تفاصيل الخبر

أي رداء ستمنحه طرابلس لأشرف ريفي؟

13/10/2017
أي رداء ستمنحه طرابلس لأشرف ريفي؟

أي رداء ستمنحه طرابلس لأشرف ريفي؟

بقلم وليد عوض

File photo shows Lebanon's Justice Minister Ashraf Rifi speaking in his office in Beirut

من خارج القماشة الزعامية في طرابلس يأتي الوزير السابق اللواء أشرف ريفي ويعلن اقتحامه المعترك الانتخابي، غير حافل بمواصفات النائب الموعود. يكفيه أن يعتمد على سنوات خدماته الأمنية والادارية.

إن منصب المدير العام للأمن العام الداخلي ليس منصباً زعامياً، وإلا لكان الذين مروا تباعاً على هذا المنصب، بدءاً من اللواء عماد عثمان، قد أصبحوا أصحاب معالي. لقد بنى أشرف ريفي حضوره بين الناس على المكتسبات التي حققها في الأمن الداخلي، وكان خير رسول للبنان الى مؤتمر وزراء الداخلية العرب في تونس، والى المؤتمرات الأمنية العربية والاقليمية والدولية وحزام الأمان في مفهوم الأمن الداخلي.

وعائلة ريفي في طرابلس من الأسر الشعبية التي كان أبناؤها يشغلون الوظائف ذات الاتصال بالناس مثل عمه قاطع التذاكر في سينما <دنيا> (تريومف) سابقاً في طرابلس، وكان منهم أساتذة مدارس ذوو كفاءة مثل عزمي ريفي، وكان منهم صيادلة مثل صاحب صيدلية ريفي وسط البلد.

وقد أمسك أشرف ريفي بمقدرات الأمن الداخلي بأعلى ما تكون عليه المسؤولية، كان وزيراً برتبة مدير عام، وكان بابه مفتوحاً لأصحاب المصالح دون أن يفصل بين موظف وآخر، أو انسان وآخر، وكان على مقربة من كل أهل الصحافة والإعلام، كما كان في المهمات الأمنية كبيراً صامتاً لا يضطر الى الكلام إلا عند اللزوم. كما كانت علاقته بالموظفين في أعلى درجات المسؤولية والتماسك الاداري.

وقد سجل أشرف ريفي حضوره الوطني وتعامل مع وزراء الداخلية كما تقتضي الأصول وتحكم المبادئ، وتستدعي المناصب والظروف.

وأشرف ريفي (63 سنة) بعد إحالته الى التقاعد، كان صديق أبناء الأسواق القديمة في طرابلس بدءاً من سوق البازركان، وسوق الحدادين، وباب الحديد، وباب الرمل، فلما أزفت ساعة الانتخابات البلدية لم يقل <نحن هنا>، بل استلهم نفوس أبناء الأسواق القديمة في طرابلس والميناء، وترك الأمر لقرارهم فإذا به يحصد الكم الأكبر من الأصوات، فكان رئيس البلدية أحمد قمر الدين هو علامة الانتصار، وما زال حتى الآن الرباط المقدس بين الشعب والبلدية.

وقلة من أهل طرابلس تعرف ان أشرف ريفي ينزل باكراً الى الأسواق، بدءاً من سوق العطارين، وطلعة أبي سمرا، ورحاب القلعة التي كان يحكم المدينة منها بربر آغا، وقبره ما زال في رحابها.

ويدرك أشرف ريفي ان طرابلس زهرة المدائن، ومربض الحشد الشعبي، وأرض المكارم والمبادرات، ودوره ليس الآن في النطاق البلدي بل دوره في أيار (مايو) المقبل، مع دقات ساعة الانتخاب النيابي. وبالطاقم النيابي الآتي تعبر عربة طرابلس الى جنان المدن، وتسترجع مكانتها الأدبية من زمن كبار الأدباء والمفكرين عندما كانت عاصمة أدبية تمتد أغصانها الى عكار..

والمستقبل بيد الله.