تفاصيل الخبر

بعد فوز المهندس فؤاد مقصود بلقب أفضل مبتكر في العالم العربي اثر مشاركته في برنامج  نجوم العلوم : كل من يمتلك فكرة لابتكار ما عليه ان يباشر العمل على تطويرها لتحويل الأفكار الى اختراعات!

08/12/2017
بعد فوز المهندس فؤاد مقصود بلقب أفضل مبتكر في العالم العربي اثر مشاركته في برنامج  نجوم العلوم : كل من يمتلك فكرة لابتكار ما عليه ان يباشر العمل على تطويرها لتحويل الأفكار الى اختراعات!

بعد فوز المهندس فؤاد مقصود بلقب أفضل مبتكر في العالم العربي اثر مشاركته في برنامج  نجوم العلوم : كل من يمتلك فكرة لابتكار ما عليه ان يباشر العمل على تطويرها لتحويل الأفكار الى اختراعات!

 

بقلم وردية بطرس

23843342_148078535835859_5339582216233622484_n

مرة أخرى يثبت الشباب اللبناني بأنه قادر ان يحقق الانجازات اذا عمل بكد ومثابرة، فما حققه المهندس اللبناني ابن الخامسة والعشرين من عمره - خريج الجامعة الأميركية في بيروت - خير مثال على ذلك، إذ بذل فؤاد مقصود جهداً كبيراً وحوّل الفكرة الى ابتكار، نعم انه ابتكار مميز يتمثل في تقنية تحوّل الملابس العادية الى ملابس عازلة عن المياه ولا يخرقها الرصاص، ويمكن استخدامها لأغراض مختلفة مثل صنع الملابس الواقية من الماء ودمج الدواء في ألياف الضمادات. كذلك عمل فؤاد مقصود على منتج يستخدم كلاً من الغزل الكهربائي وتكنولوجيا <النانو> لإنشاء نسائج ليفية نانوية، مخبرية المواصفات، لتُستخدم كناقل منيع على البلل لتوصيل الأدوية لعلاج الجروح... وكان العالم اللبناني فؤاد مقصود قد تأهل الى الدور نصف النهائي من برنامج <نجوم العلوم> (وهو برنامج تلفزيوني تعليمي وترفيهي، أُطلق بمبادرة من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ويعتبر الرائد في العالم العربي في مجال الابتكار، ويهدف الى دعم وتشجيع رواد الأعمال الطموحين في مجال العلوم والتكنولوجيا في المنطقة)، بعد ان أكمل نموذج اختراعه بنجاح. ولقد تنافس فؤاد مقصود مع 9 مخترعين من العالم العربي في التصفيات الربع نهائية في برنامج <نجوم العلوم> الذي كان يُعرض كل سبت على قناتي الـ<ال بي سي اي> والـ<ال دي سي>، اذ أثبت خلال هذه المنافسة جدارته وتميزه من خلال تقديم اختراع يجمع بين الحلول الهندسية والمجال الطبي، اذ يثبت في اختراعه تقنية مستقبلية ستؤثر في عالم التكنولوجيا والابتكار في السنوات المقبلة، وهي النسج الكهرومغناطيسي الذي يحوّل <البوليمرات> وهي مواد مستخرجة من البترول الى نسيج مؤلف من ألياف <النانو>، و<النانو> هو وحدة قياس الذرة. ورغم ان هذه التقنية موجودة في المختبرات، فان انجاز مقصود يكمن في اخراجها الى القطاع الصناعي لخدمة المجتمعات، اذ اخترع آلة بامكانها تغطية القطع القماشية او الثياب بغشاء مؤلف من ألياف <النانو> فتصبح عازلة للمياه من الخارج والداخل، ومزودة بالدواء الخاص بمعالجة الحروق من الدرجة الثالثة او السكري والغرغرينا او التشنجات العضلية.

