تفاصيل الخبر

بل يبقى ويذهب الآخرون!  

31/07/2015
بل يبقى ويذهب الآخرون!   

بل يبقى ويذهب الآخرون!  

بقلم وليد عوض

 tamam-salam  آلام الناس وآمالهم موكولة الآن الى الرئيس تمام سلام، المرشد الأعلى للسلطة التنفيذية في ظل الشغور الرئاسي. فهو مباشرة، أو عبر قادة الأحياء، والمستشارين، يدرك تماماً أن وجع الناس الطيبين وصل الى الحلقوم، وبات كل منهم يسأل: الى أين المصير؟!

   بهذه الوكالة يكون من حق تمام سلام أن يهدد بالاستقالة أو على الأقل بالاعتكاف إذا لم يستعد مجلس الوزراء الأسلوب السوي ولا يضع بعض الوزراء مصالحهم فوق مصلحة الوطن. ولا ضرورة لذكر أسمائهم، فالناس جميعاً تعرفهم وتعرف لمن ينتمون والى أين يريدون أن يأخذوا البلد.

   وحتى جبال النفايات التي أجبرت كل مواطن أو مواطنة على سد الأنف بكمامة، عند المرور بشوارع بيروت، كانت موضوع تجاذب سياسي. فمتعهد وزارة الأشغال جهاد العرب كان الرجل الوحيد الذي يملك القدرة واللوجستيات لتحرير بيروت والضاحية من عزرائيل الزبالة، ومساعدة شركة <سوكلين> على نقل النفايات الى منطقة سبلين، ولكن اعتصامات أهالي اقليم الخروب عند منطقة الجية، وإقفالهم الطريق الدولية حملا جهاد العرب على وقف مبادرته التي يقول عنها إنها لوجه الله وبيروت، ولا يريد أجراً ولا ثواباً!

   نعود الى الرئيس تمام سلام (70 سنة).

   عند الرجل سلاح سبق أن استخدمه الرئيس سليم الحص وهو سلاح الموقف، وقد شحذه بما فيه الكفاية وجرده في وجه الذين يريدون أن ينتقصوا من كرامة المنصب، فأثار مخاوفهم من الوصول الى الفراغ، في ظل شغور رئاسي وعطل تشريعي، وفي مقدمهم أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي طلب من الرئيس سلام أن لا يطرح موضوع الاستقالة لأنه لن يقدم ولن يؤخر، بل يرمي البلاد في شباك المجهول.

   والرئيس تمام سلام يستذكر رؤساء حكومة استخدموا سلاح الموقف، مثل الرئيس الشهيد رشيد كرامي عندما استقال من رئاسة الحكومة عام 1969، بعد تظاهرات انطلقت من منطقة الحرج دعماً للعمل الفدائي الفلسطيني، وكان في تلك التظاهرات أمل جورج نقاش وكلود نهاد بويز، وظل البلد بدون حكومة سبعة أشهر الى أن ولد اتفاق القاهرة. وقد وعى الرئيس كرامي مع رئيس الجمهورية شارل حلو خطورة بقاء البلاد بدون موازنة، ففك رشيد كرامي اعتكافه لمرة واحدة، وعقد مع الرئيس حلو جلسة إقرار الموازنة.

   الاستقالة التاريخية الثانية كانت تلك التي قدمها الرئيس صائب سلام، طيب الله ثراه، في أعقاب الاعتداء الاسرائيلي على شارع فردان يوم 10 نيسان (ابريل)  1973، ومطالبته باستقالة قائد الجيش العماد اسكندر غانم، ولما لم يستجب له رئيس الجمهورية سليمان فرنجية، وهو الصديق المتقادم العهد، لم يجد إلا أن يقول: أنا مستقيل.

   وفي الحالتين قدم الرئيس كرامي والرئيس سلام استقالته الى رئيس جمهورية يمارس. فلمن سيقدم تمام سلام استقالته؟! وكيف سيكون قبولها في ظل شغور رئاسي، ومن ذا الذي سيجري الاستشارات لتأليف حكومة جديدة؟!

   عقدة وراء عقدة، وكل منهما تقف في وجه استقالة تمام سلام..

   أمر واحد لا يمكن لتمام سلام أن يبادر إليه، وهو الاستقالة من ثقة الشعب، ومرجعية الأوادم..

   إذن.. فليبق ويذهب الآخرون إذا... أرادوا!