تفاصيل الخبر

اطلاق الحملة الوطنية لمكافحة سرطان الثدي تحت شعار: ”ما تترددي، اعملي الصورة وطمني بالك“

18/10/2019
اطلاق الحملة الوطنية لمكافحة سرطان الثدي تحت شعار: ”ما تترددي، اعملي الصورة وطمني بالك“

اطلاق الحملة الوطنية لمكافحة سرطان الثدي تحت شعار: ”ما تترددي، اعملي الصورة وطمني بالك“

 

رئيس الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي ناجي الصغير: غاية الجمعية نشر التوعية للوقاية من سرطان الثدي ومساعدة المصابات بتأمين تكاليف العلاج!

 

بقلم وردية بطرس

كما في كل عام تُقام الحملة الوطنية لمكافحة سرطان الثدي، ومنذ أيام أطلقت وزارة الصحة العامة الحملة تحت شعار <ما تترددي، اعملي الصورة وطمني بالك>. وتبقى حملات التوعية هي الاساس ولهذا تأخذ الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي التي يرأسها البروفيسور ناجي الصغير على عاتقها منذ تأسيسها على نشر التوعية الصحية حول الوقاية والكشف المبكر عن سرطان الثدي، والوقاية من سرطان الثدي المتقدم موضعياً والمنتشر في أنحاء الجسم، اذ تعمل الجمعية على توفير أفضل سبل التشخيص والعلاجات الحديثة لجميع النساء المصابات بسرطان الثدي في لبنان. وأيضاً مساعدة ومساندة النساء المصابات بسرطان الثدي وعائلاتهن من جميع النواحي الطبية والنفسية والاجتماعية. كما تعمل الجمعية على مساندة النساء الناجيات من سرطان الثدي على العودة الى الحياة الطبيعية، وأيضاً دعم وتشجيع الأبحاث الطبية السريرية ودراسة احصائيات السرطان سنوياً لرصد التغيرات ومعرفة أسباب سرطان الثدي لايجاد العلاجات الناجحة له. كما تتعاون الجمعية مع الجمعيات الطبية والمنظمات غير الحكومية والهيئات النسائية ذات الأهداف المشتركة لنشر التوعية واقامة الندوات الصحية حول سرطان الثدي.

فما أهمية حملات التوعية حول سرطان الثدي؟ وما هي الأنشطة التي تقوم بها الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي على مدار السنة لنشر التوعية بين النساء؟ وغيرها من الأسئلة أجاب عنها مؤسس ورئيس الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي البروفيسور ناجي الصغير وهو رئيس قسم أمراض الدم والسرطان في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت وأيضاً مدير مركز علاج سرطان الثدي في الجامعة الأميركية في بيروت وسألناه:

ــ كما في كل سنة تُقام الحملة الوطنية لمكافحة سرطان الثدي، فما أهمية هذه الحملة وبماذا تتميز حملة 2019؟

- هذا صحيح كل سنة نقوم بحملة في لبنان بل حملات لمكافحة سرطان الثدي. وطبعاً الحملة الوطنية لمكافحة سرطان الثدي تقوم بها وزارة الصحة بالتعاون مع الجمعيات الأهلية، والأطباء أعضاء اللجنة الوطنية للتوعية والكشف المبكر عن سرطان الثدي وذلك منذ سنة 2002. وهذه السنة شعار الحملة التي أطلقتها وزارة الصحة منذ أيام هو: <ما تترددي، اعملي الصورة وطمني بالك>. وهذه الحملة موازية لحملات عديدة، اذ ان العديد من الجمعيات الأهلية والمستشفيات والأطباء يقومون بها. ونحن في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت وتحديداً في مركز علاج سرطان الثدي وبالتعاون مع الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي نقوم على مدار السنة بحملات للكشف المبكر ولشرح أفضل العلاجات لسرطان الثدي ولجمع التبرعات لمعالجته. طبعاً بالاضافة الى الندوات والمحاضرات التي نجريها في المناطق اللبنانية كافة. وهذه السنة أطلقنا حملة مساعدة مرضى سرطان الثدي بعنوان <5 وبس> التي علم بها الناس من خلال وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. وهدف هذه الحملة ان كل انسان يقدر ان يساهم بمساعدة مرضى سرطان الثدي، اذ تُوضع الصناديق ذات اللون الزهري في كل المناطق اللبنانية في المجمعات التجارية (المولات)، والمخابز، والمحلات التجارية، والجامعات والمستشفيات ويتبرع من أراد من الناس بـ5000 ليرة لبنانية، واذ اراد أحدهم ان يتبرع بمبلغ أكبر يمكنه ذلك، وكل المال الذي يُوضع في تلك الصناديق سيُقدم لمعالجة المصابات بسرطان الثدي.

