تفاصيل الخبر

بصمة جنبلاط في شخصية الرئيس الجديد!

11/12/2015
بصمة جنبلاط في شخصية الرئيس الجديد!

بصمة جنبلاط في شخصية الرئيس الجديد!

 

بقلم وليد عوض

جنبلاط-فرنجية     روح يا زمان وتعال يا زمان. الدور الذي اضطلع به الزعيم الراحل كمال جنبلاط بفحص المرشحين للرئاسة عام 1970، وسؤالهم في التاريخ والجغرافيا والقومية العربية والمقاومة الفلسطينية، يتجدد الآن في شخص نجله الزعيم وليد جنبلاط. كمال جنبلاط امتحن المرشحين الرئاسيين الاثنين سليمان فرنجية وزير الاقتصاد، والياس سركيس حاكم مصرف لبنان، وسجل سليمان الكبير في الامتحان نقاطاً أعلى من تلك التي سجلها الياس سركيس، ولو بفارق بسيط. ووليد جنبلاط لم يمتحن المرشحين الرئاسيين الأربعة الرئيس أمين الجميّل والعماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، وسليمان طوني فرنجية، بل استأنس بالجلوس معهم، وتناول العشاء مع سليمان فرنجية، وتبين ان الأخير حائز للنقاط في مفهوم وليد بك، ولذلك سماه بالاسم كمرشح مقبول للرئاسة!

     ووليد جنبلاط (66 سنة) مثل والده صديق المقاومة، وعدو لاسرائيل، ويعلو بوطنيته اللبنانية فوق كل اعتبار، وهمه الآن أن يعبر لبنان من الظروف الصعبة التي يتخبط فيها الى شاطئ الأمان، جامعاً بالتساوي بين كل الأطياف اللبنانية. ودوره الوطني يتجسد في إزالة العقبات أمام استرداد اللبنانيين لأنفاسهم. وكان في أعلى درجات الصراحة زمن الحراك الشعبي واللافتات التي هاجمته مع بعض القيادات السياسية الأخرى، حين تساءل: هل نحن وحدنا المخطئون؟! هل توقف قطار الاصلاح عندنا؟

     ولما بدأت قضية العسكريين اللبنانيين المختطفين على يد <جبهة النصرة> في جرود عرسال ترسل تباشير المفاوضة والوصول الى حل أو صفقة مع الحكومة اللبنانية، لم يرض أن يكون بعيداً عن هذه الصفقة الوطنية التي تشمل جنوداً دروزاً وسنة وشيعة وموارنة، وعهد الى عضو حزبه التقدمي الاشتراكي وزير الصحة وائل أبو فاعور بأن يتعاون مع اللواء عباس ابراهيم مدير عام الأمن العام، وتحت رعاية الرئيس نبيه بري، لتسهيل طريق الصفقة وإخلاء سبيل العساكر المخطوفين.

     وحين استرجع العسكريون المخطوفون نسمة الحرية، لم يتردد الناطق باسمهم في شكر الزعيم وليد جنبلاط والوزير وائل أبو فاعور، دون أن يدخل في التفاصيل، لأن سر الصفقة كَسِر الاعتراف الكنسي يجب أن يبقى مكتوماً.

   ووليد جنبلاط ليس غائباً عن مطالب المعلمين بإصدار سلسلة الرتب والرواتب وإن كانوا قد كبّروا الحجر أو اللقمة حين طالبوا بمساواتهم بمرتبات الجيش، كما يقول وزير التربية السابق الدكتور حسان دياب في هذا العدد الذي بين أيديكم، فوليد بك مثلهم استاذ سابق وكان يتولى تدريس مادة التاريخ لدى الجامعة الوطنية في عاليه زمان مطلع السبعينات.

     ووليد جنبلاط يسأل عن أحوال أصحاب الصحف بعدما جف ضرع الاشتراكات الخارجية، وصارت الصحف والمجلات تصدر باللحم الحي. فهو أيضاً صحافي سابق وعمل في ملحق جريدة <النهار> على مدى سنة تقريباً، وهو ناشر صحفي عبر جريدة <الأنباء> الناطقة باسم الحزب التقدمي الاشتراكي وله فيها مقالة أسبوعية. وهو بالتالي حريص على ثورة الأرز التي شارك في وضع مداميكها بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ربيع 2005، وما زال  محافظاً على هذا التراث الوطني، دون أن تغيب اجتهاداته في بعض المواقف، ومنها اجتهاده لمصلحة سليمان فرنجية كمنقذ للمرحلة التي يتخبط فيها لبنان، مستعيناً بمبادرة الرئيس سعد الحريري، وعباءة الرئيس نبيه بري.

   وإذا انفتحت أبواب قصر بعبدا أمام سليمان فرنجية، فاذكروا وليد جنبلاط.. بالخير.