تفاصيل الخبر

بعد أن حققت نجاحات كبيرة في كندا الخبيرة في العلاقات العامة والخطابة لميـــاء شارلوبــــوا: بالمثابـــرة والصبـــر نصــل الــى النجــــاح!

01/02/2019
بعد أن حققت نجاحات كبيرة في كندا الخبيرة في العلاقات العامة والخطابة لميـــاء شارلوبــــوا: بالمثابـــرة والصبـــر نصــل الــى النجــــاح!

بعد أن حققت نجاحات كبيرة في كندا الخبيرة في العلاقات العامة والخطابة لميـــاء شارلوبــــوا: بالمثابـــرة والصبـــر نصــل الــى النجــــاح!

بقلم وردية بطرس

لطالما حقق اللبنانيون النجاحات والانجازات في بلاد الاغتراب، اذ يبرعون هناك ويحوّلون غربتهم الى نجاحات مميزة، وفي كل مرة نسمع عن نجاح لبناني او لبنانية نشعر بالغصة لأن غالبيتهم غادروا لبنان بسبب الحرب او الازمات الاقتصادية والمعيشية المتتالية للبحث عن فرص عمل وآفاق جديدة، ولكن بالرغم مما يحققونه في دول الاغتراب في مختلف المجالات يبقى لبنان في قلوبهم وتفكيرهم ولا يفوتون فرصة لمشاركة خبراتهم مع اللبنانيين، فكم من الأشخاص ظلوا على اتصال مع لبنان لتقديم خبراتهم لبلدهم الأم...

الخبيرة في مجال العلاقات العامة، والخطابة العامة، والكتابة والاعلام لمياء شارلوبوا خير مثال عن ذلك، فهي منذ أن غادرت لبنان وهي في الثامنة عشرة لم تنقطع عن بلدها الأم. لم تدرك لمياء شارلوبوا عندما هاجرت الى كندا هرباً من الحرب الأهلية لتتابع دراستها الجامعية، انها ستمضي سنوات طويلة في تلك البلاد، وهناك حققت نجاحات عديدة في مجال الاتصالات، ولمياء شارلوبوا حائزة البكالوريوس في الاتصالات من جامعة <لافال> (كيبيك) وشهادة العلاقات العامة من كلية ادارة الأعمال والاقتصاد (اتش اي سي - مونتريال)، وبعد ان عملت مع الشركات والوكالات الكبيرة أطلقت شركتها للعلاقات العامة في العام 2003 التي تقدم خدمات مثل: الاستشارات الاستراتيجية، وادارة الأزمات، والعلاقات العامة، والخطابة، والتدريب الاعلامي باللغتين الفرنسية والانكليزية، ومن زبائن شركتها الشركات الكبيرة والشركات الناشئة في كندا والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والشرق الأوسط. ولقد تنقلّت لمياء بين مدينة <كيبيك>، و<أوتاوا>، و<تورونتو>، و<مونتريال> وتجيد أربع لغات، وهي مُنحت وسام الأرز من قبل غرفة كندا - لبنان للتجارة والصناعة، وكانت قد تحدثّت عن تجربتها أمام جمع من أكثر من ستة آلاف شخص بين كندي ولبناني مقيم في كندا والتي كان لها صدى كبير اذ اعتبرت انه بالاصرار يمكن التوصل دائماً الى الأفضل... وتفتخر لمياء دائماً بجذورها اللبنانية اينما كانت، ولم تنس لبنان يوماً بالرغم من المسافات البعيدة، فهي غادرت لبنان بسبب الحرب كما حال العديد من اللبنانيين، اذ كانت قد التحقت بالجامعة الأميركية في بيروت وذات صباح في العام 1983 وصلت الى الجامعة لتجد أحد الصفوف قد تعرضّ للتفجير وذلك قبل ربع ساعة من وصولها الى هناك فشعرت بخوف شديد، وأيضاً شاهدت أمراً مرعباً اذ قُتل عميد الكلية أمامها فعندئذ قررت لمياء ان تترك الجامعة وقدمّت طلباً للسفر الى كندا. وهكذا غادرت لبنان لتكمل دراستها الجامعية في كندا اذ نالت شهادة الليسانس في مجال الاتصالات، وبالرغم من انها لم تنوِ البقاء هناك الا انها بعدما نالت الشهادة الجامعية عملت بجد ومثابرة وحققت نجاحاً كبيراً في مجال الاتصالات.

