تفاصيل الخبر

استئصال تشوه وعائي كبير من عين طفل في عملية هي الأولى من نوعها في لبنان!

10/01/2020
استئصال تشوه وعائي كبير من عين طفل في عملية هي الأولى من نوعها في لبنان!

استئصال تشوه وعائي كبير من عين طفل في عملية هي الأولى من نوعها في لبنان!

 

بقلم وردية بطرس

 

 

الدكتور رمزي علم الدين: التقنيات الحديثة المتوافرة في الجامعة الأميركية ساعدتنا بانجاح العملية التي أجريت للمرة الأولى في لبنان!

ضمن اطار جهوده والتزامه بتوفير العلاجات الطبية المتطورة وأحدث التقنيات، نجح المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت مؤخراً باجراء عملية جراحية دقيقة وخطرة وفريدة من نوعها لاستئصال تشوه وعائي كبير من محجر عين طفل في الثامنة من العمر... ولقد أُجريت هذه العملية الجراحية النادرة والحديثة والتي استخدمت فيها تقنيات الجراحة الأقل توغلاً <Minimally Invasive> من قبل فريق متعدد التخصصات ضم الاختصاصي في أمراض وجراحة العيون الدكتور رمزي علم الدين، والاختصاصي في الأشعة التداخلية الدكتور نديم المعلم. وقد هدفت العملية الجراحية الى ازالة ورم يتكون من أوعية دموية متضخمة كانت تضغط على العين وتسبب تشوهاً وفقداناً للنظر <Vascular Malformation>.

من جهته قال الدكتور رمزي علم الدين:

- خلال الجراحة تم تخطيط الكتلة اشعاعياً، ثم ملؤها بغراء متخصص بتصلب الأوعية الدموية غير الطبيعية، وذلك للسماح باستئصالها جراحياً مع الحد من خطر حدوث نزيف او أذى على بنية العين الحرجة.

وبدوره علّق الدكتور نديم المعلم على هذا الانجاز وقال:

- هذه العملية هي دليل آخر على ان المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على المسار الصحيح كمركز طبي رائد في لبنان والمنطقة، وذلك اننا من خلال اعتماد التقنيات والمهارات المتقدمة نساهم في انقاذ نظر وحياة الكثيرين.

وان نجاح هذه الحالة يدل على امكانيات وقدرات المركز الطبي في معالجة الحالات المعقدة والصعبة والتي كانت تستوجب من المريض طلب العلاج في الخارج، كما ان هذا النجاح الذي تحقق من شأنه ان يعزز من موقع المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت ومعه لبنان كوجهة رائدة للحالات الحرجة والعلاجات الجراحية.

فكيف أجريت العملية؟ وماذا عن التقنية الحديثة؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على رئيس قسم تجميل وترميم العيون والوجه في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور رمزي علم الدين وهو أستاذ مساعد في الجامعة الأميركية في بيروت، ونسأله عن التخصص بمحجر العين فيقول:

- بعدما أنهيت تخصصي في العيون تخصصت في تجميل الوجه والعين ليس من الناحية التجميلية ولكن لمعالجة الأورام وترميم الوجه، وهذا الاختصاص بمحجر العين ليس منتشراً كثيراً في لبنان اذ هناك متخصصون اقل من عدد اصابع اليد، اذ نعرف بعضنا البعض ونعلم جيداً ما هي العمليات التي أجريت وما هي التقنيات الحديثة، ومن حسن حظي انني درست في جامعة كاليفورنيا ــ سان دييغو في الولايات المتحدة الأميركية وأساتذتي في تلك الجامعة هم الأفضل في العالم في هذا الاختصاص، اذ كانوا من أوائل الأطباء الذين اجروا هذه العملية وكتبوا عنها مقالات اذ كتُبت ابحاث عن هذه التقنية، ومن حسن حظي اخذت معي هذه التقنية الى لبنان ونفذتها هنا، فبعدما انهيت دراستي وتخصصي عدت الى لبنان بطلب من الجامعة الأميركية في بيروت اذ أرادوا توسيع القسم هنا، وهذا ما حصل اذ انني كرئيس قسم تجميل وترميم العيون والوجه في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت اكرس وقتي بالكامل للجامعة الأميركية في بيروت، وهذا القسم تابع لقسم العيون في المستشفى.

ــ وكيف أجريت عملية استئصال تشوه وعائي من عين الطفل والتي هي أول عملية من نوعها في لبنان؟

