بقلم وردية بطرس
في بلد ندعي فيه الحداثة والتطور لا تزال حقوق المعوقين في لبنان حبراً على ورق ويعاني معظمهم من الاهمال والتهميش... اذ يشكل المعوقون نسبة 4 في المئة من اللبنانيين، أغلبهم يعيش عزلة عن المجتمع في مؤسسات خاصة ويعانون التهميش والتمييز والاهمال. لكن اتحاد المقعدين اللبنانيين والجمعيات الأهلية حملت أداة التغيير في تعاطي المجتمع مع قضية المعوقين، فتنامت حلقة المؤمنين بقضية إدماجهم في المجتمع واعتبار ان حقوقهم هي من صلب حقوق الانسان. وأثمر ذلك عن بعض التغيير في تعاطي الحكومة اللبنانية مع موضوع الإعاقة، اذ تم اقرار القانون 220 في العام 2000 الخاص بحقوق المعوقين الرامي الى تمكينهم من الاندماج الكامل والمشاركة الفاعلة في المجتمع عبر الغاء القوانين التي تحول دون تمتعهم بحقوقهم كسواهم من المواطنين. لكن هذا القانون بقي حبراً على ورق. ولم تلحظ الحكومة اي خطة عمل لتفعيل بنوده.
وتضاهي بطالة المعوقين في لبنان بطالة الأشخاص غير المعوقين ما يجعل ضرورة تحقيق الدمج الاقتصادي وتكافؤ الفرص حاجة ملحة انطلاقاً من أنها الطريق نحو العدالة الاجتماعية. وحجز وظائف للأشخاص المعوقين بنسبة 3 في المئة من القطاعين العام والخاص أمر يكفله القانون 220 / 2000 الخاص بهؤلاء الأشخاص الذين بات بامكانهم ان يحظوا بها من خلال <مشروع المركز الوطني لدعم توظيف الأشخاص المعوقين في لبنان> الهادف الى تعزيز الدمج عبر تنمية القدرات والمهارات الوظيفية للمعوقين وتوجيههم لدخول سوق العمل ونشر ثقافة التنوع والدمج في المجتمع.
فما هي الوظائف او المهن التي يزاولها ذوو الاحتياجات الخاصة في لبنان؟ والى اي مدى يُلحق بهم الاجحاف والتقصير في بلد مثل لبنان يدعي انه بلد الحداثة والتمدن الى ما هنالك؟
<الأفكار> التقت الدكتور بشير عبد الخالق الأستاذ في الجامعة اللبنانية (كلية التربية قسم التربية البدنية والرياضية)، وهو خبير ومحاضر دولي في رياضة المعوقين وسألناه عن وضع المعوقين في لبنان على جميع الأصعدة، وعن الأعمال التي في استطاعتهم ان يزاولوها والتي يُحرمون من مزاولتها فقال:
- ان المعوقين في لبنان يعانون من نقص في الاهتمام من المرجعيات والمؤسسات الرسمية على الصعد كافة أي الوظيفي والصحي والخدماتي، وتقوم بعض الجمعيات الخاصة التي تُعنى بشؤونهم بالدور اللازم تعويضاً عن غياب الدولة ومؤسساتها وتطالب ايضاً بتنفيذ القرار الصادر سنة 2000 تحت الرقم 220 الذي يمنح بعض الحقوق للمعوقين.
ويتابع قائلاً:
- ان ذوي الاحتياجات الخاصة على اختلاف قدراتهم وفئاتهم من إعاقات بصرية وذهنية وجسدية يستطيعون العمل والقيام بخدمات تتناسب مع أنواع كثيرة من الوظائف ما قد يؤمن للمعوق العيش الكريم دون الحاجة لأحد، ولكن عدم الوعي الكافي للمجتمع اللبناني والتقصير من قبل الوزارات المعنية في تحسين أوضاع المعوقين من خلال عدم الترويج لأهمية دمج المعوقين في المجتمع وحقهم في العيش الكريم والعمل والانتاج، كل ذلك جعل وضعهم أصعب. ولكن رغم هذا كله، فهم يواجهون مصيرهم باندفاع وطموح ويعملون بكد من أجل العيش الكريم.