كما تقوم لمياء بورش عمل في كندا اذ تعتبر انه لا يزال هناك الكثير لتتعلمه وتقوم به، ففي كندا تعمل المرأة كثيراً ولا تتوقف عند سن معين بل تظل منتجة وفاعلة. لقد قدّمت العديد من ورش العمل في الخطابة العامة في كندا وأيضاً في وسائل التواصل الاجتماعي، كما قامت بورش عمل في لبنان لأنها ارادت ان تشارك هذه الخبرة التي اكتسبتها على مدى 25 سنة مع الآخرين في لبنان. وبالرغم من انها تقيم في كندا منذ سنوات طويلة ولكنها تزور لبنان باستمرار، ففي كندا تعمل في مجال العلاقات العامة واستراتيجية الاتصالات اذ تقدم هذه الخدمات لشركات أدوية كبيرة مثلاً او لتطبيق جديد لشركة بروتوكول معروفة اذ تساعد من خلال تنظيم مؤتمر في شرح كيفية ايصاله الى وسائل الاعلام، كما تقوم بالكثير من الكتابة ومنها كتابة محتوى موقع الكتروني او كتابة شعار الاعلانات وذلك باللغتين الفرنسية والانكليزية. وهي كذلك تعمل للشركات الناشئة والشركات الصغيرة والكبيرة او الافراد ووسائل الاعلام، اذ تنقل الأخبار الى وسائل الاعلام وتشير الى كيفية تقديمها بشكل صحيح، وتحرص ان تتعامل مع زبائن او عملاء ليس لديهم صيت سيئ حفاظاً على أخلاقيات المهنة.

 

الافتخار بالجذور اللبنانية!

ولطالما افتخرت لمياء بجذورها اللبنانية وارادت ان تقدم المساعدة للبنانيين المقيمين في كندا او الذين انتقلوا اليها حديثاً ولا يعرفون كيف يتدبرون أمورهم في بلد كبير مثل كندا وفي ذلك تقول:

- في العام 2011 أطلقت <غروب> على صفحة <الفايسبوك> يضم اللبنانيين المقيمين في كندا والذين انتقلوا حديثاً للعيش فيها، وكان الهدف من هذا المنبر تقديم المساعدة والدعم للبنانيين وتبادل المعلومات والتسلية اذ ليس هناك اي جانب سياسي او ديني لهذه المجموعة. وتضم هذه المجموعة لبنانيين من مختلف الطوائف والمستويات والأعمار حيث تتراوح أعمارهم بين 20 و80 سنة. ولقد لفت هذا الأمر نظر الوزراء في لبنان اذ حاول بعض الوزراء الاتصال بي للاستفسار عما اكتسبته من تقديم المساعدة بدون اي مقابل، من جهتي اقوم بذلك رغبة مني لمساعدة كل لبناني وصل حديثاً الى كندا اذ ارشدهم الى كيفية شراء منزل او سيارة او زيارة الطبيب وما شابه... وافتخر بهذه المجموعة التي تمثل لبنان الذي أؤمن به، وكل ما اريده هو تقديم المساعدة ولا أبحث عن الشهرة بل اريد ان يلتقي كل اللبنانيين ويصبحوا عائلة واحدة خصوصاً في بلد كبير مثل كندا، لأنني عشت الغربة وادرك معنى ان يكون الانسان وحيداً في بلد كبير اذ يحتاج لمن يساعده ويرشده، وبالنسبة الي فانني اؤمن بضرورة مشاركة المحبة مع الآخرين.

