صنع النجم أحمد السقا من نفسه قدوة صالحة للنجوم الشباب، بقدرته على الحفاظ على سمعته كفنان بجانب أخلاقه التي تشهد له في كل مكان، ونجح السقا في أن يجعل لكل ظهور له وهجاً حتى ولو لم يكن مرتبطاً بفيلم جديد.
في السطور الآتية يحكي عن مسلسله الجديد والكثير من الأمور..
ــ بداية، حدثنا عن سفرك مؤخراً الى اسبانيا ومقابلة <شافي هيرنانديز> نجم برشلونة في كرة القدم؟
- «شافي> يقوم بعمل مهم جداً منذ 14 عاماً من خلال اكتشاف المواهب على مستوى العالم، عمره 34 عاماً وعلى وشك التقاعد والاعتزال، ولديه 77 مليون معجب على الصفحة الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به. احترمته جداً وأحببته أكثر بعد مقابلتي له في اسبانيا، فهو إنسان متواضع ومحترم واسم كبير جداً في عالم كرة القدم والجمهور الإسباني بمختلف طوائفه عاشق ومحب له، فـ<شافي> قرر القيام بجولة خلال السنوات الخمس المقبلة في العالم العربي لاكتشاف المواهب الكروية الجديدة ويضمها <للكامب نيو> في اسبانيا للعب في صفوف برشلونة، خاصة وانه قد نشأ وترعرع في برشلونة من عمر ست سنوات، ووقع اختيار الشركة المنظمة على العبد الفقير إلى الله، للمشاركة في هذا الحدث الكبير، لتمثيل بلدي ولكن ليس بشكل رسمي، وأنا أتوجه له بالشكر على هذه الخطوة واختياره لمصر للبداية والانطلاق منها في وقت حساس جداً في أعياد رأس السنة الميلادية ومع تدفق السياح لبلدنا في هذا التوقيت.
ــ وماذا فعلت في اسبانيا حينما دعوك؟
- سعدت جداً بذلك وقلت كلمة باسبانيا خلال الاحتفال الذي أقيم من أجل ذلك، مدتها أربع دقائق تعبر عن شعوري نحو الموضوع، وفوجئت بنقلها من خلال وكالات الأنباء على مستوى أوروبا كلها مصحوبة بصورتي مع <شافي>.. بخلاف التعليقات على الموقع الخاص بنادي برشلونة، كما أن حضور <شافي> للقاهرة حدث في حد ذاته، فلا تتخيلوا حجم النجومية والشهرة التي يتمتع بها في أوروبا.. ربنا يزيده ويحبب فينا خلقه مثله تماماً، لأنه على المستوى الأخلاقي يستحق نجوميته، فهو منتمٍ لأهل بيته ووالديه وأبناء أعمامه وخالاته ومكان مولده <كتالونيا>، ولديه قدر من الولاء غير طبيعي، وللعلم فقد سبق له الحضور إلى مصر مع فريق <برشلونة> لأداء مباراة ودية، ويعرف من اللاعبين المصريين الذين احترفوا في الخارج أمثال محمد زيدان وأبو تريكة وميدو، وقد سألني عن الطقس في مصر، فقلت له: جميل وآمن بفضل الله.
... ودارت الكاميرا
ــ ماذا عن مسلسلك الرمضاني الجديد <ذهاب وعودة>؟
- لقد بدأنا في تصوير أول مشاهد من أحداث مسلسل < ذهاب وعودة < المقرر عرضه خلال شهر رمضان المقبل، حيث دارت كاميرا المخرج أحمد شفيق مخرج العمل داخل إحدى الفيلات على طريق مصر اسكندريه الصحراوي، وهي المشاهد التي تجمع بيني وبين أحمد راتب وياسر جلال وأنجي المقدم وليلى عز العرب ومجموعة من النجوم المشاركين في العمل، وقد صورنا ليوم واحد داخل الفيلا، وانتقلنا بعدها مع أسرة المسلسل لتصوير مشاهد أخرى في أحد المولات في القاهرة، ومن ثم نصور في بعض شوارع القاهرة، كما أنه من المقرر تصوير بعض مشاهد العمل في لبنان وقبرص نهاية شهر آذار/ مارس المقبل. ولقد انتهيت مؤخراً من تصوير <التتر> الدعائي للمسلسل، حيث استغرق تصوير <التتر> يوماً كاملاً، وتدور أحداث المسلسل حول العديد من القضايا السلبية التي تفاقمت في الفترة الأخيرة في المجتمع المصري والعربي على حد سواء .
