تفاصيل الخبر

بطلة برنامج «الفساد » غادة عيد: الرئيسان  حسين الحسيني وسليم الحص رمزان لدولة نظيفة!  

21/08/2015
بطلة برنامج «الفساد » غادة عيد: الرئيسان   حسين الحسيني وسليم الحص رمزان لدولة نظيفة!   

بطلة برنامج «الفساد » غادة عيد: الرئيسان  حسين الحسيني وسليم الحص رمزان لدولة نظيفة!  

بقلم عبير انطون

1229936_10153264000370441_1979359539_nتدخل قريباً في عامها الحادي عشر من برنامجها <الفساد> ولم تكلّ أو تملّ على الرغم من الصعوبات والعراقيل والتهديدات. غادة عيد التي اختارت أسلوب الوقائع والأرقام والاسماء والمستندات سبيلاً في مواجهة <الفساد> لن تقف يوماً عاجزة عن فتح ملف رشوة أو هدر أو سرقة موصوفة في بلد لم يعد فيه الا <الفساد>. فمن اين تأتي بهذه القوة؟ بهذه المعلومات؟ لماذا اصطفاها وزير الداخلية نهاد المشنوق دون غيرها في الدخول والتصوير في السجون؟ وما الملف الثقيل الذي تعدنا بمفاجأة كبيرة فيه قريباً؟

في لقاء <الافكار> مع غادة عيد كل التفاصيل.

ــ كنت بين أوائل من قرعوا ناقوس الفساد في برنامجك عبر الإعلام المرئي وكشفت الكثير من المواضيع، هل تحرك القضاء في اي ملف فتحته؟

- انطلقت ببرنامج <الفساد> في العام 2005، اي منذ عشر سنوات، توقفت لسبعة أشهر في فترة استراحة، تخللها تغيير في الديكور وبعض التفاصيل وعدنا في الموسم الجديد. وإذا ما احتسبنا الملفات التي فتحتها اسبوعيا منذ الانطلاقة يمكن القول انها بالمئات. ما من موضوع شائك الا وتناولناه بدءاً من النفايات التي تغزو شوارعنا وصدورنا اليوم الى الكهرباء والماء وسكة الحديد والأشغال والعمال وسلسلة الرواتب والبريد والكسارات وطبعاً ملف السجون في حلقات طويلة. والسؤال: هل وصلنا لمكان فيها؟ لحلول؟ لمحاسبات؟ أستطيع القول انه على مستوى حلقات معينة حققنا بعض الأمور لكنها بالطبع ليست كافية. نحن كإعلام علينا ان نضيء على مكامن الخلل وعلى غيرنا ان يكمل. المشكلة ان المساءلة والمحاسبة تطالان الفاسدين الصغار فيطلبون أحياناً الى التحقيق فيما الفاسدون الكبار محصّنون. الجميع بدون استثناء في لبنان مشاركون في الفساد، الكل استفاد ودخل لتقاسم الجبنة، لم يعد أحد في المعارضة.

ــ ما هي ابرز القضايا التي تمت المساءلة فيها؟

- تحرك القضاء نوعاً ما في بعض الملفات ومن قبل النائب العام التمييزي السابق سعيد ميرزا في ملف النفايات مثلاً وطلب معلومات أرسلتها اليه وهناك رؤساء بلديات ومسؤولون أبدوا التعاون. المهم اننا في برنامج <الفساد> اقتحمنا المحرمات ما جعل التفتيش القضائي والمحاسبة متنبهين. عندما أثرت مسألة السجون وما يجري بين جدرانها منذ سنوات، كانوا يكذّبونني في ما أقروا به لاحقاً. لطالما أشرت الى المخدرات فيالسجون والتعذيب والاستنسابية فيها مما أدى الى اصلاح ما.

ــ يعني اننا لم نصل في اي ملف الى حكم نهائي على الرغم من الصراخ والمناشدات الاسبوعية..

 - في بلد مثل لبنان ما من أحد يرفع الغطاء، الا ان التراكمات لا بد لها ان تؤدي الى نتيجة. المشكلة أن من يحكمون البلد يتقاسمون الفساد. استطعنا ان نقوم ببعض الخروقات من دون انقلابات جذرية، وعلى القضاء المواكبة، وقد أحيلت بعض الملفات على النيابة العامة المالية وأخرى تم الأخذ بها.