من موظفة الى صاحبة عمل!

 

وعن مسيرتها تقول:

- قبل ان أكون صاحبة عمل كنت أعمل، لقد عملت في الشركات أولاً كموظفة ثم كرئيسة واستمتعت بالعمل. كنت أذهب الى المكتب كل يوم وكلي اندفاع وحيوية، حيث كنت محاطة بفريق من المحترفين والزملاء الذين كانوا دائماً موجودين لحل المشاكل. لم أتخيل أبداً ان أصبح سيدة أعمال، بما انني لم اعتبر نفسي أبداً شخصاً مجازفاً، ومع ذلك الآن وبعد ان افكر في ذلك أرى انني قمت بعملي كما يجب. لقد نلت الشهادات الجامعية وحصلت على الوظائف في كندا وذلك بمجهود شخصي بحت... ولقد تنقلّت من مدينة الى مدينة وغيرّت حياتي مرات عديدة، وربيت ابنتي لوحدي وبالرغم من ذلك قررت ان اؤسس عملي، ربما ساعدتني قدرتي على الصمود تحت القنابل أيام الحرب بأن أصبح جريئة وشجاعة، فما الذي يتطلبه الغوص

في العمل الخاص؟ وما هي الصفات او الكروموسومات التي يحتاجها المرء لكي يقدر ان يقفز الى العمل؟

وتتابع:

- بالنسبة لعملي وقبل ان اؤسس شركتي، لقد عملت في مؤسسات كبيرة ولم أفكر يوماً بأن يكون لي عمل خاص بي، ولكنني تمكنت من ذلك وفي الوقت نفسه كنت حاضرة دائماً لأهتم بابنتي، فكان أفضل خيار أمامي ان اؤسس عملي ولم اكن اعرف انه سينمو بهذا الشكل، فكانت أفضل خطوة قمت بها في حياتي. لقد اخترت السعادة مع العلم انه لم يكن من السهل الا يكون لدي راتب ثابت وتحمل المصاريف، ولكن بالعمل الجدي والصدقية استطعت ان انجح وان اكتسب ثقة الناس، وبالمثابرة تقدر المرأة ان توفق بين الأمومة والعمل وحياتها الاجتماعية، ونحن النساء اللبنانيات نهتم بعائلاتنا حتى لو كنا عاملات، وبالنسبة الي اهتممت بابنتي دائماً ولم يكن الأمر سهلاً خصوصاً في كندا اذ يصعب التنقل وليس هناك من يساعد المرأة كما في لبنان، فالمرأة في كندا تقوم بأمور عديدة بنفسها، وأكثر ما جعلني قوية كامرأة هو انني اعتمدت على نفسي بكل شيء... اليوم وبعد 14 عاماً يمكن ان انظر الى الوراء واقول يا لها من رحلة، فالزبائن يثقون بي ويبقون معي، واتنقل من ادارة الازمات الى الاستشارات الاستراتيجية الى التدريب على الخطابة امام الجمهور الى العلاقات العامة ووسائل الاعلام الى وسائل التواصل الاجتماعي وكتابة المحتوى في يوم واحد، وانا اقفز من شركة أدوية الى مدرسة الى صانع حلوى الى تاجر بالجملة الى شركة ملابس. المواضيع عديدة ومتنوعة، وتسير بوتيرة جنونية ولكنها تسير على ما يُرام. النجاح لا يُولد من الحظ بل هو نتيجة عمل شاق والعمل الثابت الدائم لأجل غير مسمى.

 

أسس النجاح!

