تفاصيل الخبر

اذا استمر الاضطهاد والقتل بحق الآشوريين، فلن يبقى آشورياً واحداً في سوريا والعراق!

17/04/2015
اذا استمر الاضطهاد والقتل بحق الآشوريين، فلن يبقى آشورياً واحداً في سوريا والعراق!

اذا استمر الاضطهاد والقتل بحق الآشوريين، فلن يبقى آشورياً واحداً في سوريا والعراق!

بقلم وردية بطرس 

آشور-كيواركيسان هجرة الآشوريين من سوريا والعراق ليست جديدة ولكن مع تفاقم الازمة في سوريا، واجتياح <داعش> لمحافظة نينوى في العراق ازدادت هجرة العائلات الآشورية الى أوروبا وأميركا.ومثلت هذه الاعتداءات حلقة جديدة من سلسلة صراعات وجد الآشوريون أنفسهم في وسطها، وهم لم يكونوا يوماً طرفاً في أي نزاع أو صراع. لقد تعرض الآشوريون في سوريا والعراق في الآونة الأخيرة لأعمال عنف من قبل تنظيم <داعش>. ففي العراق يسيطر التنظيم على محافظة نينوى حيث يسكنها الآشوريون منذ آلاف السنين.  كما تعرضت مدينة نمرود التي تمثل ارثاً ثقافياً عالمياً وللآشوريين بصفة خاصة للتدمير على يد <داعش>. أما في سوريا، فوقعت مأساة الآشوريين في الحسكة فجر يوم 23 شباط (فبراير) الماضي حين اجتاحت <داعش> جميع القرى الآشورية في سهل الخابور البالغة 34 قرية، فقتل العديد من السكان وخطف التنظيم نحو 250 آشورياً نصفهم من النساء والأطفال، كما أحرق العديد من الكنائس، وتسبب في تهجير ونزوح أكثر من 1500 عائلة آشورية من قراهم ولجوئهم الى مدينتي الحسكة والقامشلي، كما انه تم نهب وسرقة جميع الآليات والمعدات الزراعية والصناعية والتجارية من القرى والبلدات الآشورية، حتى الكنائس لم تسلم من عمليات السطو والنهب التي قام بها عناصر <داعش>. فهذا المشهد المأساوي أدى الى موجة نزوح جديدة لكثير من العائلات الآشورية الى لبنان ومنه الى اوروبا وأميركا. وأضحت القرى الآشورية الـ34 فارغة تماماً من سكانها. فالعائلات الآشورية لم تجد خياراً آخراً سوى اللجوء الى مطرانية الطائفة الآشورية في مدينة الحسكة، والبعض الآخر لجأ الى أقاربه في الحسكة. ولكن بسبب الظروف المعيشية الصعبة انتقل قسم منها الى لبنان بهدف السفر الى الخارج.

لا شك ان شعوب المنطقة عانوا الكثير بسبب الحروب والصراعات والانقسامات، ولكن معاناة الآشوريين فاقت التصور وكانوا يدفعون الثمن بالرغم من انهم كانوا على الحياد ولم يتسببوا بأي مواجهة ضد أي طرف... والتاريخ يشهد على ذلك، لقد كان الآشوريون يتمركزون في شمال العراق وجنوب ايران وشرق تركيا وشرق سوريا، وبعد الحرب العالمية الأولى، قُسمت البلدان وبدأوا يواجهون الاضطهادات من تركيا والحكومات العراقية، فهاجر بعضهم الى روسيا وجورجيا وأرمينيا. وبعد <الثورة البولشيفية>، انتشر الجوع وهربوا من روسيا الى لبنان ولكنهم لم يستثمروا المال لشراء الأراضي والممتلكات لأن نيتهم كانت دائماً العودة الى بلدهم. وفي العام 1933 وبعد مجزرة سيمالي في شمال العراق، نزح قسم آخر الى سوريا ومكث في الحسكة (سهل الخابور) في ظل الانتداب الفرنسي. وعند نيلهم الجنسية السورية، انخرطوا في الحياة السورية وعملوا في الزراعة. أما من نزح منهم الى لبنان، فعادوا وهاجروا بعد الحرب اللبنانية (1975 - 1990 ) الى استراليا وأميركا وأوروبا، فقل عددهم ليصبح الباقون لبنانيين عملاً بمرسوم التجنيس عام 1993. إلا ان وضع الآشوريين ازداد سوءاً مع سقوط نظام صدام حسين نتيجة طغيان الأصولية المتشددة الى ان لجأوا الى لبنان للاحتماء من نار ذلك الطغيان والانتقال الى مكان أكثر أماناً.

