لهم الاطلاع على محادثات كل من <كوركر> والجنرال <فوتيل> خرجوا بانطباعات تكونت من خلال ما ورد في مقابلات بعبدا وأماكن أخرى، خلاصتها أن واشنطن تراهن بقوة على الجيش اللبناني وعلى دوره في مكافحة الإرهاب من جهة، والمحافظة على الاستقرار الداخلي من جهة ثانية، وهي إذ أرادت تقديم مساعدات عينية الى الجيش، إلا أنها تريد أن تتوافر لها معطيات عن الآلية التي تسير بموجبها المساعدات العسكرية الأميركية بهدف ضمان عدم وصولها الى أطراف معادية للولايات المتحدة واسرائيل، ولاسيما حزب الله الذي يفاخر بتطوّر سلاحه النوعي الصاروخي وغيره. وقد سمع السيناتور الأميركي رداً عن تساؤلاته المباشرة حيناً وغير المباشرة أحياناً، ما يشبه <التطمينات> بأن هذا السلاح يذهب مباشرة الى الجيش ويبقى في تصرفه، ولا يمكن تسريبه الى أي جهة مباشرة ومعروفة. وتقول مصادر ديبلوماسية لـ<الأفكار> ان السيناتور <كوركر> الذي تفقّد خلال وجوده في لبنان مواقع متقدمة للجيش اللبناني في جرود عرسال، لفت الى أن بلاده لم تقصر بدعم المؤسسة العسكرية اللبنانية وفي الظروف الصعبة التي حصلت قبل سنوات ولاسيما منها الظروف التي استجدت على  أثر المواجهات بين الجيش وأفراد التنظيمات الإرهابية على الحدود اللبنانية - السورية.

ونقل أحد الوزراء الذين تسنى له الاطلاع على محادثات <كوركر> أنه لفت الى ضرورة المحافظة على <زخم عالٍ> في المؤسسة العسكرية عندما يتقرر تعيين قائد جديد للجيش خلفاً للعماد جان قهوجي، وقد سمع <كوركر> أجوبة تحدث بعضها على أهمية التغيير وضرورته قبيل الانتخابات النيابية، فيما لم يشجع البعض الآخر حصول هذا التغيير. وفي هذا السياق، قيل لـ<<كوركر> إن في الجيش مجموعة كبيرة من الضباط الأكفاء الذين يمكن أن يتم اختيار أحدهم الى هذا المنصب الرفيع، علماً أن السلطة السياسية هي التي تضع السياسة العسكرية عموماً، واذا ما حصل أي خلل في ذلك يمكن العودة الى مجلس الوزراء.

سلاح حزب الله!

أما المسألة الثانية التي شغلت بال المبعوثين الأميركيين الإثنين، المدني (السيناتور <كوركر>) والعسكري (الجنرال <فوتيل>) فهي تتعلق بسلاح حزب الله حيث يقول ديبلوماسي رفيع ان الرأي لم يكن واحداً حيال هذه المسألة، ذلك أن ما قيل اختلف بعض الشيء بين مقر رئاسي وآخر، وبين مسؤول سياسي وآخر، علماً أن التأكيدات التي أعطيت للموفدين الأميركيين من رئيس الجمهورية كانت واضحة لجهة أن سلاح حزب الله لن يستعمل في الداخل، وهذا شيء محسوم، بحيث انه لن يُستعمل إلا لمواجهة العدو الإسرائيلي إذا ما قررت اسرائيل الاعتداء على سيادة لبنان وشعبه، وكذلك في مواجهة الإرهاب خارج الأراضي اللبنانية، لأن هذه المهمة يتولاها في الداخل الجيش اللبناني بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى، وقد حقق في هذا المجال إنجازات كبيرة.

وأصغى <كوركر> كما قالت المصادر نفسها، ومن بعده الجنرال <فوتيل> بكثير من الاهتمام الى ان الأحداث في سوريا ومشاركة حزب الله في القتال ضد الإرهاب وتحقيقه إنجازات ميدانية مع الجيش السوري، حوّلت سلاح الحزب الى جزء لا يتجزأ مما يجري في دول منطقة الشرق الأوسط لاسيما المضطربة منها، وبالتالي، فإن أي مقاربة لمستقبل سلاح حزب الله لا بد أن تراعي هذا الواقع وما تمليه الموجبات المرتبطة بأزمات المنطقة التي تتوالد أزمة بعد أخرى. واستطراداً فإن أي نقاش لدور حزب الله في الخارج لا بد أن يأخذ في الاعتبار المعطيات الدولية والإقليمية بعيداً عن الحسابات اللبنانية الداخلية التي تبقى مرتبطة بالاستراتيجية الدفاعية التي يتوقع أن يتجدد الحديث عنها خلال الآتي من الأيام، بعدما أفادت مصادر مطلعة أن الرئيس عون في وارد إحياء البحث في موضوع الاستراتيجية الدفاعية ليتحمل كل فريق مسؤولياته في الداخل طالما أن سلاح حزب الله أخذ بعداً إقليمياً.

 

مستقبل سوريا؟!

ولأن الحديث عن الوضع الإقليمي <يجرّ> بعضه، فإن الموفد الأميركي <كوركر> كانت له أسئلة أيضاً عن مستقبل الوضع في سوريا وفقاً لوجهة النظر اللبنانية، فكانت الأجوبة متناقضة أحياناً وإن بنسبة قليلة، خصوصاً في ما يتعلق بمستقبل النظام السوري ورئيسه الدكتور بشار الأسد، لاسيما بعد تجدد الحديث عن وجود توجه دولي مستجد بأن يكون الرئيس الأسد جزءاً من الحل السياسي طالما هو في ولايته الرئاسية. أما في مسألة النازحين السوريين وما يتفرع عنها من معاناة، فإن مجمل الحديث مع الموفدين الأميركيين تناول موضوع الأماكن الآمنة في سوريا لاسترجاع النازحين، علماً أن هذا الخيار لا يزال دونه صعوبات كثيرة خصوصاً في ما يتعلق بالجهة التي ستتولى حماية هذه الأماكن الآمنة، علماً أن روسيا تريد إنهاء المسألة بسرعة لأنها وعدت الأميركيين والأوروبيين بالعمل بقوة لإنهاء وجود <داعش> و<النصرة> الأكثر تطرفاً في الدول العربية المنتشرين فيها حيث حوّلوا ربيعها الزاهر الى جحيم!

وكانت لافتة زيارة السيناتور <كوركر> الى المراكز العسكرية الأمامية المتقدمة في جرود عرسال حيث اطلع على الطريقة التي يواجه فيها الجيش المسلحين الإرهابيين، وكان قد سبق زيارة <كوركر> للجبهة مع <داعش>، زيارة قام بها رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي، لقائد الجيش العماد جان قهوجي الذي قدم له عرضاً عن دور وحدات الجيش في مكافحة الإرهاب ومطاردة أفراد الخلايا النائمة، شاكراً للولايات المتحدة الأميركية سرعتها في التجاوب مع طلبات لبنان.