بقلم عبير انطون

[caption id="attachment_78072" align="aligncenter" width="582"] جهاز التنفس... على رأس قائمة انجازات الجامعة اللبنانية[/caption]

 

"لوبوت" هو هدية الجامعة اللبنانية، تحديدا كلية العلوم، لمرضى "الكورونا" والطواقم الطبية المعنية بهم، وقد اهدوه لمستشفى رفيق الحريري الجامعي الذي ومذ دخلت الجائحة بلدنا رفع راية التصدي لها ومعالجة مَن رزحوا تحت وطأتها... فما الخدمات التي يقدمها هذا  الروبوت؟ كم استغرق صنعه؟ وما اهمية هذا الإنجاز خاصة للجامعة الوطنية حتى يستفيد منه مستشفى حكومي في مبادرة جمعت ما بين "جامعة الفقير ومستشفى الفقير"، كما سمّاهما وزير الصناعة عماد حب الله، وهما، بحسب ما قال وهو يشيد بالانجاز،" قلبا المعادلة وأثبتا ويثبتان يوما بعد يوم الجدارة والكفاءة والعلم والتخصص والقدرة على المنافسة والابتكار، كما أثبتا أنهما في مركز مساو واحيانا كثيرة منافس لا بل متقدم على مثيلاتهما من المؤسسات الطبية والتعليمية في لبنان والمنطقة، وهذا مدعاة فخر لطلابنا والجسم التعليمي والاكاديمي والاداري في الجامعة اللبنانية"..

فماذا عن "الروبوت"، ومن هم فرسانه؟ 

[caption id="attachment_78071" align="alignleft" width="179"] جهاز التنفس الاصطناعي المُبتكر من استاذ الجامعة اللبنانية الدكتور أديب أبو شعيا[/caption]

مع تقدم الذكاء الصناعي في مختلف المجالات وصولا الى الجراحة الروبوتية وغيرها من  الاختراعات الاخرى التي تساهم في مساعدة الانسان في المجلات المختلفة، اتى "لوبوت" اللبناني ليكون الأول من نوعه في بلدنا، وهو عبارة عن تصميم قادر على الحلول محل الطواقم التمريضية والطبية في تقديم الطعام وبعض الادوية للمرضى في غرفهم، في المبنى المخصص لعلاج "كوفيد 19".

خمسة من طلاب كلية برمجة الكمبيوتر انضم إليهم طالبان متفوقان إضافيان هم مجد دهيني، هادي زين الدين، حسن بدران، عادل الحاج حسن، سامي شمس الدين، باقر نعيم وزاهر شحادة، وضعوا انفسهم في خدمة القضايا الإنسانية بعد ان رفضوا الاستسلام للجائحة التي أجبرتهم على الحجر والالتزام بالتعبئة.

وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتهم، خاصة في ظل الاقفال الذي فرضته التعبئة العامة، بادروا الى المساهمة عبر اختصاصهم في برمجة الكومبيوتر لتقديم يد العون عبر ما تخصصوا به. ليلا نهارا عملوا على إنجاز "الروبوت" الذي تم تطويره في مراحل عدة، وصلت للاخيرة القابلة للتطوير بعد، خاصة وانهم حازوا دعم رئيس الجامعة وعميد كليتهم المادي والتقني لتطوير "الروبوت".

الحافز الأول لتقديم الطلاب انجازهم كان خدمة مرضى "الكورونا" كما وايضا الطواقم من اطباء وممرضين بهدف الحد من خطر انتشار العدوى من خلال الاتصال المباشر والمتكرر معهم. وبكل فخر قدموا انجازهم بحضور وزيري الصحة العامة الدكتور حمد حسن والصناعة عماد حب الله، رئيس الجامعة اللبنانية البروفيسور فؤاد ايوب، رئيس مجلس ادارة مدير عام مستشفى رفيق الحريري الدكتور فراس ابيض، عميدي كلية الطب البروفيسور بطرس يارد وكلية العلوم بسام بدران، اضافة الى الاستاذين المشرفين على تصميم وتنفيذ "الروبوت" الدكتورين باسم حيدر وصبا حيدر.

  

تواصل... دون احتكاك

[caption id="attachment_78073" align="alignleft" width="379"] "لوبوت" هدية الجامعة اللبنانية لمرضى "كورونا"[/caption]

 صُمم "الروبوت" على شكل طاولة تسير على عجلات ويتم التحكم به عن بعد لينتقل بين غرف المرضى، وهو يساعد على التواصل بين الطواقم الطبية والتمريضية والمرضى اذ انه مزود بكاميرا وتقنية "فيديو كول" ما يقلل اي احتكاك بشري، ويُعتبر طريقة امنة، كما انه ينقل الطعام للمرضى وبعض الادوية.

 تواصلنا مع الدكاترة وأيضاً مع المستشفى الجامعي، يقول مجد دهيني، للتأكد من حاجتهم إليه فزودونا بكافة التفاصيل اللازمة حول المستشفى والطوابق.

من جهته اوحى رئيس الجامعة الى الطلاب بعد ان عرضوا نسختهم عليه بإضافة خدمة "الفيديو كول" حتى يتواصل الأطباء مع المريض من خلالها للاطمئنان عليه، فكانت هذه فكرة مهمة.

على مراحل...

النموذج الأول للـ"روبوت" انتهى بظرف خمسة ايام، ومع مساعدة الجامعة واتخاذها التكاليف على عاتقها ومساندة الاساتذة وتقديم افكارهم ودعمهم كانت المرحلة التالية... ومرحلة بعد اخرى، ادخلت التحسينات عليه وصولا الى مرحلته النهائية.

