تفاصيل الخبر

إيـــــــــران عـلـــى مــفــتــــــــرق طــــــــرق و”تـــــــــرامــب“ يـتــــــــــربص بــهـــــــــــــا

05/05/2017
إيـــــــــران عـلـــى مــفــتــــــــرق طــــــــرق  و”تـــــــــرامــب“ يـتــــــــــربص بــهـــــــــــــا

إيـــــــــران عـلـــى مــفــتــــــــرق طــــــــرق و”تـــــــــرامــب“ يـتــــــــــربص بــهـــــــــــــا

بقلم علي الحسيني

الكاتب-والمحلل-السياسي-اسعد-حيدر----a

على الرغم من المكان الذي أوجدته لنفسها بين الدول الفاعلة في المنطقة سواء على الصعيد النووي أو على صعيد تثبيت وجودها كلاعب بارز في الأزمات في المنطقة والممتدة من اليمن الى العراق فسوريا وصولاً الى لبنان، تعاني ايران اليوم من مجموعة مشاكل سياسية ومادية واجتماعية، تُقلق حكامها وتسيطر على هاجس مواطنيها خصوصاً في ظل التدخل الاميركي المتكرر في مصيرها بشكل يتجاوز في بعض الاحيان العقوبات التي تُفرض عليها بالإضافة الى التلويح بتوقف العمل ببرنامجها النووي، ليصل هذا التدخل المباشر وغير المباشر الى حد انتخاباتها الرئاسية وتقليب الرأي العام الايراني على النظام الحاكم.

 

<ترامب> وإعادة النظر في السياسة مع ايران

منذ أن رشح نفسه لرئاسة أميركا، أكد الرئيس الاميركي <دونالد ترامب> أنه سيعمل على اعادة فتح باب التفاوض مُجدداً بخصوص البرنامج النووي الإيراني، وهو الذي يعتقد أن الاتفاق في زمن الرئيس السابق <باراك اوباما>، قد اعطى إيران ما لا تستحق لذا يسعى اليوم جاهداً لمنع أية مكتسبات قد تحصل عليها ايران من هذا الاتفاق، وهو ما يختلف عن تصور <أوباما> الذي كان متعاطفاً نوعاً ما مع إيران وسياستها في المنطقة وانتهج معها أسلوب الحوار وكسر الحواجز المتعلقة سواء بالاتفاق النووي الإيراني او بالتعاطي الايراني مع بعض الملفات في المنطقة وخصوصاً الملف السوري وكيفية إدارتها للازمة هناك.

آراء <ترامب> في ما خص مستقبل العلاقة مع ايران، أصبحت محصورة ومتعلقة بشخص المستشار الامني القومي الاميركي الجنرال <هربرت ريموند ماكماستر> الذي لا ينفك عن انتقاد طهران بأساليب مختلفة ومتعددة. فمن انتقاده للتجربة الصاروخية الباليستية منذ شهرين ومحاولات الاستفزاز التي تقوم بها في المنطقة مروراً بالملف النووي، أعلن <ماكماستر> منذ ايام انتقاده لايران إزاء سلوكها في الشرق الأوسط، وهو السلوك الذي يتسبب برأيه في زعزعة استقرار المنطقة برمتها، وهو الأمر الذي جعل حلفاء أميركا في المنطقة يتهمون إدارة <أوباما> بالتغاضي عن السلوك الإيراني في سبيل إبرام اتفاق النووي. لكن هذه الطريقة من التعاطي لادارة <ترامب> مع ايران، مخاطر جمّة حذر منها العديد من السياسيين الاميركيين والصحف الاميركية، وطالبوا الادارة الاميركية أن توازن بين ما تقوم به مع المخاطر المحتملة خشية الانزلاق إلى المستنقع.