وعن التبرعات التي جمعتها الجمعية لمعالجة مرضى السرطان يشرح:

- منذ ان أسسنا الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي في العام 2011 جمعنا التبرعات، ومنذ ذلك الحين لغاية اليوم جمعنا أكثر من 700 ألف دولار، وقمنا بتقديمها لمعالجة المريضات المحتاجات اللواتي يتلقين العلاج في مستشفى الجامعة الأميركية، او بعض المستشفيات الأخرى عندما يتطلب منا المساعدة... ولغاية اليوم قمنا بمساعدة 2300 مريضة بهذا المبلغ، وتعلمين علاج التشخيص والعلاج الكيميائي يلزمهما تكاليف كثيرة، اذ ليس كل الناس لديهم ضمان اجتماعي او تأمين الزامي. وهناك بعض المريضات تساعدهن وزارة الصحة ولكن بعضهن لديهن ضمان اجتماعي ولكن عليهن ان يدفعن الفرق كل اسبوعين او ثلاثة أسابيع 200 او 300 دولار مثلاً وهذا عبء على العديد من الناس لأنهم لا يقدرون ان يدفعوا التكاليف بسبب الظروف المعيشية التي تمر بها بلادنا. ولهذا نحن نحاول ان نوفر العلاج، اي لا نريد ان نرى اي مريضة لا تُعالج بسبب وضعها المادي، وبالتالي نساعدها لتكمل العلاج، ونساعد بعض المرضى طبعاً بما يتعلق بالجراحة والعلاج بالأشعة وهذه ممكن ان تكون تكاليفها باهظة، ولكن هناك أناس يتبرعون فنستخدم هذا المال، وكل هذه المساعدات تتم عن طريق مركز الشؤون الاجتماعية في مستشفى الجامعة الأميركية، وايضاً بعض المستشفيات الأخرى التي تطلب منا المساعدة عن طريق الجمعيات الأهلية التي تتعامل معها فنتعاون مع بعضنا ونساعد المرضى.

إضاءة قلعة جبيل باللون الزهري!

وعن إضاءة قلعة جبيل باللون الزهري يقول البروفيسور الصغير:

- كما تذكرين في العام 2013 أضأنا صخرة الروشة كرمز للصمود بمكافحة سرطان الثدي كونه معلماً مهماً في لبنان. وفي السنة التي تلتها قمنا بإضاءة قلعة صيدا. ووزارة الصحة أضاءت القصر الجمهوري باللون الزهري. وهذه السنة قمنا بالمبادرة مع بلدية جبيل لاضاءة قلعة جبيل. وقامت كل من الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي، والجامعة الأميركية في بيروت، والهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، والمديرية العامة للآثار في وزارة الثقافة، وبلدية جبيل باضاءة قلعة جبيل كون هذه القلعة رمزاً تاريخياً مهماً في لبنان، فالأحرف الأبجدية خرجت من مدينة جبيل، ونحن نعلّم الناس عن كيفية الوقاية من سرطان الثدي والكشف المبكر وعن العلاج والشفاء. كما قمنا بحملة <أنا قصيت> اذ العديد من الناس يحبون ان يتبرعوا بقص الشعر لمساعدة المريضات، اذ كما يعلم الجميع تخسر السيدة شعرها بعدما تتلقى العلاج الكيميائي، وقمنا بذلك مع <لوريال> في المجمع التجاري <أ ب ث> في فردان، وهذه حملة مهمة لأنها تشجع روح العطاء عند الصبايا والتضامن مع السيدات المصابات بسرطان الثدي. وبدورنا نغتنم الفرصة لزيادة الوعي عن صحة الثدي اذ نعلّم السيدات كيف يفحصن أنفسهن وذلك سبعة ايام بعد ابتداء الدورة الشهرية. وعلى النساء التي تتراوح أعمارهن بين العشرين والأربعين سنة ان يخضعن للفحص كل ثلاث سنوات. وعلى المرأة زيارة الطبيب مرة واحدة بعد سن الأربعين لاجراء صورة <الماموغرافي>.

