أكد الرئيس الأميركي المنتخب "جو بايدن"، أن الولايات المتحدة ستعود بقوة خلال ولايته الرئاسية إلى المشهد العالمي، وكتب عبر "تويتر" يوم الأربعاء الماضي: عندما أتحدث إلى القادة الأجانب أقول لهم إن أميركا ستعود.. سنعود إلى اللعبة، في وقت أشار فريقه، إلى أن الرئيس المنتخب تلقى اتصالات هاتفية من قادة بعض الدول الأوروبية، منها فرنسا وألمانيا وإيرلندا والمملكة المتحدة، لتهنئته بالفوز بانتخابات الرئاسة، حيث قال "بايدن" خلال حديثه مع الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" إنه يأمل بـإحياء دينامية العلاقات الثنائية وعبر الأطلسي، وخصوصاً عبر حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
واستهل "بايدن" مشاوراته مع القادة الأجانب عبر مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الكندي "جاستن ترودو" تناولا خلالها موضوعات عدة تهم البلدين مثل مكافحة فيروس "كورونا" المستجد والتغيّر المناخي والاعتقال التعسفي.
كذلك أعلن رئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون" أنه تحدث إلى "بايدن" لتهنئته بفوزه في الانتخابات، وكتب على "تويتر": "تحدثت للتو إلى "جو بايدن" لأهنئه بانتخابه. إنني أتطلع إلى تعزيز الشراكة بين بلدينا والعمل معه حول أولوياتنا المشتركة، من التصدي للتبدل المناخي إلى تعزيز الديموقراطية والنهوض بعد الوباء.
كذلك أعلن في برلين أن المستشارة "أنجيلا ميركل" أجرت اتصالاً بـ"بايدن" لتهنئته بفوزه بالرئاسة.
في المقابل لم يعترف الرئيس الحالي "دونالد ترامب" بالهزيمة في الانتخابات، وبدأ حملة طعون قضائية في عدد من الولايات، متهماً الديموقراطيين بـسرقة الانتخابات، مطلقاً معركة طعون في النتائج، وساعياً إلى رص صفوف الجمهوريين وراء موقفه.
ورص الجمهوريون صفوفهم خلف "ترامب" لخوض معركة على جبهتين في محاولة لدعم ادعاءات غير مسندة بأدلة حتى الآن عن سرقة الانتخابات، فرفعوا العديد من الدعاوى والإجراءات القانونية حيثما تمكنوا من ذلك ووضعوا مجموعة من العراقيل الصعبة أمام إتمام العملية الانتقالية في مواعيدها التقليدية.
[caption id="attachment_82928" align="alignleft" width="376"] الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.[/caption]ووعد "ترامب" أنصاره بالفوز عبر "تويتر"، فكتب في تغريدة: نحرز تقدماً كبيراً. النتائج ستبدأ بالظهور الأسبوع المقبل. فلنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى.
وكتب في رسالة ثانية: "سنفوز"، وفي ثالثة: "انتهاك فرز الأصوات"، فضلاً عن تغريدات أخرى وضعت عليها شركة "تويتر" إشارات تشكيك. غير أن المسؤولين الكبار في الحزب الجمهوري لم يذهبوا على الفور إلى موافقته صراحة في كل هذه الادعاءات. ومع ذلك، لم يعترف زعيم الأكثرية في مجلس الشيوخ السيناتور "ميتش ماكونيل" وأعضاء آخرون في الحزب بفوز "بايدن"، غير مترددين أيضاً في مجاراة "ترامب" في تشكيكه بنزاهة عمليات الاقتراع والفرز وإصدار النتائج في العديد من الولايات التي كانت تصنف ميادين معارك انتخابية، مثل بنسلفانيا وجورجيا ونيفادا وأريزونا وميشيغن وويسكونسن، الا ان الخطوة الأبرز جاءت من وزير العدل "ويليام بار" الذي حاول طمأنة مؤيدي "ترامب"، فوجه مذكرة إلى المدعين العامين الأميركيين سمح لهم فيها بفتح تحقيقات حول تزوير الانتخابات: إذا كانت هناك ادعاءات واضحة وذات صدقية في شأن حصول مخالفات، إذا كانت صحيحة، فمن المحتمل أن تؤثر ولاية بعينها على نتيجة الانتخابات الفيديرالية.
وكان لهذه المذكرة الاستثنائية وقع مفاجئ ودراماتيكي، إذ دفعت مدير فرع جرائم الانتخابات في القسم الجنائي بوزارة العدل "ريتشارد بيلغير" الذي يدير مثل هذه المحاكمات إلى التنحي عن منصبه بمفعول فوري بعدما وجه رسالة بالبريد الإلكتروني إلى زملائه، موضحاً بشكل لا لبس فيه إن خطوة وزيثر العدل "ويليام بار" دفعته إلى ترك الوظيفة التي يشغلها منذ عام 2010. ووصف قرار "بار" بأنه سياسة جديدة مهمة تلغي سياسة عدم التدخل المتواصلة منذ 40 عاماً حول تحقيقات تزوير الاقتراع قبل أن تصير نتيجة الانتخابات معتمدة وغير قابلة للطعن. وأضاف: بعدما علمت بالسياسة الجديدة وتداعياتها، يجب علي أن أستقيل للأسف من دوري كمدير لفرع جرائم الانتخابات. وزاد: استمتعت كثيراً بالعمل معكم لأكثر من عقد من الزمن لفرض القانون وسياسة وممارسة الانتخابات الجنائية الفيديرالية بقوة وجدية من دون خوف أو محاباة حزبية.