 

لقب أفضل مخترع عربي

لقد وصل أربعة مخترعين يفتخر بهم العالم العربي الى المرحلة الأخيرة وبينهم الشاب اللبناني فؤاد مقصود اذ تنافسوا على لقب أفضل مخترع عربي، وكان الفوز من نصيب لبنان لنيل مقصود أعلى نسبة تصويت، اضافة الى رأي لجنة التحكيم الايجابي باختراعه وعلاماته العالية... وبناءً على توصية لجنة الحكم حصل فؤاد مقصود على أعلى درجة على امتداد المواسم التسعة كلها من البرنامج... وخلال عرضه لاختراعه في برنامج <علوم النجوم> على شاشة الـ<ال بي سي> نال العلامة 96 على مئة كتقييم نهائي لاختراعه وهي أعلى علامة في تاريخ البرنامج حيث أهلته الى الدور نصف النهائي من البرنامج. ويُذكر انه عند تخرجه من الجامعة الأميركية في بيروت حصل على شهادة البحث والمنجزات المتفوقة من دائرة الهندسة الكيميائية والبترول في كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة في الجامعة الأميركية في بيروت، والجامعة دعمت مشاركته في برنامج <نجوم العلوم>. ويحقق فؤاد اختراعاً متفوقاً من شأنه ان يغيّر طريقة ممارسة الطب، وسيجلب الفخر للبنان والمنطقة.

وتجدر الاشارة الى ان فؤاد مقصود أعدّ نموذجاً أولياً لجهاز يعتمد تكنولوجيا <النانو للغزل الكهربائي> ويحول ملابس عادية الى مواد تعزل المياه وتحقن دواءً يستعمل تقنية <النانو> ليشفي الجروح، وحروق الدرجة الثالثة، والشدّ العضلي، وتقرحات السكري. اذاً هذا الجهاز هو جهاز طبي ثوري يوفر طرق شفاء جديدة تخفف الألم على المريض وتسرّع عملية الشفاء.

وفي الحلقة الختامية من برنامج <نجوم العلوم>، اختتم فؤاد رحلته التي أبهرت الجمهور في منطقة الشرق الأوسط وخارجها خلال مختلف مراحل الموسم التاسع من البرنامج. ورغم المنافسة الشديدة نجح فؤاد من خلال ابتكاره <آلة رش واق نانو للقماش>، في الفوز بالنسبة الأكبر من أصوات الجمهور ولجنة التحكيم، ما أفسح له الطريق لنيل اللقب الأرفع في البرنامج.

وتعليقاً على فوزه بالمركز الأول في الموسم التاسع من برنامج <نجوم العلوم> قال فؤاد مقصود:

- لا يسعني في هذه المناسبة الا ان اعبر عن شكري وامتناني الكبيرين للمرشدين ولزملائي المنافسين الذين جعلوا من هذه الرحلة نقطة تحول عظيمة في حياتي. لقد منحني برنامج <نجوم العلوم> الثقة والمعرفة التي أحتاجها لأواصل السعي وراء حلمي بلا خوف، واختبر حدود قدراتي بثقة وإقدام. وأود ان اوجه رسالة الى كل من يمتلك فكرة رائعة لابتكار ما، بأن ينهض ويباشر العمل على تطوير هذه الفكرة، لأن العمل بجد واجتهاد هو خير وسيلة لتحويل الأفكار الى اختراعات، وتحقيق الأهداف، وحل المشاكل. كما يجب ألا ننسى بأن المساهمة في خدمة مجتمعاتنا وتحسين حياة الناس من حولنا هو واجب على عاتق كل واحد منا، نحن جيل الشباب.

ولقد أقيم لمقصود استقبال حاشد في صالون الشرف في مطار بيروت الدولي، تقدمه ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مستشاره للتواصل الاستراتيجي ميشال حبيس، نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني، الوزير السابق نقولا صحناوي، عائلة مقصود وأصدقاؤه وأكاديميون من الجامعة الأميركية في بيروت.

 

فؤاد مقصود واختصاص الهندسة

وكان لـ<الأفكار> حديث مع المهندس فؤاد مقصود ليطلعنا على الابتكار وأهمية المشاركة في برنامج <نجوم العلوم>، وفوزه بلقب أفضل مخترع في العالم العربي، ونسأله أولاً عن دراسته واختياره الهندسة فيقول:

