أكد الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> خلال حوار تلفزيوني مفتوح مع مواطنيه في الاسبوع الماضي مواصلة برامج الإصلاح لتحسين الأوضاع المعيشية للروس، ومواجهة الصعوبات المتزايدة بسبب سياسات العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، لافتاً إلى أن الغرب تكبد خسائر أكثر منا بسبب العقوبات، مشدداً في الوقت ذاته على استعداده للحوار مع الرئيس الأميركي <دونالد ترامب>.

وأجاب <بوتين> خلال أربع ساعات عن أكثر من 80 سؤالاً طرحها مواطنون في مناطق مختلفة في البلاد خلال الحوار التلفزيوني المباشر حول قضايا تتعلق بدخل السكان ومستويات المعيشة والقضايا المتعلقة بالهدر والبيئة، وقال ان الهدف النهائي لنشاط الحكومة هو وضع الاقتصاد على مسار جديد، وتحقيق قفزة في مجال التكنولوجيا بهدف زيادة مستوى الدخل للسكان وتعزيز أمن البلاد، الا انه كشف ان ذلك يتطلب تمويلاً وتعبئة للميزانية، ولهذا السبب، اتخذت الحكومة تدابير غير شعبية، على وجه الخصوص، لزيادة ضريبة القيمة المضافة، معتبراً ان الحياة اصبحت أكثر صعوبة، مشيراً إلى أن روسيا واجهت كثيراً من الصدمات التي قوضت الوضع في السوق المحلية وأثرت سلباً على المجال الاجتماعي.

وتطرقت بعض الأسئلة إلى مشكلة الفساد المستشري، وعمليات تهريب مليارات الدولارات إلى خارج البلاد، حيث أقر <بوتين> بأنه يشعر شخصياً بالمسؤولية عن مثل هذه الحالات، مؤكداً التزامه بمواجهة مثل هذه الجرائم الفظيعة، لكنه دافع عن إجراءات الحكومة لمواجهة الفساد، وذكر أن الفساد موجود في كل مكان، مؤكداً أن عدد جرائم الفساد في الاتحاد الروسي آخذ في الانخفاض، لأننا نتصرف بحزم وبلا هوادة.

 وأبدى <بوتين> استعداده للحوار مع الولايات المتحدة، وقال إن روسيا مستعدة للحوار مع الولايات المتحدة بقدر استعداد الأخيرة، ملاحظاً أن قدرات الرئيس الأميركي ليست كبيرة جداً لفرض التغيير المطلوب في اتجاه العلاقة الثنائية، وقال: لقد دخل بالفعل في الحملة الانتخابية الجديدة، معلناً أنه سيرشح نفسه لفترة رئاسية جديدة، لن يكون كل شيء بهذه البساطة، املاً في أن يتم حل قضية العقوبات الأميركية ضد روسيا في يوم من الأيام، معرباً عن قناعة بأن تطبيق هذه العقوبات يعد خطأ كبيراً من جانب الولايات المتحدة وسيتم تصحيحه.

ورداً عن سؤال حول ما إذا كان تعزيز القوة العسكرية في روسيا يعني الاستعداد لحرب سريعة، أجاب <بوتين> بمقولتين رائجتين، متجنبا تقديم إجابة مباشرة، وقال: إذا كنت تريد السلام، فاستعد للحرب، وإذا كنت لا تريد إطعام جيشك، فستطعم شخصاً آخر، مشدداً على أن قدرات روسيا العسكرية لا نظير لها، لافتاً الانتباه أيضاً إلى حقيقة أن تفوق البلاد لا تضمنه الأسلحة النووية بل الاقتصاد القوي، وقال: تحتاج روسيا للأسلحة لحماية نفسها، بينما نعمل في الوقت ذاته على ضمان النمو الاقتصادي.