تفاصيل الخبر

بـلـديــــــة زوق مـكـايــــــــل تـطـلــــــــق «مـهـــــــرجـان الـنـبـيـــــــذ اللـبـنـانــــــــــــي» لـهــذا الـعـــام!  

18/12/2015
بـلـديــــــة زوق مـكـايــــــــل تـطـلــــــــق  «مـهـــــــرجـان الـنـبـيـــــــذ اللـبـنـانــــــــــــي» لـهــذا الـعـــام!   

بـلـديــــــة زوق مـكـايــــــــل تـطـلــــــــق «مـهـــــــرجـان الـنـبـيـــــــذ اللـبـنـانــــــــــــي» لـهــذا الـعـــام!  

بقلم عبير انطون

 تحتفل بلدية زوق مكايل بعامها الثاني بعد المئة، ولهذه المناسبة اطلقت مهرجانها السابع للنبيذ اللبناني الذي بات ملتقى سنويا تجتمع فيه نخبة من حرفيي النبيذ ومتزوقيه، فيستقبلهم <بيت الحرفي اللبناني> الذي تصر البلدية على ايلائه اهمية كبرى، وليس ادل على ذلك من <مهرجانات سوق الزوق العتيق> التي ننتظرها جميعا مع بداية كل صيف. لماذا مهرجان النبيذ؟ كيف يبرهن رئيس بلدية الزوق ان بلد الارز كان المنتج والمصدر الاول للنبيذ من حول العالم؟ وماذا في المقلب الآخر عن دواخين معمل الزوق الحراري التي <أسكرت> روائحه وسمومه الجوّ والسكان؟ وبماذا يعد <الريس> بصدده قريباً؟

 التفاصيل حصدتها <الافكار> من رئيس بلدية الزوق واتحاد بلديات كسروان- الفتوح المحامي نهاد نوفل بعد جولة في <بيت الحرفي> خلال معرض النبيذ ووقفة مع منظمي المهرجان..

<ابتسم انت في زوق مكايل>! انه الشعار الذي عُرفت به هذه البلدة التاريخية التي لا تكف عن التطور يوماً بعد يوم لتحصد جوائز محلية وعالمية ابرزها <مدينة من أجل السلام> في العالم العربي، والتي يروي رئيس بلديتها نهاد نوفل انها شهِدَت محطات تاريخية مُهِمّة، لا سيّما القصر البلدي الذي تحوّلَ إلى مقرّ لرئاسة الجمهورية في عهدِ الرئيس سليمان فرنجية. فقد اختار سليمان فرنجية القصر البلدي في زوق مكايل، مقرّاً مؤقتاً للرئاسة بعد تعرّض القصر الجمهوري في بعبدا للقصف آنذاك، مرسلاً كلاً من وجيه سعادة وحبيب فرنجية، لابلاغه رغبَة الرئيس بالانتقال إلى القصر البلدي في البلدة، فرحّب به نهاد نوفل وتمَّت إقامته لأشهر عدّة، تمّ خلالها استقبال العديد من الموفدين من أميركا وفرنسا، وكان مطروحاً حينذاك موضوع ترحيل المسيحيين، فأجابهُم الرئيس فرنجية برفضه القاطع وبجملته الشهيرة <نحنا ما منرحَل، ومنضلنا هون> و توالت الاجتماعات الرسمية ومنها اجتماعات مجلِس الوزراء وغيرها في الزوق، الزوق التي تحتفل اليوم، عشية عيدي الميلاد ورأس السنة بعيد النبيذ.

الفينيقيون.. وقانا..

ومعمل الزوق!

 

يجول نوفل في انحاء المعرض، يتزوق النبيذ هنا وهناك، يعانق هذا ويسلم على تلك. فهذا المهرجان العزيز عليه انطلق اولا من بلدته: <كانت بلدة الزوق أول من نظم هذه المهرجانات منذ سبع سنوات ومنها انتشرت الى باقي المناطق، وأصبح تقليدا متوارثا، وصناعة النبيذ تسهم في تطوير وتشجيع الصناعات اللبنانية وفي دعم الاقتصاد اللبناني. ولقد بدأت صناعة النبيذ منذ أيام الفينيقيين أي منذ حوالي ستة الاف سنة قبل الميلاد الذين صدروه الى اوروبا وبلدان حوض البحر المتوسط، وقد أتى على ذكر هذه الصناعة الكثير من كتاب التاريخ. كذلك فللنبيذ صبغة دينية، إذ به تمّت أولى عجائب السيد المسيح في قانا الجليل. كما أن النبيذ كان مميزاً عند الرومان، إذ كان يُهدى إلى باخوس إله النبيذ، وقد تمّ الاحتفاظ به في بعلبك في معبده.

