تفاصيل الخبر

أطباء وممرضو وممرضات مستشفى رفيق الحريري الحكومي... الجنود في الصفوف الأمامية لمحاربة فيروس (كورونا)!

19/03/2020
أطباء وممرضو وممرضات مستشفى رفيق الحريري الحكومي... الجنود في الصفوف الأمامية لمحاربة فيروس (كورونا)!

أطباء وممرضو وممرضات مستشفى رفيق الحريري الحكومي... الجنود في الصفوف الأمامية لمحاربة فيروس (كورونا)!

 

بقلم وردية بطرس

[caption id="attachment_76175" align="aligncenter" width="573"] ممرضات في مستشفى رفيق الحريري (1)[/caption]

 

منسقة الجودة لمصلحة التمريض في مستشفى رفيق الحريري السيدة ريتا رعد: تحديّنا خوفنا وبُعدنا عن عائلاتنا لكي نقوم بواجبنا الانساني والوطني!

 

 

حتى كتابة هذه السطور بلغ مجموع الحالات المثبتة مخبرياً 120حالة اصابة بفيروس (كورونا) المستجد بما فيها الحالات التي تم تشخيصها في مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي وتلك المبلّغة من المستشفيات الأخرى المعتمدة من قبل الوزارة... ومع تفشي انتشار فيروس( كورونا )في لبنان أصبحت كل الأنظار موجهة الى مستشفى رفيق الحريري الذي يقوم الطاقم الطبي والتمريضي فيه بعمل جبّار في هذا الوقت العصيب الذي يشهده لبنان على جميع الأصعدة، فلقد سارع المستشفى منذ تسجيل اول حالة اصابة بفيروس كورونا المستجد الى تخصيص قسم من المستشفى لحالات (الكورونا) بحيث تم عزله كلياً عبر مدخل خاص منفصل كلياً عن مبنى المرضى العاديين... ومنذ أيام كان مدير عام مستشفى رفيق الحريري الدكتور فراس الأبيض قد خصّص جولة للاعلاميين شرح خلالها عن تجهيز المستشفى، وقال:

قمنا بتجهيز قسم في المستشفى لاستقبال المصابين بـ(الكورونا) وذلك بعد زيادة عدد المصابين به، وهذا القسم معزول عن باقي الأقسام ويخدم مرضى الـ(كورونا) بحيث لا يحتاج هؤلاء الى ان ينتقلوا الى أقسام أخرى، وهذا يخفّف كثيراً من انتقال العدوى، ويثبت دور المستشفى في جهوزية القطاع الصحي عموماً، ونحن نشارك في اجتماعات الوزارة وادارة الكوارث في السرايا بالتعاون مع بقية المؤسسات الصحية والجامعية... ولقد قمنا باستحداث هذا القسم وفصله عن باقي المستشفى افساحاً في المجال أمام باقي المرضى العاديين. وبالنسبة للعاملين في المستشفى وأهمية سلامتهم فقد تم اتخاذ اجراءات عدة هدفها سلامة العاملين في المستشفى لأن سلامتهم تضمن ديمومة العمل الصحي والطبي.

[caption id="attachment_76174" align="alignleft" width="150"] ممرضات في مستشفى رفيق الحريري (2)[/caption]

منسقة الجودة لمصلحة التمريض ريتا رعد وكيفية العمل!

أطباء وممرضون وممرضات تركوا عائلاتهم وأحباءهم ليخدموا مرضى الـ(كورونا) بكل تفان، فهم الجنود الذين يحاربون في الصفوف الأمامية لمواجهة هذا الفيروس القاتل، والجميع يثني على الجهود التي يبذلها الطاقم الطبي والتمريضي في المستشفى.

 (الأفكار) تحدثت مع منسقة الجودة لمصلحة التمريض السيدة ريتا رعد حول الاجراءات التي اتخذها الطاقم التمريضي منذ اليوم الأول لاستقبال المصابين بـ"(الكورونا)، فتقول:

نحن مسؤولون عن التخطيط، وعن تلبية حاجات الممرضين والممرضات بكل الطوابق المخصصة لـ(كورونا) في مستشفى رفيق الحريري... ففي الأيام العادية نضع سياسات واجراءات العمل ونراقب طريقة تطبيقها وكل ما يتعلق بالعمل التمريضي. ومنذ اليوم الأول الذي سُجل فيه اول حالة اصابة بفيروس (كورونا) المستجد بتاريخ 21 شباط (فبراير) 2020 تحضّرنا لمواجهة هذه المشكلة. أذكر انه في ذلك اليوم كنا قد أنهينا عملنا وتوجهنا الى منازلنا وما ان علمنا بتسجيل اول اصابة بالفيروس عدنا جميعاً الى المستشفى لكي نفتح أولاً القسم لأنه كان لدينا قسم صغير، اذ لدينا فقط أربعة أسرّة وبالتالي كان علينا ان نسرّع بتجهيز طوابق أخرى لاستقبال الحالات لأننا توقعّنا اصابات اضافية. وهكذا بدأ العمل منذ ذلك اليوم لغاية الآن، ونحن كقسم يتولى الأمور الادارية نعمل بشكل متواصل حتى خلال عطلة نهاية الأسبوع وحتى من بيوتنا لتلبية كل الموارد سواء الموارد البشرية او بما يتعلق بالترجمات الطبية او التعليمات: اي كيف يجب ان يعملوا في القسم التمريضي، وطريقة غسل اليدين، وكيفية ارتداء الألبسة الوقائية ونزعها عنهم بعد الانتهاء من العمل، وكيف يتم تعقيم كل شيء الى ما هنالك، فكل هذه الأمور علينا ان نكتبها ونعلّقها في المستشفى لكي يتبعّها كل الممرضين والممرضات من أجل سلامتهم وسلامة المرضى في المستشفى.

