تفاصيل الخبر

”بوتين“ الصديق... المخلّص!

16/11/2018
”بوتين“ الصديق... المخلّص!

”بوتين“ الصديق... المخلّص!

 

بقلم وليد عوض

إنه زمن الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> ذهاباً من التعبير القائل: <المصائب محك الرجال>. وليس من رجل مثل <بوتين> هذه الأيام ينطبق عليه قول سيد الشعراء أبو الطيب المتنبي وهو: <مالئ الدنيا وشاغل الناس>.

إنك تجده أو تصادفه في كل مكان، فمصير الشمال السوري، بدءاً من محافظة ادلب واحد من هموم <بوتين>. فلا سلام إلا بتوقيع <بوتين>، ولا حماية لأولئك الأطفال الضامري الجسد المتضورين جوعاً، إلا بيد قوية مثل يد <بوتين> الآتي الى السلطة من عش المخابرات وقطبية وكالة الاستخبارات. وبدلاً من أن تكون موسكو هي نقطة انطلاق كل حل، يركب <بوتين> الطائرة الخاصة بالرئاسة الروسية ويتجه الى حيث ينفخ روح السلام في المناطق التي تتنازعها هبات الحرب ويمد يده أمام عدسات التلفزيون ويقول: <هذي يدي من بني روسيا تصافحكم>!

وهم <بوتين> الآن أن يفتح الباب واسعاً أمام الهدنة في اليمن، بحيث تحقن الدماء، ويقضي على أشباح المجاعة هناك، وتختفي صور الأطفال اليمنيين الذين لم يبق من أجسادهم إلا العظم، كما يأخذ <بوتين> بناصر أبناء الصومال ليحميهم من الحرب الأهلية، ويعقد الخناصر يوم الحادي عشر من هذا الشهر في ظلال قوس النصر الباريسي بين <بوتين> والرئيس الأميركي <دونالد ترامب> والرئيس الفرنسي <ايمانويل ماكرون> والمستشارة الألمانية <أنجيلا ميركل> ليقول للعالم: <هذي يدي عن أهل الدنيا تصافحكم>.

والمصافحة هي الخطاب غير المكتوب للدعوة الى السلام. ولذلك رعى <بوتين> المصافحة بين الرئيس الفرنسي <ماكرون> والرئيس الأميركي <ترامب> ليؤشر على تبديد غيوم انزال الجنود الأميركان في ساحل <النورماندي> عام 1945، ويعتبر تلك الأحداث من فتات الزمن، كما تولى عقد المصافحة بين الرئيس الفرنسي <ماكرون> والمستشارة الألمانية <أنجيلا ميركل> ليدفن بذلك رواسب الحرب العالمية الثانية بين الجنرال <شارل ديغول> والديكتاتور الألماني <أدولف هتلر> ويجعل الناس يتنشقون أسماء جديدة ترنو الى السلام، وتبشر بالوفاق والتعاطف بين البشر.

وقصص <بوتين> لا تنتهي منذ أن كان قطباً في وكالة الاستخبارات السوفييتية، حتى أصبح في شهرة <كارل ماركس> و<ليو تولستوي>. ويتساءل المرء وهو يراقب مبادرات <بوتين>: هل عقد هذا الزعيم الروسي العزم على مسح دموع أطفال اليمن، وصبايا الشمال السوري بعدما اخترقتهم عصابات <داعش> وجعلت منهم سوقاً لبيع الحريم؟! وهل أدرك النهاية المطلوبة لمأساة لبنان بعدما أصبح السواد الأعظم من أهاليه على باب الجوع والانكماش الاقتصادي والمالي؟!

قد يكون لبنان قد أخطأ عندما أثار قضية طائرة <الميراج> التي تولى جواسيس سوفييت الكشف عليها سراً في مطار بيروت والاستعلام عما فيها من أسرار وخفايا. ولكن أصحاب الزعامات المحلية كانوا على وتيرة واحدة مع موسكو، وقد ذهبت فضيحة طائرة <الميراج> الى غير رجعة. وأصبح الباب في الشرق الأوسط مفتوحاً على مصراعيه أمام <فلاديمير بوتين> ووزير الخارجية الروسي <سيرغي لافروف> ونائبه <ميخائيل بوغدانوف>، والسفير الروسي <الكسندر زاسبكين>، وما هؤلاء إلا أفضل همزة وصل بين موسكو ولبنان والعالم!

ومرحبا يا <بوتين>!