تفاصيل الخبر

اطلاق مشروع مبادرة ”بحر بلا بلاستيك“ للحد من استعمال البلاستيك!

02/08/2019
اطلاق مشروع مبادرة ”بحر بلا بلاستيك“ للحد من استعمال البلاستيك!

اطلاق مشروع مبادرة ”بحر بلا بلاستيك“ للحد من استعمال البلاستيك!

 

بقلم وردية بطرس

أفاد خبراء وعلماء بأن كميات هائلة من مخلفات البلاستيك تتراكم في البحر الأبيض المتوسط. وتوصلت دراسة الى ان نحو ألف طن من المواد البلاستيكية تطفو على سطح البحر، معظمها بقايا زجاجات وحقائب وأغلفة وأكياس. لقد انتشر التلوث البحري جراء المواد البلاستيكية وأصبحت مشكلة على مستوى كوكب الأرض بعد مرور نحو نصف قرن من الاستخدام الشائع للمواد البلاستيكية، وهو ما يتطلب وضع استراتيجيات ادارية عاجلة لمعالجة هذه المشكلة.

ولهذا أطلق <التجمع اللبناني للبيئة> و<الحركة البيئية اللبنانية> خلال مؤتمر صحفي في المركز الثقافي في جبيل مشروع <بحر بلا بلاستيك> على طول الشاطىء اللبناني برعاية سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان <كريستينا لاسن> وحضورها، وبدعم من بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان بهدف رفع مستوى الوعي من مخاطر البلاستيك وتطوير التشريعات والمبادرات للتخفيف من استعماله وتشجيع المجتمع المدني على اجراءات للحد من آثاره السلبية في البحر.

 ونوه عريف المؤتمر سليم خليفة بما قامت به بلدية جبيل من خلال حملة <شيل البلاستيك من راسك> حيث أرادت ان تنتفض على ذلك من خلال تحولها الى أكياس صديقة للبيئة مصنوعة من القماش والورق، اذ ان البحر الأبيض المتوسط أصبح احد البحار الأكثر تلوثاً في العالم الى حد ان يُطلق عليه اسم <بحر البلاستيك>.

واعتبر رئيس البلدية المهندس وسام زعرور ان العمل لم يقتصر فقط على البحر بل على البشر أيضاً وقال:

- أهم شيء بالنسبة الى البشر هو الموضوع البيئي، فبدأنا بعملية الفرز من المصدر منذ أكثر من سنتين من خلال مشروع شمل كل المدينة وما زلنا مستمرين به حتى اليوم. ان نسبة الفرز من المصدر وصلت الى مرحلة متقدمة حيث بلغت النسبة مئة طن شهرياً، وهذا انجاز بالنسبة لمدينة كجبيل. ان قرارات المجلس البلدي هي للحفاظ على البيئة في مدينة الحرف، ومنها التوقف عن استعمال الأكياس البلاستيكية واستبدالها بأكياس صديقة للبيئة، وكانت النتيجة أكثر من جيدة عند التنفيذ بالرغم من ان البعض كان اعتبر ان هذا المشروع لا يمكن السير به. ان المواطن بحاجة الى توعية حول هذه المواضيع ولاسيما لجهة ضرر البلاستيك على البيئة والأطفال والعائلة والبحر، وان البلدية حازمة في تطبيق قراراتها في هذا الخصوص وصولاً الى بيئة نظيفة سواء لجهة عدم استعمال البلاستيك، او لجهة استبدال المصابيح الكهربائية بمصابيح على الطاقة الشمسية خصوصاً في الشوارع القديمة في المدينة ضمن مواصفات عالمية. ان الاستسلام ليس موجوداً على روزنامة عملنا كمجلس بلدي. نحن شعب يمتلك الثقافة ولكننا بحاجة الى التوعية حول ضرر البلاستيك على بيئتنا وإلى معرفة كيفية مكافحته ومحاربته حتى النهاية.