ثم قال:
- وغير مسموح لي بالحديث عن المسلسل أكثر من ذلك حتى لا أحرق تفاصيله، وللعلم هناك مسألة تحدث بمنتهى الخطورة تضر بصناع أي عمل فني عندما يكون هناك <مانشيت> كبير على سبيل المثال: <تفاصيل مسلسل أحمد السقا أو كريم عبد العزيز الجديدة>.. لأن العمل يفقد بذلك عنصري المتعة والتشويق.. وعلى الأقل بنسبة 40 بالمئة ما بين الممثل والمتلقي. المسلسل من بطولتي وأنجي المقدم، وياسر جلال، وفريال يوسف، ومجدي كامل، وإيهاب فهمي، ووليد فواز، ولقاء سويدان، وأحمد راتب، وعدد كبير من النجوم،و هو من تأليف الكاتب عصام يوسف، وإخراج أحمد شفيق ومن إنتاج شركة المتحدين للإنتاج الإعلامي < صّباح إخوان> و<إيغل فيلم> .
ــ هل تبحث عن أدوار <الأكشن> التي تلعبها على الشاشة بدون الاستعانة بـ<دوبلير>؟
- لا.. ولكن أحرص على تقديم الدور الحلو الذي يناسبني، ولا أستعين بـ<دوبلير> في الوقت نفسه، وهذا ليس جنوناً مني أو <شو> أو منظرة لا سمح الله، فلو افترضنا أنني سأقدم شخصية طبيب عظام، فمن المؤكد وجود آلاف من أطباء العظام في مصر والعالم العربي مختلفين تماماً عن بعضهم البعض بسيكولوجياتهم وأبعادهم النفسية والإنسانية، وأنا أراعي ذلك تماماً.. ولكن عندما يعرض عليّ دور مليء بـ<الأكشن> أو الحركة، طالما أنني قادر على تنفيذه بنفسي بفضل الله أقوم به، وإذا لم أفعله وأنا قادر عليه أعتبر ذلك <نمردة> لأنها نعمة منحها الله سبحانه وتعالى لي، لأنني كممثل أقدم تفاصيل الشخصية وهي تضحي وتبكي وتنفعل وتركض وتتشاجر وتغضب، أي أن <الأكشن> هو تفصيلة من التفاصيل الموجودة في الشخصية ومن المؤكد كما سبق وذكرت طالما أن الله سبحانه وتعالى أنعم عليّ بالصحة، سأقوم بها أما إذا جاء اليوم الذي لا أستطيع فيه تأدية مشهد حركي أو <أكشن>، فمن المؤكد لأنني سأستعين بـ<دوبلير> ليقوم بذلك بدلاً مني.
ــ في رأيك ما السر وراء تفوق <الجزيرة 2> على <الجزيرة 1>؟
- أولاً، فوق كل شيء توفيق المولى عز وجل، ثم الظروف المحيطة أثناء فترة الإعداد لفيلم <الجزيرة 2> خدمت الفيلم، بخلاف حالة التعطش لدى الجمهور لأن يرى لوحة الجزيرة مرة أخرى، وأنا هنا لا أنتقد أو أقلل من شأن الأفلام الموجودة، وفي الوقت نفسه، أعلي من شأني، كما أنه ليس من المتعارف عليه أن يكون الجزء الأول من أي عمل فني أفضل من الثاني والعكس، لأنه في بعض الأعمال يحقق الجزء الثالث منها نجاحاً أكبر من سابقيه.
عشرة عمر مع خالد صالح
ــ لمناسبة <الجزيرة>، كيف تتذكر صديقك خالد صالح؟
- ربنا يغفر له ويتغمده برحمته، وينور قبره... كان خالد إنساناً محترماً <عشرة عمر> ولا أحب الحديث عنه كثيراً لأن دموعي تنهمر بمجرد الحديث عن سيرته. خالد صالح ليّ فيه الكثير، وكما يقول الكبار: <سد حياتي ودعّ>. والحمد لله ما زلت متواصلاً مع أهله وبيته وزوجته وأبنائه لأنه كان رجلاً فاضلاً رحمه الله، وإن شاء الله نتقابل معه يوم الملتقى في الجنة بإذن الله.
