تفاصيل الخبر

باريس بدأت مع الحريري «محاولة ثالثة » لتحريك الاستحقاق الرئاسي تجاوباً مع نداء مجموعة الدعم الدولية وطلب الفاتيكان!

10/10/2014
باريس بدأت مع الحريري «محاولة ثالثة » لتحريك الاستحقاق الرئاسي تجاوباً مع نداء مجموعة الدعم الدولية وطلب الفاتيكان!

باريس بدأت مع الحريري «محاولة ثالثة » لتحريك الاستحقاق الرئاسي تجاوباً مع نداء مجموعة الدعم الدولية وطلب الفاتيكان!

bassil-fabius

أكدت مصادر ديبلوماسية غربية لـ<الأفكار> أن باريس بدأت <محاولة ثالثة> لتحريك الاستحقاق الرئاسي اللبناني مع استمرار الجمود في هذا الملف نتيجة التعطيل المستمر لجلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية وعدم ظهور بوادر تلاقٍ بين القيادات السياسية اللبنانية لإنجاز هذا الاستحقاق المصيري في تاريخ لبنان. وأشارت هذه المصادر الى أن اللقاء الذي تم في قصر <الإيليزيه> يوم الثلاثاء الماضي بين الرئيس الفرنسي <فرنسوا هولاند> ورئيس تيار <المستقبل> سعد الحريري يندرج في إطار التحرك الفرنسي المتجدد، إضافة الى أنه تطرق الى مواضيع عدة أبرزها الجهد المبذول لبنانياً ودولياً لمواجهة الإرهاب وتنظيماته، والدعم الفرنسي للجيش اللبناني في حربه ضد تنظيم <داعش> و<جبهة النصرة> وما يتفرع عنهما.

عِبَر المحاولتين السابقتين

وأوضحت المصادر الديبلوماسية ان المحاولة الفرنسية الثالثة تأتي بعد محاولتين لم تحققا نتائج عملية: الأولى تمثلت في المبادرة التي أطلقتها باريس في شهر أيار/ مايو الماضي لتمديد ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان سنة أو سنتين ثم انخفضت الفترة الى ستة أشهر، والتي لقيت رفضاً قوياً من قوى 8 آذار، ولاسيما منها حزب الله والعماد ميشال عون. أما المحاولة الثانية، فأتت من خلال <التحرك الاستطلاعي> الذي اعتمدته إدارة الرئيس <هولاند> للتوافق على مرشح ثالث غير الدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون والنائب هنري حلو والذي طُرحت فيه أسماء ثلاثة مرشحين غير معلنين رسمياً، وهم: حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والوزير السابق جان عبيد والوزير السابق زياد بارود، ثم أضيف اسم رابع في مرحلة لاحقة هو الوزير السابق روجيه ديب بناء على تمنٍ من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. إلا أن نصيب هذه المحاولة كان مثل نصيب الاولى. ويبدو - استناداً الى المصادر نفسها - أن باريس استخلصت العبر من فشل المحاولتين السابقتين وانطلقت في محاولتها الثالثة استناداً الى رغبة لبنانية عبّر عنها سياسيون زاروا العاصمة الفرنسية مؤخراً والتقوا عدداً من مستشاري الرئيس <هولاند> ومعهم <إيمانويل بون> الذي كلفه <هولاند> بمتابعة الملف اللبناني بكل تفاصيله بالتنسيق مع وزير الخارجية <لوران فابيوس> الذي التقى الأسبوع الماضي وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل واطلع منه على موقف عمه العماد ميشال عون من الاستحقاق الرئاسي، الى جانب نقاش تناول المساعدات الفرنسية للبنان ولجيشه وسبل التنسيق في مواجهة <داعش> و<جبهة النصرة> والموقف اللبناني من <التحالف الدولي> الذي أطلق حربه ضد الإرهاب. وقالت المصادر الديبلوماسية ان ما تسرب عن أن <فابيوس> <فوجئ> بموقف الوزير باسيل من موضوع الاستحقاق الرئاسي، لم يكن دقيقاً من دون أن يعني ذلك ان باريس <تبنت> موقف باسيل الذي اعتبر فيه أن لا حاجة لانتخاب رئيس جديد يشكل وجوده <فشلاً آخر لست سنوات إضافية>، بدليل أن الموقف الفرنسي كان وسيبقى ضرورة إعطاء الاستحقاق الرئاسي اللبناني الأولوية على ما عداه من استحقاقات لبنانية أخرى تسلّم باريس بأهميتها لكنها لا تقدمها على انتخاب الرئيس.