فما هو عدد الآشوريين في لبنان واين يتوزعون؟ وماذا عن عدد العائلات الآشورية التي فرت من سوريا الى لبنان لتهاجر الى اوروبا وأميركا بحثاً عن حياة آمنة وكريمة؟

أهداف حركة آشور الوطنية

<الأفكار> التقت الباحث ومؤسس ورئيس حركة آشور الوطنية الأستاذ آشور كيواركيس الذي كان له جولات في عدد من العواصم الأوروبية والولايات المتحدة وروسيا لبحث التطورات الأخيرة والخطر الذي يواجه الآشوريين في سوريا والعراق وكان لنا حديث عن الواقع الآشوري خصوصاً بعد سلسلة الاعتداءات على الشعب الآشوري في سوريا والعراق. وفي البداية سألنا السيد آشور كيواركيس عن تأسيس حركة آشور الوطنية وعن أهدافها وأين تنشط، فقال:

- نحن حركة قومية آشورية، تتوزع فروعنا بين لبنان وأوروبا. تأسسست حركة آشور الوطنية في نيسان (أبريل) 2012 بعلم وخبر من وزارة الداخلية اللبنانية، هدفنا هو مساعدة الشعب الآشوري أينما كان في المجالات كافة، وبشكل أساسي نعمل على نيل الاعتراف العالمي بعمليات القتل التي جرت على يد الأتراك والأكراد خلال الحرب العالمية الأولى بحق الآشوريين، على أنها ابادة جماعية وفق التعريف الدولي للكلمة، كما تهدف الحركة الى نيل الحماية الدولية للآشوريين في العراق وهذا هدف أساسي.

ــ وهل حركة آشور الوطنية هي حركة عالمية؟

- بدأنا من لبنان، ثم أكملنا في أوروبا حيث لدينا الآن فروع في السويد والنروج، وخلال الشهر الجاري سنؤسس تجمعات جديدة في <ستوكهولم> في السويد، و<فيزبادن> و<بوركن> في المانيا، وكذلك في الدانمارك وبعدها تتحول الى فروع أيضاً، هذا من ضمن الأهداف التنظيمية للحركة ويجب ان نعمل بهذا الشكل تمهيداً لرفع الصوت الآشوري في المهجر.

ــ وماذا عن العراق؟ وهل تنشط الحركة هناك؟

- لا نستطيع ان ننشط في العراق كما لا تستطيع حركة حماس ان تنشط في تل أبيب. نحن نعتبر الدولة العراقية مسؤولة عن مأساتنا ولا نثق بها كونها تتألف من التيارات كافة التي عملت وتعمل وستعمل على تهجير الآشوريين سواء كانت تيارات أسلمة أم تكريد.

