الكل في الجزائر المجاهدة بانتظار يوم السابع عشر من نيسان (ابريل) المقبل. وفيما كان منظمو المعركة الرئاسية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة، يقيمون الحسابات بأن قوة بوتفليقة كامنة في خلو الساحة من فرسان المواجهة، نزل رئيس الوزراء السابق علي بن فليس (69 سنة) بقضه وقضيضه الى ساحة المواجهة مع الرئيس بوتفليقة ويدير معركته من فيلاه الواقعة على تلال الجزائر العاصمة.
وبن فليس كان كذلك رئيس جبهة التحرير الوطني، وهو ابن النظام، وهو يملك العديد من الأسرار التي كانت تدور في كواليس مجالس الوزراء، بحكم قربه من الرئيس بوتفليقة.
ومما قاله بن فليس في مقابلة مع مجلة <جون افريك> التي يرئس تحريرها البشير بن يحيى، ان الجزائر التي هي جزء من المشهد العربي الكبير لا تستطيع أن تبقى منعزلة عن موجة الربيع العربي، ولا بد لها من تغيير بنهج ديموقراطي جديد بالوسائل السلمية الدستورية.
وسئل بن فليس في هذه المقابلة، وهو الذي كان مدير الحملة الرئاسية للرئيس بوتفليقة عام 1999، ومديراً لمكتبه، ثم رئيساً للحكومة حتى عام 2003، كيف ينظر الى علاقاته مع الرئيس بوتفليقة، فقال:
<نحن صديقان كل منا يحترم الآخر، ويقدره، ولكن ذلك لا يعني ألا نختلف في الرؤية لمصلحة البلاد العليا>.
وكان بن فليس قد رفض أن يستقيل من رئاسة الحكومة عام 2003، لأنه ــ كما قال ــ كان رئيس الأكثرية البرلمانية باسم حزب جبهة التحرير الوطني، ولم تكن هناك دواع للاستقالة، وان في البلاد وجهتي نظر: واحدة وجهة نظر الرئيس، وثانية وجهة نظري. وجرت الاطاحة بي على هذا الأساس.