ــ ألم تيأسي بعد عشر سنوات؟

- لا أخفي عليكم بأنني أشعر أحياناً بالاحباط لكن من الضروري ان يبقى الصوت عالياً.

يمهل.. ولا يهمل

ــ يأخذ البعض على الإعلام انه يحل محل القضاء فيتناول الملفات علناً وبالاسماء، هل تجدين هذا المأخذ محقاً؟

- عندما يمتلك الإعلام مستندات قوية ومكتملة ولا لبس فيها فإن عليه ان يتناولها بقوة وشراسة لا بل هذا واجبه. هل دور الإعلامي هو فقط نقل الخبر؟ شخصياً، لست أنتمي الى اي طرف سياسي وليست لي اية مصلحة سياسية. أحمل المستندات الموثقة ولم ادخل يوماً في ملف ناقص. أتبنى الحقيقة وأبينها. على الإعلامي ان يكون طرفاً ضد الفساد.

ــ البعض يلوم المواطنين اللبنانيين بأنهم باتوا مدجنين ولا يرفعون الصوت فلا يحاسبون أحداً لا بل يعيدون انتخاب الاسماء عينها، الا اننا شهدنا مثالاً على التظاهرات والمطالب من قبل المعلمين وموظفي القطاع العام السنة الماضية وقبلها، وبُحّ صوت حنا الغريب ونعمة محفوظ ولم يصلا الى نتيجة!

- النتيجة كانت انهم قسموا النقابة.. ساعد الله الشعب. لا يجب ان يلام. التغيير يتطلب وقتاً ولا يكون بين ليلة وضحاها وأنا أراه آتياً. لا تقولوا إن الشعب لا يحاسب هذا غير صحيح، انه يمهل ولا يهمل. زعماء الطوائف دخلوا كلهم في اللعبة والبعض شكل بارقة أمل الا انه خيب أمل الشعب. الجنرال ميشال عون انتظره الناس قائداً للتغيير وخيب الآمال.

ــ ربما الطبقة الحاكمة تصدت له فلم يستطع حيال كم الفساد شيئاً..

- اذا كان هذا هو السبب، ليعلن في مؤتمر صحافي بالاسماء والارقام والمستندات من عرقل وفي كل ملف على حدة. لم يعد الشعب اللبناني يريد الحديث بالعموميات فلندخل في التفاصيل الدقيقة والمملة لكل ملف. لماذا لم تنتهِ ازمة الكهرباء بعد؟ لو كنت مكانه لتوجهت الى الرأي العام وشرحت كل مرحلة بمرحلتها، وعندئذٍ استقيل ولا أكون شاهد زور. لا يمكن لأحد ان يطالب بالاصلاح ويستمر في قبول الخطأ. الوزير السابق جورج افرام استقال من منصبه عندما كان وزير الطاقة المائية والكهربائية. الشعب لا يريد العناوين الكبيرة، ولم تعد تفرق معه السياسة والمحاور، ما يهمه اليوم هو إدارة الحكم والملفات الحياتية من ماء وكهرباء ونفايات ومعاملات لا يمكن للمواطن اللبناني ان يحصل عليها من دون ان يتبهدل. لماذا لا يستقيل الوزراء الذين لا يريدون ان يكونوا شهود زور ويعارضون من الخارج؟

يقبضون ولا يعملون..

ــ يقولون إنه الخوف من ان تسقط الحكومة، احدى المؤسسات الدستورية الباقية، وهي ممنوعة من قبل الخارج من السقوط!

1781954_10154072501785441_6647600495282940175_n- وهل هي أول حكومة تسقط أوتعود؟ هل الواقع الذي نعيشه اليوم مقبول؟ هل المقبول ان يتقاضى الوزراء والنواب معاشاتهم وهم لا يعملون؟ انها السخرية بذاتها.. مهزلة فعلية.

ــ لديك مصادرك الخاصة ويعرف المتابعون انها مبكّلة. هل يدخل من ضمنها ايضاً <وشي> السياسيين بعضهم ببعض فيمدونك بتفاصيل هذا الملف أو ذاك؟

- عندما تزداد الاختلافات السياسية يكون الوصول الى الملفات أسهل وفي ايام الهدنة بينهم تصعب الامور... بعض السياسيين يطلب فتح هذا الملف أو ذاك من ضمن نكايات و<مسخرات> وأنا لا أدخل فيها ابداً.

