تفاصيل الخبر

بعبــــدا واليــــــرزة قابلتــــــا بـ”لامبــــــالاة“ ادراج اســـــم قائـــد الجيـــــش فــــي ”الاستحقــــــاق الرئاســـــي“!

19/07/2019
بعبــــدا واليــــــرزة قابلتــــــا بـ”لامبــــــالاة“ ادراج اســـــم  قائـــد الجيـــــش فــــي ”الاستحقــــــاق الرئاســـــي“!

بعبــــدا واليــــــرزة قابلتــــــا بـ”لامبــــــالاة“ ادراج اســـــم قائـــد الجيـــــش فــــي ”الاستحقــــــاق الرئاســـــي“!

كثيرة هي علامات الاستفهام التي طرحتها الأوساط السياسية حول الأسباب التي دفعت جهات معنية الى تناول الزيارتين اللتين قام بهما قائد الجيش العماد جوزف عون الى كل من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية، والإيحاء بارتباط ما بين الزيارتين من جهة والاستحقاق الرئاسي بعد ثلاث سنوات وبضعة أشهر من جهة أخرى، الى حد أن بعض الذين تناولوا هذين الحدثين ذهبوا بعيداً في ادراج اسم العماد عون في لائحة المسترئسين في مواجهة الأسماء التقليدية المتداولة، أي الوزير جبران باسيل والنائب والوزير السابق سليمان فرنجية ورئيس <القوات اللبنانية> الدكتور سمير جعجع. وضرب كثيرون أخماساً بأسداس وأغرقوا بعض المواقع الاعلامية بتحليلات حول الأسباب التي تدفع كل من واشنطن والرياض الى <تسويق> العماد عون في الاستحقاق الرئاسي وكأن موعد الانتخابات الرئاسية بات قاب قوسين أو أدنى.

وانطلقت الحملة حول <المرشح الرئاسي> العماد عون ــ حسب المتحدثين عنها ــ من الحفاوة التي لقيها قائد الجيش في زيارته للسعودية والتكريم الذي حظي به لاسيما منحه الوسام الأرفع في المملكة وهو <وسام الملك عبد العزيز> من الدرجة الممتازة الذي سلمه إياه رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش السعودي فياض بن حامد الرويلي بتكليف من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وثمة من يؤكد ان هذا التكريم الذي لم يحظ به أي قائد للجيش قبل العماد عون، معطوفاً على الاهتمام الذي يلقاه قائد الجيش في كل مرة يزور فيها الولايات المتحدة الأميركية، أحدثا ربطاً طبيعياً بين الزيارتين وفق ما تقول مصادر ديبلوماسية تحدثت عن ان واشنطن ليست بعيدة عن زيارة العماد عون للرياض بهدف إعادة الحرارة الى العلاقات بين الجيش اللبناني والقيادة السعودية التي أصابها بعض الفتور على أثر تراجع المملكة عن هبة الـ3 مليارات دولار أميركي التي كانت منحتها المملكة في عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز. وفي تقدير هذه المصادر انه لا يمكن الفصل بين الزيارتين مع الأبعاد <الرئاسية> التي يمكن أن تُعطى لهما في وقت يرى كثيرون ان الطبقة السياسية لم تستطع أن تؤمن الاستقرار المنشود، وان الاستعانة بالمؤسسة العسكرية وبقائدها تحديداً يشكل مخرجاً يمكن اللجوء إليه لـ<تصحيح> الخلل في البنية السياسية في البلاد.

 

<أصحاب الخيال الواسع>!

ولأن <أصحاب الخيال الواسع> ــ على حد تعبير مرجع عسكري كبير ــ يمكنهم أن يضعوا السيناريو الذي يريدونه ويسوقونه في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، بدا وكأن زيارة العماد عون لواشنطن والرياض خرجت من الإطار العسكري والمهني الى إطار سياسي، لاسيما وان موقع الرئاسة شغله في ولايتين رئاسيتين بعد <الطائف> قائدان أتيا من المؤسسة العسكرية هما الرئيس العماد اميل لحود والرئيس العماد ميشال سليمان، ولا شيء يمنع بالتالي أن تكون <الثالثة ثابتة> مع قائد آخر يعبر من اليرزة الى بعبدا، خصوصاً ان المسافة بين قيادة الجيش وقصر بعبدا ليست بعيدة، وبين المقرين <قادومية> يمكن سلوكها في أي لحظة. ويقول المروجون لخيار العماد عون رئيساً بعد نهاية عهد الرئيس عون، انه في <الملمات> التي شهدتها البلاد تمت الاستعانة بقادة الجيش، فاللواء فؤاد شهاب خلف الرئيس كميل شمعون في العام 1958 بعد ثورة كادت أن تطيح بالبلاد، والعماد ميشال عون تلقف كرة النار التي قذفها إليه الرئيس أمين الجميّل بعد تعثر انتخاب خلف له، وأن رئاسة عون للحكومة الانتقالية شرعت له أبواب قصر بعبدا لولا ان الرياح سرت على غير ما تشتهي السفن وأطيح بحكومة العماد عون في 13 تشرين الأول (أكتوبر) 1990 بقرار دولي لم تكن واشنطن بعيدة عنه، ثم عاد <الجنرال> بعد نفي قسري الى فرنسا، زعيماً وطنياً كبيراً خاض مع تياره الانتخابات النيابية وشكل أكبر كتلة نيابية مسيحية، ثم تمكن من الوصول الى قصر بعبدا رئيساً للجمهورية هذه المرة في <تسوية> حظيت بـ<مباركة> الدول الكبرى التي أرادت أن تنهي فراغاً

رئاسياً استمر أكثر من سنتين.