 

توعية الممرضات والممرضين من أجل سلامتهم!

*كما نعلم انه أحياناً حتى الممرضون والممرضات يتعرضون للاصابة بفيروس (كورونا) اثناء العمل التمريضي، فالى اي مدى تتم التوعية بهذا الخصوص حفاظاً على سلامتهم خصوصاً بعدما سُجلت حالات اصابة عند الممرضين في احدى مستشفيات لبنان؟

- نقدر ان نقول أنه منذ اليوم الأول الذي سُجل فيه اول اصابة بالـ(كورونا)، تداركنا الأمر وقمنا بتدوين كل التعليمات، وكنا في اليوم نفسه ندرّبهم على كل هذه الأمور. مع العلم انه كنا قد تحضّرنا للأمر منذ ان سجلت حالات اصابة بالـ(كورونا) في العالم، ولكن طبعاً زاد الأمر يوم سُجل اول اصابة بالـ(كورونا) في لبنان. وان كلاً من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة تؤمّنان لنا كل المستلزمات التي لها علاقة بالوقاية، وهذا أهم في ما في الأمر، اذ كما تعلمين ان المريض هو الأولوية ولكن الأولوية الآن هي ايضاً لحماية الطاقم الطبي الذي يعمل في مستشفى رفيق الحريري، والحمد لله فان كل شيء يتوافر لنا، وبدورنا نراقب جيداً اذ يتضمن عمل الفريق التمريضي ان يراقب كيفية حماية الطاقم بشكل فعّال، ولغاية الآن تسير الأمور بشكل جيد وان شاء الله نكمل بهذه الطريقة، فنحن نتقيّد بكل هذه الأمور لأن الخطر موجود دائماً، ولغاية الآن ونشكر الله على ذلك لم يسجل اي اصابة بين افراد الطاقم الطبي.

 *وهل عدد الممرضين والممرضات كاف في مستشفى رفيق الحريري؟

 - يعمل 80 ممرضاً وممرضة تقريباً مع الطاقم الطبي لمواجهة هذا الوباء، وكلهم على استعداد وجهوزية اذ لم يرفض أحدهم القيام بعمله على أكمل وجه منذ اليوم الأول لتسجيل اصابة بالـ(كورونا)، وانهم يستحقون كل التقدير والدعم المعنوي لأنهم تركوا أولادهم وعائلاتهم من أجل القيام بواجبهم الانساني والاعتناء بالمرضى المصابين بالـ(كورونا) بكل اخلاص وتفانٍ.

[caption id="attachment_76176" align="alignleft" width="128"] منسقة الجودة لمصلحة التمريض في مستشفى رفيق الحريري ريتا رعد[/caption]

*وهل تختلف الأعراض بين المصابين بالـ(كورونا)؟

- هناك قسم من المصابين لديهم أعراض متقدمة فيما القسم الآخر ليس لديهم أعراض متقدمة، وبالتالي عندما يصل المصابون الى قسم الطوارىء في المستشفى، تتم عملية الفرز للمرضى هناك بين الذين لديهم الأعراض والأشخاص الذين ليست لديهم أعراض فكل واحد يتم تحويله الى الطابق المناسب حسب اذا كانت لديه أعراض ام لا.  وان عدد المصابين يتغيّر اذ هناك أشخاص يخضعون للفحص في المرة الأولى فتأتي النتيجة سلبية، ولكننا نخضعهم للفحص لمرة ثانية فاذا جاءت النتيجة سلبية للمرة الثانية نطلب منهم ان يكملوا الحجر الصحي في منازلهم لمدة أسبوع او اسبوعين احتياطاً، وانه ليس لدي رقم محدد لكن تقريباً تكون نتائج الفحوصات يومياً ايجابية لخمسة او ستة أشخاص يخضعون للفحص.

مستشفى رفيق الحريري والعمل الانساني!

*وما هو عدد الأشخاص الذين يقصدون المستشفى للخضوع لفحص الـ(كورونا) يومياً؟

 - طبعاً هناك أشخاص يقصدون المستشفيات الخاصة للخضوع لفحص الـ(كورونا)، ولكن في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها لبنان هناك عدد هائل من الأشخاص الذين يقصدون مستشفى رفيق الحريري لاجراء فحص الـ(كورونا)، اذ يومياً يقصدنا أكثر من 150 شخصاً لاجراء الفحص، فالشباب في قسم الطوارىء لا يتوقفون عن العمل على مدار اليوم.

