تفاصيل الخبر

«ايلين سيغارا» وشعارها «الموسيقى في خدمة الإنسان»: أرفض أن أكون عرّابة وهمية للقضايا الإنسانية وحقوق الأطفال!

24/12/2015
«ايلين سيغارا» وشعارها «الموسيقى في خدمة الإنسان»:  أرفض أن أكون عرّابة وهمية  للقضايا الإنسانية وحقوق الأطفال!

«ايلين سيغارا» وشعارها «الموسيقى في خدمة الإنسان»: أرفض أن أكون عرّابة وهمية للقضايا الإنسانية وحقوق الأطفال!

بقلم عبير انطون

8-(9) <الموسيقى في خدمة الانسان>، هذا ما تؤمن به المغنية الفرنسية <ايلين سيغارا> النجمة التي نجحت في مسيرتها الفنية مذ بدأتها مع اول مدراء اعمالها <اورلاندو>، وهو أخو النجمة العالمية <داليدا>. عرفت الكثير من التألق في محطات لامعة جعلتها تحصد في العام 2000 <لقب المغنية الفرنسية المفضّلة لدى الفرنسيين>. الا ان <سيغارا> عرفت الخيبات ايضاً في اسطوانات لم يُكتب لها النجاح او لم تساعدها الظروف على ترويجها بالشكل المطلوب. آخر اسطواناتها، <ألبوم> أغنيات مستعادة كانت سجلتها على شكل <ديو> (ثنائي) مع <جو داسان> صاحب رائعة <si tu nexistait pas لو لم تكوني>، اعقبها في العام الماضي <ألبومها> الثامن بعنوان <كل شيء يبدأ اليوم>.

 < ازميرالدا > التي شغلت الجمهور في رائعة <نوتردام> شغلت الصحافة العالمية بفنها، وبأزماتها الصحية التي ترفض الان العودة اليها، فهي بألف خير، متألقة ومبتسمة كما وجدناها في بيروت اثناء المؤتمر الصحفي الذي عقدته فيها دون ان تبخل باية اجابة. لم يعد يهمّها ان تكون الرقم واحد في عالم الغناء، هي المحظوظة على حدّ تعبيرها بأن تكون مفيدة لغيرها وبأن يهرول الى لقائها الصحافيون لخدمة انسانية وليس لسهرة واستعراض..

السؤال الاول كان حول اهداف زيارة <سيغارا> للبنان الذي له في قلبها <منزلة الصدارة>، خاصة بيروت التي لن تطيل الاقامة فيها بسبب ارتباطاتها الفنية والتلفزيونية العديدة..

ــ ما الذي اقنع <ايلين سيغارا> بالحضور الى بيروت في زيارة خاطفة ومن ثم تركها بلمح البصر؟

- انا هنا للإضاءة على قضية هي بالفعل رسالة نتشارك بها. عندما كلمتني السيدة رادا اللوزي صواف منذ أشهر لأكون عرابة قضية الاطفال الحديثي الولادة لجمعية <نيو نيت fund Neonate> وافقت فوراً. فالصعوبات التي ترافق بداية حياة هؤلاء الخدّج كبيرة فعلاً، ولم اتردّد لانني بذلك أكمل رسالتي بعد اختياري عرّابة لحقوق الطفل من قبل منظمة <اليونسيف>. وفكرت انه قبل العمل على حقوق الاطفال يجب ان اساعدهم على الحياة اولاً.

 ــ الكثير من الفنانين يحملون رايات قضايا انسانية لكن ما يميزك عن الكثيرين انك تعيشينها بتفاصيلها.

- ارفض ان اكون عرّابة وهمية او افتراضية. اريد ان المس عن قرب صعوبات القضية التي اعمل عليها. البارحة لدى زيارتي لمركز الاطفال الحديثي الولادة في مستشفى الجامعة الاميركية التقيت بأطباء وعاملين في حقل الصحة رائعين بالفعل. لقد اثروا بي جداً وأشدّد على ذلك لان الانسانية لم تعد صفة الكثير من الاطباء والاختصاصيين المشهورين في عالم الصحة للاسف! ادهشتني القوة والدينامية التي يعملون فيها، وعلى رأسهم البروفيسور خالد يونس الذي يجاهد لتكون هذه المرحلة الصعبة مؤقتة ويستأنف الاطفال حياتهم.

وتضيف النجمة الشقراء:

- انا سعيدة بالعودة الى لبنان الذي تبناني منذ عدة سنوات وجعل مني لبنانية مثلكم. اطلب من كل فرد اذا ما كان يملك الجرأة، ان يتوجه الى هذا المركز حتى يعرف اهمية وجوده.. لقد استوقفني حزن الاهالي وتشبثهم بارفع خيوط الامل لحياة مواليدهم، لقد حاولت ان اضع نفسي مكانهم.. الامر صعب جداً!