إلا ان مصادر مطلعة ترى ان كل <التبريرات> التي تعطى للحديث عن دخول العماد جوزف عون نادي الرؤساء، تخفي وراءها أهدافاً <غير بريئة> لاسيما وان العماد عون يحظى بدعم رئيس الجمهورية وهو الذي اختاره، كما يحظى باحترام كل القيادات الرسمية والسياسية قياساً الى الأداء المتميز الذي يرعى به المؤسسة العسكرية منذ تعيينه، إضافة الى الانجازات الوطنية الكبرى التي حققها لاسيما في معركة <فجر الجرود> التي قضت على التنظيمات الارهابية على الحدود الشرقية والشمالية للبلاد. واللافت ان العماد عون قابل <التحليلات> التي ترددت في عدد من وسائل الإعلام حول <حظوظه الرئاسية> بـ<لامبالاة> لافتة معتبراً ان المهمة التي أوكلت إليه في قيادة الجيش هي التي يوليها كل اهتمامه وليس على استعداد للدخول في أي بحث سياسي خارج إطار عمله العسكري، كما انه لن يسمح لتسلل السياسة الى المؤسسة العسكرية لأنه اختبر مضار مثل هذا التسلل وأدرك مضاعفات استعمال الموقع العسكري الأول في <معركة> رئاسية وهمية ليست موجودة إلا في خيال من يروّج لها لأسباب معروفة. وتؤكد المصادر نفسها ان العماد عون يرفض مجرد النقاش بهذه الفكرة التي يرى انها تطرح لإلهاء الرأي العام عن الواقع الذي تعيشه البلاد في الوقت الراهن والذي يتطلب معالجات سريعة وفاعلة سواء على الصعيد الاقتصادي أو على الصعيد الاجتماعي مع وجود أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري يشكلون من خلال ممارسات بعضهم، مخاطر أمنية كبيرة تقع على الجيش مسؤولية مواجهتها، ولعل ما حصل في طرابلس ليلة عيد الفطر المبارك خير دليل على ضرورة بقاء المؤسسات الأمنية، وفي مقدمها الجيش، ساهرة للمحافظة على الاستقرار والأمان.

 

بعبدا: لامبالاة!

وفيما لم تترك <التسريبات> حول دخول العماد عون نادي المرشحين الرئاسيين من بوابتي واشنطن والرياض أي صدى في اليرزة، بدا ان بعبدا قابلت مثل هذه <الروايات> بـ<اللامبالاة> نفسها، ولاحظ الذين يترددون على القصر الرئاسي <اطمئنان> سيده بأن لا شيء يمكن أن يحدث شرخاً في العلاقة بين رئيس الجمهورية وقائد الجيش، وان المصطادين في الماء العكر لن يجدوا مكاناً لـ<نواياهم ومخططاتهم>، فالعلاقة بين <الرئيس الجنرال> و<العماد قائد الجيش> متجذرة وغير قابلة للخرق، وكل ما يقال غير ذلك <هراء وخيال واسع>، ذلك ان اللحمة بين الرجلين ليست لكونهما من مؤسسة وطنية واحدة فحسب، بل لأن الرئيس عون يعرف العماد عون جيداً وعندما اختاره لقيادة الجيش كان يعرف انه يختار رجلاً عسكرياً ووفياً بامتياز لمؤسسته ولقائدها الأعلى، ولن يتساهل في أي محاولة لدق اسفين بين بعبدا واليرزة مهما كانت المغريات، لاسيما وانه يضع أولوية حماية المؤسسة الوطنية فوق أي اعتبار لأنه عايش عن قرب أين أوصلت طموحات من سبقه من قادة الجيش المؤسسة ضباطاً ورتباء وأفراداً ودوراً. إلا ان بعبدا توقفت ــ وفقاً لمصادر مطلعة ــ عند الغاية من تسريب مثل هذه الروايات في هذه الفترة بالذات، خصوصاً ان المروجين ربطوا بين ما سموه <فتوراً> في العلاقة بين قائد الجيش ووزير الخارجية جبران باسيل الذي يرد اسمه في كل مرة يكون الحديث فيها عن الاستحقاق الرئاسي المقبل، ما يعني ان ثمة من يسعى الى احداث شرخ في العلاقة بين الرئاسة الأولى وقيادة الجيش والوزير باسيل الذي يرأس أكبر تكتل نيابي ووزاري وجعل لنفسه موقعاً متقدماً في الحياة السياسية اللبنانية ما جعله هدفاً دائماً من السياسيين، الحلفاء منهم قبل الخصوم!