أما سفيرة الاتحاد الأوروبي <كريستينا لاسن> فاعتبرت ان اطلاق مشروع مبادرة <بحر بلا بلاستيك> مبادرة صغيرة لكنها في الوقت عينه مفيدة للغاية اذا ما تعاون الجميع من أجل المصلحة العامة وتقول:

- نزور مدينة بيبلوس للتمتع بشاطئها وأمكنتها السياحية، واليوم نزورها بفخر أكبر ولاسيما بعد مبادرة بلديتها الى اطلاق شعار <شيل البلاستيك من راسك> وتنفيذه. فكلنا نعيش في هذا البلد الجميل، الا اننا نعاني من التلوث البيئي، مما يحتم علينا الحفاظ على جمال شواطىء لبنان من خلال مكافحة استعمال البلاستيك الذي يشكل خطراً دائماً على الكائنات البحرية. نشكر بلدية جبيل رئيساً وأعضاء على هذه المبادرة. ان المسؤولية تقع على عاتق اللبنانيين في ذلك، والاتحاد الأوروبي لا يستطيع ان يساعد لبنان الا من خلال هذه المبادرات.

ويعتبر رئيس <الحركة البيئية اللبنانية> الناشط البيئي بول ابي راشد ان الأزمة العالمية للنفايات البلاستيكية لها انعكاسات سلبية على البيئة والصحة العامة خصوصاً في البحار والمحيطات التي اصبحت مستوعباً كبيراً للمواد البلاستيكية والميكروبلاستيك الذي يلحق الضرر بالطيور والكائنات البحرية والانسان، وهذا ما دفع العديد من المنظمات الدولية لتنظيم حملات وبرامج ومبادرات لمنع هذه الآفة المدمرة للمنظومة الطبيعية عموماً والبحرية خصوصاً. ولفت ابي راشد الى ان الاتحاد الأوروبي كان الأكثر اهتماماً في العمل مع شركائه في حوض البحر المتوسط للتخلص من هذه الكارثة حيث نعمل معاً للحد من البلاستيك في بحر لبنان.

ومن جهته اعتبر رئيس <التجمع اللبناني للبيئة> الأستاذ مالك غندور انه حان الوقت لعدم اعتماد الشاطىء مكباً للنفايات واعتباره محمية طبيعية وطنية وقال:

- من هذا المنطلق باشرنا بتنفيذ مشروع وطني للحد من البلاستيك في البحر بالشراكة بين <التجمع اللبناني للبيئة> و<الحركة البيئية اللبنانية> وبالتعاون مع وزارة البيئة وبدعم من الاتحاد الأوروبي. ان المشروع يعمل لتحقيق ثلاثة أهداف: التوعية، والمناصرة، والمشاريع الصغيرة. في مجال التوعية عن واقع الشاطىء اللبناني ومخاطر البلاستيك على المياه البحرية والصحة العامة من خلال منشورات وأدوات توعية ومواد اعلامية وتأثير بالرأي العام وحلقات تدريب وتوعية في مواقع عدة. وفي مجال المدافعة والمناصرة، تحديد النقاط الحساسة على الشاطىء وتنظيم نشاطات المناصرة لرفع الخطر وتحويل النقاط الساخنة الى وضعها الطبيعي، اضافة الى تحديث التشريعات واقتراح قوانين جديدة تحقق الأهداف المرجوة. وفي تمويل المشاريع الصغيرة 50 بالمئة من قيمة المشروع مخصصة للمشاريع الصغيرة للجمعيات والبلديات والمؤسسات التربوية والسياحية وفقاً للشروط والمعايير، وتنظيم حلقات تدريب وتقوية قدرات على أعداد مقترحات المشاريع، ثم افساح المجال لتقديمها ودراستها واختيار المناسب بواسطة لجنة اختيار وطنية ومتابعة التنفيذ على الأرض من قبل ادارة المشروع بهدف احداث التغيير اللازم من أجل الحد من البلاستيك في البحر.

رئيس <الحركة البيئية اللبنانية> بول ابي راشد وأهداف مشروع <بحر بلا بلاستيك>!

ولنطلع أكثر على مشروع <بحر بلا بلاستيك> وكيفية تنفيذ المشروع تحدثت <الأفكار> الى رئيس <الحركة البيئية اللبنانية> بول ابي راشد ورئيـــــس <التجمــــع اللبناني للبيئــــــة> المهندس مـــالك غنـــــدور، ونســـــأل النــــاشط البيئـــــي بول ابي راشد:

ــ لا شك ان عقد المؤتمرات والندوات حول مخاطر البلاستيك في البحر أمر مهم ولكن برأيك هل يمكن الوصول الى نتيجة اذا لم تتخذ اجراءات حاسمة من قبل الدولة والمعنيين للحد من نسبة التلوث؟