 تجارب.. ومناعة

 

ــ لقد أخضعتك الحياة لأكثر من تجربة صعبة، انفصال والديك وانت في الثامنة من عمرك، وفاة جدك الذي تربيت في مزرعته، فقدانك لصوتك وانت في جولة غنائية في كندا نتيجة <كيست> على الحبال الصوتية اجبرك على التوقف عن الغناء لفترة.. كل هذا كيف واجهته؟

 - ان اهداف الموسيقى الحقيقية هي ان تشكل علاجاً، ولقد جعلتها علاجي في الاوقات الصعبة. هنالك ايضاً أمور أخرى.. عندما نتلقى كل هذا الحب والدعم لا يمكننا الا ان نبادله. طوال عشرين عاماً في مهنتي لم اتعرض لأي عمل عدواني من اية جهة. هناك <الباباراتزي>، هناك من يحاولون التنقيب في الحياة الخاصة، الا انه ليس في حياتي ما يستدعي التنقيب. كل تفاصيلها واضحة ومعروفة. انا متزوجة منذ زمن طويل وحب زوجي وأولادي واصدقائي يمدّني بالكثير. لا اخاف وأثق بقدرتي. انا ايضاً مؤمنة ولقد صليت كثيراً ليلة البارحة لهؤلاء الاطفال الذين يصارعون للبقاء.

ــ الايمان لمسناه في ادائك لترتيلة <افي ماريا> في مهرجانات اهدن حيث رتلتها وانت جاثمة على قدميك..

 - هذا يعطيني القوة ويمدّني بالطاقة للاستمرار.

ــ في مهرجانات اهدن ايضاً للعام 2011 غنيت باللغة العربية للفنانة وردة الجزائرية <حرّمت أحبّك> في مزج رائع بين الشرقي والغربي، هل من أغنية لأية نجمة لبنانية تختارين غناءها اليوم.. من اغنيات السيدة فيروز مثلاً؟

- بكل تأكيد، لكن يجب ان اكتشفها اكثر. بالطبع سمعت بالسيدة فيروز وأعرف مكانتها الرفيعة في عالم الغناء الا انني أعترف انه عليّ ان اغوص أكثر في الاغنيات اللبنانية..

ــ عنونت <ألبومك> الاخير في العام 2014 <كل شيء يبدأ اليوم>، وهو ايضاً جاء بعد فترة صحية صعبة إثر مرض نادر يتعلق بالمناعة تعرضت له واثر بشكل كبير على بصرك.. هل شكل هذا <الألبوم> رسالة اكثر منه انتاجاً غنائياً؟

 - هو الاثنان معاً، الا انني من خلال أغنيات <الألبوم> والرسائل التي تضمنها اردت ان اعطي الناس المتألمة دفعاً، وان اجعل الناس تؤمن بتلك القوة الداخلية، قوة الروح التي بداخلنا والتي تساعدنا على النهوض من مصاعب نعيشها ونتمكن من مواجهتها. قلت وانا اختار الاغنيات، ربما تكون بلسماً للاشخاص الذين يمرون بحالات صحية حرجة..

  ــ كيف تختارين القضايا التي تدعمينها، ووفق اية أولويات؟

- الهدف الاول بالنسبة لي يبقى الاطفال. اختار ما أراه أولوية محقة، لقد اتصلوا بي منذ مدة لدعم مسألة تختص بالمحافظة على نوع من الكلاب الصغيرة مثلاً.. اؤكد لكم انني من عشاق الكلاب وسبق ان كنت من اولى الداعمات لحصول الحيوانات على حقوقها، الا انني اعتذرت عن الامر.. هناك ما يستحق اكثر..  يهمني الانسان وقضاياه. لقد كنت ضيفة احد البرامج التلفزيونية يوماً وسألوني اي شخص تتمنين أن يشاركك الجلسة في هذا الحوار، فأجبتهم على الفور <الراهبة ايمانويل>. هي من اولئك الذين يستثمرون كل طاقتهم وقوتهم في عمل الخير. وبالفعل تمّت دعوتها وكانت موجودة معي في الحلقة وهذا ما أسعدني كثيراً. كانت الهدية الاجمل التي تلقيتها.

