أعرب <الكرملين> عن ارتياح واسع لنتائج المحادثات التي أجراها الرئيس <فلاديمير بوتين> مع وزير الخارجية الأميركي <مايك بومبيو> في منتجع سوتشي الروسي في الاسبوع الماضي في أعقاب محادثات الأخير مع نظيره الروسي <سيرغي لافروف> على الرغم من إقرار الرئاسة الروسية بأن الطرفين لم ينجحا في تحقيق تقريب لوجهات النظر حول الملفات الخلافية المتراكمة، حيث وصف مساعد الرئيس الروسي لشؤون السياسة الخارجية <يوري أوشاكوف> المباحثات بأنها غنية وجيدة للغاية، وقال إن <بوتين> و<بومبيو> ركّزا الاهتمام على القضايا الدولية بشكل أساسي، مؤكداً أنه لا يلوح في الأفق أي اختراق في العلاقات، لكن الجانب الأميركي أظهر موقفاً عملياً خلال المباحثات، معرباً عن ارتياح بلاده لسير الحوار، موضحاً ان <بوتين> أكد لضيفه استعداد روسيا للعودة إلى الحوار حول كل مسائل الاستقرار الاستراتيجي، ومناقشة موضوع الدفاع الصاروخي ومعاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية، واصفاً المحادثات حول سوريا بأنها كانت بناءة، من دون أن يتطرّق إلى تفاصيلها.

وبحث الطرفان بشكل مفصل ملف كوريا الشمالية، وأكد الجانب الروسي أن موقفه ينطلق من ضرورة عدم ممارسة ضغوط على كوريا الشمالية التي تحتاج إلى ضمانات دولية كافية لحماية أمنها واستقرارها.

كما تطرق البحث الى الوضع في فنزويلا، وأكد الجانب الروسي عدم جواز اتخاذ أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى اندلاع حرب أهلية في البلاد، وشدد <بوتين> خلالها على أنه على القوى المسؤولة في البلاد أن تباشر الحوار فيما بينها، مؤكداً أن كل المحاولات لإقصاء الرئيس الفنزويلي الحالي <نيكولاس مادورو> من خلال الضغط الخارجي، غير بناءة وقد تؤدي إلى عواقب وخيمة.

وكشف <أوشاكوف> ان <بوتين> بحث مع <بومبيو> إمكانية عقد قمة روسية ــ أميركية على هامش قمة العشرين في اليابان الشهر المقبل، مؤكداً انفتاحه على مثل هذه الاتصالات، فيما أبلغ <بومبيو> الرئيس الروسي بأن نظيره الأميركي <دونالد ترامب> مهتم بلقاء <بوتين> في أوساكا.

وكان <بوتين> أكّد في مستهل اللقاء، سعيه إلى تطبيع العلاقات مع واشنطن، معبراً عن أمله بأن تكون زيارة <بومبيو> مفيدة للعلاقات الثنائية، وقال إن لديه انطباعاً بأن الرئيس <ترامب> لديه نية لاستعادة العلاقات والروابط والاتصالات الروسية الأميركية، وأن لديه نية لحل المسائل ذات الاهتمام المشترك معاً، كاشفاً أن بلاده عبّرت مراراً عن إرادتها تجاه استعادة العلاقة بالحجم الكامل، آملاً ببلورة الشروط اللازمة لهذا الغرض الآن.

ورأى <بوتين> أن الوضع في العلاقات الروسية ــ الأميركية بدأ بالتغير خصوصاً في إطار القناعة المشتركة بضرورة الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وحل الأزمات الإقليمية، ومكافحة الجريمة المنظمة، ومواجهة المشكلات البيئية، ومكافحة الفقر في العالم والتهديدات العصرية الأخرى، وفي بعض المسائل الاقتصادية، فيما أكّد <بومبيو> أن لدى الطرفين مصالح مشتركة ومسائل يمكننا أن نتعاون فيها ونعمل بصورة مثمرة، يمكننا أن نعمل معاً كي يعيش شعبانا برخاء أكثر ومن أجل ازدهار العالم كله.