- أولاً يجب التنويه هنا ان أكبر مصدر للبلاستيك في البحر هو اما المكبات البحرية او المكبات العشوائية على مجاري الأنهر، وبالتالي اذا لم تتخذ الدولة اللبنانية قرارات حاسمة بمعالجة سليمة للنفايات فلن يتوقف هذا التلوث، طبعاً الندوات والبوسترات لن تنفع. ونحن في هذا المشروع لن نعمل فقط على موضوع التوعية، بل مشروعنا له ثلاثة أهداف: هناك التوعية، وهناك مناصرة ومدافعة للضغط على الصناعيين والدولة لايقاف والحد من تلوث البلاستيك، وهناك دعم الأفكار الخلاقة التي تقدر ان تجد الحلول للبلاستيك سواء من مصدره او اذا كان في البحر، اذاً لن يقتصر هذا الموضوع على التوعية فحسب.

الحلول!

ــ كرئيس <الحركة البيئية اللبنانية> كيف تقيّم الوضع البيئي بالنسبة للبحر؟ وماذا عن الحلول؟

- بالنسبة لتقييمي للوضع البيئي بما يتعلق بالبحر، يمكن القول اننا اسوأ بلد على كوكب الأرض بموضوع قلة اهتمامنا بنظافة البحر الأبيض المتوسط، في الوقت الذي كان لبنان من أول الدول الذي وقّع على اتفاقية برشلونة سنة 1976 لحماية البحر المتوسط، مجاريرنا في البحر، وأنهرنا تغمرها النفايات، والصناعيون والمصانع يرمون نفاياتهم في البحر، ومكبات النفايات تُرمى في البحر. في الحقيقة نحن مجرمون بحق البحر المشترك الذي اسمه البحر المتوسط. للأسف في لبنان نحن محكومون بطبقة سياسية تدمر طبيعة لبنان ولهذا يجب ان تحدث لدى هذه الطبقة السياسية صدمة وتوبة، على المسؤولين ان يحترموا الاتفاقيات الدولية والقوانين اللبنانية او ان <يزيحوا على جنب> كما نقول باللهجة اللبنانية بحيث تصبح هناك سلطة سياسية في لبنان تحترم القوانين وتعرف كيف توقف تلوث البيئة.

ويتابع:

- من هنا تأتي أهمية المؤتمر الذي عُقد او اطلاق هذا المشروع <بحر بلا بلاستيك> لكي يهز الضمير اللبناني ويشجع كل من لديه الحلول، ولكي يضغط بالقوانين وبالاقناع وبالتربية وبالتوعية لايجاد الحلول من خلال المشاريع التي تُمول، اذ سيُخصص نصف مليون يورو على مشروع <بحر بلا بلاستيك> وسنوزعها على مشاريع تقدر ان تقدم الحلول البديلة.

رئيس <التجمع اللبناني للبيئة> المهندس مالك غندور واقتراح القوانين للحد من استعمال البلاستيك!

ونسأل المهندس مالك غندور عن الاهتمام الدولي بالبحار فيقول:

- لقد تم اطلاق هذا المشروع من منطلق اهتمام دولي كبير على صعيد الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وكل المنظمات التي تعمل من أجل البيئة والتنمية المستدامة، اذ لاحظوا ان البلاستيك مع حلول العام 2025 سيوازي عدد الناس، واذا استمرت الأمور متجهة نحو ذلك فان كلفة البلاستيك ستزداد، وبالتالي يجب ان تُبذل الجهود لتخفيف استعمال البلاستيك ولهذا على الحكومات ان تعمل في هذا الخصوص ويجب ان يُصار الى اقتراح القوانين وتحديث التشريعات. وهذا المشروع الدولي يصّب بالاهتمام نفسه بالنسبة للبنان، اذ من الرائع ان يكون لبنان مساهماً للحد من استهلاك البلاستيك، وبذلك يبدأ العمل على اساس خطة كبيرة لنصل الى الفرد لأن الانسان مدعو للعمل أيضاً للحد من استهلاك البلاستيك لأن هذه المشكلة عالمية وليست فقط في لبنان. ومن جهتنا نعلق أهمية على القاء الضوء على هذا المشروع.