- باللغة الانكليزية هي <Vascular> وهي عبارة عن كتلة شرايين، اذ انها شرايين دم ولكنها ليست طبيعية بل بدأت تنمو يعني اصبح هناك ورم، ولكن هذا الورم لم يتكوّن من أنسجة عادية بل من الشرايين، والخوف عندما نقوم بقصها انه قد نلمس الشرايين أثناء القص، اذ ستنزف الشرايين مثل اي شريان عندما يُجرح، وبالتالي هناك خطر من ان يحدث النزيف وراء العين وكما هو معروف ان العين تتواجد في <Orbit> او محجر العين، ومحجر العين هو منطقة حساسة جداً اذ فيها العصب البصري وعضلات العين التي تحرك العين والجفن، وبالتالي التركيبة وراء العين حساسة جداً، لهذا نخاف عندما يحدث نزيف ان يؤثر على عصب العين او ان يؤثر على بقية الأعصاب ويسبب مشكلة، وأيضاً العين حساسة اذ لا يقدرون ان يصلوا اليها لأنها ليست موصولة كثيراً بالشرايين، وما قمنا به بهذه الطريقة الجديدة اننا دخلنا بالعملية الى داخل العين جراحياً حيث تبيّن ان هناك ورماً، وعندما وجدنا الورم استخدمنا الحقنة اذ قمنا أولاً بالتخطيط لنرى الى اين تصل هذه الشرايين، وعندما وجدنا انها محصورة فقط في العين وضعنا نوعاً من صمغ جراحي يجمّد الشرايين ليزول منها الدم، وبهذه الطريقة استطعنا ان نزيلها جراحياً بدون ان ينزف ولا نقطة دم. اذاً هكذا اجرينا العملية ومن ثم قمنا باغلاق العين طبعاً بطريقة تجميلية، وهذه العملية تُجرى للمرة الأولى في لبنان.

أسباب الاصابة بتشوه وعائي في العين!

 

ــ وما هي الأسباب التي تؤدي للاصابة بتشوه وعائي في العين والتي تستوجب اجراء العملية الجراحية لها؟

- عادة هذا يحدث بشكل خُلقي وهي حالة نادرة وهذا جيد لأنها حالات نادرة، ولكن ما يحدث انه عندما يُولد الطفل يكون مصاباً بهذه المشكلة وكلما كبر الطفل يكبر الورم أكثر، وهذا الطفل الذي اجرينا له العملية كان قد وصل الى مرحلة اصبح فيها الورم يضغط على عصب العين ويؤثر على النظر، فكما تعلمين عندما يكون هناك اي ضغط على عصب العين يؤدي ذلك الى فقدان النظر، مثل اي عصب في جسم الانسان يحدث فيه ضرر، وبالتالي هذا ما حصل للطفل اذ كان يفقد النظر تدريجياً ويعاني من جحوظ العين بشكل كبير.

ــ وهل اعلمتم الأهل بأن هذه العملية ستُجرى للمرة الأولى في لبنان؟

- بالنسبة الي فلم تكن اول مرة التي اقوم بهذا النوع من العمليات الجراحية، اذ سبق ان اجريت عملية مشابهة لها اثناء تخصصي في الولايات المتحدة، وبالتالي تشجع الأهل كما انهما ارادا اخضاع ابنهما لهذه العملية بعدما لاحظا انه بدأ يفقد نظره تدريجياً وهو بعمر الثامنة، وبالتالي لاحظا ان ابنهم يفقد النظر بين الحين والآخر فطلبا منا اجراء العملية، وطبعاً سأل الأهل قبل ان يأتيا الي اذ كما تعلمين ان اللبناني يحب ان يسأل ويعرف آراء عدد من الأطباء وليس رأي طبيب واحد للتأكد من كل شيء، واعتقد انهما ارسلا ملف ابنهم الى مركز طبي مهم في بلجيكا وكان الجواب نفسه ويتطابق مع ما قلته لهما، وعندما علما ان التقنية نفسها تُستخدم في مستشفى الجامعة الأميركية قررا ان يخضعا ابنهما لهذه العملية في لبنان... والحمد لله وضع الطفل جيد اذ عادت العين الى مكانها وتحسن النظر وقد ازلنا الورم وهو مرتاح وسعيد بالنتيجة.

ــ وهل كانت هناك مخاطرة اثناء اجراء العملية كونها عملية دقيقة؟

- طبعاً العملية حساسة جداً اذ ان اي نزيف يحدث ممكن على اثره ان تتأذى تركيبة او هيكل العين، ولكن أية عملية مهما كانت صعبة ويعجز عنها الطب في لبنان او في سوريا او العراق وكل المنطقة العربية فيقولون للمريض ليس امامك سوى ان تقصد مستشفى الجامعة الأميركية لتلقى العلاج الجيد والفعال، ولقد عالجنا حالات تتعلق بمحجر العين وحالات مستعصية وصعبة، وبالتالي اعتدنا على معالجة هذه الحالات الصعبة واننا نضع الأهل بالصورة ونشرح لهم كل شيء.

التقنيات الحديثة في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت!

