تفاصيل الخبر

بعبدا تشكو من مواقف ”متقلبة ومتسرعة“ من بكركي وسيد الصرح ”عاتب“ على تهميش دوره الرعوي والوطني!

22/06/2018
بعبدا تشكو من مواقف ”متقلبة ومتسرعة“ من بكركي  وسيد الصرح ”عاتب“ على تهميش دوره الرعوي والوطني!

بعبدا تشكو من مواقف ”متقلبة ومتسرعة“ من بكركي وسيد الصرح ”عاتب“ على تهميش دوره الرعوي والوطني!

 

عون الراعي 1على قاعدة الشعر القائل <كلما داويت جرحاً... سال جرح>، تبدو العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي تتأرجح بين <السمنة والعسل> حيناً، والتوتر أحياناً الى حد توجيه بكركي ملاحظات علنية على أداء <المسؤولين> في مواضيع عدة. وقد أتى مرسوم التجنيس الذي صدر الشهر الماضي ليزيد الأمور تعقيداً بين سيد القصر وسيد بكركي الذي لم يتردد في اعتبار المرسوم مخالفاً للدستور وللقوانين وموضع التباسات مطالباً بالعودة عنه أو تنظيفه مستذكراً مراجعات عدة عن وجود معاملات استعادة لبنانيين في الاغتراب لجنسيتهم تتكدس في وزارتي الخارجية والداخلية ولا من يحركها ويعيد الحق الى أصحابه.

وقال قريبون من قصر بعبدا، انه في أكثر من مناسبة، وخلال الزيارات المتكررة التي يقوم بها البطريرك الراعي لقصر بعبدا كان الرئيس عون يضع البطريرك في صورة ما يجري ويشرح له المعطيات التي تكون قد تكونت لديه في مواضيع عدة أساسية، سرعان ما ينقلها البطريرك سواء في عظاته أو في لقاءاته في بكركي. إلا ان هذا المناخ الايجابي لا يدوم طويلاً إذ ترد الى بعبدا إشارات مباشرة حيناً وعبر زوار أحياناً عن ان الجو في بكركي تجاه بعبدا <مش ظابط> وان خللاً ما حصل من جديد، فتتوتر العلاقة وينشط مقربون من الرئيس والبطريرك الى إعادة وصل ما انقطع، علماً ان ما من مرة إلا وتجاوب فيها الرئيس عون مع البطريرك في مواضيع عدة كان يطلبها منه أو في مسائل محددة تتطلب موافقة رئيس الجمهورية. ويؤكد القريبون من بعبدا ان الرئيس عون يريد أن تكون العلاقة جيدة لا بل ممتازة مع بكركي ولا يريد استطراداً أي خلل فيها، لكن الأمر يتطلب ــ حسب هؤلاء القريبين ــ أن تكون الرغبة متبادلة من سيد بكركي الذي يكن له الرئيس كل محبة وتقدير.

 

بكركي: تجاهل دور البطريرك

 

في المقابل، ينقل زوار بكركي عن الدائرة الضيقة للبطريرك انه زار الرئيس عون قبيل سفره الى باريس وتوافق معه على موقف واحد حيال مسألة النازحين السوريين في لبنان وضرورة عودتهم الى بلادهم وانه بقي عنده ساعة تقريباً لم يخبره خلالها رئيس الجمهورية بأنه أصدر مرسوماً بتجنيس نحو 400 شخص بينهم 265 مسيحياً، ولم يطلعه على أي معطى في هذا الصدد على رغم ان المرسوم كان قد صدر لكن مضمونه لم يكن قد تسرب بعد. وما أن انتشر الخبر حتى انهمرت الاتصالات على بكركي تعترض وتنتقد وتدين، فانتظر البطريرك أكثر من أسبوع من دون أن تقدم له بعبدا أي شروحات عن ملابسات صدور المرسوم، علماً ان لدى الصرح طلبات عدة من موارنة سوريين أو فلسطينيين أو أجانب يرغبون في اكتساب الجنسية اللبنانية وتتوافر فيهم الشروط القانونية المطلوبة وهم ينتظرون منذ مدة من يستجيب لطلبهم. ويضيف الزوار ان البطريرك الراعي معني بتجنيس مسيحيين عموماً وموارنة خصوصاً وكان يمكن لبعبدا ان ترسل موفداً الى بكركي يضع سيدها في حقيقة ما جرى والأسباب التي دفعت رئيس الجمهورية الى اصدار مرسوم التجنيس، لكن عدم حصول هذه المبادرة جعل البطريرك <أسير> ما يقرأه في الصحف ووسائل الإعلام، وما يرد الى بكركي من اعتراضات مقرونة بأخبار عن المستفيدين من <جنة> التجنيس الجديد الذي سبق أن حصل مثله في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان وكانت ردة فعل بكركي يومها مماثلة.