وليس هناك اي مشاكل نفسية او جسدية مباشرة تواجه المعوقين وممكن ان توجد بعض المشاكل في تأمين خدمات معينة قد يستفيدون منها في حياتهم.
ــ وكيف يتمكن ذوو الاحتياجات الخاصة من المشاركة في أنشطة رياضية وتحديداً في سباق ماراثون بيروت وغيرها؟ وما اهمية ذلك؟
- على صعيد ممارسة ذوي الاحتياجات الخاصة للنشاط الرياضي، فإنهم يشاركون في أنواع الأنشطة التنافسية كافة، ولكن حسب الأنظمة الدولية التي تقسم اللاعبين حسب قدراتهم وتصنيفاتهم من أجل المنافسة العادلة. ويشاركون أيضاً في الأنشطة الرياضية الترويجية التي تحقق أهدافاً عدة أهمها دمج المعوق في المجتمع وتحسين قدرات التواصل والثقة بالنفس وتبادل الخبرات مع المجتمع.
ويتابع الدكتور عبد الخالق:
- بالنسبة لرياضة المعوقين هناك اتحادات عدة ولجان اللجنة البارالمبية الدولية التي تنظم الألعاب البارالمبية الصيفية والشتوية الدولية والاقليمية في الألعاب الفردية والجماعية كافة التي تطلب تأهل اللاعبين المعوقين للمشاركة بتلك الألعاب من أنواع الإعاقات كافة (البصرية، الجسدية والذهنية). الاولمبياد الخاص الدولي ينظم الألعاب الصيفية والشتوية الدولية والاقليمية في الألعاب الرياضية كافة الفردية والجماعية للإعاقات الذهنية فقط ويشارك فيها رياضيون دون احراز أرقام مؤهلة للبطولات المذكورة. وهناك أمثلة عدة للاعبين من حاملي الشهادات الجامعية الذين يعانون من البطالة ومنهم من يحمل شهادة جامعية ويعمل في سنترال أحد المطاعم وآخر يحمل شهادة جامعية ولا يجد عملاً، ومنهم من يعمل في الفنادق في (قسم التنظيفات) ومنهم من يعمل في تجليس ودهن السيارات، ومنهم في المعامل... ولكن الجدير ذكره انهم شعب يستحق الحياة أسسوا عائلات يعملون على اعالتها ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي رغم كل الظروف الصعبة والعوامل المعاكسة.
الحكومة... المعاقة والمفكر
سام منسى
- صحيح ان <الأفكار> تناولت وضع ذوي الاحتياجات الخاصة في لبنان ومدى الاجحاف والتقصير الذي يلحق بهم، ولكن للأسف في لبنان جميع المواطنين لا يحصلون على حقوقهم كاملة، فنظرة سريعة الى أوضاع خريجي الجامعات يظهر مدى التقصير والاهمال الذي يلحق بهم، اذ لا يجدون عملاً بعد سنوات من الدراسة، وان وجدوا فلا يتناسب مع طموحاتهم وكفاءاتهم، والأمثلة كثيرة لا تتسع صفحاتنا للحديث عنها لأن الحكومة اللبنانية مشلولة لا بل تعاني من الإعاقة بكل ما في الكلمة من معنى...
