تفاصيل الخبر

إطلالة على المعالم الأثرية في القرى الشوفية...

30/08/2019
إطلالة على المعالم الأثرية في القرى الشوفية...

إطلالة على المعالم الأثرية في القرى الشوفية...

بقلم وردية بطرس

هي عاصمة الأمراء ويُقال عنها أيضاً درة منطقة الشوف في جبل لبنان... انها بلدة دير القمر التي تبعد عن بيروت 35 كليومتراً وترتفع عن سطح البحر 850 متراً، وتتربع بين مغارة كفرحيم وقصر بيت الدين، وتنتشر حولها مناطق الاصطياف، وتتمتع بأكثر من موقع اثري، كما تتميز بقصورها الفريدة من نوعها في الهندسة والتصميم. وتُعتبر بلدة دير القمر من المحطات السياحية الحضارية في لبنان، وكانت مقر الاقامة الصيفي للأمراء المعنيين ومركزاً لهم أثناء حكمهم امارة جبل لبنان، ويُقال ان اسمها يعود الى صورة قمر كانت منقوشة على أحد جدرانها. وفي هذه البلدة تُقام مهرجانات فنية وثقافية سنوية، وعادة ما يكون مركزها في ساحة الميدان في الساحة الرئيسية للبلدة التي عُرفت في ما بعد بساحة داني شمعون... وعُرفت دير القمر أيضاً برجالاتها من أهل السياسة والفكر والقلم والعلم، فمنها خرج رئيس الجمهورية كميل شمعون، ورئيس مجلس النواب داوود عمون في فترة الانتداب الفرنسي، وأوغست أديب باشا رئيس مجلس الوزراء، ومنها خرج نواب ووزراء وكبار الموظفين في الدولة والسلك العسكري، وفيها وُلد فؤاد أفرام البستاني وكتّاب وصحافيون وشعراء، من كرم ملحم كرم مؤسس <دار الف ليلة وليلة> الى ابنه نقيب الصحافة الراحل ملحم كرم، وغيرهما من أهل القانون والقضاء، حتى ان الطبيب الخاص لأدولف هتلر كان هنري شاوول نعمة ابن دير القمر.

السيد سمير اميل باز و<متحف ماري باز للشمع>!

تستقبلك على مدخل البلدة يافطة كُتب عليها <بلدة دير القمر بلدة الامراء> وبالفعل هي بلدة الامراء المعنيين والشهابيين الذين حكموا لبنان في الماضي، وهي من أغنى البلدات اللبنانية تراثاً وتاريخاً اذ تقع في قلب جبل لبنان وكانت عاصمته طوال عقود من الزمن، ولهذا جعلها المعنيون عاصمة حكمهم منذ سنة 1518 وبقيت كذلك حتى انتهاء الحكم الشهابي سنة 1843، وقد سكن فيها اول متصرف قبل انتقاله الى بيت الدين صيفاً وبعبدا شتاءً.

<الأفكار> جالت في المواقع الأثرية والسياحية في دير القمر، وبدأنا من قصر الأمير فخر الدين الذي تحوّل الى متحف للشمع بجهد ابن بلدة دير القمر السيد سمير اميل باز (الأكبر سناً في عائلة باز) الذي أسس متحف الشمع الشهير وفاءً منه وتقديراً

لوالدته السيدة ماري باز اذ أطلق عليه اسم <متحف ماري باز>.

وعن اهتمامه بتحويل القصر الذي كان في حوزة عائلة باز لأجيال الى متحف يقول:

- كانت دير القمر عاصمة لبنان على أيام العثمانيين، لقد أردت ان اظهر تاريخ لبنان في هذا القصر الذي بُني منذ 600 سنة بتحويله الى متحف للشمع لشخصيات تاريخية لعبت دوراً مهماً في لبنان. كنا نقضي العطلة الصيفية في هذا القصر، وعندما توفي والداي نصحني البعض بتحويل القصر الى اوتيل ولكنني لم أحبذ هذه الفكرة، ولأنني كنت أسافر كثيراً وزرت باريس مرات عديدة ورأيت المتاحف هناك، قررت ان احوّل القصر الى متحف عن تاريخ لبنان ابتداءً من الأمير فخر الدين وصولاً الى الشخصيات التي حكمت بعده في دير القمر. ولدينا قصر آخر عمره 400 سنة وهو قصر أجدادي يُدعى قصر <باز> ونفكر بتحويله يوماً ما الى فندق. لقد بدأت منذ 29 سنة بصنع التماثيل واليوم لدي 170 تمثالاً لشخصيات لبنانية تاريخية. طبعاً هذا المتحف ينشط الحركة السياحية في دير القمر اذ يقصد السيّاح البلدة لزيارة هذا المتحف، ولقد كلفّني هذا المتحف 3 ملايين ونصف المليون يورو.