ويعتقد المحللون العسكريون الاميركيون ان خيارات إدارة الرئيس تجاه إيران تحتاج إلى دعم دولي، وأن هذا يتطلب منه بناء تحالفات قوية ومعاملة حلفائنا في المنطقة باحترام. لكن برأيهم أن إدارة ترمب لا تمتلك أدوات الاتصال كتلك التي كانت لدى إدارة <أوباما> مع ايران لتخفيف مستوى التوتر، ولذلك يخشون من تفجر الأوضاع بسرعة وخروجها عن السيطرة. وفي هذا السياق كانت حذرت صحيفة <وول ستريت جورنال> من تصاعد التوتر بين أميركا وإيران وتحديداً لجهة قيام الولايات المتحدة بفرض عقوبات جديدة عليها خصوصاً وان بعض الساسة الايرانيين سواء كانوا من الموالاة او المعارضة، انما يفسرون الحظر الذي فرضه <ترامب> على دخول الرعايا الإيرانيين إلى بلاده على متى-يكشف-ترامب-عن-وجهه-الحقيقي؟----aأنه عنصري ومرفوض وهو موجه ضد الشعب الإيراني وليس ضد الحكومة.

 

مشاكل داخل البيت الايراني

 

اليوم ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الايرانية، برزت العديد من المشاكل داخل البيت الايراني، وهي مشاكل تظهر في الغالب قبيل هذا الاستحقاق الدستوري. ولكن لهذه المشاكل في التوقيت الحالي، طعم خاص خصوصاً وأن المعني بالموضوع هو الرئيس الحالي حسن روحاني، اي الرجل نفسه الذي تلقى انتقادات من الحرس الثوري ومن قوى متشددة ايرانية بسبب توصله الى الاتفاق النووي مع الغرب وتحديداً الولايات المتحدة الاميركية <الشيطان الاكبر>. وقد رد روحاني بعد ان اعلن ترشيحه مجدداً، بإنتقاد اهتمام القوى المسلحة بالاقتصاد ودعاها الى التركيز على مهامها، في ما اعتبره الكثيرون بداية معركة رئاسية بينه والحرس الثوري الذي يتبع مباشرة الى <الولي الفقيه>.

يدرك روحاني انه امام لحظة حاسمة في حياته السياسية، فالتجديد الرئاسي لولاية ثانية سيمنحه قوة شعبية يستند اليها لإكمال المواجهة بعزم وقوة اكبر، وهو يحمل معه انجازاً كبيراً تمثل بالاتفاق النووي الذي حرّر البلاد من الحظر الدولي وأراح السوق الاقتصادي، وجذب الاهتمام العالمي مجدداً بايران من ناحية الاستثمار والعلاقات. لكن هذا الانجاز، يراه قسم آخر من الايرانيين وكأنّه بداية لدخول الغرب الى <الحصن الايراني المنيع> مع ما يعنيه ذلك من اعادة تدخل في الشؤون الداخلية، وعودة طهران للتعلق بالغرب من الناحيتين الاقتصادية والسياسية، وهو ما يرفضه تماماً الايرانيون الذين اثبتوا انهم عادوا الى الواجهة بقوّة على الخريطة السياسية العالميّة بفعل القوة العسكرية من جهة، وشبكة العلاقات التي نسجوها مع روسيا ودول أخرى من جهة ثانية.

الرئيس روحاني ومن خلال هذه الهواجس، يحاول ارضاء الجميع في بلاده مع التشديد على وجوب احتفاظه بمساحة من الحرية لا يجب على احد ان يخرقها، اي بمعنى آخر ان تحترم قراراته، بعد ان اثبت انه قادر على احداث التغييرات. وفي كلمة له منذ ايام، ضرب الرئيس الايراني ضربة مهمة حين دعا الى تعزيز القوات المسلّحة وان طهران لن تطلب إذناً من أحد لبناء قدراتها الصاروخية. وعلى الرغم من انه ارفق كلامه بالتأكيد على ان هذا الامر يهدف فقط للدفاع عن البلاد، فطمأن عبر هذا الموقف الذين يخشون تقديمه تنازلات عسكريّة في مقابل نفوذ سياسي، ووضع حداً أيضاً للذين يتهمونه بأنه يرغب في التخلص من النفوذ العسكري الايراني والسيطرة على الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد، وبأنه انفتح على الولايات المتحدة أكثر من اللازم.