ــ هل من نصائح تقدمينها ليستفيد الآخرون منها ومن خبرتك في هذا المجال؟

- أولاً: يجب ان يبدأ الشخص بطريقة سهلة ولكنها تنمو أكثر فأكثر بذكاء، ان يكون الشخص دائماً مستعداً للبدء بعمل او مشروع ما، فذات مرة وقعّت عقداً ضخماً بعد مزحة مع سيدة في السوبرماركت في كندا، وتبين انها كانت الرئيسة التنفيذية لشركة كبيرة، اذ اعطيتها بطاقتي وكانت فرصة جيدة. ثانياً: يجب ان يحيط الشخص نفسه بأشخاص مهنيين لطفاء، فالمهارات ليست كافية، بل يحتاج الشخص للقيم ايضاً، وان احاطة الشخص بالشركاء والزملاء والزبائن اللطفاء تجعل حياة الشخص سعيدة ومنتجة، اذ يجب ألا يأخذ الشخص مشروعاً اذا كان العمل مع زميل او شركة مروعة لأنه سيندم على ذلك، وبالتالي يجب ألا يخاف من قول كلمة <لا>. ثالثاً: الانضباط هو المفتاح وخصوصاً في البداية عندما يجلس الشخص على مكتبه، وليس لديه عملاء او زبائن بعد، اذ من الـضروري ان يتقيـد الشخـص بالوقـت وبأن يكون كل يوم في مكتبه عند الساعة الثامنة صباحاً، لأن التركيز سيغذي مثابرته أكثر، وبالتالي التقيد بالوقت مفيد ايضاً. رابعاً: العمل الكامل هو أمر قاس وصعب اذ يجب على الشخص ان يقدم منتجاً مثالياً وخدمة مثالية. وانه دائماً في الحياة الافتراضية والحياة الحقيقية، ما تقوله او تفعله سيؤثر عليك، كذلك فان اي بيان او رأي سياسي على <الفايسبوك> مثلاً سيؤثر على عمل الشخص، وبالتالي يجب التنبه لهذه الأمور. خامساً: لا بد من طرح الأسئلة والاختلاط والتحدث الى الناس والاختلاط مع الرؤساء التنفيذيين ورجال الأعمال وأصحاب المشاريع الناجحة لكي يسمع الشخص ويتعلم منهم جيداً، كما يجب أن يسعى لتنظيم وجبات غداء شهرياً مع مجموعة منهم لتبادل الخبرات والمعرفة.

وأضافت:

- سادساً: على الشخص ان يؤمن بنفسه، ان يثق انه يمكن ان ينجح عندما يقول في نفسه انه سيحّول أعداءه الى أصدقاء، وسيحول الطاقة السلبية الخاصة بهم الى قوة تدفعه الى الأداء. وكما يقول أوائل وأشهر الصناعيين الأميركيين ومؤسس شركة <فورد لصناعة السيارات> <هنري فورد>: <اذا كنت تعتقد انك تستطيع او تعتقد انك لا تستطيع، فهذا حقك>. سابعاً: العمل بجد اذ يجب ان يتخذ الشخص الاجراءات الضرورية في الحال، فالجبل يبدو دائماً أعلى عندما تكون في القاع ولكن بمجرد بدء التسلق لا يبدو عالياً، ولا يبدو الأمر أسهل فحسب بل قد تستمتع أيضاً بالمشهد. وطبعاً الوقت والصبر والعرق والدموع هي التي تؤدي الى النجاح، وحتى اذا فشلت فلا يمكن لأحد ولا حتى نفسك ان يلومك على المحاولة الصعبة. ثامناً: يجب فهم احتياجات العملاء في جميع الأوقات والتطور معهم، ويجب عدم المبالغة أبدا في الوعود بتقديم أكثر من المتوقع وقبل الموعد النهائي.

في النهايـــة، انــــا لا أؤمــــن بالحــــظ، واعتقــــد انه يجب على الشخص ان يعمل علـــى صقـــــل نفسه وان يكــــون لديـــــه الابــــداع والمرونـــــة والقـــــدرة على التحمل والعاطفـــــة والايجابيــــة والنزاهــــة والتواضع وحتى الخوف لكي يحقق النجاحات والانجازات.