وعن الشخصيات البارزة التي خرجت من دير القمر يقول:

- من هذه البلدة خرج رئيس جمهورية مهم هو الرئيس الراحل كميل شمعون، وأيضاً شخصيات بارزة مدعاة للفخر لأهل البلدة. وتُسمى دير القمر بعاصمة الأمراء لأنه سكن فيها الأمراء، ويوجد فيها ثلاثة قصور: قصر الأمير يوسف شهاب، وقصر الأمير فخر الدين، وقصر الأمير يونس، كما سكن فيها الأمير بشير ثم انتقل الى بيت الدين وبنى قصره هناك. بالنسبة الي لدي بيوت في بيروت وادما وجبيل ولكنني اقيم في دير القمر منذ سنوات طويلة، اذ يسعدني ان استقبل زوار المتحف وأشرح لهم عن تاريخ لبنان ودير القمر.

الدكتور باتريك باز وقصة <قصر باز>!

الدكتور باتريك باز ابن بلدة دير القمر يشرح لنا عن قصة <قصر باز> الذي سكن فيه جد جده وجده ووالده ويقول:

- <قصر باز> كان اول قصر بناه الأمير فخر الدين الثاني المعني الكبير في دير القمر، وهذا القصر كان شخص من عائلتنا قد اشتراه يدعى جرجس باز الذي كان وزير المير بشير آنذاك، ومنذ ذلك الوقت اصبح القصر من ممتلكات العائلة اذ سكن فيه جدي <قيصر باز> وأيضاً والدي كان يقضي فيه العطلة الصيفية عندما كان صغيراً. صحيح ان هذا البيت لعائلة باز وهناك عدة مالكين ولكنه اليوم ملك فريدي باز. لقد كان جرجس باز وزيراً للأمير بشير، ولكن عندما شعر المير بشير انه أصبحت لعائلة باز أهمية كبيرة في دير القمر خاف على نفسه فقرر ان يعدم جرجس باز وشقيقه عبد الأحد في اليوم نفسه، ولكن بعد فترة لاحظ المير بشير الخطأ الذي ارتكبه، فعيّن رستم باز مستشاره الخاص، ورستم باز هو جد جدي. وجد والدي جورج باز كان قد تخرج من الجامعة الأميركية في بيروت في العام 1883 وكان مسؤولاً عن الطب العام فقام بتوليد نظيرة جنبلاط والدة كمال جنبلاط...اذاً هذا البيت كان ملك جرجس باز ثم سكن فيه جد جدي وأيضاً جدي ووالدي، ولكن اليوم أصبح ملك فريدي باز، فالبيت الذي يقع في مكان المتحف يزوره الناس أكثر لأن هناك المتحف، مع العلم انه كان مقفلاً في الماضي ولكن يسكن فيه الآن سمير باز وهو ابن عم والدي. وتتميز دير القمر بارثها التاريخي والعيش المشترك ففي هذه البلدة تجدين الكنيسة بجانب الجامع في ساحة البلدة.

أستاذ التاريخ دافيد عطية وكنائس دير القمر!

وعن كنائس دير القمر وأحيائها التراثية يقول أستاذ التاريخ دافيد عطية ابن بلدة دير القمر:

- سُميت بدير القمر لأنه في الماضي ولا يزال حتى اليوم في كنيسة سيدة التل هناك عمود واحد الذي كان معبداً وثنياً يعبدون فيه القمر، اذ وجدوا في ارشيف اليونان انه أتى ناسك واقام في هذا المعبد. وذات مرة وقف الأمير فخر الدين على السطح فرأى نوراً ساطعاً يخرج من هذا المكان، فاستدعى الوزراء والعسكر وطلب منهم ان يحفروا ليرى من اين خرج ذلك النور، وبالفعل حفروا ووجدوا حجراً كبيراً على مدخل الكنيسة وعليه اشارة صليب وقمر ووردة آله الخصب، ولهذا سُميت بدير القمر. وكنيسة سيدة التل كانت معبداً وثنياً وكان مدخل الكنيسة منخفضاً لكي لا يدخل اليها الأتراك بأحصنتهم. واليوم كنيسة سيدة التل هي شفعية دير القمر والمنطقة كلها، ولقد رأيت بأم عيني شيخة درزية لم تكن تنجب أطفالاً أتت مع طفلها بعدما نذرت ووضعت طفلها على المذبح لتشكر سيدة التل.