 

السيناريوات المحتملة

من-يصل 

تطورات الأحداث في الفترة الزمنية بين كانون الثاني/ يناير وأيار/ مايو ٢٠١٧ تذكر بالفترة بين كانون الثاني / يناير وحزيران/يونيو من العام ٢٠٠٩، عندما باشر <أوباما> مهامه في البيت الأبيض في وقت كانت في ذلك العام إيران تستعد للانتخابات الرئاسية العاشرة والتي عقدت في حزيران/ يونيو، والتي أتت بالرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد. الفرق يكمن في تصور <باراك أوباما> و<دونالد ترامب> للتعامل مع إيران أن <أوباما> كان عازماً على كسر بعض الحواجز المتعلقة بالملف النووي الإيراني، بينما يركز <ترامب> على منع أية مكتسبات قد تحصل عليها إيران من الاتفاق النووي، كما يُشير خطاب الأخير أقله حتى اليوم، إلى وجود حالة من عدم اليقين وهي أقرب الى التشاؤم بخصوص استمرار مسار الانفتاح على إيران والذي أُقر وفق الاتفاق النووي. مثل هذا السيناريو سيرسل رسائل سلبية للجمهورية الإسلامية وهو ما سينعكس في عودة إيران إلى مربع ما قبل الاتفاق من حيث إخفاء أنشطتها من جهة والتعاون مع وكالة الطاقة النووية من جهة أخرى.

الأهم هو أن <ترامب> وفريقه مقتنعون أن الاتفاق لم يكن ليحصل لولا رغبة المؤسسة السياسية الأميركية التقليدية التي انتقدها بشكل شديد. من هنا فإن القوى الأخرى لا يمكنها أن تنفذ أي التزام بمعزل عن الولايات المتحدة التي يريدها أن تعود قوية. كما أن تلك الدول ستحتاج واشنطن للتوصل إلى مخرج ديبلوماسي. وللتذكير فإنه وخلال الفترة ما بين عامي ٢٠٠٣ و٢٠١٤ كان غياب مشاركة واشنطن الفاعلة عن عملية التفاوض بين الأوروبيين وإيران أحد أهم العوامل في عدم التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي. ولذلك هناك من يقول إن الاتفاق النووي اتفاق أممي وان العقوبات كانت تحت الفصل السابع وأزيلت وبالتالي من الصعب إعادة العجلة الى الوراء؛ ولكن مثل هذا الكلام يمكن أن يكون له تأثير إذا ما كانت الإدارة الجديدة لا تملك خيارات أخرى لتجاوز كل ذلك. لكن إذا كانت تملك فعلاً خيارات بديلة، فما هي هذه الخيارات؟

ضمن المطابخ السياسية في الغرب، ثمة تأكيدات تدل على ان خيارات <ترامب> تجاه ايران هي محدودة جداً إلا في حال استفاق ذات يوم وأراد اعلان حرب على ايران، لكن مثل هكذا إعلان، لا بد انه سيكلف <ترامب> وبلاده ثمناً غالياً سيدفعه في المنطقة اذ سيفتح الباب على تهديد المصالح الاميركية بشكل كبير. أما بالنسبة الى طريقته المتشددة في التعاطي مع الملف النووي فهذا من شأنه أن يدفع النظام السياسي في إيران إلى اتباع سياسة أكثر عدائية تجاه اميركا والغرب، وربما ستنعكس في رفض أي مقترحات أميركية بخصوص إعادة التفاوض أو حتى إبطاء خطوات تنفيذ الاتفاق. ومثل هذا الخيار ربما يدفع إلى تصعيد كلامي وسياسي، الأمر الذي قد يعيد الخيار العسكري المحدود ضد المنشآت النووية الإيرانية بعد غياب لحوالي عامين إلى دائرة التوقعات. ومثل هذا السيناريو ستكون له ارتداداته الإقليمية من قبل إيران لاسيما في ملفات مثل الملفين السوري واليمني.

ما هي عقيدة <ترامب>؟

النووي-الايراني 

 يوم اصبح <باراك اوباما> رئيساً للولايات المتحدة، راح الجميع يتحدث عن عقيدته والسياسة التي سينتهجها في المنطقة بالإضافة الى عقيدته الدينية التي حكى الكثير عنها بأنها تعود لخلفية اسلامية حتى ان البعض بنى رهانات على هذه الاخيرة. واليوم انتقل الحدث من عقيدة <اوباما> الى عقيدة <ترامب> التي تشغل أيضاً بال الكثيرين على الرغم من انكاشفها بشكل علني سواء من خلال تصريحاته، او من خلال ممارساته وخصوصاً في ما يتعلق باستهدافه قاعدة سورية بصواريخ من نوع <توما هوك> منذ فترة وجيزة.