 

الكشف المبكر وازدياد الإصابة بسرطان الثدي!

ــ الى أي مدى يساعد الكشف المبكر بالوصول الى الشفاء؟

- مع العلم اننا كنا نقوم بحملات فردية، ولكن أجرينا احصاءات في العام 2002 ولاحظنا ان هناك ازدياداً بالحالات المبكرة اي في المراحل الأولى والثانية وهناك نقص في المرحلتين الثالثة والرابعة، بمعنى انه حصل تغيير. اذ في الماضي كانت السيدات يقصدن الطبيب بحالات متقدمة ولكن اليوم أصبحت هناك حالات مبكرة بسبب الكشف المبكر. وأصبحنا نقوم بجراحة جزئية للثدي أكثر من السابق، اذ في السابق كنا نقوم بجراحة كاملة للثدي ولكن اليوم لم تعد هناك حاجة لاستئصال الثدي كله بل يتم استئصال جزئي مع العلاج بالأشعة. واليوم هناك تطورات جديدة اذ نقوم دائماً بفحوصات الزرع، واذا كانت هناك حاجة لعلاج كيميائي او هرموني لكي لا يعاود المرض في المستقبل فنقوم بذلك أيضاً. والآن هناك فحوصات جديدة مهمة <Genomic Test> اي فحوصات جينية على خلايا الورم تساعدنا ان نقرر ما اذا كانت هناك حاجة للعلاج الكيميائي ام لا، وأكثر من 50 بالمئة من الحالات التي كنا نعطيها العلاج الكيميائي توقفنا عن اعطائها بل نعطيها علاجاً مضاداً للهرمونات بين 5 أو 10 سنوات لنمنع المرض من ان يعاود، ولدينا احصاءات في مستشفى الجامعة الأميركية تفيد بأنه في المراحل الأولى من 80 الى 90 بالمئة من السيدات تشفى.

ــ ولكن بالرغم من حملات التوعية فإن نسبة حالات الاصابة بسرطان الثدي تزداد أكثر وفي مختلف الأعمار، فما تقييمك لهذا الواقع خصوصاً ان الدراسات تشير الى ان نسبة الاصابة بالمرض ستزداد في السنوات المقبلة؟

- هذا صحيح هناك ازدياد بنسبة الاصابة بسرطان الثدي في العالم ككل. وأسبابها عديدة وتحدثنا مراراً عن أسباب الاصابة بالمرض، ولكن نحن نقول ان هناك زيادة بالعدد وليس فقط بالنسبة لأن عدد السكان في لبنان يزداد، كما ارتفع معدل عمر الانسان، وأيضاً هناك سيدات عراقيات وسوريات يتلقين العلاج في لبنان، وعدا عن ذلك اللبنانيات اللواتي يقمن في الخارج عندما يصبن بالمرض يأتين الى لبنان لتلقي العلاج هنا. وبالتالي نرى ان نسبة الاصابة بالمرض في ازدياد، ولا يزال 50 بالمئة من الحالات تكون السيدات بسن الأربعينات، وهناك بعض السيدات اللواتي يصبن بسن أصغر، واللواتي يأتين الينا بسن أصغر نخضعهن لفحوصات جينية لنتأكد ما اذا كانت لديهن طفرات جينية حصل فيها تغيرات، اذ ربما يكون لديهن استعداد أكثر من غيرهن للاصابة بسرطان الثدي ولهذا نقوم بالمتابعة أكثر، وممكن ان نخضعهن لصورة <الماموغرافي> وصورة مغناطيس كل ستة أشهر، نبدأ بعشر سنوات قبل اول حالة في العائلة لكي نكشف المرض مبكراً والوصول الى الشفاء. وأيضاً نجري لهن اجراءات وقائية بالنسبة للمبيض عند الطبيب المتخصص، وبعدما تنجب أولادها نقوم باستئصال المبيض أيضاً، هناك بعض السيدات يخترن استئصال الثديين بهذه الحالات اذا كان لديهن استعداد.