ــ ما أهمية مشروع <بحر بلا بلاستيك>؟ وماذا عن أهدافه؟

- مشروعنا قائم على ثلاثة أهداف أولاً: ان نقوم بالتوعية لتنبيه الناس وأيضاً للتذكير بأهمية تأثير الاعلام في هذا الخصوص، اذ نشكر اهتمام <الأفكار> بهذا الموضوع وبذلك سيشارك معنا الجميع لتحقيق الهدف المنشود. ثانياً ان نقوم بالمناصرة او المدافعة وان نعمل على القضايا الساخنة والحساسة مثلاً السمك في البحر يأكل البلاستيك ويتحول بداخله الى الميكروبلاستيك، ولكن الناس لا ترى ذلك بأم العين اذ ان هذه المادة تدخل الى الطعام الغذائي، وبالتالي عندما يتناول الناس السمك يكونون قد تناولوا الميكروبلاستيك أيضاً، ولهذا التلوث يزداد أكثر.

ويتابع:

- من جهتنا نعرض ما لدينا من خطط للعمل مع الحكومة لكي تعمل بدورها على اصدار التشريعات والقوانين للحد من استعمال البلاستيك. ومشروعنا يركز على البحر لأنه اذا اراد الشخص او اي مركز ان ينجح بمهمته فعليه ان يرّكز على مشكلة ما ويعالجها، وهذا ما نقوم به بما يتعلق بضرر البلاستيك في البحر، واذا نجحنا بهذا العمل فسننتقل بعدها الى الأنهر وهكذا دواليك... وبدورنا بدأنا نعلق الآمال من خلال التعاون مع الحكومة والبرلمان اللبناني لاصدار التشريعات والقوانين. ثالثاً: نعتمد على مبادرات محلية ومبادرات المجتمع المدني والمدارس والبلديات، وعلى المسؤولين ان يشجعوا المبادرات، ونحن نعمل ضمن مشاريع صغيرة، وعندما تنجح هذه المبادرة سيعم ذلك على كل الشاطىء اللبناني، ونأمل ان تلقى مثل هذه المبادرة اهتمام كل لبناني لما فيه مصلحة البلد من الناحية البيئية.

 

إقامة حلقات حول هذا المشروع ابتداءً من طرابلس وصولاً الى بيروت وصيدا والدامور!

ــ وكيف ستبدأون بتنفيذ او تحقيق أهداف هذا المشروع؟

- سنقوم بخطوات ومنها اقامة ست حلقات حول هذا المشروع وكيف سنعمل مع المجتمع المدني، اذ من خلال هذه الحلقات التي سنقوم بها بدءاً من طرابلس وجبيل وصولاً الى بيروت وصيدا والدامور، سندعو كل الجمعيات والبلديات لتستفيد من هذا التمويل الذي سيساعدها لاطلاق المبادرات.

وبالسؤال عن ضرورة توجيه الناس وتوعيتهم حول مخاطر البلاستيك يشرح:

- نحن في <التجمع اللبناني للبيئة> نركز أكثر على البيئة الزرقاء (اي الشاطىء والبحر والأراضي الرطبة وما شابه) والبيئة الخضراء (اي المحميات الطبيعية والتشجير والأحراج والحدائق)، ونتوجه الى كل فرد لبناني ان يعي هذه الأمور ويساعد من خلال الحد من استعمال البلاستيك، وذلك من ان يبدأ من منزله اولاً وان يلزم افراد اسرته للقيام بالمثل ليصل الامر الى كل افراد المجتمع، لأن مخاطر البلاستيك على البيئة وصحة الانسان عديدة وبالتالي لم يعد مقبولاً تجاهل هذه المشكلة التي تهدد حياتنا. مثلاً بالنسبة للصناعات البلاستيكية فالضرر يكون من 1 لـ 7، وكل صناعة منها لديها ضرر ما، فهناك نوع مضّر وآخر مضر أكثر، ولهذا يتوجب وضع الرقم وما يحتويه من ضرر على كعب اي منتج بلاستيكي، ولكن كل الصناعات البلاستيكية لا تدون الرقم على المنتج وبالتالي لا يعرف الشخص مدى الضرر الناتج عن استعمالها كما هو الحال عندما يُوضع تاريخ صلاحية المنتج بأسفل المنتج لكي يعرف الشخص ما اذا كان المنتج صالحاً للاستعمال ام لا، وبالتالي نعمل جاهدين لنشر التوعية حول كل هذه الأمور لكي يطلع الناس عليها ونعول على دور الاعلام ايضاً بايصال المعلومات للجميع.