الطائفة الآشورية في لبنان

 

ــ بالنسبة للطائفة الآشورية في لبنان: ما هو عدد الآشوريين في لبنان؟ وأين يتوزعون؟ وماذا عن وضعهم الاجتماعي والمعيشي؟

- الآشوريون هم من السريان والكلدان والكنيسة الشرقية الآشورية (المعروفة في لبنان خطأ بالطائفة الآشورية). يبلغ عدد الآشوريين في لبنان اليوم حوالى 100,000 من الطوائف كافة، ومنهم حوالى 60,000 من المهجرين من سوريا والعراق. أما الكنيسة الشرقية الآشورية، فيبلغ عدد أبنائها حوالى 15,000 منهم حوالى 7000 من المهجرين من العراق وسوريا، يتوزعون على سد البوشرية في قضاء المتن، والأشرفية، وبعبدا، والحدث وزحلة. أما وضعهم المعيشي وأعني المهجّرين منهم فسيئ جداً بسبب استغلالهم من قبل المؤجّرين وتدني الليرة السورية بحيث لم تعد مدخراتهم توفر لهم شيئاً قياساً مع سعر صرف الدولار، أضيفي الى ذلك قلة فرص العمل وغلاء المعيشة.

 

نزوح العائلات الآشورية من

 سوريا الى لبنان

ـــ مع تفاقم الأزمة في سوريا، فرت العائلات الآشورية من سوريا الى لبنان ومنها الى أوروبا وأميركا، فهلا شرحت لنا أكثر عن الواقع المرير للآشوريين الذين وصلوا الى لبنان هرباً من القتل والخطف من قبل <داعش> خصوصاً بعد سيطرة <داعش> على قرى الخابور؟ وما هو عدد الآشوريين الذين وصلوا الى لبنان حتى الساعة؟

- البعض منهم فقد الأمل بالعودة الى سوريا او العراق، ولكن قسماً منهم ينتظر عودة الأحوال الى طبيعتها ليعودوا. أما عدد الآشوريين الذين وصلوا من سوريا الى لبنان حتى الآن فهو حوالى 170,000منذ العام 2011، غادر منهم أكثر من 100,000 منذ بداية النزوح الأخير من سوريا. وقد بقي في سوريا حوالى 30,000 من الطوائف الآشورية كافة، وهم يتركزون في المناطق التي تسيطر عليها الدولة.

ــ وماذا عن المخطوفين الآشوريين لدى <داعش>؟ هناك حوالى 250 مخطوفاً، فهل من أمل بخصوصهم؟

- في الحقيقة، لا نستطيع التكهن حول مخطوفين لدى مجموعة كتنظيم الدولة الاسلامية، ولكن أستطيع ان أقول ان هناك مفاوضات تجري وحتى الآن لا جديد، ومن جهتنا نفضل عدم التحدث أكثر في الاعلام بخصوص هذا الموضوع.

 

الحماية الدولية

ــ كباحث ومؤسس حركة آشور الوطنية، هل تخشى من هجرة كبيرة للعائلات الآشورية الى اوروبا وأميركا اذا استمر الاضطهاد والقتل في سوريا والعراق؟

- اذا استمرت الحال كما هي، فلن يبقى آشورياً واحداً في أرضه خلال سنتين من الآن كحد أقصى، ولا حل لهم الا بالحماية الدولية في مناطق آمنة كما حصل بين السودان وجنوبه وقبلها في شمال العراق في العام 1990، فنحن شعب العراق الأصيل ويجب ان تخضع قضيتنا للقوانين الدولية بهذا الخصوص وأعني هنا الاعلان العالمي لحقوق الشعوب الأصيلة الصادر عن منظمة الأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) عام 2007 والذي يتحدث عن حق تقرير المصير للشعوب الأصيلة المعرضة للفناء.