*كان هذا المستشفى يعاني من التقصير والنقص في المستلزمات الطبية، فكيف يتمكن القسم التمريضي في ظل الأزمة الصعبة التي يمرّ بهبا لبنان من القيام بكل هذه الأمور لمواجهة وباء الـ(كورونا)؟

 - أولاً لدى الممرضين والممرضات الارادة والولاء لمهنة التمريض التي اخترناها بأنفسنا، اذ اخترنا العمل الانساني والتضحية مهما كانت الظروف صعبة اذ سنواصل العمل حتى النهاية. صحيح كانت هناك أزمات وكنا نشارك في الاضرابات ولكن لم نقصّر يوماً بخدمة مريضنا، ولحسن الحظ انه لدى المستشفى ادارة جيدة جداً وفعّالة، والحمد لله ساعدتنا هذه الادارة فكانت نقلة نوعية خلال السنوات الخمس الأخيرة وذلك بفضل ادارة جيدة من قبل مدير عام المستشفى الدكتور فراس الأبيض، ومع الادارة الجيدة ومع ارادة الطاقم يصبح العمل فعّالاً وتكون خدمتنا جيدة لكل الناس.

*الناس يعلّقون الآمال على هذا المستشفى...

 - نأمل ان نكون فعلياً قد نقلنا الصورة الحلوة لكل الناس بالرغم من بشاعة الوضع الذي نمّر به، ولكن ثقة الناس بهذا المستشفى وخصوصاً بالمستشفى الحكومي أمر مهم، فهناك طاقم طبي وطاقم تمريضي يعمل جاهداً في سبيل خدمة المرضى، ولديه خبرات اكتسبها خلال العمل الطبي في السنوات الماضية على سبيل المثال عندما سُجلت حالات اصابة بالايبولا وغيرها من الفيروسات، بالاضافة الى الحوادث والكوارث التي وقعت في البلد. وكوني اعمل في مستشفى رفيق الحريري منذ العام 2007 اقول اننا نمّر بأسوأ أزمة لأن عدد الاصابات مرتفع كما يعلم الجميع، ونأمل ان نتخطاها اذ نستمر بالتجهيز ونفتح طوابق لأنه علينا ان نتوقع الأسوأ ولكن نأمل الا نصل الى هذا الحد من الانتشار.

 *وما هي التحديات التي يواجهها الممرضون والممرضات في مستشفى رفيق الحريري؟

- نحن نتحدى أولاً أنفسنا ونتحدى خوفنا ونتحدى أيضاً بعدنا عن أهالينا وعائلاتنا ونتخطى قلقنا، فهناك البعض قرر الا يذهب الى بيته منذ اليوم الأول من تسجيل اصابة بالـ(كورونا) اي انهم ينامون في المستشفى لأنهم خافوا من انتقال العدوى الى عائلاتهم. بالنسبة الينا كطاقم اداري نتمكن من الذهاب الى منازلنا ولكن الممرضين والممرضات فمنهم لا يغادرون المستشفى اي يبقون هنا ليلاً ونهاراً، وبالتالي هذا أكبر تحدٍ نظراً للخوف على سلامتنا وعلى سلامة أهلنا ولكننا نتخطى هذا الخوف لنخدم أكبر عدد ممكن من المرضى.

 *وماذا يقول لكم مدير عام المستشفى، هل هو متفائل او متشائم بما يتعلق بانتشار فيروس (كورونا) في لبنان؟

- المدير العام الدكتور فراس الأبيض يبذل قصارى جهده وكلنا ثقة به وبادارته اذ يعمل 24 على 24 لتأمين كل اللازم، كما انه يقوم بجولة على الممرضين والممرضات ويقول لهم: كل ما تحتاجون اليه سيتوافر لكم، وبأنهم بالفعل جنود يخوضون هذه المعركة، وفي كلامه دائماً دعم لهم، وهو يواكب كل الأمور.

*نرى في بعض الفيديوهات بعض الممرضات والممرضين يغنون ويرقصون لنشر التفاؤل والبسمة في أصعب الظروف...

 - بالفعل يعمل الممرضون والممرضات على نشر البسمة والتفاؤل أيضاً، ولقد حاولنا ان نتحدث مع طبيب نفسي لكي يتواصل معهم اذ ربما يشعر الممرض أنه يريد ان يتراجع عن اكمال العمل التمريضي  او ربما يكتئب، وبالتالي هناك طبيب نفسي يتواصل معهم عبر "الواتساب" لتقديم المساعدة عند الحاجة وللتخفيف من خوفهم وقلقهم، والحمد لله لغاية الآن يعمل الجميع بروح التفاؤل اذ كما رأيتم انهم يغنون ويرقصون لنشر الفرح في هذه الظروف الصعبة.