تفاصيل الخبر

بري أمّن للحريري 12 صوتاً فارتفع عدد من سماه الى 65 نائباً!

28/10/2020
بري أمّن للحريري 12 صوتاً فارتفع عدد من سماه الى 65 نائباً!

بري أمّن للحريري 12 صوتاً فارتفع عدد من سماه الى 65 نائباً!

[caption id="attachment_82360" align="alignleft" width="375"] نواب الكتلة القومية اسعد حردان والبير منصور وسليم سعادة صوتوا للرئيس سعد الحريري.[/caption]

 ما من احد توقع ان ينال الرئيس سعد الحريري في الاستشارات النيابية الملزمة التي اجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا يوم الخميس ما قبل الماضي، اكثر من 54 صوتاً بعد احتساب اعداد النواب تبعاً لمواقفهم السياسية من الرئيس المكلف التي سبقت الاستشارات النيابية وما قبلها من احداث وتطورات.... لكن المفاجأة كانت بحصول الرئيس الحريري على 65 صوتاً أي نصف عدد النواب الفعليين زائداً خمسة أصوات (عدد النواب بات 120 بعد استقالة ثمانية نواب قبلت استقالتهم)، فما الذي تغيير او بالأحرى من الذي غيّر موقفه من النواب الذين أتوا الى قصر بعبدا للادلاء بأصواتهم؟

 كان من الواضح ان الرئيس الحريري سينال 54 صوتاً وكل "البوانتاجات" التي صدرت عشية الاستشارات اكدت ذلك، والاصوات موزعة على كتلة تيار المستقبل، و"اللقاء الديمقراطي" وكتلة "التنمية والتحرير" وكتلة "التكتل الوطني" ( كتلة فرنجية) وكتلة الوسط المستقل ( كتلة الرئيس نجيب ميقاتي) وعدد من المستقلين، لكن المفاجأة التي حصلت وأدت الى ارتفاع عدد أصوات النواب كانت في توافر أصوات إضافية توزعت كالآتي:

  • الكتلة القومية الاجتماعية التي ضمت ثلاثة نواب اسعد حردان والبير منصور وسليم سعادة والتي لم تكن قد احتسبت في عداد النواب المؤيدين لتكليف الحريري تشكيل الحكومة خصوصاً ان بياناً صدر عن الحزب السوري القومي الاجتماعي عشية الاستشارات اكد رفض الحزب تسمية الحريري. لكن الذي حصل في الواقع ان الرئيس الحريري اتصل بالنائب حردان عشية الاستشارات و"وقف على خاطره" متمنياً ان يعطيه أصوات الكتلة وذلك بـــ "ترتيب" من الرئيس نبيه بري الذي كان طلب الى حردان تسمية الحريري لرفع عدد النواب الذين سيسمونه، وحردان لم يشأ ان يقول "لا" لحليفه الرئيس بري خصوصاً انه المرشح الدائم على لوائح "كتلة التنمية والتحرير" في دائرة مرجعيون. ويذكر المطلعون ان ما من مرة صوت حردان ونواب كتلته للرئيس الحريري في تشكيل الحكومات نظراً للخلاف الدائم بين الرجلين بسبب تباين وجهات نظرهم من الاحداث والتطورات، وخصوصاً في الفترة الراهنة من العلاقة بسوريا وأسباب الحرب فيها وموقف الحريري من نظام الرئيس بشار الأسد المتناقض كلياً مع توجهات النائب حردان وحزبه. لكن يبدو ان "مَونة" الرئيس بري على حردان كبيرة بدليل إقناعه بالتصويت لصالح الحريري تحت حجة عدم وجود مرشح غيره، علماً ان هذه الحجة التي ساقها حردان لا تستقيم بدليل انه لم يكن في استشارات نيابية سابقة اكثر من مرشح وكان حردان يحجب صوته عنه. الا ان الامــــر اختلف هذه المرة، وكــــان للرئيس بري مــــا أراد و"كرمال عين تكرم مرجعيون"!.

النواب الأرمن .....