وبالرغم من ان الإعاقة الجسدية قد تؤثر على نفسية الشخص وتعزله عن المجتمع الذي لا يزال ينظر اليه نظرة مختلفة وبأنه لا يقدر ان يحقق الكثير، الا ان البعض من المعوقين لم يعتبر يوماً ان الإعاقة الجسدية تمنعه من القيام بأي عمل او نشاط لأنه لم يتصرف في حياته من منظار ان لديه إعاقة جسدية وخير مثال لما نقوله هو الأستاذ سام منسى المدير التنفيذي ل <بيت المستقبل> ومدير عام سابق لإذاعة <صوت لبنان>، الذي خصنا بمقابلة للحديث عن مسألة الإعاقة، وذلك للمرة الأولى لأنه لم يعتبر يوماً ان الإعاقة الجسدية شكلت له اي مشكلة او عقبة خلال مسيرته الصحفية في جريدة <النهار>، وقناة <الحرة>، وفي <بيت المستقبل>... وسألناه عن الاجحاف الذي يلحق بذوي الاحتياجات الخاصة في بلد مثل لبنان يعاني فيه مواطنوه كافة من التقصير والإجحاف حيث تطال البطالة معظم الشباب وحملة الشهادات الجامعية فكيف الحال بذوي الاحتياجات الخاصة، فيقول الأستاذ سام منسى:
- لقد سبقتني بالاجابة اذ للأسف هناك اجحاف بحق المواطنين كافة وليس فقط بذوي الاحتياجات الخاصة... ان المشكلة أعمق من ذلك، أولاً لأبدأ حديثي بالشكل الصحيح فأنا لست خبيراً بمسألة وضع المعوقين في لبنان، اذ انها المرة الأولى التي أتحدث فيها عن هذا الموضوع وقد تكون الأخيرة، ولكن من وجهة نظري كما هي وجهة نظر اي مواطن لقضية ذوي الاحتياجات الخاصة في لبنان بما معناه أنهم محرومون لأن الجميع في لبنان محرومون من حقوقهم. وأبدأ بالنقطة الأولى: ليس هناك تكافؤ فرص على مستوى جميع الناس وليس فقط ذوي الاحتياجات الخاصة، هناك اجحاف عام وشامل على جميع الصعد. والنقطة الثانية لا تقل أهمية عن النقطة الأولى، هي ان المجتمع اللبناني هو مجتمع عالم ثالث بمعنى ان النظرة للمعوق او ذوي الاحتياجات الخاصة لا تزال نظرة فيها الكثير من الالتباس، وجزء منها شفقة، وجزء منها هو ان المعوق لا يقدر ان يحقق الكثير، وجزء منها انه لا يتلاءم مع الوظائف التي يقوم بها، وذلك نظراً للسببين اللذين ذكرتهما في سياق الحديث. والسبب الثالث هو ان أصحاب الاحتياجات الخاصة أنفسهم قد يكونون جزءاً من المشكلة نتيجة السبب الثاني، بمعنى ان نظرة المجتمع لهم كان لها تأثير كبير على عملهم وحركتهم ونفسيتهم وعقلهم. هذا بالعموم، طبعاً هناك استثناءات، انما نظرة المجتمع اليهم بالإجمال أثرت على أدائهم وشجاعتهم وإقدامهم وتصرفهم ونفسيتهم، مما أدى الى التقصير في وصولهم الى مراكز او وظائف او مناصب معينة.
