تفاصيل الخبر

باسيل "الزاهد" في رئاسة الجمهورية في 2022 يعاتب حزب الله.... ولا يزعل أميركا!

01/07/2020
باسيل "الزاهد" في رئاسة الجمهورية في 2022  يعاتب حزب الله.... ولا يزعل أميركا!

باسيل "الزاهد" في رئاسة الجمهورية في 2022 يعاتب حزب الله.... ولا يزعل أميركا!

 

[caption id="attachment_79188" align="aligncenter" width="611"] النائب جبران باسيل[/caption]

 الذين استمعوا الى رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل يعلن في اطلالته الاعلامية الاخيرة، انه لا يريد ان يكون رئيساً للجمهورية، انقسموا الى قسمين: الاول صدق كلام رئيس اكبر تكتل مسيحي في مجلس النواب هو "تكتل لبنان القوي"، والثاني لم يصدق كلام باسيل معتبرا انه "مناورة" سياسية لتخفيف الضغط الذي يتعرض له  رئيس "التيار" والذي يصيب بشظاياه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

 غير ان مصادر سياسية متابعة رأت في كلام النائب باسيل ما يمكن اعتباره "جردة حساب" مع الفرقاء السياسيين في لبنان وفي مقدمهم حزب الله الذي يرى مراقبون ان علاقته مع رئيس "التيار الوطني الحر" تراجعت خلال الاشهر القليلة الماضية لاسباب متنوعة لعل ابرزها اتخاذ باسيل مواقف كانت تحرج حليفه الاستراتيجي حزب الله، الذي شكا قياديون فيه من "تفرد" باسيل وعدم التنسيق مع الحزب في كثير من المواقف التي تصدرعنه في مناسبات مختلفة. واكثر من ذلك، نظر الحزب بكثير من الحذر الى خطوات قام بها رئيس "التيار" موجهة ضد حلفاء للحزب في طليعتهم رئيس تيار "المردة" الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية الذي انقطعت الجسور كلياً بينه وبين باسيل، ثم انسحب الانقطاع الى العلاقة بين زعيم "المردة" ورئيس الجمهورية، وكانت لافتة عدم مشاركة فرنجية في "اللقاء الوطني" الذي عقد في قصر بعبدا الاسبوع الماضي بدعوة من الرئيس عون. وفي هذا السياق كانت لافتة اشارة باسيل في حديثه الى ان "اقرب اصدقائنا لم يكونوا معنا في الكثير من الملفات والقرارات وهذا ما يسبب القلق او البلبلة في صفوف "التيار" وذهب باسيل ابعد من ذلك "منبهاً" هذا الحليف من دون ان يسميه الى ان هذا "الخطر" الوجودي يطاول الدولة وبناءها والمقاومة وحماية لبنان، فماذا يبقى من اولوية على ذلك". والواقع ان التفسير الذي اعطي لكلام باسيل انه "غمز" من قناة حزب الله، فيما اعتبر آخرون ان "الصراحة الباسيلية" تمهد لتثبيت العلاقة مع الحزب لمزيد من التنسيق.

 

مد وجزر

 وترى المصادر السياسية نفسها ان "حظوظ" باسيل الرئاسية، وان كان من المبكر الحديث عنها،  تشهد حالة من المد والجزر وفي هذا السياق يستعرض المتابعون العلاقة غير السوية القائمة بين باسيل و"الحليف" السابق سليمان فرنجية، و"القوات اللبنانية" وتيار "المستقبل"، فيما تبدو علاقته مع حركة "امل" والرئيس نبيه بري "حذرة" وغير مستقرة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. وهذه الوقائع ان دلت على شيء، فهي تدل على ان باسيل لن يكون في مقدوره جمع الاكثرية الموصوفة التي تحقق فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة في العام 2022 اذا ما كان الوضع السياسي الداخلي والوضع الاقليمي على حاله ولم تحصل تطورات اساسية تخلط الاوراق وتدفع بالاستحقاق الرئاسي الى معطيات جديدة تحدث تبديلاً في المقاييس السياسية والتحالفات الانتخابية. وتعتبر المصادر السياسية ان باسيل يقرأ في السياسة جيداً ما جعله يعلن صراحة خلال اطلالته التلفزيونية "ما بدي اعمل رئيس جمهورية" وذلك بهدف "طمأنة" الفرقاء السياسيين الذين يستعدون لخوض المعركة الرئاسية الى انه خارج السياق. وترى هذه المصادر ان ما يجعل باسيل يعلن "زهده" بكرسي الرئاسة، المعلومات التي توافرت لدى مصادر حزب الله من ان الحزب لن يكرر تجربة تبني مرشح لرئاسة الجمهورية قبل الاوان، كما حصل مع الوعد الذي قطعه للرئيس عون. لا بل اكثر من ذلك قال نائب الامين العام لــ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في اطلالته الاعلامية الاخيرة رداً على سؤال حول امكانية تكرار تجربة عون في الرئاسة. ان لكل استحقاق ظروفه، بمعنى ان نظرية الاقوى في طائفته لم تعد صالحة وفق قواعد " حزب الله" لاستحقاق العام 2022. وها هو حسان دياب غير الممثل للطائفة السنية على المستوى الشعبي، رئيس للحكومة. وبالتالي لا يبدو "حزب الله" ممانعاً او معارضاً لاستنساخ التجربة الحكومية في رئاسة الجمهورية. لا بل الارجح هو يحاول تحضير الجمهور المسيحي نفسياً لخطوة من هذا القبيل. وبالتالي لم يعد الاقوى في طائفته هو المرشح الوحيد لرئاسة الجمهورية. والا لما طرح سليمان فرنجية نفسه مرشحاً جدياً لو انه متيقن ان هذه المعادلة لا تزال سارية المفعول عند "الحزب".