ــ بالحديث عن الحيوانات وحقوقها سبق ووضعت كتابا حول افريقيا والفيلة فيها منذ عامين بعنوان: <في قلب لاوس>، ماذا عن تلك الرحلة؟

 - لقد كانت تجربة فريدة، والهدف منها حماية الفيلة الآسيوية المهددة بالانقراض. لقد تم الاتصال بي لتصوير فيلم وثائقي عن <لاوس> ويعني اسمها <مملكة ملايين الفيلة> يوم كانت تضم الملايين ولم يعد فيها اليوم سوى بضعة آلاف. وجدت نفسي متحمّسة للفكرة وأخذتني الفضولية لاستكشاف ذلك العالم ونضال بعض الجمعيات من اجله.. قطعت <روتين> الحياة الفنية والعملية الى حيث لا اتصالات ولا <انترنت> ووضعت مشاهداتي وما عشته في هذا الكتاب.

مع <شارل أزنافور>

 

ــ مقابل كل المفاجآت الصعبة في حياتك، ما هي المفاجآت الجميلة التي أعطتك إياها الحياة؟

- أولادي طبعاً.. وأشكر الله على انهم بصحة جيدة وإلا لما كنت تحمّلت الأمر.. الموسيقى هي ايضاً علاج لهذه الناحية كما ذكرت.. يجب ان ندفع العالم الفني بشكل عام الى ما هو ابعد من “<الباييت> وبريق الفساتين في السهرات والاحتفالات. هذا مهم لكن الاهم، هو الدخول في العمق، في الواقع وصعوباته والنضال الدائم على كل الصعد.. النضال اعرفه جيداً. فوالدتي من اصول ارمنية، وكانت تنعتني بالمتمردة، واعرف اننا نتشارك النضال مع اللبنانيين الذين مروا بالكثير. ولا انسى طبعاً حب زوجي لي ودعمه. لقد اهدتني الحياة صوتاً جميلاً ومهنة عملت عليها من قلبي وأعطيتها الكثير فبادلني الجمهور الحب لما اقدمه..

SAM_9406ــ ودور <ازميرالدا> حبيبة الأحدب <كوازيمودو> الذي انطلقت به في العام 1988؟

- بكل تأكيد. انه دور رائع لي كما لكل الفرقة حيث نجتمع على الفرح في هذه الكوميديا الموسيقية التي لن تتكرر. انا مستعدة لتقديم هذا الدور خلال سنوات حياتي كلها.. حينذاك تصبح <ازميرالدا> عجوزاً..

 ــ والدك ايطالي ووالدتك <تيريز كاسباريان> هي من اصول أرمنية، هل قرّبك ذلك من المغني الكبير <شارل ازنفور>، وهل خصك بأعمال معينة؟

- بالطبع قرّبني ذلك منه وقد قمنا بجولات عديدة في ارمينيا وغنينا سوياً في العام 2007 مع اطلاق <ازنافور> <سنة ارمينيا في فرنسا> بحضور الرئيس الفرنسي حينذاك <جاك شيراك>، ومن بعده الرئيس <نيكولا ساركوزي> الذي لبّى دعوة رسمية ايضاً الى أرمينيا في العام 2011 وكنا من ضمن الوفد المرافق ولا زلت اذكر جيداً انبهار الرئيس الفرنسي بجبل <ارارات> الرائع. كانت لنا جولات غناء في كل مكان والجمهور لا يزال يتذكر أغنية <كم هي حزينة فينيسا que c’ est triste venise > التي أديناها معاً.

 ــ عرفت فرنسا مؤخراً أعمالاً ارهابية، وكانت بيروت قد عرفتها ايضاً الا انها لم تبرز في الصحافة ولم يتم الحديث عنها بالشكل اللازم هناك، ما تعليقك على الامر؟

- لن ادخل في اي دور سياسي، انا افضّل دوري على صعيد الانسان والارتقاء به. لا تهمني الاهداف السياسية. للأسف لا يمكن ان أتفهم اعمالاً ارهابية باسم الله والدين. الايمان يجب ان يقرّبنا ولا يفرقنا. رسالتي في اغنياتي. انا مواطنة من العالم واغني بأكثر من لغة. أؤدي باللغة العربية كما باللغة العبرية لأنني اعتقد ان الموسيقى ليس لها حدود بل هي رسالة محبة وسلام. ما استطيع القيام به هو ان اكون جندي سلام في عالم الموسيقى. لقد تأثرت جداً بالاحداث الدموية التي وقعت في فرنسا وكنت استعد عشيتها لحفلة احييها في اليوم التالي وقد صُدمنا فعلاً.. بالطبع عشنا حداداً وطنياً لكنني قلت في نفسي ان هناك بلداناً تعرف هذه الاعمال يومياً، انتم تعيشون ذلك بشكل دائم. في فرنسا لم نتكلم عن تفجيرات لبنان بشكل واسع، ولم نتكلم ايضاً عما جرى بالتزامن في افريقيا من اعتداءات. الالم واحد في كل الدنيا وساعمل من مكاني على جعله اقل بكثير..!