وينقل زوار بكركي أيضاً ان مسألة المرسوم كان يمكن أن تُحل لو استخدمت بعبدا قنوات الاتصال التقليدية مع بكركي لوضعها في صورة ما حصل، لكن <التجاهل التام> لموقع البطريرك في قضية تخص المسيحيين والموارنة، جعلت ردة فعله سلبية وسريعة حيال المرسوم فقط ولا ينسحب ذلك على غيره من القرارات أو المواقف التي يتخذها الرئيس عون والذي يلقى تأييداً مطلقاً من بكركي حيالها، وهذا ما يؤكد ان لا رغبة لدى بكركي من حصول أي مواجهة مع رئيس الجمهورية الذي وقف البطريرك الى جانبه في محطات عدة منذ انتخابه وحتى اليوم بما في ذلك مسائل وطنية أثيرت، وصلاحيات الرئيس التي كانت تُستهدف من حين الى آخر، إضافة الى الخيارات الوطنية التي يتخذها وهو ــ أي البطريرك ــ لم يتردد يوماً في الإشادة بالرئيس عون سواء من قصر بعبدا مباشرة أو من بكركي أو في كل جولاته الخارجية والداخلية، والعودة الى أرشيف وسائل الإعلام يعطي الجواب.

 

<خط ساخن>

في ضوء ما تقدم، يرى متابعون ان <الفتور> الذي أصاب العلاقة بين بعبدا وبكركي يمكن معالجته من خلال إحياء <الخط الساخن> القائم بين المقرين الرئاسي والبطريركي عبر موفدين يثق بهم الرئيس والبطريرك معاً بحيث لا يكون رأس الطائفة المارونية <آخر من يعلم> في أمور أساسية تدخل في صلب مهامه الرعوية، ولا يتعرض بالتالي رئيس الجمهورية لملاحظات عبر الإعلام والعظات، لأن العلاقة بين الرئاسة الأولى والموقع الديني الماروني الأعلى لا بد أن تكون طبيعية، فكل من الموقعين بحاجة الى الآخر في بلد يقوم على التوازنات الطائفية والمذهبية، ولم يرتقِ الى مستوى الانتماء الوطني الصرف بل الاعتبارات تبقى أولاً وآخراً لأمراء الطوائف، سياسيين كانوا أم روحيين... وفي تقدير المتابعين ان الرئيس عون قادر على انتقاء من يثق به من معاونيه كي يكون همزة وصل بينه وبين بكركي عند الحاجة، وكذلك الأمرفي استطاعة البطريرك أن يتشاور دائماً مع الرئيس خصوصاً في المحطات الأساسية، لاسيما وان النوايا الطيبة متوافرة لدى الرجلين، وأن الغيوم التي تتلبد من حين الى آخر في سماء بعبدا وبكركي يمكن إزالتها بسهولة إذا ما توافرت الرغبة المشتركة في ذلك... وهي حتماً متوافرة، كما يؤكد القريبون من بعبدا، وكذلك المطلعون على موقف البطريرك الذي يصارح زواره بأنه يذكر الرئيس عون دائماً في صلواته ويتبنى مواقفه، إلا انه عندما تغيب الشروحات والايضاحات تتبدل المواقف!