وعن قصة تشبيه أهالي دير القمر بطير الوروار يشرح:

- كما يعلم الجميع ان طير الوروار طير جميل جداً وتُسمع زقزقزته قبل وصوله، وأهالي دير القمر يعرفون الخبرية قبل ان تصل اليهم، وعندما كان المير بشير يقيم في دير القمر سأل مستشاره كيف يعرف أهالي دير القمر كل ما اقوم به؟ ففكر بأن يرسل احد الخيّالة مع رسالة فارغة ليعرف عما اذا سيعرف الأهالي بالأمر، وبالفعل ما ان وصل الخيّالة قال له أهالي البلدة <شو المير بشير بعت رسالة فاضية (فارغة)؟ عندها تعجب كثيراً المير بشير وقال كيف يعرفون كل شيء؟ ولهذا أطلقت علينا تسمية الوروار...

وتزخر دير القمر بالكنائس اذ يحتفل الأهالي بعيد سيدة التل، وعيد مار عبدا، وعيد سيدة الخلاص في بيت الدين والتي يزورها أهالي دير القمر. وكان الأهالي يحتفلون بالكرنفال ولكنه توقف خلال الحرب... أما بالنسبة للقصور فهي مبنية من حجر لونه زهري وهذا الحجر من مقلع من دير القمر من أيام الأمراء. ويوجد في البلدة المركز الثقافي الفرنسي الذي كان تابعاً لقصر الأمير فخر الدين، وأصبح في ما بعد سوقاً للحرير بعدما تبين ان هناك مستندات بين دير القمر وليون بما يتعلق بتبادل الحرير، ولكنه أصبح اليوم مقراً للمركز الثقافي الفرنسي الذي يقصده الزوار أيضاً عند زيارة البلدة.

بيت الدين وقصره الشهير الذي يستقطب الزوار من كل أنحاء العالم!

وأكملنا الجولة في بيت الدين هذه البلدة الجميلة التي تقع في محافظة جبل لبنان، والتي كانت عاصمة امارة الشهابيين، وقد أنشأها الأمير بشير الثاني الشهابي في القرن التاسع عشر. وفي هذه البلدة الرائعة يقع قصر بيت الدين العريق الذي يعتبر المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية... قصدنا القصر الذي يرتفع في قلب الشوف كأبرز اثر تراثي للنهضة العمرانية في جبل لبنان في القرن التاسع عشر، وقمنا بجولة في أرجائه حيث يعج بالسيّاح من كل أقطار العالم الذين ينبهرون بجمال عمرانه ومحتوياته، ويشرح لنا احد أبناء بلدة بيت الدين عن أهمية ومكانة هذا القصر قائلاً:

- بني هذا القصر من 1800 سنة، لقد بناه رجل عربي لبناني اسمه الأمير بشير الشهابي الثاني الكبير، اذ بنى هذا القصر بيتاً له ومقر حكمه، لأنه حكم جبل لبنان لغاية حدود سوريا. وآنذاك كانت الدولة العثمانية تعيّن جماعة اقطاعية أمراء تكون وظيفتهم: تأمين عيش الشعب وأخذ الضرائب منهم، من ثم ارسالها للدولة العثمانية. وكان مقر حكم الأمير

فخر الدين المعني بين بعقلين ودير القمر اي قبل حكم الأمير بشير في سنة 1500. وترك الأمير فخر الدين المعني بعقلين وأقام في بلدة دير القمر، لأن فيها مياهاً وافرة للشرب وللجيش وللأحصنة، وهناك بنى قصره. انتهى حكم المعنيين وابتدأ حكم الشهابيين، اذ ان جد الأمير بشير <حيدر> (وهو من سلالة قريش) أتى من شبه الجزيرة العربية الى لبنان وسكن في كسروان، وولد الأمير بشير في بلدة غزير وعندما بلغ 19 سنة ولكونه كان ذكياً وشجاعاً جداً تسلّم الحكم من عمه يوسف في العام 1789 الذي كان يقيم في دير القمر في المكان الذي سكن فيه الأمير فخر الدين المعني. في بداية الأمر اهتم الأمير بشير بالشعب وبتأمين المعيشة لهم، فالتف الشعب من حوله، ولكن كان يخاف منه لأنه كان صارماً في حكمه، فالذي يخطأ يدفع ثمن خطأه ولهذا اشتهر الأمير بشير بالعدل.