طلب فاتيكاني ونداء المجموعة الدولية

وأشارت المصادر الديبلوماسية نفسها لـ<الأفكار> الى ان التحرك الفرنسي المتجدد يأتي انسجاماً مع دعوة مجموعة الدعم الدولية بعيد اجتماعها الاخير في نيويورك، جميع الزعماء اللبنانيين للدخول في حوار فوري و<تقديم التنازلات الضرورية> لانتخاب رئيس من دون المزيد من التأخير، و<اتخاذ القرارات المهمة اللازمة من أجل بلادهم وشعبهم>، وكذلك تجاوباً مع رغبة أبداها الكرسي الرسولي في المساعدة على تحريك الملف الرئاسي المجمد منذ خمسة أشهر بعد سلسلة النداءات التي تلقاها البابا <فرنسيس> من مرجعيات روحية وسياسية لبنانية شكت من غياب أي حراك إقليمي أو دولي يمكن أن يوصل الى انتخاب رئيس جديد للجمهوية في المدى المنظور. إلا أن المصادر نفسها لم تجزم بإمكانية الوصول الى حل سريع للأزمة لأن <اللعبة> تبقى في النهاية في يد الداخل اللبناني الذي يفترض أن <يتعاون> لترجمة أي اتفاق دولي أو إقليمي. ولفتت المصادر الى أن المعلومات التي لديها لا تدل على أن الحوار السعودي ـــ الإيراني المتجدد وصل الى الموضوع اللبناني، علماً أن مثل هذه اللقاءات تتطلب وقتاً كي تتحول الى أفعال حاسمة في ملف حساس مثل الملف الرئاسي اللبناني الذي تتداخل فيه أكثر من جهة خارجية لها امتداداتها اللبنانية، لذلك، تضيف المصادر الديبلوماسية الغربية ان الظروف الراهنة في المنطقة والتهديدات التي تواجه الاعتدال الإسلامي والحضور المسيحي في الشرق، باتت تفرض انتخاب رئيس في أسرع وقت <يوحد حوله اللبنانيين>، لتفادي استمرار الفراغ في الموقع الرئاسي الأول الذي انسحب خللاً في عمل المؤسسة الاشتراعية وعدم فعالية في المؤسسة التنفيذية التي تمثلها الحكومة، لاسيما وأن انتخاب الرئيس - بصرف النظر عن مواصفاته - يدخل <دينامية> جديدة الى الوضع السياسي الداخلي وينشط الحوار الوطني والتوافق بين اللبنانيين الذين عليهم أن يتخطوا الفراغ بانتخابات ديموقراطية وعدم الاستمرار في السعي الى الالتفاف على الاستحقاقات كما جرت العادة منذ سنين.

لقاء الحريري ـــ باسيل أعاد الحوار الثنائي

باسيل-الحريري

 

أما على صعيد الحراك اللبناني الرئاسي، فلم تسجل الأيام الماضية لقاءات لافتة باستثناء اللقاء الذي جمع الرئيس سعد الحريري في باريس مع الوزير جبران باسيل الذي انبثق عنه اتفاق على إبقاء الخطوط مفتوحة بين الرئيس الحريري والتيار الوطني الحر للبحث في المواضيع التي تندرج في إطار <المصلحة الوطنية> ومنها الاستحقاق الرئاسي، في انتظار أن تتبلور نتائج المحاولة الفرنسية الثالثة لتحريك الملف الرئاسي.

في غضون ذلك، رددت مصادر سياسية متابعة أن النائب وليد جنبلاط أبلغ نواب اللقاء الديموقراطي وغيرهم من الشخصيات السياسية، أنه رفع <الفيتو> الرئاسي عن العماد عون وعن قائد الجيش العماد جان قهوجي، لكنه ربط أي قرار يمكن أن يتخذه لمصلحة أي من <العمادين> بتوافق جميع المكونات اللبنانية، لأنه - أي جنبلاط ـــ لا ينوي تغليب فريق على آخر. ولم يصدر عن الحزب التقدمي الاشتراكي ما يؤكد هذه المعلومات أو ينفيها.