  • [caption id="attachment_82359" align="alignleft" width="422"] النواب الأرمن اغوب بقرادونيان وهاغوب تيريزيان والكسندر ماطوسيان سموا الحريري.[/caption] كتلة نواب الأرمن التي ضمت النواب اغوب بقرادونيان وهاغوب تيريزيان والكسندر ماطوسيان والتي خرجت من حرم "تكتل لبنان القوي" اعطت اصواتها الى الحريري، علماً ان "التكتل" لم يسم الحريري ولا غيره. وفي المعلومات ان الأمين العام لحزب الطاشناق النائب بقرادونيان استحصل على قرار من الحزب بدعم الحريري لاعتبارات عدة ابرزها عدم وجود مرشح غيره ولرغبة من النواب الأرمن بعدم الظهور في موقع المقاطع لخيار الطائفة السنية التي تعتبر ان الحريري يمثلها خير تمثيل. ويبدو ان بقرادونيان نال وعداً من الحريري في ان يتمثل "الطاشناق" في الحكومة العتيدة من خلال شخصية اختصاصية يتم الاتفاق بين الطرفين على اختيارها بدلاً من ان يكون التمثيل الأرمني خارج الحزب كما كان يحصل في حكومات الحريري في عهدي الرئيسين الياس هراوي وميشال سليمان. وقد "تفهم" رئيس "تكتل لبنان القوي" النائب جبران باسيل موقف حليفه حزب الطاشناق "وطنش" على ذلك واعتبر الموقف ارمنياً بامتياز لاعتبارات تتعلق بالحزب والطائفة!
  • الخرق الكبير الذي حصل في "كتلة اللقاء التشاوري" التي خرج منها نائبان هما جهاد الصمد الذي حضر مع المستقلين، وأعطى صوته للحريري خلافاً لما كان يحصل في السابق، والنائب عدنان طرابلسي الذي غاب عن الاستشارات نتيجة اصابته بداء "الكورونا" لكنه ارسل كتاباً خطياً تضمن تسمية الرئيس الحريري. وهنا تشير المعلومات الى دور لعبه الرئيس بري أيضاً الذي "مان" على طرابلسي خلافاً لما كان يحصل في السابق اذ ان طرابلسي منافس للحريرية وهو كان في الانتخابات على اللائحة المنافسة للائحة "تيار المستقبل" وهو معروف في مواقفه السياسية انه ضد الحريري وسياساته الداخلية والخارجية! اما بالنسبة الى النائب الصمد فهو معروف أيضاً بمواقفه السياسية المناوئة لــ "التيار الأزرق" وهو ترشح ضد مرشحي "المستقبل"، في دائرة المنيه - الضنية وهزم "المرشح الأزرق".

... والمستقلون

[caption id="attachment_82358" align="alignleft" width="451"] النائب عدنان طرابلسي سمى الحريري رغم غيابه بعذر.[/caption]

-المواقف التي اتخذها عدد من النواب المستقلين الذين لم يسبق لهم ان منحوا أصواتهم للرئيس الحريري او لمرشح يدعمه "المستقبل" ( كما حصل مع السفير مصطفى اديب)، والبارز منهم النائب نهاد المشنوق الذي ادرج موقفه تحت باب "الوفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري" والأوضاع السياسية الراهنة. كذلك كان لافتاً تسمية النائب ادي دمرجيان للحريري علماً انه كان ضد مرشح "المستقبل"، في دائرة زحلة. وكذلك فعل النائب ميشال ضاهر الذي كان رشح في مرات سابقة غير المرشح المدعوم حريرياً وهو سمى في الدورة السابقة للاستشارات الوزيرة السابقة ريا الحسن بدلاً من السفير مصطفى اديب. ويضاف الى النواب الذين سموا الحريري النائب جان طالوزيان الذي خرج من "تكتل الجمهورية القوية" (القوات اللبنانية) الذي امتنع عن تسمية الحريري. واتى موقف طالوزيان في تسمية الحريري مفاجئاً للمراقبين السياسيين خصوصاً ان طالوزيان بات خارج "تكتل الجمهورية القوية".

وثمة من قال ان طالوزيان الذي يلقى دعماً من المصرفي أنطوان صحناوي تجاوب مع مطلب صحناوي في الوقوف الى جانب الرئيس الحريري خلافاً لقرار التكتل الذي ينتمي اليه....

في المحصلة توافر للرئيس الحريري 12 صوتاً أضيفت الى الأصوات المضمونة الأخرى من الكتل التي سمته، فكانت النتيجة 65 صوتاً وامتناع 53 عن التسمية وغياب نائبين هما ميشال المر وطلال أرسلان. وتؤكد مصادر متابعة ان الرئيس بري الذي لعب دوراً في "حشد" الأصوات المؤيدة للحريري لم يكن وحده، اذ ساهم وقوف حزب الله على الحياد في تجيير أصوات من "اللقاء التشاوري" والنائب طرابلسي لصالح الحريري بعد تدخل رئيس مجلس النواب لصالح رئيس "التيار الأزرق" من دون ان يصدر عن حزب الله أي موقف، لكن فهم النواب المعنيين ان ثمة "قبة باط" من الحزب لصالح تسمية الحريري وتوفير النصف زائداً خمسة أصوات للحريري، علماً ان نواب " كتلة الوفاء للمقاومة " امتنعوا عن التسمية!.