- تخرجت من كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة من الجامعة الأميركية في بيروت، ونلت شهادة الماجستير من دائرة الهندسة الكيميائية والنفطية، بالتوازي مع دراسات عليا في الهندسة الميكانيكية. لقد اخترت هذا الاختصاص لأنني وجدت نفسي في مجال الهندسة، مع العلم كنت اود ان أدرس الطب وبعد سنة من دراسة الطب قررت ان أدرس الهندسة اذ كانت فترة لأحدد او أختار الاختصاص الذي أجد نفسي فيه، وبعدما سألت نفسي ماذا أود ان أكون في مجتمعي وبلدي، قررت التخصص في الهندسة. ودائماً أنصح الشباب ان يختاروا الاختصاص الذي يجدون أنفسهم فيه وليس ما يريده الآخرون لهم. وهكذا التحقت بالجامعة الأميركية في بيروت وتخصصت في الهندسة وأيضاً في الكيمياء وأكملت الدراسات العليا اذ نلت الماجستير في الهندسة الكيميائية.

وعن سبب مشاركته في برنامج <نجوم العلوم> يقول:

- عندما كنت أقوم بالأبحاث قررت ان احول الفكرة التي كانت تجول في رأسي الى واقع، فبعدما نلت الماجستير قررت ان انفذ الفكرة وبأنه يجب ان يكون لدي مختبر حيث بدأت بالأبحاث وشعرت ان لدي أملاً ان اطوّر التكنولوجيا، وعند ذلك قررت ان أشارك في برنامج <نجوم العلوم> اذ وجدت في البرنامج الفرصة الوحيدة لأحول ابتكاري لنموذج ضخم. وهذا البرنامج الذي أطلق بمبادرة من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، يفسح بالمجال امام الصبايا والشباب في العالم العربي اذا كانت لديهم فكرة علمية قابلة للتنفيذ. لقد تقدمت بالطلب للمشاركة قبل 24 ساعة من انتهاء مدة تقديم الطلبات اذ تقدم أكثر من 8600 مشارك ومشاركة من كل البلدان العربية. وفي التصفيات الأولى تم اختيار 134 متبارياً من ثم 23 متبارياً من ثم 9 متبارين. ومن لبنان شارك ايضاً أعز صديق لي الشاب وسيم الحريري ولقد وصل الى مرحلة نصف النهائي.

المهندس-اللبناني-فؤاد-مقصود-افضل-مخترع-في-العالم-العربيابتكار الآلة

ــ هلا حدثتنا عن الابتكار الذي قدمته في <نجوم العلوم> ونال أعلى علامة وبالتالي فوزك بلقب أفضل مخترع في العالم العربي؟

- الابتكار هو عبارة عن آلة رش واقٍ للقماش بتقنية <النانو> من أجل ادخال الصناعات البتروكيماوية والمستحضرات الصيدلانية في المنسوجات العادية مثل القمصان والجوارب. وهذه الآلة تجعل الملابس مضادة للماء او تدمج العلاج الطبي في ألياف الضمادات. اذاً هذا الابتكار يجعل الملابس العادية مضادة للماء على الفور، ثانياً يمكنه ادخال مركبات طبية محددة داخل الألياف. وتعتبر تطبيقات المركبات الطبية مجالاً واسع النطاق، ويشمل علاج الجروح وعلاج قروح السكري وتخفيف الشد العضلي... فعند ادخال اي نوع من الثياب الى هذه الآلة يخرج منها مضاداً للبكتيريا، عازلاً للمياه ومزوداً بالكمية اللازمة من الدواء لمعالجة احدى المشكلات الصحية الثلاث التي نستهدفها خلال المدة التي يحددها الطبيب. وتبرز أهمية هذا الاختراع في معالجته الحروق من الدرجة الثالثة تحديداً، ليسرّع عملية التعافي ويقلل من الخطر على حياة المصاب، اذ ان تغيير الضماد في هذه الحالة يهدّد حياة المصاب بتعريضه للاصابة بالالتهابات البكتيرية ونزعه الخلايا المتجددة.

ــ بماذا شعرت كمخترع لبناني حقق فوزاً كبيراً ليس على مستوى لبنان وحسب بل على صعيد العالم العربي ككل؟

- كان شعوراً مميزاً اذ ان 46 بالمئة من نسبة التصويت كانت من العالم العربي، وشعرت بالمسؤولية لانني أمثل بلدي لبنان في هذا البرنامج الذي شارك فيه مخترعون من العالم العربي. وطبعاً المسؤولية كبيرة لأنه برنامج علمي بحثي يُبث على الهواء، اذ اعتبرت انني لا امثل لبنان فقط بل أمثل كل شاب وصبية يود ان يوصل فكرته الى منتج فعّال، لانه لم يسبق ان كانت لي تجربة في عالم التلفزيون ولهذا اردت ان اوصل فكرتي بشكل واضح للناس، ولم يكن أمراً سهلاً ولكنني استطعت ان اقنع الجمهور او المشاهدين.