ــ تردد الكثير عن فيلمك مع النجم العالمي <فاندام>.. هل يشغلك حلم العالمية؟
- مبدئياً، لم أكن أحلم بنصف ما أنا عليه الآن بفضل الله على مستوى بلدي، وقد يعرض عليّ مشهدان أو ثلاثة مشاهد ضمن عمل فني عالمي ولكن لا أعرف موضوع الفيلم كله وماذا يناقش.
وتابع بابتسامة مازحة:
- لكن هل ينفع أن أشارك في عمل في الخارج ثم لا أستطيع السير في الشارع بعد ذلك، ولذلك أفضل لي أن آكل <سندويش> فول مع كوب شاي على قهوة بلدي من تناول <سندويش برغر>، وهذا لا يقلل من أعمال زملائي التي أتشرف بها لأنهم واجهة مشرفة، خاصة وأنا قانع تماماً بما أنا فيه والحمد لله.
ــ هل سبق لك أن تأثرت بشدة بأي انتقاد؟
- نعم، هناك موقف لا أشعر بالخجل حينما أرويه. ففي فترة من حياتي، كان يوجد عيب في أدائي لأي شخصية أقدمها على الشاشة، وكان يوجه لي النقد أكثر من مرة، وكان يؤخذ علي هذا الأمر حتى بدأت أركز معه للتخلص منه، وهو تحريك يدي بشكل كبير، وبالنسبة لحركة الأيدي الكثيرة عندما تدخل في شخصية الممثل أو الفنان أو المشخصاتي يكون فيها جزء من الخوف والقلق والتوتر، لأن الوقوف أمام الزملاء والأساتذة أمام كاميرا التصوير في أي عمل فني ليس بالشيء السهل على الإطلاق، حتى تلتمسوا لي ولزملائي الأعذار، فالكاميرا تمثل عين الملايين التي تشاهدك وتقيّمك وهذا الموضوع مخيف.
ــ من تتابع من زملائك؟
- مثلي الأعلى ثلاثة نجوم وهم الأساتذة عادل إمام وعمرو دياب وحسام حسن، لأنني أرى القتالية لديهم في النجاح بشكل إيجابي، وكل فرد فيهم يقوم بعمله على أحسن وجه، وللعلم النجومية ليست أن تكون رقم واحد، ولكن ممكن أن تكون نمرة اثنين ويكون ترتيبك الأول في هذه المكانة.
ــ في رأيك ما أهم ما يعوق السينما حالياً؟
- النصوص، فالأجيال السابقة كانت أكثر حظاً منا، لأنه كان هناك نهر من الأدب تنهل منه الناس، وتخرج علينا رواية الأديب فلان والقصة والسيناريو والحوار لفلان الفلاني، ولكن نحن لا يوجد عندنا الأدب الذي ننهل منه الآن على طريقة الكبار نفسها قديماً، فأنا أرى أن الأستاذتين نبيلة عبيد ونادية الجندي من أكثر السيدات في الواقع المعاصر اللاتي قدمن روايات مهمة جداً، ولا بد أن نرفع لهما القبعات ونحترمهما لتقديمهما روايات للكتاب الكبار الأساتذة إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وقمم أدبية أخرى، ونحن لدينا أدب الآن ولكن ليس بالشكل الذي كان موجوداً عليه زمان، ربما نكون نحن أقل حظاً من غيرنا وكأننا ننحت في الصخر.
ــ هل تعتقد أن الفن انعكاس أم رد فعل للواقع؟
- كنت قديماً أردد كلام <كلاشيهات> أحفظه عن ظهر قلب وقت دراستي في الأكاديمية مثل الفن انعكاس للواقع، ولكن اكتشفت مع الوقت أن الفن من الجائز أن يكون موازياً للواقع، وليس بالضرورة الخروج بنتيجة نهائية.
ــ كيف تتواصل مع جمهورك اليوم في ظل اهتمام الفنانين بمواقع التواصل الاجتماعي؟
- توجد لديّ الصفحة الرسمية الخاصة بي على موقع التواصل الاجتماعي <فيس بوك> أخاطب الناس من خلالها، يشرف عليها شاب اسمه عصام السقا وهو ليس قريباً لي، ولكنه من أفضل <المونتيريين> على مستوى مصر في مجال السينما، وعندما قابلته كان شاباً صغيراً عمره 14 عاماً، وكان يحبني واكتشفت أنه ما شاء الله إنسان عبقري.