 الاكيد ان انكفاء "الحزب" عن حسم خياره الرئاسي يربك رئيس "التيار الوطني الحر" ولو انه لم يفاتح أبداً السيد حسن نصر الله بهذا الموضوع لادراكه، ربما، انه لن يحصل على إجابة شافية.

   

حرص على "تفاهم 6 شباط"

 وتحرص مصادر من قيادة حزب الله على القول إن عدم حسم الحزب لموقفه الرئاسي قبل أوان الاستحقاق لا يعني اطلاقاً تخلي الحزب عن تفاهم 6 شباط 2005 مع "التيار الوطني الحر" لأن مثل هذا الموقف غير وارد في حسابات الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله الذي يؤكد في كل مناسبة على اهمية التحالف مع "التيار البرتقالي" خصوصاً في هذه الايام التي يبدو فيها حزب الله مستهدفا ومحاصرا من كل اتجاه فضلاً عن اولوية لدى الحزب حالياً وهي المحافظة على وحدة الصف الداخلي وحماية ما تحقق على هذا الصعيد. واستطراداً فالحزب ليس في وارد الاختلاف مع اي حليف على رغم "الطلقات الصديقة" التي تصيبه من وقت الى آخر من رفاق الدروب والتحالفات!.

 في اي حال، تبدي مصادر "التيار الوطني الحر" قناعتها بأن رئيس التيار لن يكون أسير الاستحقاق الرئاسي لمعرفته بأنه سيكون اللاعب الابرز في هذا الاستحقاق سواء من خلال الكتلة النيابية التي يأمـــــل ان يحصل على مثيل الكتلة الحالية في الانتخابات النيابية في شهر ايار (مايو) 2022، او من خلال وجود الرئيس عون في سدة الرئاسة، ومعلوم ان رئيس الجمهورية له دائما رأيه في من سيخلفه وان كانت النسبة قليلة. لكن مع حرص باسيل على اعلان عدم رغبته في ان يكون رئيسا للجمهورية، الا انه "راسل" الاميركيين بشكل لافت ايضاً في معرض حديثه عن الشرق والغرب المحور الاهم على مستوى الاستراتيجيا، متبنياً نظرية الغموض البناء لرؤيته ان تدهور الاوضاع في لبنان قد يضطره "للتوجه الى الشرق من دون ان يعني ذلك ادارة ظهرنا للغرب"، متوجهاً الى الاميركيين بالقول: "قلتم لنا ابتعدوا عن ازمة سوريا، وادخلتم عنصر النازحين، والآن تأتون لنا بعنصر جديد اسمه "قيصر" انتظرناه "قيصراً" من الشرق ليسكر علينا الغرب، فاذا به يأتينا من الغرب ليسكر علينا الشرق ويقطع عنا الهواء! فماذا لو اتانا بنتائج عكسية؟".

واضاف: "لا نريد ابداً المواجهة مع اميركا، لا بل نريد ان نحافظ على الصداقة معها، لدينا حدود مشتركة مع سوريا، وهي رئتنا مع العالم العربي، فهل يريدون قطعنا عنه "قطعنا عن عروبتنا؟، طالباً الى "اميركا من باب صداقتها معه ان تسمح له باستثناءات لهذا القانون".