فشلت الحكومة الفرنسية في وأد حركة الاحتجاجات ونزع فتيل الأزمة الاجتماعية التي تقودها حركة <السترات الصفراء> رغم انها ألغت كل الزيادات الضريبية على الوقود، بعدما كانت قد قررت تجميدها لمدة ستة أشهر، حيث استمر الغليان الشعبي والتظاهرات التي كانت ذروتها يوم السبت الماضي، حيث طالبت برحيل الرئيس <ايمانويل ماكرون> وحكومته، وانزلقت الى مواجهات وصدامات دامية مع قوات الامن بعدما عاثوا تخريباً في شارع الشانزليزيه واحرقوا اشجاره ونهبوا محلات <ابل> المعروفة عالمياً، ورموا عناصر الشرطة بالحجارة وأشعلوا النيران في متاريس أقاموها سريعاً من حاويات القمامة وأشجار الكريسماس، فاضطرت قوات الأمن الفرنسية لاطلاق وابلاً من قنابل الغاز المسيلة للدموع عليهم بعدما روعوا وسط العاصمة باريس، وسط محاولات للوصول إلى القصر الرئاسي الاليزيه، في وقت اسفرت المواجهات عن سقوط 118 جريحاً بينهم 17 من الشرطة.

وأعلن وزير الداخلية <كريستوف كستانير> أن عدد الموقوفين خلال احتجاجات يوم السبت، بلغ 1726 شخصاً في حين تم وضع 1220 منهم قيد الحبس الإداري، وقال إن معظم التوقيفات نفذها رجال الشرطة في باريس، حيث بلغ عدد المعتقلين هناك 1150 شخصاً والمحتجزين 619، قبل ان يعلن ان الاحتجاجات باتت تحت السيطرة، داعياً الى حوار مع ممثلي حركة <السترات الصفراء>، متعهّداً أن تعالج الحكومة المخاوف بخصوص ارتفاع كلفة الحياة.

واستنجد الرئيس <ماكرون> بالأحزاب والنقابات، وطالبها بالكف عن صب المزيد من الزيت على النار، والاحتكام إلى صوت العقل والحكمة، ووجه الشكر لقوات الشرطة، وكتب على <تويتر>: <إلى جميع قوى النظام المعبأة اليوم، أشكركم على الشجاعة والمهنية الاستثنائية التي أظهرتموها>.