ــ ما هي ابرز النشاطات التي تقوم بها الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي على مدار السنة؟

- نقوم بالعديد من النشاطات على مدار السنة وفي مختلف المناطق اللبنانية بالتعاون مع البلديات والكشاف والجمعيات الأهلية والمستشفيات، اذ ننظم محاضرات سؤال وجواب، ومحاضرات لطلاب الجامعات، وأمهات التلاميذ والأساتذة، اي نقوم بالتوعية على مدار السنة، فالجمعية منذ تأسيسها في العام 2011 لغاية اليوم قامت بالعديد من الأنشطة، وأيضاً خلال السنة نحتفل بعيد الأم، ويوم المرأة العالمي في آذار (مارس)، ونقوم بحملة توعية ونطلق عليها اسم عيد صحة الأم، ونقوم بالعديد من حملات التوعية اذ نطلب مشاركة ناجيات من السرطان للتحدث عن تجربتهن لتشجيع السيدات المصابات بالمرض. وأيضاً نجمع التبرعات لمساعدة مريضات السرطان

ويتابع:

- يهمنا نوعية التشخيص والعلاج التي تحصل عليها المريضة، نحن نريد لكل سيدة مصابة بالسرطان ان يُقدم لها افضل العلاجات، اذ نشارك في المؤتمرات، فمركز سرطان الثدي في الجامعة الأميركية يقيم مؤتمراً كل سنة في شهر شباط (فبراير) وندعو اليه الجمعيات الأهلية، وأيضاً الممرضات والممرضين، والجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي تشارك في المؤتمر أيضاً، ونقيم في شهر تشرين الأول (اكتوبر) حلقة للسيدات المصابات بالسرطان الثدي المنتشر. صحيح اننا نقوم بحملة توعية للسيدات اللواتي يتمتعن بصحة جيدة، ولكن أيضاً السيدات المصابات بسرطان الثدي نريد لهن ان يُعالجن بشكل جيد من ناحية الدعم المادي والنفسي والمعنوي، ونقيم حلقات معهن لكي يحصلن على أفضل علاج ويشفين من المرض. وفي حالات الكشف المبكر او الحالات المتقدمة موضعياً اللواتي نعطيهن العلاج الكيميائي نلجأ كاختصاصيين الى تصغير الورم عندهن من ثم نقوم بالجراحة، أيضاً في الجامعة الأميركية في بيروت نقوم بجلسات نناقش فيه حالات السرطان اذ يشارك فيها كل الأطباء من مختلف الاختصاصات لنرى ما هي أفضل طريقة لنعالج فيها السيدة المصابة بسرطان الثدي.

وبالسؤال عن أبرز الصعوبات التي تواجههم في الجمعية يقول:

- الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي تعمل جاهدة لمواجهة كل الصعاب، كما ان نائب رئيس الجمعية السيدة ميرنا الصبّاح حب الله وهي ناجية من السرطان اذ قمت بمعالجتها منذ 12 سنة هي نشيطة جداً وتعمل باستمرار في هذه الجمعية. وطبعاً لدى الجمعية سيدات نجين من المرض وهن أعضاء الهيئة الادارية وجميعهن ناشطات يتطوعن للمساعدة. والصعوبة التي نواجهها هي تلبية حاجات كل المواطنين، فتأمين المال ليس سهلاً، لهذا نضطر ان نقدم جزءاً من المساعدات، وطبعاً نحب ان تكون سبل العلاج الحديثة متوافرة لكل الناس، ومن جهتنا نحاول قدر المستطاع ان نساعد كل المصابات بسرطان الثدي.