ــ ما الذي يجعل سيدة مثلك تبحث عن المتاعب بهذا الشكل، وتتعرض احياناً للتهديدات والمضايقات والتعرض لمذكرات توقيف؟

- منذ طفولتي وأنا أملك نزعة للكتابة والاستقصاء ومعرفة الحقائق. ثورتي تنبع من داخلي. كل انسان منا معرض للخطر الا انني أملك سلاماً داخلياً يجعلني اتكل على الله في كل خطوة وأنا مستسلمة لهذا الدور الذي وكّلني به الخالق. بعد سنوات طويلة من العمل الإعلامي وقبلها الملفات القضائية في مسيرة تستمر منذ 25 عاماً لا بد من الاستمرار.

الحص والحسيني فقط!

ــ ألم تخسري الكثير من الصداقات السياسية وغيرها التي يسعى اليها الكثير من الإعلاميين في بلدنا؟

- منذ بداياتي في العمل الإعلامي لم يكن خياري إقامة الصداقات السياسية أو السلطوية، بل اخترت الحلقة الاضعف وهي الناس، الناس المتضررون من السلطة. أتواصل مع الضعيف. وفي عملي القوي لا يخبرني شيئاً لا يفيدني بأي ملف.

ــ هل من شخصيات لبنانية يمكنك ذكرها لم تلوث ايديها بلوثة الفساد؟

- هناك شخصان: رئيس الحكومة السابق سليم الحص، ورئيس مجلس النواب السابق ايضاً حسين الحسيني. استطيع القول انهما رمزان لدولة <نظيفة> ويملكان الحس الانساني والوطني. أتكلم هنا عنهما كشخصين كانا مؤثرين في القرار. طبعاً مرت بعض أسماء الوزراء الذين ترفع لهم القبعة الا ان مرورهم كان عابراً و<ما عادوا بينوا>، أو انهم منعوا من ذلك.

ــ في ملف النفايات مؤخراً سميتي عبر موقع <التحري> بالأسماء من هم خلف الملف تحت عنوان <سكر علناً..>.

- لقد نشرت كتاباً عن النفايات في العام 2007 بعنوان <سوكلين واخواتها.. النفايات ثروة وثورة> وضمنته التفاصيل كافة ما جعل الخزينة اللبنانية تخسر مليار ونصف المليار دولارمن جراء هذه الشركة، وأشرت حينذاك انه لا يجوز ان يستمر عقد <سوكلين> وان تعالج النفايات في مطمر الناعمة وحده في ذلك الحين مشيرة بأنه بركان وسينفجر.. الآن يترجم على الارض حرفياً ما تضمنه الكتاب. كانت التنبيهات من المخاطر بالارقام والمستندات ويقي صوتاً صارخاً في البرية..

 ــ ما الذي يربطك بموقع <التحري> الالكتروني، وعبره تكشف العديد من الفضائح؟

- الموقع يعود لابنتي التي درست الإعلام ايضاً. لقد تزوجت منذ فترة وأحبت العودة الى الإعلام. كنت أملك امتياز مجلة اسمها <التحري> فجعلناها <اون لاين>، عبر موقع خاص بها. في البدايات كنت أساعدها من حيث الإشراف على الموقع ومده بالأفكار والمعلومات ونشر المقالات وهي استلمت الدفة الآن. أشعر بأنها استمرارية للتوجه عينه الذي أنا فيه، اذ اننا نتشارك النظرة عينها للأمور.

لا تخنقوا المشنوق!

ــ افتتحتي من ضمن حلقات موسمك الجديد بواحدة خاصة من قلب السجون وكان ضيفك وزير الداخلية نهاد المشنوق وربما هي المرة الاولى في تاريخ السجون التي تشرّع فيها الأبواب للإعلام وكاميرته بهذا الشكل، ما جعل البعض يتساءل عن <واسطتك> الكبيرة مع الوزير المشنوق..