فالى الهيكل تم استخدام إحدى الخزانات المصنوعة من الألومينيوم في المنزل حتى يكون أكثر متانة وقد قصها الطلاب بأنفسهم، كما تم تزويده بـ"التابليت" بحيث يمكن للممرض التحكم به واعطاؤه الأوامر، كما تضمن الكاميرا نقل ما أمام "الروبوت" حتى تُعطى له الأوامر المناسبة من خلال التطبيق. كذلك، سيتم العمل على تسيير "الروبوت" بحسب رموز "كود" توزع في الطابق وفي السقف حتى يجري لها مسح بواسطة الكاميرا التي فيه فيتوجه إلى المكان المحدد له لا بالتحكم عن بعد كما يحصل الآن إنما تلقائياً وفقاً لهذه الرموز التي يتعرف إليها، كما سيصبح التصميم قابلا للتعقيم وقادرا على تنفيذ مهمات إضافية كقياس حرارة المريض، إضافة إلى إمكانية تنقله بتحكم ذاتي.

ينتظر الطلاب آراء المعنيين من الطاقم الطبي حول "الروبوت" استناداً إلى تجربتهم له، حتى يتمكنوا من تطويره اكثر بعد على هذا الأساس وبحسب احتياجاتهم.

وبعد تسليمه الى المستشفى، اعلن رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد ايوب انه سيتم انجاز خمسة نماذج من "الروبوت" خلال 20 يوما مزودة بجهاز تحكم ذاتي، على أن تُقدم "روبوتات" أخرى لمستشفيات حكومية أخرى، فيما سيتم الاستناد إلى التجربة الأولى التي تشكل إنجازاً حقيقياً للبنان ولطلاب الجامعة اللبنانية لإدخال المزيد من التحسينات والتطوير.

"فايسبوك"...

[caption id="attachment_78074" align="alignleft" width="357"] الطلاب يشرحون عن "الروبوت" في مستشفى رفيق الحريري الجامعي[/caption]

يُذكر ان ثلاثة من الطلاب أنفسهم مجد دهيني وهادي زين الدين (سنة ثالثة معلوماتية) وحسن بدران (ماستر 1 معلوماتية) تمكنوا العام الماضي من اكتشاف ثغرة أمنية في تطبيق "إنستغرام" التابع لموقع "فيسبوك" فعمدت الشركة إلى معالجة الثغرة، وتعهدت بتعزيز ضوابط الخصوصية لديها حمايةً لمعلومات مستخدميها من الأفراد والمؤسسات، كما أدرجت  الطلاب الثلاثة من الجامعة اللبنانية على لائحة الشرف بعد أن كافأتهم ماليًّا، ليعودوا ويكتشفوا بعد اقل من عام ثغرة أمنية سادسة في إحدى تطبيقات "فيسبوك"... وهنا هنأتهم الشركة العالمية هذه المرة ايضا بذلك، اذ في آخر ردّ لها على تقرير الشبان الثلاثة بتاريخ 9 نيسان (ابريل) الماضي، اعترف الفريق الأمني في "فيسبوك" بالثغرة ومعالجتها، وقرّر مكافأتهم بمبلغ ماليّ وإدراج أسمائهم على لائحة الشرف التابعة للشركة لعام 2020 والتي لم تتجاوز حتى تاريخه الخمسين شخصًا.

لائحة مشجعة...

ليس "الروبوت" الانجاز الوحيد للجامعة اللبنانية، وكان قد أُعلن عن إنجاز آخر مهم ورائد في مجاله في الجامعة اللبنانية أيضا. اذ، بإشراف ودعم كل من عميد كلية العلوم البروفيسور بسام بدران، ممثل اساتذة الكلية في مجلس الجامعة البروفيسور ايلي الحاج موسى، ومدير الفرع الرابع فيها الدكتور جوزف واصاف، قدّم الدكتور أديب أبو شعيا (أستاذ في قسم الفيزياء – كلية العلوم - زحلة) جهاز التنفس الاصطناعي الذي عمل عليه مع فريقه وانجزه خلال فترة قياسية، وهو جهاز يعمل على الكهرباء والبطارية ومجهز بنظام أمانٍ كامل ولا ينحصر استخدامه بخدمة مرضى "كورونا" بل يمكن الاستفادة منه في التخدير العام أيضا.

والى جهاز التنفس، انضم الى لائحة الانجازات، عدد من التطبيقات والبرامج من بينها برنامج لتتبع حالات المصابين من خلال الهاتف بمساعدة من وزارة الاتصالات، كما ابتكرت الجامعة الوطنية تطبيقًا رقميًّا لتسهيل عملية التعلّم عن بعد (NOTER) في إنجاز مهم في عالم تكنولوجيا التعليم اذ يجمع بين تقنية تشغيل الوسائط الرقمية وبشكل خاص الفيديو التعليمي وإمكانية تدوين وربط الملاحظات المحتملة على المحتوى رقميًّا، كما يسمح للمستخدم بتشارك الملاحظات المدونة مع زملائه من الطلاب أو مع الأساتذة عبر البريد الإلكتروني. كذلك يوفّر التطبيق إمكانية تنظيم المقررات التعليمية رقميًّا، وذلك حفاظًا على حُسن سير عملية التعلم عن بعد، إضافة إلى احتوائه على الكثير من الخصائص التي سيُعلن عنها تباعًا فور انتهاء المعاملات المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية للتطبيق.