التقدير الرسمي والشعبي

ــ لقد حظيت بالاهتمام والتقدير على المستوى الرسمي والشعبي عند عودتك الى لبنان!

- بالفعل حظيت بتقدير الناس عند عودتي من أهل وأصدقاء واساتذة الجامعة والطلاب، وطبعاً على المستوى الرسمي فلقد هنأني رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واشكره على دعمه لي خصوصاً انه اعتبرني بمثابة ابنه منذ اليوم الأول للمباراة، وأيضاً رئيس الحكومة سعد الحريري الذي وقف الى جانبي والذي استفسر مني عن تفاصيل الاختراع، وقبل ان اسافر للمشاركة في البرنامج التقيت برئيس الحكومة وقلت له انني سأرفع اسم لبنان عالياً، والحمد لله نلت أعلى علامة في تاريخ البرنامج، كما اشكر وزير الصحة غسان حاصباني الذي استقبلني في مطار بيروت الدولي، والذي كان على تواصل معي قبل الوصول الى لبنان، كما اشكر كل الوزراء والشخصيات التي هنأتني. وطبعاً اشكر كل الناس فما يهمني النهوض بالمجتمع وان نساعد قدر الامكان كل من موقعه او مجال تخصصه لتحسين حياة الناس وتقديم الأفضل للمجتمع والبلد. طبعاً سررت لرؤية أساتذتي في الجامعة الأميركية في بيروت في المطار وعميد الكلية والطلاب، فكل هذا جعلني ادرك ان كل الجهد والتعب اللذين بذلتهما أديا الى ما كنت اصبو اليه الا وهو ان ارفع اسم لبنان عالياً والحمد لله وُفقت بذلك.

ــ والى اي مدى حظيت بدعم عائلتك لتحقيق هذا الفوز؟

- لا شك ان جو العائلة يؤثر على الانسان، ولطالما حظيت باهتمام ودعم والداي، ولولا عائلتي لما وصلت الى هنا، اذ بفضل دعم عائلتي استطعت ان انجح واحقق هدفي. وعلى الأهل ان يدعموا دائماً ابناءهم وبناتهم بأي اختصاص يختارونه لانهم بذلك سيحققون نجاحاً كبيراً.

رسالة الى الشباب

ــ ما هي الرسالة التي تود ان توجهها الى الشباب بشكل عام؟

- لا أريد ان أقول كلاماً مثالياً لتشجيع الشباب فقط ولتحقيق النجاح والابتكار، بل اود ان اقول ان أهم ما في الأمر هو الخطوات العلمية فالبحث العلمي هو أكثر فعالية ليقدر الانسان ان يحقق النجاح سواء كان في مجال الهندسة او الطب او الاعلام او الفن او في اي مجال آخر يمكن ان يطور حياة الانسان والمجتمع وان يقدم خدمة للبشرية. واليوم لا أرى ان هناك ما يمنع للقيام بالأبحاث العلمية فلدينا كل القدرات والطاقات في لبنان وعلينا ان نساهم في تطويرها، فمن خلال الفرصة التي اتاحها لنا برنامج <علوم النجوم> استطعنا ان نشارك ونحقق الفوز ونطلع الناس على هذا الاختراع الذي قمت به. ليس هناك ما يمنعنا لنقدم الأفضل لمجتمعنا وبلدنا اذا عملنا بجهد ومثابرة. لبنان بلد صغير ولكن لديه قدرات ونقدر ان ننجح ونخترع، ولكي نقوم بذلك علينا ان نقوم بالخطوات العلمية اولاً اذ علينا ان نقوم بالأبحاث العلمية، اذ لا نريد ان يقولوا عنا <جيل الغوغل>، بل علينا ان نكتشف ونعمل ونحقق النجاح والابداع بفضل مجهودنا وخطواتنا العلمية والمدروسة بإتقان.