- لا واسطة ولا غيره، سأروي لكم القصة كاملة. منذ فترة لما انتشر شريط <الفيديو> حول التعذيب في سجن رومية، برزت تعليقات ومقالات صحافية كثيرة انتقدت الوزير المشنوق وكانت هجمة كبيرة عليه. كتبت حينئذٍ مقالاً بعنوان <لا تخنقوا المشنوق> بمعنى ان ما يحدث في سجن رومية ليس سابقة ومشاهد التعذيب والانتفاضات وحتى مساجين لاقوا حتفهم لا يحدث للمرة الأولى وكنت قد أشرت اليها سابقاً بالأسماء والشهادات والصور من ضمن برنامجي. فالاخطاء المتراكمة ادت الى ما وصلنا اليه، والاموال التي دفعت للسجون وإصلاحها سرقت، ووصل الملف حينئذٍ الى النيابة العامة.

وتزيد عيد شارحة:

- لطالما طلبت من الوزارات المتعاقبة الدخول الى السجون وكان طلبي يجابه دائماً بالرفض. الوزير المشنوق أعلن موافقته ومن دون أية شروط. دخلت جميع الزنزانات وسألت عن كل ما أريد ونقلنا أصوات السجناء كما هي.

11219629_10155587499960441_7578207095292136805_nــ ما هي أبرز مشاهداتك في هذه الزيارة؟

- الظلم الواقع قضائياً على بعض السجناء من غير المحكومين، فضلاً عن ظروف الحياة الصعبة في السجن باعتراف الوزير نفسه. كانت وجبة السجين في السابق تصل الى دولارين فارتفعت الى الضعف الآن الا ان المفروض ان تصل الى ثمانية دولارات، هذا فضلاً عن الماء من دون <فلاتر> الى ما هنالك..

ــ ما جديد حلقات <الفساد> المقبلة؟

- سنفتح ملف الكهرباء، وما آلت اليه الخطة التي وضعت وقد صرف لها مليار دولار. ستكون هناك مفاجأة كبيرة في ملف الكهرباء ومعلومات جديدة لم يسبق لها ان عرفت. كذلك أعددنا حلقة مهمة جداً عن الايجارات والقانون الجديد حيث ان بعض القضاة يطبقون القانون القديم وآخرون القانون الجديد وقد شهدت الحلقة نزاعاً كبيراً بين طرفي المستأجرين والمالكين. ولاحقاً سنتاول ملف بريد لبنان واحتكاره من قبل شركة <ليبان بوست> من دون رقابة عليها.. الملفات بالجملة.. لن أتعطّل!

ــ بعد الفساد كرت سبحة البرامج التي تضيء على ملفات معينة وتتناولها بشكل مباشر من برامج <للنشر> مع طوني خليفة، ومن ثم ريما كركي، و<حكي جالس> مع جو معلوف، هل تضعين هذه البرامج في خانة برنامجك؟

- برنامجي يختلف من حيث انه لا يدخل في اية مواضيع خاصة أو شخصية كما يفعل الباقون. الفساد يفتح الملفات على مستوى <إدارة الحكم> ومن غير السهل ابداً مخاصمة السلطة العليا، اي طبقة الوزراء والنواب والمدراء العامين كما نحن نفعل. لم ندخل كما البرامج الاخرى في الزواريب الضيقة بل تناولنا ملفاتنا على صعيد كبير.

ــ اين <الفساد> من نسبة المشاهدة التي يتسابق عليها الجميع؟

- المتابعة جيدة جداً بالنسبة لبرنامج مماثل.. هناك ثبات في مشاهدة <الفساد> لا تتأثر كما البرامج الاخرى بحسب الموضوع والشخص المستضاف.. بالطبع لا يمكن مقارنته بنسب المشاهدة مع البرامج الترفيهية أو الغنائية أو الفضائحية ونحن نصل الى نسبة 4 بالمئة، ما يعتبر جيداً لبرنامج من هذا النوع. وفي برنامجي لا اضطر الى ردود أو افعال من جانبي حتى أحصد الـ<سكوب> من جرائها لأنني حريصة على رصانة البرنامج وعلى خبرتي وعلى مفهومي عن الإعلام ودوره من خلال صدقية المعلومات التي أؤمنها بطريقة دقيقة.

ــ هل سبق واعتذرتي عن معلومات خاطئة أو محوّرة نشرتيها؟

- أبداً والدليل أنني لم ألقَ طوال 11 عاماً اي تصحيح أو تكذيب أو إنكار في اي ملف. ومن عنده شيء فليتفضّل ويعلنه!