من الواضح ان عقيدة <ترامب> تقوم أولاً على دعم وحماية إسرائيل، وهو أول ما ذكره وزير الخارجية الأميركي <ريكس تيلرسون> عند ترشيحه في خطابه أمام الكونغرس. الدعم العسكري والأمني والسياسي مستمر، ومتوقع أن يصبح أكثر علنية من أيام <باراك أوباما> الذي حاول الضغط على إسرائيل لنيل تنازلات في عملية السلام. ثانياً هزيمة تنظيم <داعش> وهي الأولوية القصوى لادارة <ترامب> كما قال <تيلرسون>، وقد يترتب عليها اعادة رسم تحالفات في المنطقة. ثالثاً استكشاف التعاون مع روسيا. رابعاً تحذير مباشر لإيران أولاً بالتعهد بالرد على الإنتهاكات للإتفاق النووي من دون الإنسحاب منه واعادة طمأنة الحلفاء. خامساً محاربة التطرف الإسلامي ومن باب عريض يشمل تنظيم الاخوان المسلمين وتنظيم القاعدة وأيضاً عناصر في إيران.

عقيدة <ترامب> هذه، تؤكد أن صفحة <أوباما> طويت تماماً في المنطقة لجهة الانفتاح على كل الدول وتحديداً تلك التي كان وصفها الرئيس <بوش> ذات يوم بـ <الدول المارقة>. والبدايات الجديدة التي وعد بها الرئيس <ترامب> في أسبوع انتخابه الأول سوف تستبدل اليوم بالعودة إلى الأجندة التقليدية للجمهوريين بتثبيت القوة الأميركية بدل الانسحاب وتعزيز التحالفات القديمة من دون المجازفة بتحولات تاريخية مع إيران أو غيرها كان بدأها <أوباما> وفشلت على أرض الواقع من وجهة نظر إدارة <ترامب>.

 

الإيجابيات في العلاقة

الاميركية الايرانية

يمكن القول ان الامر الإيجابي الوحيد في العلاقات الاميركية الايرانية التي انتقلت خطوة ولو صغيرة الى الامام في عهد <اوباما> وهي لا تزال على حالها حتى اليوم، تكمن في أن الطرفين في حالة حوار مع بعضهما البعض لا أكثر ولا أقل وذلك بعد قطيعة استمرت 35 عاماً تقريباً، علماً أن ايران التي أصبحت تملك خبرة في المجال النووي لن تتمكن من صناعة قنبلة نووية قبل عشرة أعوام، ليس لعدم قدرتها إنما للوعود التي قطعتها خلال المفاوضات. كما أن هناك خلافات كبيرة بينها وبين أميركا حول ملفات عدة بينها العراق وسورية واليمن. والأهم ان اميركا من غير الوارد بالنسبة اليها على الإطلاق أن تصحح علاقاتها مع إيران على حساب دول الخليج وتحديداً السعودية. أميركا لا يمكن أن تتخلّى عن حلفائها تحت أي من الظروف حتى ولو اضطرت في مكان ما الى التنازل عن بعض مصالحها الصغيرة، كونها تعلم تماماً بأن مصالحها الكبيرة هي مع الدول العربية.

ومن خلال الحدة في التعاطي الاميركي مع ايران أقله في العلن، تعتبر الدول العربية أنها تمكنت من قص ما يعرف بالهلال الشيعي في المنطقة، لكن هذا أيضاً خطر عليها لأن البديل هو <داعش> الذي يريد إقامة خلافة في مكة والمدينة المنورة وأن يضع يده على البترول، والكل يعلم أنه في بداية انطلاقة <داعش> ظل الجميع يعتقد أنه لن يصمد سوى فترة محدودة، لكنه صمد حتى اليوم، وكذلك الأمر عندما ثبت الإمام الخميني ثورته في إيران قال الناس انه لن يصمد سوى شهرين أو ثلاثة، لكنه ما زال صامداً منذ 37 عاماً تقريباً.

