تفاصيل الخبر

إتصالات لعدم قطع "طريق الجنوب" بعد تهديدات "حزبية" بفتحها بالقوة!

01/07/2020
إتصالات لعدم قطع "طريق الجنوب"  بعد تهديدات "حزبية" بفتحها بالقوة!

إتصالات لعدم قطع "طريق الجنوب" بعد تهديدات "حزبية" بفتحها بالقوة!

 

[caption id="attachment_79225" align="alignleft" width="218"] قطع طريق الجية عند مفترق برجا[/caption]

 ظاهرة قطع الطرق الرئيسية والاوتوسترادات الدولية التي برزت منذ بدء "انتفاضة 17 تشرين" لا تزال تتكرر كلما أراد فريق الاحتجاج على مسألة ما، الأمر الذي بات يحدث قلقاً لدى المسؤولين الرسميين والأمنيين على حد سواء لاسيما مع توارد معلومات شبه مؤكدة عن وجود عناصر غريبة تندس في صفوف المتظاهرين لتقوم بأعمال شغب وتعتدي على القوى العسكرية والامنية التي تهرع لفتح الطرق الرئيسية لأنها شرايين الحياة بالنسبة الى المواطنين. من هنا تحرص قيادة الجيش على إبقاء الطرق مفتوحة وإن كلف الامر مواجهات مع المتظاهرين غالباً ما تنتهي لصالح القوى الامنية التي تنجح في فتح الطرق بعد "حفلة" رمي حجارة او قنابل مسيلة للدموع!

 إلا أن استمرار اقفال طريق الجيه عند مفترق برجا او في خلده، أقلق المسؤولين الاسبوع الماضي بعدما وردت معلومات عن ان تكرار اقفال الاوتوستراد الذي يصل بيروت والضاحية بالجنوب ستكون له مضاعفات خطيرة يخشى ان تطيح بالاستقرار الامني الهش اساساً في ظل التحركات المتتالية للمعترضين "الثوار". وتقول مصادر امنية ان الجهد الذي تبذله القوى العسكرية لفتح طريق الجيه، اي فتح الاوتوستراد نحو الجنوب، هو دائماً جهد مضاعف نظراً لحساسية هذه الطريق التي يستعملها اهالي الجنوب في اثناء تنقلهم بين المناطق الجنوبية والضاحية وبيروت، وغالباً ما يصار الى قطع هذه الطريق في فترة المساء اي عند عودة الجنوبيين الى قراهم، ويتكرر ذلك عند الصباح، اي في ساعات الذروة التي تشهد دخول الجنوبيين الى بيروت والضاحية، واذا كانت صيدا عاصمة الجنوب، فإن محور خلده- مفرق برجا هو مدخل الجنوب وعليه يجب ان يبقى سالكاً في مفهوم القيادات السياسية ولاسيما حزب الله وحركة "امل"، اضافة الى تنظيمات محلية وهيئات شعبية اخرى.

 لقد احدث قطع الاوتوستراد الاسبوع الماضي احتقاناً نتيجة طول المدة التي ظلت فيها الطريق مقطوعة وكاد الامر ان يتحول الى احتقان طائفي ومذهبي ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي في تأجيجــه لاسيما بعد توجيه انذارات بفتــــح الطريق تحت عناوين مختلفـــة منها "طريق الجنوب لا يمكن قطعه" و"اغلاق الطريق على طائفة له ثمنه"، وصولاً الى تسميته في صفحات بعض الناشطين بـــ "معبر الجيه"... وفي هذا السياق، لفتت مراجع امنية الى ان التعليمات التي اعطتها قيادة الجيش للقوى المسلحة تقضي بعدم السماح باقفال الطرق التي تربط كل من الجنوب والبقاع والشمال بالعاصمة بيروت، ما يعني ان لا قطع طريق بعد اليوم بين الشمال وجبل لبنان وبيروت، وكذلك بين البقاع والعاصمة، والجنوب والضاحية وبيروت، وان كل التدابير ستتخذ لمنع حصول هذا القطع الثلاثي تحسباً من حصول ردود فعل شعبية ضد قاطعي الطرق فتحصل اذ ذاك صدامات لها عواقب وخيمة. اما بالنسبة الى "طريق الجنوب"، وخصوصاً في خلده ومفترق برجا، فإن لهذا الخط الحيوي خصوصيته الامر الذي استوجب جهوداً اضافية شارك فيها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري، لاسيما وان الطريق هو مدخل ايضاً لقضاء الشوف ويسلكه المنتقلون من بيروت الى مناطق الجبل لاسيما في الشوف. كما تدخل في الاتصالات رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان الذي يتخذ من خلده مكاناً لدارته السياسية والشعبية في آن.

 وقالت معلومات قيادة حزب لله التي ابدت انزعاجاً من استمرار قطع الطريق في خلده او عند مفترق برجا، إنها ساهمت في الاتصالات التي اجريت لتفادي المناوشات على هذه الطريق وللتأكيد على ضرورة ابقائها مفتوحة تحت طائل مواجهة "قطاع الطرق" بالقوة ما ينقل المواجهة من اطار الى آخر. وعكست وسائل الاعــــلام التي يشرف عليهـــا حزب الله وحركة "امل" هذا "الانزعاج" مع تكرار عبارات عن امكانية اللجوء الى ردود فعل اذا ما استمر قطع الطريق. وتخشى اوساط معنية من ان يندس "طابور خامس" لافتعال صدامات، فيلجأ الى قطع الطريق الامر الذي سوف يثير ردود فعل معروفة كيف انطلقت، لكن لا احد يعرف كيف ستنتهي.

 ثمة من يؤكد ان طريق خلده- الجنوب لن تقطع بعد اليوم لاي سبب كان، وأن الجيش سوف يعمل على ابقائها مفتوحة على مدار الساعة، فهل تصح هذه المعلومات ام تغلق الطريق مجدداً ومعها تغلق كل الحلول السلمية لفتحها؟!