تفاصيل الخبر

بين الحريري وجعجع ثقة مفقودة تجعل منسوب التباعد.... يتزايد !

26/08/2020
بين الحريري وجعجع ثقة مفقودة تجعل منسوب التباعد.... يتزايد !

بين الحريري وجعجع ثقة مفقودة تجعل منسوب التباعد.... يتزايد !

  

[caption id="attachment_80643" align="alignleft" width="516"] الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع...وثالثهما التباعد الجديد.[/caption]

من الصعب القول إن العلاقة بين "القوات اللبنانية" وتيار "المستقبل" عادت الى ما كانت عليه في السابق لجهة التنسيق والتعاون والتضامن.... صحيح أن رئيس "التيار الازرق" الرئيس سعد الحريري لا يكشف بوضوح موقفه من رئيس "القوات" الدكتور سمير جعجع، لكن الصحيح ايضاً أن التواصل بين الرجلين شبه مقطوع والزيارات التي يقوم بها من حين الى آخر، الوزير السابق ملحم رياشي غير كافية - على ما يبدو- لاعادة وصل ما انقطع بين الرجلين منذ ان رحب "الحكيم" باستقالة الرئيس الحريري من الرياض مع ما رافق هذه الاستقالة من ملابسات.... وفيما يرى البعض ان خلفية "التباين" في وجهات النظر بين الحريري وجعجع تعود الى موقف السعودية من الرئيس الحريري، يرى آخرون ان جعجع ليس في وارد تسمية الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة، بل يفضل الاتيان اما بالسفير نواف سلام، او بأي شخصية سنية تكون من الحياديين. من هنا كانت مطالبة جعجع بحكومة حيادية رئيساً واعضاء لقطع الطريق على امكانية عودة الحريري الى السرايا، كما وضع شروطاً قد يكون من الصعب التوصل الى تحقيقها بإجماع المكونات السياسية اللبنانية.  من هنا حرصت مصادر "القوات" على الترويج لموقفها المبدئي من تشكيل الحكومة من خلال طرح الموضوع من زاوية أخرى. وفي هذا السياق تؤكد مصادر "القوات" ان مسألة الحكومة حالياً ليست مسألة أسماء بل جدول اعمال، لافتة الى ان السير بأي رئيس حكومة وإعطاء تشكيلته الثقة مرتبطان بــ 4 عناوين اساسية، او بمعنى آخر بـ 4 شروط، أولاً ان تكون هذه الحكومة حيادية - مستقلة وجديدة، ثانياً ان تتعهد السير بتحقيق دولي بانفجار مرفأ بيروت، ثالثاً ان تعمل على تقصير ولاية المجلس النيابي لتشرف على انتخابات نيابية مبكرة، ورابعاً ان تنكب وبشكل اساسي على انجاز الاصلاحات المطلوبة محلياً ودولياً. وتشدد المصادر على رفض قيادة "القوات" بشكل قاطع حكومة الوحدة الوطنية او حكومة الاقطاب مستهجنة الحديث عن انتظارها اشارات سعودية لتحديد موقفها من السير بالحريري رئيساً للحكومة، نافية ذلك نفياً قاطعاً. وتضيف المصادر: " نحن لا نعتبر ان تشكيل الحكومة اليوم هو الاولوية، انما الانتخابات النيابية المبكرة من هنا كان اقتراح القانون بتقصير ولاية المجلس الحالي لقناعة لدى "القوات" بأن اي حكومة جديدة ستكون مماثلة للحكومتين الاخيرتين في ظل غياب تعهدات خارجية تساعدها على تنفيذ برنامجها.     زوار معراب: انزعاج

زوار معراب يلاحظون انزعاجاً من الحملة التي طاولت "القوات" بعد العدول عن تقديمها استقالات نوابها بعدما كانت اول من طالب بذلك واظهرت حماساً لافتاً، ويسمع الزوار كلاماً حول مواقف "القوات" الاعتراضية وأنها وقفت وحيدة في معارضة العهد برئيسه ونوابه، وخاض وزراؤها "معارك" مع وزراء "التيار الوطني الحر" داخل مجلس الوزراء في حكومتي الحريري الاولى والثانية، وكانوا اول من استقال عندما بلغت الأمور "حداً لا يوصف". اما بالنسبة الى الاستقالة فإن آخر ما تريده هو ان تكون الاستقالات حصراً في اطار فشة الخلق بغياب رؤية محددة للخطوات التالية، واذا كانت الاستقالات لن تؤدي الى النتيجة المرجوة اي الذهاب الى انتخابات مبكرة، فما نفعها؟. وينقل زوار معراب ان قيادة "القوات" حاولت اقناع قيادتي "المستقبل" و"التقدمي الاشتراكي" بالسير بمشروع مشترك لرفع الميثاقية عن المجلس النيابي الحالي، لكن استقالة حكومة 8 آذار أدت لتأجيل الخطوة بانتظار تبلور الامور أكثر، مجددة التأكيد ان نواب "تكتل الجمهورية القوية" لن يسموا اي شخصية لا تتعهد السير بانتخابات مبكرة كما لن يعطوا الثقة لاي حكومة لا يندرج ضمن بيانها الوزاري وبوضوح تقصير ولاية المجلس  النيابي الحالي.  وقد كان لافتاً قول نائب "القوات" بيار ابي عاصي يوم السبت الماضي إن الحريري "لم يعد المنقذ" وإن الأمر اصبح يقف بالنسبة اليها على الطرح والتركيبة الحكومية وليس غير ذلك. في المقابل لا تريد مصادر "المستقبل" الدخول في مهاترات كلاميـــــة مع جعجع او مع اي من نواب "القوات" لئلا تزيد الامور تعقيداً بين "حلفاء الأمس". وترى هذه المصادر ان في كثير مما تقولــــه "القوات" كلاماً يجافي الحقيقة، لكن لا رغبة لمصادر "المستقبل" بالرد او فتح سجالات مع "القوات" خصوصاً ان جعجع يعرف الاسباب الحقيقية للتباعد الذي حصل بين معراب و "بيت الوسط" والذي كان يمكن تفاديه لو حافظت "القوات" على " شعرة معاوية" مع  "التيار الازرق" بدلاً من زيادة الخلافات ورفع منسوب الكلام الذي لا يصح  بين اصدقاء وحلفاء.   في اي حــــال، استحقاق تكليف رئيس لتشكيل الحكومة سيكـــون امتحـــاناً لمستقبل العلاقـــات بين "القوات" و"المستقبل" وتحديداً بين الرئيس الحريري وجعجع بحيث يبنى بعد ذلك على الشيء مقتضاه!