وعن طموحه ببناء قصر في بيت الدين يشرح:

- خلال حكم الأمير بشير من سنة من 1789 لغاية 1804 اهتم بالشعب ولم يستطع ان يجمع الضريبة للدولة العثمانية فتراكمت الضرائب عليه. وهنا كان لديه طموح سياسي اذ اراد ان يكون لديه جيش كبير. ولقد تزوج من ثلاث سيدات، واحدة منهن كان ذووها أغنياء وهي اشترت قطعة الأرض له اذ كان همه بناء القصر. عندها بدأ يفكر كيف سيبني القصر وهو لا يملك المال، فاستشار أهم المهندسين اللبنانيين ولم يتفق معهم بسبب المال، وكان يعلم ان ايطاليا تشتهر بفن البناء والهندسة فوسّع علاقاته السياسية مع فرنسا وايطاليا وحتى مع والي مصر أنذاك ابراهيم علي باشا، وعندها أصبح هناك اتصالات بينه وبين ايطاليا فأخبرهم عن طموحه السياسي وبأنه يريد ان يبني قصراً ولكن ليس لديه المال للقيام بذلك، فاحتار الايطاليون كيف يساعدونه فأخبروه انهم يقدرون ان يساعدوه اذا غيّر سياسته ضد الدولة العثمانية، وان يساعدهم عسكرياً الى ما هنالك، فوافق وقال انه مستعد للمساعدة. وعندها اعلمه الايطاليون انهم يحتاجون اليه في معركة في فلسطين التي تُعرف بمعركة عكا، وفرح المير بشير انه حصل على الوعد رسمياً، وعندما ربح المعركة طالب الايطاليين بتنفيذ الوعد بعدما وفى بوعده، وعندها ارسلت ايطاليا مهندسين ايطاليين ورسموا خرائط، اما البناء فتم على أيدي رجال لبنانيين، اذ فرض المير بشير على كل رجل لبناني ان يعمل ليومين مجاناً ليبني هذا القصر، فتم البناء كما الحلم. كما بنى قصر المير أمين الذي يُعتبر اليوم اوتيلاً ومطعماً، والمير قاسم ضمن موقع للجيش اللبناني، وقصراً لابنه الثالث المير خليل الذي يُعرف اليوم بالسرايا حيث تُصدر

منها اخراجات القيد وما شابه. اذاً تقع في بيت الدين ثلاثة قصور لأبناء المير بشير. وهنا كان قصره مقر الحكم.

 

وعن نفي الأمير بشير الى تركيا يقول:

- عندما علمت الدولة العثمانية ان الأمير بشير غيّر سياسته وبدأ يعمل ضدها، راحت تطالبه بتسديد الضرائب نقداً ولكنه أعلمها انه لا يقدر دفعها بالكامل بل على مراحل ولكن الدولة العثمانية لم تقبل بالأمر. وكما ذكرت ان الأمير بشير كان قد تزوج ثلاث مرات اذ تزوج سيدة درزية وسنية ومسيحية. اول امرأة تزوجها انجب منها ابنة تُدعى سعدى وكانوا ينادونه ابو سعدى فلم يرض بذلك، ثم تزوج امرأة ثانية فأنجب ابناءه أمين وخليل وقاسم، من ثم تزوج سيدة مسيحية <الأميرة شمس> وكان يحبها كثيراً ويحترمها، وعندما طلبت منه ان يبني لها كنيسة قبل ذلك وبنى لها كنيسة مار مارون في ساحة بيت الدين، وعندما شرحت له عن الدين المسيحي احب الديانة المسيحية فاعتنق المسيحية بالسر وليس بالعلن، وهو فعل ذلك اكراماً للطائفة المسلمة التي كان ينتمي اليها، وطلب من المهندسين الايطاليين في الحمام التركي الذي كان يستحم به ان يصمم السقف على شكل صليب وأيضاً في الحمام التركي الخاص بزوجته. وكما ذكرت ان الدولة العثمانية عرفت انه غيّر سياسته فنُفي الى مالطا وتركيا واسطنبول، اذ أقام هناك عشر سنوات، وعندما مات هناك اهتم الارمن اللاتين بدفنه كمسيحي اذ دُفن في كنيسة ارمنية لاتينية، وبعد انتهاء حكم الأمير بشير بدأ عهد المتصرفية اذ تسلّم السلاطين العثمانيون الحكم ومنهم: داوود باشا، وفرانكو باشا، ورستم باشا، وأوهانس باشا، واتى بعدهم الانتداب الفرنسي، وبعدها دخلنا تاريخ الاستقلال في العام 1943 و1944، وأول رئيس للجمهورية اللبنانية بشارة الخوري قام في العام 1944 بترميم جزء من هذا القصر فأصبح مقراً لرئيس الجمهورية في فصل الصيف. ومنذ ذلك الوقت لغاية اليوم يقضي رئيس الجمهورية فصل الصيف في قصر بيت الدين. وفي العام 1945 فكّر الرئيس بشارة الخوري ماذا سيمنح الأمير بشير كوسام تقدير بعد وفاته، وأول ما فكر به ان يبني له قبراً في حديقة القصر، وفي العام 1946 تفاوض الرئيس بشارة الخوري مع الدولة التركية لجلب رفاة الأمير بشير من تركيا الى لبنان، ووضعت رفاته في قبره في حديقة القصر. وكما ترين اليوم أصبح قصر بيت الدين مركزاً اثرياً سياحياً اذ لديه شهرة واسعة فالسياح يقصدونه من كل دول العالم للقيام بجولة في أرجائه والتعرف على تاريخ لبنان.

وبالسؤال عن تقسيم القصر يقول:

- يُوجد أمام القصر ساحة كبيرة التي كانت مخصصة لترويض الأحصنة على الركض، وأيضاً المدخل لعربيات الأحصنة، وبداية القصر هي الدارة الخارجية من القصر اي خارج القصر، وفوق وسط القصر الدارة الوسطى من القصر وهي تفصل بين دار الرجال (يُسمى بدار السلملك) ودار النساء (يُسمى بدار الحريم او دار الحرملك). وكان الأمير بشير بحاجة للمترجمين فكانت لديه مجموعة من المترجمين وكانوا يسمونهم بالكتّاب لذا كان يوجد دار الكتبة، والذي أصبح منذ تاريخ الاستقلال مكتباً لرئاسة الجمهورية حيث يستقبل الوزراء والنواب والزيارات خاصة. ويوجد أيضاً المكتب الخاص للأمير بشير الشهابي الذي تُفتح أبوابه أيضاً أمام الزوار. ولم يكن هناك اعلى من الأمير بشير في الحكم الا الدولة العثمانية اي كان الحاكم والقاضي في الوقت نفسه، لذا كان لديه دار محكمة مخصصة للزوار ايضاً وكان يحكم على الأشخاص بالعدل. ومن ضمن أصدقائه الفرنسيين كان الشاعر الفرنسي <لا مارتين> ولذا توجد مكتبة للشاعر <لا مارتين> تقع بالقرب من مكتب الأمير بشير لكي يبقى على اتصال معه. ودار الحرملك أصبح للرئيس وعائلته اي خصص لرئاسة الجمهورية. ويوجد صالون للأمير بشير حيث كان يستقبل الملوك والسفراء ويوجد فيه ثريا كريستال وهي هدية من القائد الفرنسي <نابوليون بونابرت> للأمير بشير. ويوجد في القصر أيضاً قاعة تُسمى بقاعة عامة الشعب حيث كان يستمع لمطالب الشعب. وكل القاعات مزينة بخشب أرز لبنان، أما الحفر والتزيين فمأخوذ من التصميم الدمشقي، أما هندسة البناء فهي هندسة ايطالية، وفي كل قاعة يوجد نافورة مياه لبعث البرودة لأنه آنذاك لم يكن هناك مكيف تبريد. ويوجد ايضاً في القصر قاعة المحكمة اذ كان الأمير بشير يجلس في الزاوية امام النافذة وينظر الى الخارج لكي لا يرى الأشخاص المخلّين بالأمن ولكي لا تتأثر عاطفته بالحكم، وكان الكاتب يدوّن المحضر، وبعدما ينتهي المحضر ويقفله يتوجه الأمير بشير الى المغسلة ليغسل يديه ليريح ضميره بأنه حكم عليهم بالعدل...