تفاصيل الخبر

​​​​​بدأ الحصار الأميركي على باسيل ​​​​وهو يشتد كلما اقترب من "الثنائي الشيعي"!

26/08/2020
​​​​​بدأ الحصار الأميركي على باسيل ​​​​وهو يشتد كلما اقترب من "الثنائي الشيعي"!

​​​​​بدأ الحصار الأميركي على باسيل ​​​​وهو يشتد كلما اقترب من "الثنائي الشيعي"!

 

[caption id="attachment_80593" align="aligncenter" width="612"] السيد حسن نصر الله والنائب جبران باسيل..هل يصمد تفاهم مار مخايل؟[/caption]

  في كل مرة تهتز العلاقة بين "التيار الوطني الحر" وحزب الله، يراهن كثيرون من الساسة اللبنانيين أن الفراق حاصل بين الحليفين القويين، "التيار" في بيئته المسيحية، و" الحزب" في بيئته الشيعية، وهما الاقوى في شارعيهما والاكثر حضوراً على رغم وجود أحزاب أخرى تسعى الى مقاسمتهما الحضور والنفوذ. إلا أنه، وفي كل مرة ايضاً، سرعان ما تعود الحياة الى مجاريها بين الحزبين الكبيرين سواء من خلال موقف من هنا، او كلام من هناك، لتعود "الشراكة" السياسية بين "التيار" و"الحزب" الى سابق عهدها.  المشهد نفسه تكرر قبل اسبوعين مع بروز خلافات او تباينات لا فرق - في قراءة تطورات المرحلة الراهنة والرؤية الى الحل المستدام الذي يجب الولوج اليه للخروج من الازمة التي تتطور من سياسية الى اقتصادية ومالية، وصولاً الى ما خلفه انفجار مرفأ بيروت من تداعيات. من هنا بدت كلمة رئيس "التيار" النائب جبران باسيل المتلفزة قبل اسبوعين حمالة أوجه فيها الكثير من الرسائل الى الداخل المؤيد والمعترض، والى الخارج الذي يوجه رسائل في اتجاه حزب الله حيناً، وفي اتجاه حلفائه احياناً، وفي كل مرة يكون "هاجس" العقوبات الاساس في ردود الفعل والمواقف.  صحيح ان كلام باسيل جاء بعد ساعات من مغادرة مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط السفير "ديفيد هيل" لبنان من دون لقاء باسيل، لكن الصحيح ايضا ان باسيل يستمر عرضة لحملات قاسية من داخل تياره ومن خارجه اثرت سلباً على صورته لدى الرأي العام، وفي قاعدته الحزبية الصافية والمتحالفة في آن. ولا شك ان خيارات باسيل، خصوصا تجاه حزب الله، هي من الاسباب المباشرة لارتفاع منسوب الحملة ضده، الا ان هناك ايضا من يتحدث عن وجود اسباب لهذه الحملة تتجاوز علاقته مع "الحزب" لتشمل أداءه السياسي وطريقة تعامله مع الاحزاب الاخــرى ولاسيما منها الاحـزاب المسيحية الذي لم يبقِ باسيل معها "حيط عمار" واحد، بل قطع كل الاوصال بطرق مختلفة فباتت "القوات" بعيدة عنه مسافات طويلة، ولم يقم مع حزب الكتائب اي علاقة مستدامة مع ان الفرصة كانت تسمح له بذلك خصوصاً بعد تباعده عن "القوات". اما علاقته مع "المردة" وزعيمها سليمان فرنجية فحدث ولا حرج وهي ماثلة للعيان وتترجمها التصريحات المدوية التي يطلقها فرنجية وفريق عمله ضده بمناسبة وغير مناسبة... حتى مع الاحزاب المسيحية الصغيرة، مثل "الكتلة الوطنية" و"الوطنيين الاحرار"، فليس لباسيل موطىء قدم عندها لانه لم يسع يوماً الى استقطابها ولا حتى استيعابها... فباعدت بينها وبينه المسافات وصارت تزداد اتساعاً مع مرور الوقت.   تصويب من أكثر من إتجاه