ويتابع الأستاذ منسى:
- النقطة الرابعة: هذه الدولة الكريمة ولا نريد ان نتحدث عن الدولة لأنه ليس هناك دولة ولا حتى وطن، وبالتالي لا اريد ان أقول انه في الماضي لم تمنحهم الحقوق، اذ لم تقدر الدولة ان تسن تشريعات وقوانين قابلة للتطبيق لأن الحكام هم جزء من هذا المجتمع. وبالتالي حتى لو قام الحكام بسن القوانين انما يفعلون ذلك فقط لأنه يتوجب عليهم القيام بذلك، وليس عن قناعة لدمج المعوقين في المجتمع بشكل فعال ومنتج، لأن هذه المشكلة لا تُعالج بقانون فقط ولا تُعالج بتشريع وبقرارات تسقط من السماء فيتحولون من أناس عالم ثالث وتقليديين الى أناس ليبراليين، اذاً المشكلة معقدة جداً وصعبة، وكل هذه التشابكات ادت الى ان المعوق يعاني الا بحالات نادرة جداً... اذ للأسف لا أرى اي شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة في وزارة او مجلس النواب... كما انه لحد علمي لا أرى من ذوي الاحتياجات الخاصة محامياً بارزاً او مهندساً مشهوراً او طبيباً مشهوراً، قد يكون هناك من يعملون كأطباء انما لا أعلم بأن هناك طبيباً مشهوراً من ذوي الاحتياجات الخاصة. كما لم أرَ يوماً شخصية مرموقة في الحقل السياسي او القضائي او الاعلامي من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأنا أعزو هذا الأمر الى الأسباب التي ذكرتها. والنقطة الأهم ان المعوّق نفسه متأثر بهذا الجو، وتأثره أدى الى <خربطة> أموره الحياتية والعملية.
وأضاف منسى:
- هذا اذا لم نتطرق الى الحالة النفسية لدى صاحب الاحتياجات الخاصة، لأن الإعاقة نفسها تخلق مشكلة لديه، فكل الكلام الذي يُقال بأن جميع الناس مثل بعضهم البعض هو كلام عمومي. انا أخشى ان اقول ولا أرغب ان أقول انما اعتقد الى حد ما ان غالبية الحالات تؤثر جداً على نفسية الشخص وتأثيرها قد يكون شديداً لدرجة انه يكون عائقاً أمامه لتبوؤ المناصب حتى لو نال الشهادات الجامعية، ولا يحظى بالفرصة للعمل ضمن تخصصه لكي يصبح شخصاً منتجاً في مجتمعه. طبعاً عدم تكافؤ الفرص في لبنان ليس مقتصراً على ذوي الاحتياجات الخاصة فحسب، انظري الى وضع المرأة فهي ليست احسن حال اذ حتى اليوم لم يُفسح لها المجال كما يجب، وحضورها في الوزارات والمجـــلس النيابـــي ليس كبيراً، اذاً التركيبـــة الاجتماعية في لبـــنان هي تركيبــة متخلفة في بلد ظاهره حداثة وتطور، ولكن بالنهاية العقل الذي يدير هذا البلد حتى لو بــدا عند هؤلاء مظهره حداثة لا يزال عقل عالم ثالث تقليدي.
ــ اذا أردنا ان نعرف التجربة الشخصية للأستاذ سام منسى والمسؤوليات التي تحملتها كانسان ناجح خلال مسيرتك الصحفية والسياسية دون ان تشكل الإعاقة الجسدية اي عائق؟
- شخصياً لا أعرف السبب، ولكن حالفني الحظ في هذا الخصوص اذ لا اعرف عما اذا كان البيت او العلاقات التي مررت بها او الظروف وأكرر كلمة الحظ، انني لا انظر الى نفسي كانسان معوق وطبعاً لم أتعاطَ مع الموضوع بهذا الشكل، ولغاية اليوم لا اتصور ان الناس تصرفوا معي على هذا الأساس، وهذا سببه ثلاثة أمور: البيت الذي ترعرعت فيه منذ طفولتي وكيف تصرف معي أهلي. ثانياً الناس المحيطون بي اي الأصدقاء المقربون الذين تعرفت اليهم في حياتي. ثالثاً: الأصدقاء الذين ساعدوني، أتصور ان مقربين مني - غير أهلي - ساعدوني بكل مرحلة من مراحل عمري وحياتي، وأعتبر نفسي انني نجحت بكل مرحلة من مرحلة المراهقة الى المرحلة الجامعية وصولاً الى عملي الصحافي ونشاطي السياسي وعلاقاتي الاجتماعية.