ــ لا شك ان لبراعة الطبيب اهمية بمعالجة المرضى ولكن الى اي مدى تساعد التقنيات الحديثة عندما تتوافر في المستشفى وتلعب دوراً كبيراً بانجاح العملية؟

- اي طبيب ناجح او اختصاصي ناجح يحتاج للتقنيات الحديثة لانجاح العملية، طبعاً اولاً يجب ان تتوافر لدى الطبيب القدرات الطبية والتقنيات الجراحية التي يقدر ان يجريها، ولكي يكون الطبيب ناجحاً اليوم عليه ان يعتمد على تكنولوجيا عالية، اي يجب ان يكون هناك مركز يعتمد التكنولوجيا بمستوى عال كما يعتمد على العمل الجماعي اي يجب ان يكون هناك فريق طبي متكامل دائماً، وهذا برأي جوهري ولهذا فان اهم الجامعات في العالم لا تعمل الا بهذه الطريقة. ولقد اجريت هذه العملية بالتعاون مع الدكتور نديم المعلم اذ بدونه لم تكن لتُجرى هذه العملية. على سبيل المثال لدى قسم العيون في مستشفى الجامعة الأميركية 13 طبيباً، وكل طبيب يقوم باختصاص معين: مثلاً هناك اختصاصي في الماء الزرقاء فيجري هذه العملية، وهناك الطبيب المتخصص بالورم اذ يقوم بمعالجة الورم وهكذا دواليك، اي كل واحد يقوم بعمله ضمن تخصصه وهذا أمر يتكامل مع بعضه البعض، وهذا ما يميز مستشفى الجامعة الأميركية... وتُجرى العمليات في مستشفى الجامعة الأميركية على مستوى عال اذ يتميز المستشفى بأن الطبيب يقوم بعمل أكاديمي أيضاً الى جانب عمله كطبيب، اذ ان الأطباء المقيمين يجرون الأبحاث وفي الوقت نفسه عندما نعاين المرضى نتعامل معهم كانسان ونرى كيف نقدر ان نساعدهم، ومن جهته يشعر المريض بذلك وباهتمام الأطباء به وليس انه اتى لتلقي العلاج فحسب بل يحظى بالاهتمام وهذا أمر مهم جداً.

ــ الى اي مدى يتوجب على الأهل التنبه لأي مشكلة تحدث مع طفلهم وعدم التساهل خصوصاً عندما يتعلق الامر بالعين كونها عضواً حساساً جداً؟

- كما تعلمين لدى الجامعة الأميركية في بيروت مركز سرطان الأطفال ولدينا مركز بداخل مركز سرطان الأطفال لمعالجة حالات الأورام في العين، اذ طبعاً العين هي كأي منطقة في الجسم عرضة لان تُصاب بأمراض وسرطانات ومشاكل عديدة، لذلك عندما يشك الأهل بأي شيء يجب عليهم اصطحاب اولادهم الى طبيب العيون أولاً، وثانياً على صحة السلامة يجب ان يأخذ الأهل طفلهم الى طبيب العيون عند يكون طفلاً صغيراً وليس بعد بلوغه سن الخامسة او السادسة.

ويتابع:

- يجب ان يعتمد الأشخاص على الأماكن التي يكون فيها تركيز على المريض وليس التركيز بشكل عام لأننا اذا اردنا ان يتطور البلد فيجب ان يتطور الطب أيضاً، ولكي يتقدم الطب يجب ان يلتقي الأطباء ببعضهم البعض وان يتعاونوا في ما بينهم كما حصل في هذه العملية الجراحية اذ كان هناك طبيب العيون وجراح التجميل وطبيب الأشعة الذي يقوم بعمل جديد في مجال الأشعة اي يجب ان تجتمع كل هذه الأمور مع بعضها لكي تعطي نتيجة فعالة، وبالتالي التعاون بين الأطباء هو الذي يؤدي الى تطور الطب وتطور التكنولوجيا.

ــ انجزت الجامعة الأميركية في بيروت اربعة انجازات طبية مهمة وهذه العملية هي واحدة من هذه الانجازات، فكيف تشعر كطبيب عندما ترى هذه النتائج؟

- نحن كأطباء نسعد بنهاية العام عندما نرى كل المرضى والحالات التي عالجناها خلال العام، وكل هذه الحالات الصعبة والمستعصية التي تمت معالجتها عندنا في المستشفى اذ يكفي ان نراهم من جديد بحالة جيدة فهذا يبعث فينا الفرح والأمل، وحتى اذا لم يُسلط الضوء على هذه الحالات في وسائل الاعلام يكفي ان نرى المرضى تحسنوا واستعادوا صحتهم وعافيتهم واستطعنا ان نصبح جزءاً ايجابياً في حياتهم، فبالنسبة الينا هذه أجمل هدية نتلقاها في بداية السنة الجديدة. ودائماً لدينا خطط جديدة لنقوم بها لأننا نريد ان يتطور بلدنا واذا لم نناضل فلمَن سنترك البلد؟ علينا ان نعمل جاهدين لتحقيق الانجازات. بالأمس اجريت عملية لمرضى اتوا من اميركا وصلوا الى دمشق ومن هناك اكملوا الى بيروت لنجري لهم عملية، والأسبوع المقبل سنجري عملية لأناس قادمين من دبي، اذ بالرغم من كل ما يمر به البلد من ظروف صعبة لا يزال المرضى من مختلف البلدان يأتون الى لبنان لتلقي العلاج هنا اذ تأتينا حالات من دبي وأوروبا وأميركا، واصبح الناس في كل العالم يعرفون عما يحققه الأطباء في لبنان ولهذا يأتون من كل مكان لتلقي العلاج في بلدنا وهذا أمر مهم جداً.