 والتصويب على باسيل لا يأتي من الاحزاب السياسية فحسب، بل هناك مكونات سياسية وطائفية اخرى لا تنفك من التصويب نحو باسيل ورئاسة الجمهورية في آن التي كانت لفترات خلت بعيدة عن سهام التجريح، فاصبحت اليوم هدفاً مباشراً، يعتبر البعض ان ذلك الاستهداف يعود الى احتضان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لباسيل على نحو غير مسبوق، فراحت السهام تضرب باسيل ثم ترتد نحو بعبدا فتصيب سيد القصر وتحدث ندوباً في الجسد الرئاسي الذي غدا من خلال التظاهرات الشعبية والهتافات المعادية هدفاً سهلاً بعدما كان مقام الرئاسة محيداً في السابق. وثمة من يلقي على باسيل مسؤولية "الهجوم" على بعبدا لأنه عوضاً ان يكون في الصفوف الاولى للدفاع عنها، جعلها تغرق في المستنقع الذي وجد نفسه فيه وسرعان ما بات قصر بعبدا جزءاً من هذا المستنقع الذي يصعب الخروج منه يوماً بعد يوم.    في اي حال، كلام باسيل في اطلالته قبل ايام كان محط تحليل عند اكثر من جهة، لاسيما في البيئة الشيعية لأن صورة الرجل اهتزت في الاشهر الاخيرة نتيجة اعتراضات على جملة مواقف عبّر عنها باسيل بعد تشكيل الحكومة السابقة التي يقول خصومه إنه مارس عليها وعلى رئيسها "سلطة وصاية" استمدها من دور الرئيس عون الذي لم يضع رسماً بيانياً لحدودها المقبولة رئاسياً وشعبياً. وفي وقت كانت الانظار شاخصة الى العلاقة التي اهتزت بين باسيل وقيادة المقاومة، أتت مواقفه الرافضة لأي "طعن" او "غدر" بأي مكون لتسفر ارتياحاً لدى "الثنائي الشيعي" وخصوصاً لدى حزب الله، لاسيما بعد التركيز على الصراع الوجودي مع اسرائيل. وزاد باسيل مطمئنا من يعنيه الامر، بأنه "لن يقف متفرجاً" عند استهداف مكون في بلدي "وسط كل الضغوط التي تمارس عليه والتهديد الاميركي بفرض عقوبات عليه ايضا يقول مطلعون إنها لم تعد بعيدة خصوصاً ان عدم اجتماع السفير "هيل" به بدا – في السياسة - وكأنه عزل اميركي لباسيل ومقدمة لفرض عقوبات عليه. ويقول متابعون لمواقف "الثنائي الشيعي" ان مواقف باسيل كانت محل ترحيب وارتياح عند قيادتي حزب الله و"امل" من دون ان يعني ذلك ان هذا التأييد ينسحب على نقاط سياسية اخرى ومواقف يتخذها باسيل ولا يشاركه فيها "الثنائي الشيعي" الذي سيجد نفسه محرجاً عندما سوف يطالبه باسيل بالوقوف الى جانبه في دعم مسيرته في اقرار قوانين ضد الفساد وتنفيذ مشاريع اصلاحية ينوي باسيل العمل على تحقيقها. وفي رأي المتابعين للموقف الشيعي انه كلما ارتفع منسوب الهجوم السياسي من القوى المسيحية المناوئة له سيتم احتضانه اكثر بالرداء الشيعي.    ويردد شارع "الثنائي" ان ليس من السهولة التخلي عن احتضان العونيين والسعي الدائم الى نصرتهم ليبقوا في المركز الاول عند المسيحيين منعاً من ان يكون سمير جعجع او سامي الجميل البديل. ولذلك تم توصيف مواقف باسيل من اسرائيل بــ " الوطنيـــة والجريئة". في غضون ذلك لا يقلـــل احــد من دور رئيس " تيار المردة" سليمان فرنجية ووقوفه مع المقاومة وتأييده لها، لكن حجمه وقدراته الانتخابية لا تتخطى حدود دائرة زغرتا وبدرجة اقل في دائرة الكورة. ولا بد من عدم النسيان هنا ان مجموعات الحراك الناشطة في الشارع المسيحي لا توفر باسيل مع كل اشراقة شمس وتحميل فريقه مسؤوليات التدهور والانهيارات المالية والاجتماعية التي يعيشها البلد. في اي حال، استعاد باسيل مكانه لدى "الثنائي الشيعي" وخصوصاً لدى قيادة حزب الله ما سوف يجعل الحصار عليه يشتد كلما اقترب من "الثنائي" مع وجود اطراف داخلية تلتقي مع دول عربية وغربية لا تنفك عن تنفيذ مهمة حصار العونيين وتوجيه الضربات المتتالية لهم من اجل الا يبقى اي حليف اساسي في هذا الحجم المسيحي على صموده مع الشيعة وتحديداً مع حزب الله، على الرغم من كل هذه الضغوط التي تمارس ضد باسيل ومنها التلويح الدائم والمفتوح بفرض عقوبات اميركية قد تستهدفه بغية تعرية صورته امام الرأي العام والمجتمع الدولي والتلويح بالقضاء على طموحاته السياسية وحصار مشروعه بحجـــة انه يتعاون مع حزب " ارهابي"، علماً ان باسيل اخرج نفسه طوعاً من السعي الى دخول قصر بعبدا بعد انتهاء ولاية عمه الرئيس عون معتبراً ان ذلك افضل له ولحزبه.