ــ هناك اليوم استنكار عالمي لما تفعله <داعش>، فما هو موقف حركتكم من الذي يجري وما هي الخطوات التي تتبعونها في عملكم على التصدي لنتائج هذه الهجمة؟

- في الحقيقة نحن نعمل من أجل القضية الآشورية وليس من أجل التصدي لنتائج تنظيم الدولة الاسلامية، فهذا التنظيم ليس سوى أداة ستقضي عليها أميركا بعد اتمام مهمتها لتخلق أداة جديدة باسم جديد وتقضي عليها مجدداً وهكذا دواليك... ولكن قضيتنا هي ما نتعرض له من <أسلمة> و<تكريد> في العراق على يد تيارات نعرفها جيداً وتطل في وسائل الاعلام لتتحدث بالوطنيات، وأود التذكير بأنه بين 2003 و2014 تم تهجير مليون آشوري من أصل مليون وأربعمئة ألف وهذا كله قبل <داعش>. إذاً علينا عدم حصر مآساة الآشوريين بمسائل موقتة، فأراضينا يتم احتلالها من قبل الأكراد ويسمون آشور بـ<كردستان> أي <أرض الأكراد> وهذه اهانة للشعب الآشوري، كما يتم طرد الآشوريين من مناطق العراق كافة وخصوصاً من الموصل وبغداد بسكوت الدولة العراقية كون التيارات المعادية للآشوريين كافة هي مشاركة في مؤسسات الدولة العراقية سواء كانت تيارات دينية ام قومية.

ــ ولكن الآشوريين يلجأون دائماً الى مناطق السيطرة الكردية حين تتعرض لهم الجماعات الارهابية، ماذا عن ذلك؟

- هذا صحيح، لأن هناك ضمانات دولية ألا تتعرض مناطق الاحتلال الكردي لأي عمليات ارهابية وهذا ما أكده الرئيس الأميركي <باراك أوباما> في خطابه في آب (أغسطس) 2014 حين قال انه لن يسمح لتنظيم الدولة الاسلامية بمهاجمة مناطق السيطرة الكردية، أي ان هناك خارطة قد تم رسمها لتنظيم الدولة الاسلامية.

احتلال كردي لأراضي الآشوريين

في العراق

 

ــ تحدثت عن احتلال كردي لأراضي الآشوريين في العراق، كيف تقيم العلاقة الآشورية ــ الكردية في سوريا خصوصاً أنهم في خندق واحد؟

- في الحقيقة ليسوا في خندق واحد، فالأكراد في سوريا يحاربون لفرض ما يسمونه <كردستان سوريا> على الخارطة، أما الآشوريون فهم يدافعون عن قراهم ولم يدخلوا الصراع السوري ولم يفكروا في ذلك يوماً، أما بخصوص ما سميته بـ<خندق واحد> فهذا له تفسير ميداني، الآشوريون يدافعون بإمكانيات تثير الشفقة عن قراهم المحيطة ببلدة تل تمر الآشورية، أما الأكراد فيدافعون عن جسر تل تمر الذي يوصل منطقة الجزيرة بحلب، ضمن ما يعتبرونه <كردستان>، اذاً المنطقة بالنسبة لهم هي استراتيجية الى أبعد الحدود، ولكن الآشوريين لا يثقون بالأكراد وما يثبت شكوكهم هو نهب الأكراد مؤخراً للقرى الآشورية كافة بعد ان خرج منها تنظيم الدولة الاسلامية وهذا الأمر بشهادة شهود عيان وأنا أتحمل مسؤولية كلامي.

ــ كانت لك جولات في عدد من الدول الأميركية وأميركا وروسيا للمشاركة في المحاضرات والمؤتمرات لمناقشة وضع الآشوريين في المنطقة، فماذا لمست في تلك اللقاءات والمؤتمرات؟ وكيف يمكن مساعدة وانقاذ شعب يُقتلع من جذوره أمام مرأى ومسمع العالم كله؟

- نعم، كما قلت في البداية ان هدفنا هو نيل الحماية الدولية وهذا يتطلب عملاً شاقاً بسبب التشويه الاعلامي لما يجري في العراق وبسبب الدعاية الكاذبة لبعض الأطراف العنصرية على أنها تحمي المسيحيين، ونحن أول من بدأ بالعمل في أوروبا على الحماية الدولية للآشوريين ولكن الأوروبيين لم يأخذوا المسألة على محمل الجد، كونه كان هناك تقصير آشوري في هذه المسألة وهنا أحمّل الأحزاب الآشورية مسؤولية ذلك، وقد بدأنا منذ سنة ونصف السنة بالعمل مع روسيا حول أربعة ملفات مصيرية أحدها مسألة الحماية الدولية باعتبار روسيا دولة عضو دائم في مجلس الأمن ومن المقرر أن أشارك ضمن الوفد الروسي قريباً الى <جنيف> للتحدث في مسألة الحماية الدولية للآشوريين.