ماذا عن الانتخابات الايرانية؟

صاحب-القرار-الايراني-----a 

يعتبر الكاتب والمحلل السياسي أسعد حيدر أن سيناريو انتخاب الإصلاحي المتشدد محمد خاتمي رئيساً للجمهورية، ضد ناطق نوري يكاد يتكرر الآن. نوري كان مرشح المرشد آية الله علي خامنئي علناً، الى درجة أن الإيرانيين جعلوا من اسمه رمزاً لتدخل المرشد، إذ أطلقوا عليه استناداً الى معنى اسمه: الإذاعة والتلفزيون. رغم ذلك تدفق الإيرانيون على صناديق الاقتراع، وفاز محمد خاتمي وسقط مرشح المرشد، ولم تقم القيامة، ولم يتغير شيء. أمسك خامنئي مع المحافظين بمراكز ومواقع القرار ومنعوا خاتمي من الإقلاع وإحداث أي تغيير، وهو الآن ممنوع من الظهور والسفر رغم كونه الزعيم الأول للإصلاحيين. لذا ما هو الجديد في الدورة التاسعة للانتخابات الرئاسية، سواء فاز مرشح المرشد العلني ابراهيم رئيسي أو الرئيس المرشح حسن روحاني؟ ولماذا هذا الاهتمام الإقليمي والدولي بنتائج الانتخابات، طالما أن المرشد خامنئي باقٍ وكلمته حكماً لا تراجع لأنها صادرة عن الولي الفقيه؟

ويقول حيدر: <يوجد رأي أن كل ما يجري في هذه الانتخابات الرئاسية التاسعة، سبق وجرى، وأن كل السباقات الرئاسية متشابهة، وفجأة أصبح إبراهيم رئيسي الرقم الصعب في إيران وهو لم يكن معروفاً لأنه لم يلعب أي دور سياسي. نشط طوال حياته في القضاء، ولم يبلغ مرتبة عالية تجعله شخصية معروفة أو شعبية، حتى اختاره المرشد وسماه <سادن الروضة الرضوية> في مشهد قبل أشهر قليلة، ثم وبدون مقدمات وقبل أن يتعرف على أملاك وأرقام وأسرار <الروضة الرضوية> التي تصل قيمة أملاكها الوقفية إلى حوالى 96 مليار دولار، أنزله المرشد بـ<البراشوت> على المسرح السياسي في طهران، مرشحاً لرئاسة الجمهورية، بلا منافسين له في جبهة الأصوليين إذا ما استثني أحمدي نجاد الذي يتحدى المرشد مباشرة كما لم يحدث من قبل، لأن خامنئي سبق وطلب منه مباشرة في جلسة خاصة أن لا يترشح.

ويتابع: المرشد خامنئي، لا يخاف أن يكون روحاني رئيساً للجمهورية، لو كانت إيران تمر بظروف طبيعية. إيران تقف على مفترق طرق تتناول هوية الجمهورية وليس هوية الرئيس، وفي وقت تهدر فيه تهديدات الرئيس <دونالد ترامب> وكأن الحرب على الأبواب. والمرشد تكلم بنفسه عن خلافته. لهذا فإن هذه الانتخابات تجري على وقع الخلافة وليس الرئاسة. وهو حاول قبل سنوات فتح الباب أمام ابنه مجتبى الرجل القوي والخفي في النظام، ولكن بدا ذلك مستحيلاً لأن الإمام الخميني رفض توريث ابنه السيد أحمد وكان قادراً على ذلك بإشارة منه بما يملكه من شرعية الثورة والقيادة، لا يمكن أن يسمح لأحد بتوريث ابنه حتى ولو كان مجتبى الذي يدير في ظل والده مراكز القرار والمال.

ويعتبر ان المرشد خامنئي يعيش مآزق عدة في مأزق واحد. ذلك أنه إذا فاز روحاني بسبب <تسونامي> شعبي يضم خصوصاً الشباب الذين يريدون التغيير والدخول الى العصر، فإنه لن يعود كما كان. خامنئي كان رئيساً للجمهورية وأصبح مرشداً والعملية قابلة للتكرار ليصبح الرئيس روحاني، المرشد روحاني. فلا شك أن هذه الانتخابات الرئاسية خطيرة لأن الرهان ضخم خصوصاً أن هدف خامنئي أن يستمر ويبقى الى الأبد حتى ولو عبر ابراهيم رئيسي، وأغلبية الشعب خصوصاً الشباب يريدون التغيير والنهوض ببلادهم اقتصادياً بدلاً من رفع ميزانية الدفاع 77 في المئة لهذا العام في ظل أزمة اقتصادية تكبل بلادهم ومستقبلهم منذ عقود.