وعن خصوصية المهرجان وتميزه يشرح نوفل قائلاً:

 - ان الهدف من المعرض الذي يخلو من الشركات والمؤسسات المعروفة ويضم عارضين يعتبرون حرفيين كالاديرة والصناعات الصغيرة، هو تحفيز وتشجيع لهؤلاء المنتجين لتسويق منتجاتهم ولتشجيع الحرفيين للاستمرار والبقاء في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعاني منها البلد، ولا سيما الاقتصاد اللبناني. فهذه المعارض والنشاطات من شأنها تطوير الاقتصاد والانماء في القرى، واريد هنا ان اوجه تحية للعارضين الذين يزدادون سنة بعد اخرى. اما التميّز في المعرض فيكمن في النوعية واسألوا الذواقة!..

مهرجان-النبيذ---زوق-مكايل---بيت--الحرفي-1ويزيد نوفل قائلاً:

- هذ البيت التراثي القديم هنا، حيث يُقام <مهرجان النبيذ اللبناني>، هو <بيت الحرفي> في زوق مكايل، وبات معروفاً اننا نولي اهمية كبيرة للحرفيين اللبنانيين، بشكل خاص في مهرجان <ليالي سوق الذوق العتيق> حيث تُعرض مباشرة للجمهور مختلف الحرف اللبنانية، وهذه لا تُعرض بشكل <جامد> اي لا يقتصر الامر على عرضها اثر انتهائها، بل يمكن مشاهدة مختلف مراحل صناعتها بشكل مباشر، اذ يُستقدم صاحب الحرفة ويقدمها للجمهور <بنت ساعتها> كما يُقال، فمن ينفخ الزجاج يقدم فنه امام الجميع، وهذا الأمر يسيّر العجلة الاقتصادية نوعاً ما فيتعرف الجمهور على الحرفيين الموجودين في لبنان ويقصد مراكزهم.

ولدى طلبنا من رئيس البلدية تحديد مشاكل واولويات بلدته بصفة “الملحّ- المستعجل>، نجده يشير الى امرين:

 تحتل النفايات المقام الاول بكل تأكيد من حيث الاولوية، فالحديث عن الترحيل ليس حلا عمليا برأيي لأن كلفته مرتفعة قد تصل الى 250 دولاراً للطن الواحد، وترتفع الى 350 دولاراً في حال جمعه ونقله، وهذا ليس ثمناً بخساً، والمطلوب حل نهائي. اما الامر الثاني فهو معمل الزوق الحراري الذي لا ننفك نناضل في سبيله. ويشرح <الريس> الذي كتب يوماً مقالاً بعنوان: <أيضاً وايضاً من الرب نطلب... من يعالج أضرار معمل الزوق؟ > انه تم إنشاء معمل الزوق في العام 1956، في عهد الرئيس كميل شمعون، وكان بخارياً ثم تحول في سنة 1983 الى معمل يعمل على <الفيول> ويبث مواداً خطيرة وسامة، ثم تم تكبير محطات التوليد رغم اعتراض البلدية واتحاد البلديات.

ويشرح نوفل قائلاً:

- نحن اليوم لا نطالب بترحيل المعمل وتغيير منطقته بل اتفقنا على خطة مكتوبة بدأ تنفيذها، تريثنا حتى تهدأ موجة الحراك المدني التي شغلت كل الاعلام حتى نعلن عنها في مؤتمر صحفي ليطمئن الناس على صحتهم وارواحهم وارزاقهم. وتتضمن هذه الخطة ادق التفاصيل بدءاً من نوعية <الفيول> المطلوب الى تركيب ماكينات مخصصة على كل مولد، فضلاً عن <الفلاتر> واحجامها وأنواعها، وأكدنا على استحصالنا على حق صورة-عبير-جبيلي-منظمة-مهرجان--النبيذ-في-ذوق-مكايلالدخول الى المعمل ومراقبة النتائج والماكينات وكيفية عملها، ونحن بانتظار تنفيذ كافة التوصيات. لقد ارفقنا كتابنا الخطي ايضاً بدراسة مفصّلة تم اعدادها بالتعاون مع <الجامعة الاميركية> تعرض للاضرار التي تلحق بالمنطقة وبالمواطنين وما يُفترض ان يتم تحسينه، وتمّ تسليمها للمدير العام لـ<مؤسسة كهرباء لبنان> كمال حايك ووصلت الى الوزير المختص. وتبقى العبرة في التنفيذ الذي لن نتراجع عن ملاحقة تفاصيله، وفي اقرب وقت.

<لوفيغارو>: لبنان الاول!