ــ ولكن صدر قرار من البرلمان الأوروبي مؤخراً حول منطقة آمنة للآشوريين في العراق، ألا يعد هذا دفعاً لجهودكم الى الامام؟

- طبعاً هذا يعد دفعاً لجهودنا من ناحية المبدأ، ولكن من ناحية المضمون فإن القرار الأوروبي يحمل في طياته علامات خطيرة، وأنا أتحدث عن البند الثامن منه الذي طالب الآشوريين بالتعاون أكثر مع الأكراد على أنهم <حماة المسيحيين>، وهذا أمر منافٍ للحقيقة، فكما قلت سابقاً، ان الأكراد هم المشكلة الرئيسية بالنسبة للشعب الآشوري كونهم يعتمدون سياسة <تكريد الأرض والمجتمع> ونحن نعتبرهم محتلين لأرضنا لأنهم جاؤوها غزاة منذ تأسيس الامبراطورية العثمانية واليوم يجرون فيها تغييرات ديموغرافية على مزاجهم.

ــ في الذكرى المئوية الأولى للإبادة الجماعية، أين وصل الآشوريون في هذا الملف؟ وأي دول اعترفت بها؟

- في الحقيقة لقد تقدم الآشوريون في هذا الملف ولكن ليس بالشكل الكافي كما الاخوة الأرمن، وذلك لسببين: أولاً كون للأرمن أحزاب عمرها أكثر من مئة سنة، وثانياً كون ابادة الأرمن جرت أغلبها في المدن وهناك من وثقها مثل السفير الأميركي لدى الاحتلال التركي آنذاك <هنري مورغنتاو> وهو مصدر رسمي، وهناك أسباب تخص البيت الآشوري أهمها إهمال كنائسنا (كلدان، سريان، مشرقيون) لهذه المسألة بل وقوفها ضد نشرها... على أية حال ان الضعف الآشوري في هذه المسألة لا يبرر تشرذم الطاقات الأرمنية - الآشورية - اليونانية، فهناك اليوم تعاون مشترك ولكن يجب ان يكون أكثر وضوحاً وثباتاً... فهناك حوالى 600,000 آشوري تمت ابادتهم في تلك السنوات اي ما يعادل ثلثي الشعب الآشوري آنذاك وهي أعلى نسبة ابادة لشعب معين في تاريخ البشرية. أما بخصوص الجهات التي اعترفت بالإبادة الجماعية الآشورية فهي برلمانات وليست حكومات وهي سويسرا، السويد، ومؤخراً أرمينيا وهولندا، على أمل ان تعترف الحكومات ويزداد العدد لكي يتم وضع حد للتصرفات الهمجية بحق الشعوب الضعيفة سواء ان كانت تركيا المُدانة أو غيرها.

ــ وما هي علاقة حركة آشور الوطنية بالتيارات السياسية اللبنانية؟

- في الحقيقة يتركز عملنا في الخارج، ولا نتدخل في السياسة اللبنانية لأننا نفضل الابتعاد عن الاصطفافات في ما نراه من خلافات. نحن مع الدولة اللبنانية فقط لا غير أياً كانت الحكومة ومهما كان لونها، ولا مانع من ان نكون على اتصال بالأطراف السياسية كافة لنشارك كلبنانيين في بناء وطن شراكة حقيقي وضمن امكانياتنا المتواضعة.