سام منسى وغسان تويني
ــ وكيف بدأت العمل الصحفي في جريدة <النهار>؟
- لقد درست الفلسفة ولكنني لم أكمل الدراسة، فالتحقت بكلية الحقوق ونلت اجازة في الحقوق الا انني لم أمارس مهنة المحاماة. وبدأت العمل في جريدة <النهار> في العام 1974 ولغاية 1998، اذ كنت رئيس قسم الأبحاث والمعلومات، وبعد مسيرتي في <النهار>، أصبحت مدير مركز التوثيق والبحوث في <بيت المستقبل>. ولأكون دقيقاً اكثر يعود الفضل في ذلك لمحطتين رئيسيتين: محطة العمل السياسي من خلال الحركات المسيحية اليسارية مع المطران غريغوار حداد، والمطران الراحل سليم غزال. والمحطة الثانية كانت مع جريدة <النهار> لا سيما مع الصحافي الراحل ميشال ابو جودة والصحافي فرانسوا عقل. وطبعاً الأستاذ الراحل غسان تويني الذي أتاح لي المجال للدخول الى <النهار>، وأتذكر هنا كيف شاءت الصدف ان التقي بالأستاذ غسان تويني للمرة الأولى في مسرحية <آخ يا بلدنا> للراحل <شوشو>، اذ كان بصحبته الوزير مروان حمادة والصحافي كلوفيس مقصود، اذ كنت اجلس خلف مقعد الاستاذ تويني وتبادلنا السلام فقال لي <مر عليّ بالمكتب> وبالفعل قصدته في مكتبه وكنت آنذاك في سنة ثالثة حقوق وطلب مني ان أعمل في <النهار>، وبالفعل بدأت مسيرتي الصحفية في <النهار>، علماً انه لم يتسنَ لي ان أعمل مباشرة مع الأستاذ تويني لأنه في تلك الفترة كان قد عُين سفيراً للبنان لدى الأمم المتحدة، ولهذا ذكرت ميشال ابو جودة لأن مكتبه كان قبالة مكتبي فتعلمت منه كل شيء اكثر من الجامعة، اذ علمني السياسة. لهذا كان الفضل للعمل السياسي من خلال المطرانين سليم غزال وغريغور حداد من جهة وجريدة <النهار> من جهة ثانية مع الصحافي ميشال ابو جودة، وايضاً بفضل العلاقات الشخصية في تلك الفترة.
ــ وماذا عن عودتك الى <بيت المستقبل>؟
- عدت مجدداً الى <بيت المستقبل> بعدما كان قد اقفل منذ العام 1988، والآن استعاد <بيت المستقبل> نشاطه حيث اتولى فيه منصب المدير التنفيذي وبالتالي اعتبر ان تجربتي في <بيت المستقبل> كانت تجربة مختلفة ومهمة بقدر اهمية تجربتي في جريدة <النهار>.
ــ مـــا رأيــــك بمــــا يمر به لبنان على جميـــع الأصعــــدة؟ وهل تؤمن بأنه سيأتي يوم يحصل فيه الجميع على حقوقهم؟
- لا أؤمن الا بلبنان علماني وليبرالي وديموقراطي، واي لبنان آخر غير الذي ذكرته فلا أؤمن به، بالنسبة الي فلقد قضيت عشرين سنة في اميركا، اذ كان لدي برنامج سياسي في قناة <الحرة> ولكنني عدت الى وطني في العام 2012 لأنني لا اقدر ان اعيش الا في وطني. طبعاً لبنان ليس جزيرة فنحن نعيش في هذه المنطقة التي تعيش زلزالاً، ولذلك تأثير على لبنان الذي لم يقدر ان يتخلص من هذا الزلزال من قبل، لكن مع اندلاع الحروب في المنطقة وهي حروب جذرية وغير مسبوقة واستثنائية، ولا تشجع ان يكون لبنان بمنأى عنها، والسؤال كيف سيقدر لبنان ان يحصن نفسه؟