 

من ناحيتها تحدثت السيدة عبير جبيلي المنظمة لـ<مهرجان النبيذ> عن اهميته لكل المناطق اللبنانية قائلة: <المهرجان هو عبارة عن اعادة رسم رمزية لطريق النبيذ> التي تبدأ من الشمال الى الجنوب مروراً بالبقاع وجبل لبنان حيث تُزرع الكروم ويُعصر العنب. الهدف الاول يبقى الحرفيين وليس التجار اذ لا مشاركة فيه للشركات الكبيرة المعروفة على نطاق واسع. نشاطاتنا مجانية وغير تجارية. بدأنا بحدود العشرة مشتركين في عامنا الاول واصبحنا نبلغ الثلاثين اليوم. لقد تميز هذا العام بالاعلان المروِج للمهرجان والذي حظي بإشادة كبيرة من قبل المتابعين، اذ انها المرة الاولى التي تعتمد الدعاية على الرسوم المتحركة علماً ان المنتج يتوجه للكبار، وقد نفذتها المخرجة نادين اسمر، اما الرسومات فهي لجيمي فارس، وفيها ان آلهة الكرمة نزلت من عرشها لتتزوق النبيذ اللبناني، ويظهر الاعلان كيف جابت كروم العنب اللبنانية في مختلف المناطق وصولاً الى المدرج الروماني في زوق مكايل، لتتوقف امام <بيت الحرفي اللبناني> هنا. بهذا الاعلان ترجمنا قصة النبيذ اللبناني الذي كان الفينيقيون اول من صنعوه وقدموه للعالم، وتدل على ذلك عدة وثائق تاريخية قديمة وشهادات اخرى حديثة كان آخرها في شهر ايار/ مايو من العام 2013 حيث تمت دعوة النبيذ اللبناني الى فرنسا برعاية رئيس الجمهورية آنذاك العماد ميشال سليمان، وكتبت جريدة <لو فيغارو> العريقة ان اول بلد في العالم يزرع العنب وينتج النبيذ هو لبنان>.

وعن الحركة في المعرض، تقول عبير انها جيدة جداً: <زوارنا وضيوفنا ينتظرون المهرجان قبل الاعياد لشراء النبيذ للاحتفال، وهم اوفياء لنا ويقصدوننا من اماكن بعيدة ما شجع العارضين وزاد من عددهم. الاسعار ارخص من الخارج، واللافت ان الشاري يمكنه ان يتحدّث مباشرة الى المصنّع ويتعرّف عن كثب الى المنتوج ومراحله. لا منافسة بين العارضين بل روح الفة، ومن يتأخر نعمل جميعنا على تذليل العقبات لوصوله.

مهرجان-النبيذ---زوق-مكايل---بيت--الحرفي-6

وكارلوس غصن!

 لقد بدأت صناعة النبيذ تتسع بشكل ملحوظ بعدما ارهقتها الحرب طوال 15 عاماً. ها هي اليوم تعود بحيوية كبيرة، ارتفعت من 4 منتجين في الستينيات الى 40 منتجاً في التسعينات في زراعات للكرمة تمتد على مساحة 8 آلاف هكتار وفي انتاج لثمانية ملايين زجاجة سنويا، تُعرف بجودتها وتنوعها، وتبلغ 68 بالمئة للنبيذ الاحمر، 17 بالمئة للابيض، 14 بالمئة للزهري و1 بالمئة للسلس الناعم. اما تصديرها فيأتي بنسبة 45 بالمئة الى اوروبا وتحديداً فرنسا، بلجيكا، انكلترا، المانيا، سويسرا والسويد، فضلاً عن الولايات المتحدة، كندا وبعض الدول العربية.

 كذلك فقد باتت هذه الصناعة تشكل استثماراً يتجه صوبه اكثر من رجل اعمال ناجح، وقد دخل ناديها في لبنان حديثا كارلوس غصن، رجل الاعمال ومنقذ شركات السيارات المعروف على مستوى العالم كله. في زيارته الاخيرة للبنان أعلن غصن ان هذه الصناعة يمكن ان تضع لبنان على لائحة الدول المنتجة لارقى أنواع النبيذ في العالم. فقد أغراه هذا الاستثمار لانه مبني على صناعة لبنانية بحتة، فالاراضي لبنانية واليد العاملة لبنانية، وقد وفر فرص عمل لغاية الآن لحوالى 200 عائلة. كذلك، لا يستلزم انتاج هذه الصناعة استخدام مكونات او تكنولوجيات اجنبية، فالمكونات نابعة من الارض اللبنانية ذاتها. ويؤكد غصن ان الهدف من استثماره في النبيذ كان لرفع اسم لبنان عالياً وتمكينه من ولوج الاسواق العالمية بجودة عالية داعياً للاستثمار بكل منتج لبناني يتعلق بالغذاء، كالبيض وزيت الزيتون وغيرها، مؤكداً انه <من الجيد لو استثمر كل شخص لبناني ناجح على مستوى العالم، بمنتج يمثل تراث لبنان>.